أليغري: دخول 5 أهداف بمرمانا في مباراتين أمر لا يليق بالميلان

والتر ماتزاري قال إنه استشاط غضبا من هدف أكويلاني

TT

يا له من عرض! نابولي على رأس الترتيب ولا يمكن احتواء حماس الجماهير في استاد سان باولو! موهبة إدينسون كافاني، مهاجم الفريق الأزرق، تصطدم بحامل اللقب، الميلان، وتجعله صغيرا للغاية. والآن بات بطل إيطاليا هناك في الأسفل، في قاع الترتيب، ومضطرون للسير خلف من هم في الصدارة، بينما يفرض فريق نابولي نفسه على بطولة الدوري الإيطالي كمرشح للفوز باللقب. القليل يمكن إخفاؤه الآن، حيث إن قوة نابولي تعد واقعا والذي ستعتاد كرة القدم لدينا على أخذه في الاعتبار، لأن هذا الفريق يلقن دروسا في الكرة في الوقت الحالي، تحديدا مثل الدرس الذي تلقاه فريق الميلان مساء أول من أمس. وقد توقف تمرير الكرة باستمرار والذي أراده أليغري بسبب انطلاقات لاعبي الخصم العكسية. لقد طار والتر غارغانو في فرصة الهدف الثاني، فقد ركض 50 مترا في الملعب، والكرة بين قدميه، قبل أن يمرر الكرة الحاسمة لكافاني، وقد حلق فريق نابولي، منذ تلك اللحظة. إن الاستراتيجيات التي أملاها المدرب ماتزاري وجدت الصدى السليم في أداء اللاعبين.

صانع إنجازات: مثل فريق نابولي، المدير الفني أيضا يفرض نفسه في الوقت لطريقة تطبيقه للكرة ولشخصيته الكبيرة والتي نجح في بثها في الفريق. إن والتر ماتزاري هو صانع إنجازات نابولي، هذا ما تقوله النتائج التي حققها في عامين والعمل الذي يقوم به يوميا في كاستيلفولتورنو، المعسكر الدائم للفريق، لكن المدرب يتجنب أي إشارة تتعلق بدرع الدوري، حيث صرح عقب المباراة «أتمنى أن تدوم هذه الفترة طويلا، ما يعني أننا دائما في المقدمة». كما حلل ماتزاري أداء لاعبيه من دون إخفاء الشكوك التي انتابته في الدقائق الأولى من المباراة، حيث تابع «بعد التأكيد على أن كافاني كان استثنائيا، فقد انطلقنا بشكل سيئ، مثلما بدأنا هذه الليلة هو أمر غير جيد، لا بد من التطور كي نكون عند مستويات بعينها. كان يتعين علينا تحقيق استحواذ أكبر على الكرة، كما لم ترق لي المباراة كثيرا، أقول الحقيقة، فقد قدمنا أشياء طيبة، لكن هناك ما ينبغي تحسينه، ربما غير معتادين على اللعب كل ثلاثة أيام. أيضا أمام الميلان، انطلقنا مثلما فعلنا في مانشستر، في العشرين دقيقة الأولى. وهناك سارت الأمور على نحو جيد، لحسن الحظ. على أي حال، فوزنا كان مستحقا».

تواضع: إن المدير الفني لنابولي لا يريد خلق حماس مفرط، حيث اختتم تصريحاته قائلا «في الواقع، جرى العرف على تقييم النتائج وليس الأداء. مرات أخرى رأيت فيها نابولي يلعب بشكل أفضل، لكن من دون فوز، وهذه المرة، حققنا نتيجة كبيرة لكن بحسب ما أريد أنا الفريق، فلا بد أن نلعب بكثافة أكبر. في كرة القدم الحديثة، الجميع يضحون، لذا إن كنا نريد ثلاثة مهاجمين ولاعبي أجناب، فعلاوة على الدفاع لا بد أن يساعد الجميع، ولو توقف أحدنا فإن فرقا مثل الميلان ومانشستر سيتي ستضعنا في صعوبة. أود أن يصير فريقي أكثر حسما وأن يكون قادرا على إدارة الكرة، هذا هو السبب الذي يجعلني غير سعيد تماما. إذا كنا نريد أن نصبح فريقا كبيرا فلا ينبغي أن ننتظر الأشواط الثانية دائما لفرض أنفسنا. لقد استشطت غضبا لهدف أكويلاني، لأنه وجد نفسه بمفرده».

