نابولي يقدم عرضا رائعا ويتعادل خارج ملعبه مع مانشستر سيتي

ماتزاري يشيد بفريقه الايطالي.. ومانشيني ينتقد الأداء الفردي للاعبي سيتي

TT

لم يخيّب فريق نابولي آمال جماهيره ونجح في الظهور بمظهر مشرف في أولى مبارياته بدوري أبطال أوروبا أمام فريق مانشستر سيتي، ليؤكد أنه يستطيع المضي قدما في هذه المنافسة القوية ويستطيع تحقيق مفاجأة أشبه بما حققه الموسم الماضي عندما ظل ينافس حتى الأسابيع الأخيرة على لقب الدوري الإيطالي. وكان الكثيرون يخشون أن تتحطم أحلام فريق نابولي على صخرة فريق مانشستر سيتي ولاعبيه المتميزين، لكن أداء الفريق في مباراة الأربعاء وإضاعته لعدة أهداف محققة أثبت أن الفريق نجح بامتياز في تجاوز حمى البداية. وأعرب والتر ماتزاري مدرب فريق نابولي عن رضاه التام عن أداء الفريق ونتيجة المباراة رغم أنه كان يتمنى تحقيق الفوز، قائلا: «لقد بدأنا ببعض الخوف وعانينا في الشوط الأول الذي خرج بنتيجة جيدة. وقد لعبنا في هذا الشوط بتراجع ولم ننجح في فرض طريقة لعبنا. لكننا تحررنا في الشوط الثاني وكدنا نسجل الهدف الثاني أيضا في عدة هجمات. لقد أضعنا بعض الفرص لحسم المباراة، وهو أكثر ما يشعرني بالحزن لأن مَن لا ينجح في استثمار الفرص يمكن أن يدخل مرماه هدف من ضربة حرة». وعلق ماتزاري على تغييراته الموفقة قائلا: «عندما نزل دزيمايلي ظهر بشكل جيد للغاية وتمكن من الضغط على لاعبي الوسط في فريق مانشستر سيتي، وكان يهاجم في المساحات الخالية. لكن الفريق بأكمله لعب بشكل جيد، لا سيما على الصعيد البدني. إن اللاعبين يبذلون جهدا كبيرا في التدريبات ويستحقون الإشادة. لقد كانت هذه المباراة بمثابة اختبار لنضج الفريق».

لافيتسي وكافاني: وخرج لافيتسي مصابا بعد 10 دقائق من الشوط الثاني إثر اصطدامه بأحد لاعبي الفريق المنافس، وهناك شكوك تحوم حول مشاركته في مباراة الميلان القادمة في الدوري. وقد صرح اللاعب قائلا عقب المباراة: «سنرى ماذا سيقول لي الطبيب. إن كاحلي يؤلمني بشدة، لكنني أتمنى أن لا تكون الإصابة خطيرة. وأشعر بأسف شديد للكرة التي ارتدت من العارضة، فقد كنا نستطيع تسجيل أهداف أخرى، لكن المهم هو أننا أدينا مباراة رائعة وتعاملنا بشكل جيد مع المباراة. وفي ما يتعلق بصفقتي أنا وأغويرو أقول إن ثمنه مرتفع وأنا ثمني أقل. لقد أظهرنا شخصية جيدة من خلال التعامل مع المباراة بالطريقة الصحيحة وشكّلنا حرجا شديدا للمنافس في فترات كثيرة من اللقاء. هل ستنتظرنا جماهير نابولي في المطار؟ لا أعتقد، فأهل نابولي يعملون». وتعرض كافاني صاحب الهدف هو الآخر لضربة عنيفة في كاحله من جانب يايا توريه، وهو ما دفع بالمدرب ماتزاري إلى إخراجه هو الآخر مع نهاية المباراة. وقد صرح اللاعب قائلا: «لقد كنا نعرف أن المباراة صعبة، لكننا ظهرنا بشكل جيد، وربما كنا نحتاج إلى بعض الخبرة من أجل الحفاظ على تقدمنا. إنني أشعر بالسعادة للهدف الذي أحرزته والذي يعتبر أفضل طريقة للظهور لأول مرة في دوري أبطال أوروبا».

