الإنتر وروما.. من يداوي جراحه على حساب الآخر؟

غاسبريني وإنريكي وجها لوجه اليوم في لقاء مصيري للدفاع عن مقعديهما

TT

المشكلة التي يعانيها فريق الإنتر الإيطالي هي أنه لا يواجه عقبة واحدة فحسب. فجان بييرو غاسبريني، مدرب الفريق، يعمل منذ شهرين من أجل الوصول إلى هدف معين تم تشويهه في جولتين. وقد صرح ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، عقب خسارة فريقه المفاجئة على ملعبه أمام طرابزون التركي قائلا: «يبدو لي حتى هذه اللحظة أننا في حاجة فحسب إلى الانتظار لفترة قصيرة». إنها عبارة توحي بتوخي الحذر قبل اتخاذ قرار حاسم. وتابع موراتي: «الحديث عن مباراة تحدد المصير تعني الإساءة للمدرب وكذلك الفريق». ولكن مما لا شك فيه أن تعرض الإنتر لصفعة أخرى على ملعبه اليوم أمام روما ربما تعني توديع غاسبريني على وجه السرعة لفريق الإنتر. وبغض النظر عن تصريحات رئيس نادي الإنتر يظل هناك وجهان مهمان في مباراة اليوم أمام روما؛ فكل لاعب في الفريق وصف هذا اللقاء بأنه حيوي ومصيري، وبالتالي يبدو مستقبل جان بييرو، في إطار قيمة هذا الحسم، غير مؤكد مع الفريق.

شهران.. دون جدوى؟ إن الرسائل التي يبعث بها موراتي إلى مدرب فريقه ليست بالأمر الجديد بل إنها مستمرة منذ شهر أغسطس (آب) الماضي، فبعد خسارة الإنتر وديا أمام كييفو، أشار ماسيمو ببعض التوضيحات الخاصة بضرورة مشاركة باتسيني أساسيا مع الفريق وأن يتم الدفع بشنايدر خلف رأسي الحربة. والآن يتحدث موراتي عن خط دفاع فريقه قائلا: «من الأفضل أن يتكون من 4 لاعبين». الحقيقة هي أن غاسبريني لمدة شهرين، والفريق ليس بكامل صفوفه، كان يعمل على تدريب الفريق على طريقة الدفاع بـ3 لاعبين رغم أنه لم يكن يمتلك الرجال الصالحين للقيام بذلك. وعليه ظل مدرب الإنتر يبحث طوال فترة سوق الانتقالات الصيفية الماضية عن لاعب وسط دفاعي ذي خبرة، بيد أنه لم يتوصل إلى ضم مثل هذا اللاعب. وفي اللحظة التي أشار فيها موراتي إلى حاجة الفريق إلى التغيير في الجبهة الدفاعية، بعد الخسارة أمام باليرمو، كان غاسبريني يناقش هذا الأمر مع لاعبي الإنتر الذين أوضحوا له، بشكل عملي، نفس ما ذكره رئيس النادي. من الواضح أنها مسألة اعتياد من اللاعبين، فليس بالدفاع الرباعي تفوز دائما وبالثلاثة لاعبين تخسر. وعليه عهد جان بييرو إلى إعادة فرض طريقة الدفاع بأربعة لاعبين لاغيا شهرين من التدريبات والعمل.

