الإنتر يخذل جماهيره ويسقط على ملعب سان سيرو أمام طرابزون التركي

سجّل بداية سيئة في مشواره الأوروبي.. وموراتي يرفض اعتبار مباراة روما حاسمة

TT

في مفاجأة مدوية سقط فريق الإنتر الإيطالي، حامل لقب البطولة في نسختها قبل الماضية، على ملعبه في سان سيرو ووسط جمهوره أمام فريق طرابزون سبور التركي، بهدف نظيف سجّله سيلوستكا في الدقيقة الـ31 من الشوط الثاني، وذلك ضمن أولى جولات المجموعة الثانية لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

بات رسميا أن الذنب لا يتحمله خط الدفاع بثلاثة لاعبين، فقد لعب الإنتر أول من أمس بطريقة 4 - 3 - 3. الأخطاء كثيرة، وجسيمة وعامة، إذا كان الإنتر قد وضع الهزيمة الرسمية الثالثة له على التوالي، بعدما كان قد خسر أمام الميلان في كأس السوبر الإيطالية، ثم باليرمو في مستهل لقاءات الدوري الإيطالي، وهو ما لم يحدث منذ 90 عاما، وموسم 1921 - 1922 . إنه إخفاق تاريخي، وأمام فريق متواضع جدا، طرابزون سبور، الذي لم يفُز خارج ملعبه أوروبيا منذ أغسطس (آب) 2009. أخطاء باتزيني وميليتو كانت حاسمة، وباتت مسيرة البطولة الأوروبية الكبرى شاقة من بدايتها، ومسيرة غاسبريني أكثر صعوبة، حيث يواجه خطر أن يجد نفسه السبت المقبل في نهاية الخط.

وقد بدأ الإنتر المباراة بمزيج من أفكار غاسبريني وعكسها، فقد أشرك باتزيني وشنايدر، والدفاع بأربعة لاعبين بدلا من ثلاثة، لكن أمامهم سيضع ثلاثة كما يروق له، وهكذا انطلق شنايدر من الجهة اليسرى وزاراتي في اليمنى. وبعد مرور ربع ساعة من الأداء الباهر أكمل المدير الفني ثورته الداخلية وعاد لطريقة «الرومبو» المحببة إلى أنصار ومسؤولي الإنتر، ووضع اللاعب الهولندي خلف رأسي الحربة، لم تتغير الأمور كثيرا لأن المشكلات تظل على عاتق اللاعبين الأربعة، في خط وسط ثابت ومرتعش، ولا يدفع إلى الأمام ولا يخلق جملا تكتيكية. كامبياسو ظل متراجعا، وقام بدور المساك مع مهاجمي الخصم، بينما ظهر زانيتي في إرهاق بدني ملحوظ، ومع تأخر اللاعبين الأرجنتينيين إلى الخلف هكذا، بات الدفاع بستة لاعبين، أمام فريق طرابزون الذي يدفع برأس حربة وحيد هو باولو هنريكي ومن خلفه خمسة لاعبي وسط أمام أربعة مدافعين. لم يكن غاسبريني في لاعب آخر في وسط الملعب في أي وقت مضى أكثر من هذه الليلة، لكن يبدو أن الدفاع بثلاثة كان خطأ الجميع.

السُبات: والنتيجة فريق طويل وبطيء وغريب في الملعب، والذي يعلق آماله بإحدى كرات شنايدر، أو انطلاقة زاراتي أو اختراق ناغاتومو، لكن من دون أي لعب منظم ومنطقي، وخصوصا من دون أي اعتماد على الجمل السريعة، ولذا وجد لاعبو الفريق التركي أنفسهم لا يعرقون. إن نبأ الخطورة التي يشكلها الإنتر تركز بين الدقيقتين الـ32 والـ33 للشوط الأول، حيث أنهى زاراتي هجمتين، ونصف عكسية خلفية لعبها باتزيني. الحسنة الوحيدة هي أن فريق طرابزون لم يدرك الصعوبات الضخمة التي يواجهها خصمه ورضي بالنجاة. ربما لم يصل لمدينة طرابزون شريط مباراة باليرمو - إنتر، أو، وهو الاحتمال الأكبر، أن في هذا الفريق المخلص، أكثر من كونه متواضعا، لا يوجد إيليتش وميكولي اللذان يجيدان لدغ الإنتر من خلال استغلال المساحات.