وعلى الجانب الآخر كان روبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي يحلم بتحقيق الفوز في أولى مباريات الفريق في دوري أبطال أوروبا، لكنه فوجئ بتفاوت مستوى فريقه في الشوط الأول عن الشوط الثاني الذي ترك فيه اللاعبون السيطرة لفريق نابولي. وعلق مانشيني على أحداث المباراة قائلا: «لقد كان الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لنا، حيث دافع فريق نابولي بشكل جيد وشكل خطورة كبيرة في الهجمات المرتدة. إن هذه النتيجة تؤكد أنه لا توجد مباريات سهلة، وكنت أعرف أن فريق نابولي قوي، وقد أثبتوا ذلك في هذه المباراة». وأضاف مانشيني قائلا: «إن الشيء الذي ألوم لاعبي فريقي عليه هو أنهم حاولوا تغيير النتيجة مرات كثيرة بمجهود فردي، لكنني على أية حال راضٍ عن الأداء. فقد سنحت لنا فرص كثيرة ولم يحالفنا الحظ في بعض الهجمات. وكانت المشكلة هي أننا فقدنا الكرة في وسط الملعب خلال الشوط الثاني بعد أداء جيد وسيطرة على الملعب في الشوط الأول، لكن هذه هي بطولة دوري أبطال أوروبا. لقد كان اللاعبون يرغبون في التسجيل بأي ثمن، لكننا فتحنا في الوقت ذاته الكثير من المساحات في دفاعنا، ونجح لاعبو نابولي في اختراقها. إن فريق ماتزاري قادر على المنافسة على الدوري الإيطالي لأنه يؤدي بشكل جيد».

وأعرب مانشيني في النهاية عن رضاه عن نتيجة المباراة قائلا: «إن النتيجة عادلة وأنا راضٍ عنها. وإذا كان الفريق قد أظهر بعض العصبية فإن السبب يعود إلى أنها أول مباراة في البطولة بعد غياب دام 43 عاما». وأشاد المدافع البلجيكي فينيسنت كومباني قائد فريق مانشستر سيتي بفريق نابولي وأدائه خلال المباراة: «كانت المباراة مفتوحة بدرجة أكبر مما كنا نتصور، لكنها تعتبر بداية جيدة بالنسبة لنا. لقد كانت مباراة مميزة ولعبنا ضد فريق متميز، ونحن ننظر إلى الأمام بثقة كبيرة».

ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن تخرج المباراة بهذه النتيجة الجيدة لفريق نابولي الذي أدى مباراة رائعة، وكان بالفعل أفضل الفرق الإيطالية أداء في دوري أبطال أوروبا. وكان فريق نابولي هو الأخطر طوال المباراة وتلاعب بفريق المدرب روبرتو مانشيني وكان بإمكانه تحقيق فوز كبير خارج ملعبه. وقد دخل فريق نابولي اللقاء دون رهبة من اللعب في البطولة الأوروبية الكبيرة بعد غياب سنوات طويلة ودون خوف من أسماء الفرق الكبيرة في مجموعته، التي كانت جميع الترشيحات تصب في صالحها على حساب الفريق الإيطالي الذي لا يمتلك أي خبرة بالمعترك الأوروبي. لكن المدرب والتر ماتزاري نجح في اختيار تشكيل جيد، وأظهر اللاعبون براعة كبيرة في الأداء وتمكنوا من إثبات جدارتهم بمنافسة الفرق الكبرى. ولم يشارك فريق نابولي في البطولة الأوروبية منذ 21 عاما، وحقق بتلك النتيجة أفضل عودة ممكنة.

وبدأت المباراة بهجوم ضاغط من فريق مانشستر سيتي الذي كان يسعى لإحراز هدف مبكر، لكن دفاع فريق نابولي تمكن من صد هجمات فريق المدرب مانشيتي التي قادها كل من أغويرو وسيلفا ونصري إلى جانب دزيكو. وقام فريق نابولي بالرد بهجمات مضادة عن طريق زونيغا وغارغانو وإنلر، وردت العارضة هدفا محققا للأرجنتيني لافيتسي الذي نجح في الإفلات من الرقابة وسدد كرة رائعة، بينما سدد توريه لاعب مانشستر سيتي كرة قوية على مرمى نابولي ارتدت هي الأخرى من العارضة ليخرج الفريقان متعادلين في الشوط الأول. وفي الشوط الثاني اكتسب لاعبو نابولي المزيد من الثقة، وكاد هامسيك يحرز هدفا لكن الأرض انشقت عن كومباني الذي نجح في إخراج الكرة من على خط المرمى. وأشرك ماتزاري دزيمايلي كبديل للافيتسي الذي تعرض لإصابة، ونجح دزيمايلي في مراوغة دفاع فريق مانشستر سيتي عدة مرات، وكاد يسجل هدف التقدم لفريقه. لكن الهدف جاء في الدقيقة الـ24 عن طريق كافاني الذي استغل تمريرة رائعة من ماجيو في هجمة مرتدة سريعة. وحاول فريق مانشستر سيتي تعويض الهدف، مشددا من ضغطه، وردت العارضة هدفا من تسديدة أغويرو، ثم نجح كولاروف في مفاجأة دي سانكتيس حارس مرمى نابولي بتسديدة قوية من ضربة ثابتة ليسجل هدف التعادل للفريق الإنجليزي. ورغم عدم تمكن فريق نابولي من الاحتفاظ بتقدمه والخروج بفوز مستحق، فإن ماتزاري ولاعبيه يستحقون الإشادة بعد ظهورهم بمظهر رائع وتحقيقهم لنتيجة جيدة في أول اختبار أوروبي للفريق.