هكذا تعين على غاسبريني تغيير طريقته المفضلة؛ أولا أمام باليرمو في مستهل الدوري المحلي، ثم أمام طرابزون التركي في دوري الأبطال. 3 مباريات بـ3 تشكيلات مختلفة. ففي لقاء باليرمو حل ويسلي شنايدر بدلا من زاراتي بعد نصف الساعة من اللقاء؛ ثم الدفاع بـ4 لاعبين، بعد 10 دقائق من مشاركة ويسلي تم تغير مركزه إلى الوجود خلف رأسي الحربة، كانت تلك هي ثورات غاسبريني، أحد المدربين الذي أثبت بوضوح أنه ليس بالشخص العنيد وأنه بمجرد التعرض لمواقف بعينها كان له رد فعل تجاه أفكاره التي كان يحاول تطبيقها مع الفريق. غير أن كل ذلك لم يسفر عن نتيجة إيجابية، حتى الآن. ومن أجل ذلك أيضا يبدو أن مكان غاسبريني في الإنتر ليس ثابتا، لأنه يفقد قبضته على الفريق ولأن العلاقة بينه وبين لاعبي الفريق ينبغي أن تولد من جديد وعلى الفور، وربما اليوم أمام روما. وقد دفع هذا الموقف الشائك غاسبريني إلى التصريح قائلا: «هذه الخسارة الأخيرة ستمنح الفريق رد فعل قويا». تصريح غاسبريني ليس مقنعا، ربما أنه يأمل في ذلك مثل موراتي. ثم، ينبغي الانتباه، فلم يتحدد شيئا حتى الآن. لأنه لو افترضنا تعرض الإنتر إلى الخسارة اليوم أمام روما، فربما يأخذ موراتي وحاشيته في الاعتبار أيضا كيف تمت الهزيمة. بشكل سيئ؟ أم سيئ للغاية؟ هل استحق الفريق الخسارة؟ أم لا؟ هزيمة ناتجة عن سوء توفيق أو أخطاء فادحة؟ إن غاسبريني، على أي حال، بات في مفترق الطرق مع الإنتر.

إذن، الأمر يحتاج إلى الانتظار. وقد صرح موراتي في هذا الصدد عقب الخسارة من طرابزون التركي قائلا: «لن نجري أي تغييرات على الإطلاق خلال الأيام المقبلة.. كما أن توزيع الفريق في الملعب (أمام طرابزون) لم يكن سيئا، ربما لم يتمتع اللاعبون بالسرعة المطلوبة ولكننا لا نستطيع أن نلوم المدرب على ذلك. هل كان من الأفضل التحول إلى الدفاع بـ4 لاعبين؟ أجل». من المؤكد أن طريقة 2-1-3-4 يعرفها الإنتر جيدا. لقد قام غاسبريني بتغييراته والآن يتوقف الأمر على الفريق.

وفي الجانب الآخر أصبحت الثورة والتغيير هما شعار فريق روما قبل خوض مباراة الجولة الثانية في الدوري الإيطالي أمام الإنتر في استاد سان سيرو. ويحتاج فريق روما إلى تغيير نتائجه السيئة في الفترة الأخيرة وآخرها الخسارة أمام كالياري في الجولة الأولى من الدوري. ولا شك في أن تحقيق مشروع مثل مشروع نادي روما الجديد يحتاج إلى بعض الصبر، لكن النتائج السيئة لا تسهم في توطيد أركان هذا المشروع. وما زال النادي يؤكد دعمه للمدرب لويس إنريكي رغم إخفاقاته المتتالية بدءا من الخروج من الدوري الأوروبي والهزيمة في بداية الدوري. وتحملت الجماهير حتى الآن كل هذا، لكنها ربما لن تتحمل هزيمة جديدة أمام الإنتر مساء اليوم.

وتحدث ماسيمو داليما، السياسي الإيطالي المحنك ومشجع نادي روما، مطالبا الجميع بالتحلي بالمزيد من الصبر: «يجب أن نمنح بعض الوقت للويس إنريكي. وإذا لم يبلي بلاء حسنا في النهاية فيمكننا الاستغناء عنه. ولكن ينبغي على توتي أن يجمع الفريق حول المدرب». ويحاول توتي بالفعل عمل ذلك في الوقت الحالي. وقد بدأ بإعلان تصفية خلافاته مع المدرب الجديد ثم تم تنظيم عشاء لتجميع الفريق وتوحيده. لكن أفضل طريقة يستطيع بها توتي مساعدة الفريق هي العودة إلى تسجيل الأهداف التي يحتاجها الفريق بشدة في مباراة الإنتر اليوم. ويجب على المدرب لويس إنريكي أن يدفع بمهاجمه الفذ في مركز قريب من المرمى حتى يستطيع استغلال قدراته التهديفية العالية في هذا اللقاء الحاسم.