النهاية: في الشوط الثاني دفع غاسبريني بورقة ميليتو، ونظرا لوجود الدفاع التركي المستميت كان مناسبا الاحتفاظ بباتيزيني في الملعب وليس زاراتي، وبذلك يلعب بمهاجمين ومن خلفهما شنايدر. هناك بعض الشكوك أيضا حول تبديل ألفاريز - أوبي، فلماذا لم يتم سحب كامبياسو الذي كان يعرج؟ وعلى العكس، استمر بطريقة 4 - 2 - 3 - 1 التي لم تؤتِ ثمارا. وواصل الجسد النائم قفزاته على استحياء لمدة تقرب من نصف ساعة، حيث فرصتان لميليتو. بعدها ربما تحدثوا إلى ترابزونسبور عن باليرمو، ومع أول تسديدة في المرمى اصطدمت كرة ألتينتوب بالعارضة، ومع ارتداد الكرة سجل الظهير سيلوتسكا هدفا (في الدقيقة الـ31) في ملعب سان سيرو، الذي سيحكي عن هذه المباراة في ليالي الشتاء الطويلة. يوم السبت مواجهة فريق روما، الذي كثيرا ما يلعب ضده منافسا على درع الدوري أو في مباريات نهائية قبل نهاية الموسم. والآن، في منتصف سبتمبر (أيلول)، لا مباريات نهائية، وربما فقط مجرد نهاية مغامرة.

إلى ذلك، ظل غاسبريني طوال المباراة بوجه مائل إلى الزرقة وذراع مستند إلى عارضة مقعد البدلاء، كان يبدو ذئبا مخدَّرا، فقد كانت هذه أول مباراة رسمية له في سان سيرو. وجهت رابطة مشجعي الإنتر التحية مع بداية الشوط الثاني، لكن إن لم يتمكن من الفوز على روما فقد يرى نهاية هذه المغامرة الهشة للغاية. وهو أمر فظيع، لو فكرنا فيه جيدا، لأن غاسبريني مدرب قدير، لكن هذا لم يشاهد بعد هنا.

إن المشهد الذي يجعلك تدرك إلى أي مدى يمكن أن يبدو غاسبريني في اضطراب قليلا كان في الدقيقة الـ24 من الشوط الأول، حينما اتجه نحوه شنايدر وبدأ يشرح له ويشير بيده، فقد كان هناك توقف وذهب اللاعب الهولندي إلى المدير الفني لكي يقول له إن الفريق في حاجة إلى تحركات أكثر في المقدمة، وربما يتعين على زاراتي الانتقال من الجهة اليسرى إلى اليمنى، وإنه هو لا بد وأن يلعب كصانع ألعاب بدلا من رأس حربة ثالث مثلما جعله يبدأ المباراة.

إذن المشكلة ليست فقط أن الإنتر لا يسجل، وإنما تدخل مرماه أهداف، لكن المشكلة هي أنه لا يوجد ربط بين القائد ومن في الملعب. ويبدو أن هناك ظلاما تاما بين من ظل مع الفريق (وإن كان لفترة قليلة مكتملا) لمدة شهرين ومن كان ليفهم هذه الأمور فورا. لا تحرك في وسط الملعب، وفي الهجوم إذا عمل شنايدر فلا شيء يضيء، كما أنه حقيقي أن ميليتو أهدر هدفين هكذا، لكن لم يكن هذا ما يريده غاسبريني ويفكر فيه، فقد كان يعتقد أن الحال انتهى به على القمر. إذن هناك مشكلة.

جدير بالذكر أن من سجل هدف أمس، أندري سيلوستكا، كان يلعب لباليرمو في عام 2010، باليرمو مرة أخرى مع غاسبريني، وهو أيضا الذي تسبب في إقالته من تدريب جنوا العام الماضي. إنه كابوس حقيقي.

موراتي غاضب: «هل مباراة روما ستكون حاسمة؟ هكذا يعني وضع الفريق في حالة تعيقهم عن العمل»، هكذا صرح موراتي عقب الخسارة. عند هذه النقطة يعد رصيد غاسبريني صفرا في ثلاث مباريات رسمية خاضها إلى الآن مع الإنتر، وبعد المباراة توقف رئيس النادي (الذي كان غاضبا وثائرا في المقصورة) للتحدث مع فيغو وبرانكا، إداريي الفريق.

وبالتالي، من قد يحظى بالإعجاب في حال التخلي عن غاسبريني، بالطبع ديليو روسي، مدرب باليرمو السابق، ولكن قد يكون مدربا مثل كلاوديو رانييري، وهو النوع الخبير بمواقف كهذه. إنها مجرد فرضيات إلى الآن، حتى وإن تم طرح أسماء مثل كابيللو (مستحيل تقريبا حاليا)، باجيو وأنشيلوتي الذي قال لشبكة «سكاي» أول من أمس: «لو دعاني برانكا فسوف أجيبه فورا»، بينما يقول باوليلو العضو المنتدب بالإنتر: «المدرب بارع وذكي، وسيفهم ما يتعين عليه فعله بعد هاتين المباراتين».