إلى ذلك، يعد سقوط الميلان منطقيا، لأن النجاة من دون إبراهيموفيتش، ربما يمكن، وقد أظهر الفريق ذلك الموسم الماضي في لقاء الديربي وأمام نابولي في سان سيرو. لكن تحقيق ذلك من دون زلاتان، روبينهو، بواتينغ وغيرهم يعد أمرا غاية في الصعوبة بالنسبة لفريق يحتاج للأوكسجين. وجد ماسيمليانو أليغري، مدرب الميلان، نفسه في مواجهة فريق نابولي لامع ولم يفلح هذه المرة في كبح جماح المدرب ماتزاري. الهزيمة طعمها مر، خاصة أن الميلان يبعد 5 نقاط عن الصدارة، وقال المدير الفني للفريق عقب المباراة «إنها مباراة غير عادية». وتابع «لقد احتفظنا بالكرة، وتقدمنا، ولم نحافظ على التقدم لأن التعادل جاء عن طريق المصادفة قليلا. لقد لعب فريق نابولي المباراة التي كان ينتظرها، وركز على الهجمات العكسية».

انفتح فريق الميلان، الذي كان متهما بالدفاعية الزائدة أمام برشلونة، مثل الثمرة الناضجة. ويقول أليغري «لعب فريق نابولي المباراة التي كان يريدها، واستغل المساحات التي منحناها لكن لا يبدو لي أنه خلق جملا تكتيكية عديدة. هم كانوا بارعين وسريعين، لكن الميلان قدم مباراة طيبة. نحتاج لمزيد من الضراوة في منطقة التسجيل، ويقظة أكبر في الدفاع». إذن، هو الدفاع. لقد كان لدى الميلان أفضل خط دفاع في البطولة الماضية، وهذه المرة دخل مرماه خمسة أهداف في مباراتين. إن ألم البداية الذي تعرض له تياغو سيلفا، والذي كان يبدو أنه لن يشارك في المباراة، غير كاف لشرح هذه البداية السيئة للموسم. لأن نابولي يهرب إلى المقدمة، وليس وحده، ويبدو الميلان بالفعل فريقا عصبيا، وقد تحدث أحدهم عن بعض النقاشات خلال الأسبوع الذي سبق المباراة، لكن أليغري يدافع مرة أخرى «ليس ثمة لقاء وجها لوجه، وإنما فقط نداء عام إلى الفريق». والذي لم يكن مفيدا، على ما يبدو. وأليغري أيضا، رغم عدم رغبته في التعليق على حكم المباراة، فإنه يشذ قليلا قائلا «يدا كانافارو؟ من غير المجدي الحديث بعدها في ذلك، لأنه يمكن مناقشة مسألة عدم إتاحة الفرصة لباتو أمام المرمى».

بعدها، يعود مدرب الميلان للحديث عن نتيجة مريرة «لقد واجهنا ثلاث هجمات عكسية ودخل مرمانا هدفان. هل نابولي مرشح للفوز بدرع الدوري؟ إن المرشحين للقب لا يتغيرون بمباراة، في الواقع، سيكونون هم ذاتهم دائما في بطولة الدوري. الفضل في هذه النتيجة يرجع لنابولي تماما، فقد أدوا المباراة التي ينبغي لعبها، ونحن أخطأنا. لكن، ليس ثمة قلق لديّ. لا بد أن نظل مطمئنين ونحن نعلم أننا فريق مهم، وفي بطولة دوري من الممكن أن يحدث الإخفاق في مباراتين. كان يتعين علينا أن نكون أكثر يقظة في الناحية الدفاعية، فالاستحواذ على الكرة طويلا لا يجدي، مثلما لم يجدِ أمام برشلونة».