وتعتبر طريقة اللعب التي ينتهجها المدرب لويس إنريكي وأفكاره الكروية التي سعى إلى تطبيقها هي أكثر ما يثير الاهتمام والجدل بين جماهير نادي روما في الوقت الحالي. وقد تحدث المدرب بلهجة قوية وغاضبة قائلا في هذا الصدد: «لن أغير طريقتي وسأبقى مؤمنا بأفكاري، لأنها نفس الأفكار التي قادتني إلى هنا». وتثير هذه التصريحات تساؤلا هاما حول إمكانية ومدى إجادة لاعبي الفريق، لا سيما الجدد منهم، لطريقة 3-3-4 التي يطبقها لويس إنريكي، وكم من الوقت سيحتاج الفريق لعمل ذلك. وفي النهاية يبقى مصير لويس إنريكي رهنا بتحقيق نتائج طيبة وبصبر الجماهير وإدارة النادي عليه.

وبالنظر إلى أداء فريق روما نجد أنه يعاني من أزمة حادة في خط الهجوم. فلم يسجل الفريق سوى هدفين فقط (حملا توقيع دي روسي وبيروتا) في آخر 3 مباريات لعبها بتوتي وأوزفالدو وبويان وبوريللو. وحمل الهدف الذي سجله الفريق في مرمى كالياري خلال المباراة السابقة توقيع فابيو بوريني الذي نجح في هز الشباك بعد 6 ثوان فقط من مشاركته، لكن الهدف لم يحتسب بسبب وقوع زميله هاينز في مصيدة التسلل. وتعقد جماهير روما آمالها في الفترة القادمة على بوريني من أجل استعادة ذاكرة التهديف والخروج بالفريق من عثرته.

ويتمتع بوريني بموهبة كبيرة ويجيد تطبيق كل ما تعلمه في نادي تشيلسي، لا سيما ما استفاده من اللعب إلى جانب لاعب فذ مثل ديديه دروغبا. وصرح اللاعب الشاب قائلا في هذا الصدد: «لقد قضيت عاما كاملا معه أتدرب على تسديد الضربات الحرة، وكان يعلمني الطريقة وأساليب الخداع اللازمة. إن دروغبا لا يتأخر أبدا عن تعليم اللاعبين الشباب وقد تعلمت منه أشياء كثيرة مثل التحرك داخل منطقة الجزاء والاحتفاظ بالكرة والاستعداد للمباريات». لكن بوريني تعلم في مدرسة دروغبا أن يلعب كقلب هجوم، ويجب عليه أن يعتاد مع فريق روما على اللعب كظهير جنب هجومي. ويعلق اللاعب على ذلك قائلا: «لقد ولدت كلاعب قلب هجوم لكنني سأتأقلم مع الوضع الجديد». وأضاف اللاعب الشاب بشأن تشبيه البعض له بإنزاغي مهاجم الميلان الفذ: «لقد سمعت هذا التشبيه كثيرا وهو يسعدني بشدة نظرا لما حققه إنزاغي في مسيرته من ألقاب».

ويستعد بوريني للمحطة القادمة مع فريق روما أمام الإنتر اليوم رغم أن انتزاع مكان بويان في تشكيل الفريق لن يكون بالأمر السهل. وصرح اللاعب قائلا في هذا الصدد: «لقد أدركت حتى الآن شيئا واحدا وهو أنه لا يوجد لاعبون أساسيون دائمون. وسأستمر بنفس الروح التي كنت أشارك بها مع فريق تشيلسي وهي محاولة المشاركة لأطول فترة ممكنة مع فريق كبير مثل فريق روما، رغم النجوم الكبار الذين يسبقونني في الترتيب».