هل اتخذ سامي الجابر شهادة التدريب «الإنجليزية» ذريعة للرحيل من الهلال؟!

أبواب المعهد المفتوحة على مدار العام تناقض حديث مدير الكرة بالهلال بشأن الفرصة «النادرة»

TT

«معهد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم» وجهة قادمة أعلن عنها مدير الكرة بنادي الهلال سامي الجابر الذي يطمح للحصول على أعلى شهادات التدريب من ذلك المعهد المتخصص، بعد أن أسهم في تخريج العديد من القامات التدريبية الكبيرة التي تعتبر محفزا للجابر من أجل الالتحاق به، حيث لم يخفِ توجهه الجديد نحو التدريب بعد أن وافق على تولي القيادة الفنية للفريق الأزرق في إياب كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال أمام الاتحاد 1-1.

وأوضح المعهد الإنجليزي عبر موقعه على الإنترنت أن أبوابه مفتوحة لكافة الراغبين بالانخراط في سلك التدريب في أي وقت شاءوا، مشيرا إلى أنه يستقبل كافة الطلبات من جميع دول العالم، ويقدم العديد من البرامج التدريبية المتنوعة وفق مستويات متفاوتة حسب ما تتطلبه حاجة المتدرب، وليس هناك عائق للدخول في المعهد سوى أن يكون المتقدم أقل من 16 عاما، ويوفر المعهد العديد من الدورات ابتداء من المستوى الأساسي الذي يكشف عن أبجديات التدريب ومرورا بالرخصة المتطورة في التدريب، ومستوى الاتحاد الأوروبي، والرخصة الدولية للتدريب، إلى جانب التخصص في تدريب الحراس واللياقة والمعاقين.

ويشير المعهد الإنجليزي إلى إمكانية تلقي الدورات الخاصة بالمدربين إما عن طريق الحضور إلى الكليات والمدارس المنتشرة في كافة أنحاء بريطانيا، أو تلقيها بالتعليم عن بُعد بواسطة الإنترنت، مع إمكانية إيصال الشهادة والرخصة إلى مكان وجود المتدرب، مبينا أن تكلفة الدورات تختلف من حيث مدتها وعدد الساعات النظرية والعملية، فكلما كانت مدة الدورة أطول فإن ذلك سيضاعف المبالغ التي يتقاضاها المعهد.

والآلية التي يسير وفقها المعهد الإنجليزي لكرة القدم تثير العديد من التساؤلات حول ما قاله سامي الجابر في صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حينما قال: هو عرض قدم لي للحصول على الشهادة الأعلى للتدريب من أقوى وأشهر المعاهد على مستوى العالم، وقد حصل على هذه الشهادة التدريبية من هذا المعهد والتي تعتبر ذات التصنيف الأعلى في عالم التدريب في كرة القدم والمعترف بها من الاتحاد الدولي الكثير من المدربين والمستشارين والمديرين الفنيين حول العالم، وأن هذه الدورة سوف تستغرق فترة قصيرة لن تؤثر على سير الفريق، وهي بالأساس تأخذ وقتا أطول بكثير لولا أن لديّ سيرة ذاتية أسهمت في تقليل المدة بشكل كبير. وفي مقابل هذا الحديث يرى المعهد أن جميع الدورات التي يقدمها قابلة لأن تكون مكثفة ويتم تلقيها في وقت قصير، مما يعني أن السيرة الذاتية ليست ضرورية في مسألة اختصار الوقت، إلى جانب إمكانية تلقيها طوال فترات السنة دون أن يكون لها تاريخ محدد، وهذا يبعث استياء العديد من جماهير الهلال الذين كانوا ينتظرون من مدير الكرة أن يقف إلى جانب الفريق في هذا التوقيت المهم والحرج الذي دائما ما يلازم مرحلة البدايات، خصوصا في ظل وجود مدير فني جديد كالألماني توماس دول الذي لم يتوصّل بعد إلى معرفة كاملة للاعبين مما يستلزم وجود رجل خبير من داخل البيت الأزرق يمتلك قدرات فنية تساعده على شرح بعض الجوانب للمدرب وإيصال المعلومة له بالشكل السليم، وما دامت هناك إمكانية أمام الجابر لتأجيل هذه الدورة التي يستطيع أخذها في وقت آخر فإن التمسك بها في هذه المرحلة يبعث القلق مما قد يوحي بأنه يحاول الابتعاد عن أجواء النادي، خصوصا أن المسؤولية في الآونة الأخيرة أصبحت مضاعفة عليه، سواء على الصعيد الإداري أو الفني، إلا أن الجابر يبدو أنه يسعى لقضاء رحلة تعليمية يبتعد من خلالها عن الضغوطات الكبيرة التي واجهها في الفترة الماضية، خصوصا أن أصابع الاتهام توجهت إليه عندما قامت الإدارة بإعارة ياسر القحطاني إلى نادي العين الإماراتي، وكذلك انتقال عزيز للشباب، ناهيك عما أحاط بالدعيع محمد وعمر الغامدي وسط محاولات متعددة لإلصاق تهمة محاربة النجوم بالجابر الذي التزم الصمت حيال تلك الاتهامات.

والحديث الوارد في موقع المعهد الإنجليزي للتدريب تنافى مع ما ذكره الجابر، حيث قال الأخير: إن هذه الفرصة للحصول على الشهادة من هذا المعهد لا تأتي بسهولة، ومن مصلحتي أن أنتهز هذه الفرصة التي أعتقد جازما أنها ستثري مسيرتي الرياضية. أما المعهد فهو يؤكد بأنه كغيره من المعاهد التي تستقبل كافة المتقدمين بعد أن يصلها القيمة المخصصة للدورة التي ينوي المتدرب تعلمها، وهو ما يجعل حديث الجابر غير دقيق، ويشير إلى أن هناك أمرا آخر لم يفصح عنه مدير الكرة بالنادي الأزرق حتى اللحظة، خصوصا أن فكرة الذهاب إلى التدريب جاءت في وقت قصير جدا ودون سابق إنذار وسط صمت كبير من قِبل إدارة النادي التي يبدو أنها تخشى ردة فعل الجماهير الهلالية، لا سيما أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد قد وعدها بأنه سيجعل الجابر ملتزما بشكل كلي مع الفريق هذا الموسم بعد أن كان يعمل محللا رياضيا في إحدى القنوات الموسم الماضي فضلا عن عمله كسفير لملف قطر الذي اضطره للسفر كثيرا في العام الماضي، وهو ما جعله يبتعد عن النادي في العديد من المناسبات المهمة التي من المفترض أن يكون موجودا فيها، خصوصا أنه من أكثر اللاعبين قربا لما يحدث داخل الكيان الأزرق الذي باتت مطالبات جماهيره ملحة من أجل تحقيق البطولة الآسيوية التي استعصت عليهم منذ أعوام.