مانشستر سيتي يرصد أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني لبناء مجمع رياضي عالمي

تبلغ مساحته 80 فدانا ويضم 16 ملعبا للتدريبات وأكاديمية لتخريج الناشئين وتنمية مهاراتهم

TT

يعتقد اللاعب الدولي السابق في منتخب فرنسا باتريك فييرا أنه يجب تحسين عملية تطوير اللاعبين في إنجلترا، معربا عن أمله في أن يساعد المجمع التدريبي الجديد لنادي مانشستر سيتي الذي تبلغ مساحته 80 فدانا في هذا التطوير.

وكان نادي مانشستر سيتي قد كشف النقاب أول من أمس، الاثنين، عن خطط طموحة لإقامة مركز جديد بجانب ملعب الاتحاد. وفي حوار له مع «بي بي سي سبورت»، قال لاعب آرسنال السابق والرئيس التنفيذي الحالي لتطوير كرة القدم في نادي تشيلسي إنه أمر ذو أهمية أن يتخذ المسؤولون في النادي خطوات هامة لمعالجة هذه القضية. وأضاف فييرا: «لا توجد مواهب في إنجلترا تتناسب مع حجم الاهتمام باللعبة وعدد الأطفال الذين يلعبون كرة القدم. وأنا لا أعرف السبب وراء ذلك، ولن أكون الشخص المناسب للإجابة عن هذا السؤال، ولكن هذا شيء مهم للغاية بالنسبة لهذا النادي».

وفي أعقاب رحيل الرئيس التنفيذي، غاري كوك، والمشاحنات مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حول مبادرة اللعب المالي النظيف، سوف يكون نادي مانشستر سيتي سعيدا بالإعلان عن خطة كبرى من شأنها أن تحظى بتأييد جميع الأطراف المعنية.

وعلى الرغم من أن التفاصيل مثيرة للإعجاب بما فيه الكفاية، فإن قرار إنشاء موقع واحد يضم كافة مرافق التدريب واللعب والإدارة في نادي مانشستر سيتي، هو ما سيكون له أكبر فائدة على النادي بكل تأكيد.

وعلى الرغم من إنفاق مبالغ مالية ضخمة على شراء لاعبين جدد منذ استحواذ الشيخ منصور بن زايد على النادي في عام 2008، فإن النادي بالفعل يضم واحدة من أنجح الأكاديميات في إنجلترا، حيث نجحت هذه الأكاديمية في تخريج كل من شون رايت فيليبس وميكا ريتشاردز وستيفن آيرلند وجوي بارتون، وهم 4 لاعبين من ضمن 38 لاعبا تخرجوا في أكاديمية النادي ولعبوا في الدوري الممتاز خلال الـ12 عاما الماضية، ونجح 10 لاعبين منهم في تمثيل منتخبات بلادهم.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لعمليات كرة القدم، براين ماروود، إن هذا يعد «إنجازا نفتخر به»، لكنه اعترف بأن العديد من هؤلاء اللاعبين قد جاءوا من خارج حدود مدينة مانشستر، وأضاف: «لم يأت الكثير من هؤلاء اللاعبين من مدينة مانشستر، حتى بالنسبة للاعبين الذين جاءوا وهم في الـ8 أو الـ9 من عمرهم، ولذا يتعين علينا تحسين عدد من العوامل. ويعد نادي برشلونة الإسباني هو المعيار الأساسي في هذا الإطار، حيث شهدت المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 8 لاعبين في صفوف برشلونة من أكاديمية النادي. عليك أن تنظر أيضا عبر السنين إلى ما فعله نادي مانشستر يونايتد. ويعد نادي ميدلسبره مثالا آخر وعظيما على كيفية تطوير اللاعبين الصغار للعب مع الفريق الأول. وقد حققنا نجاحا في ذلك، ولكننا نريد التوصل إلى نموذج أفضل».

ويملك مانشستر سيتي بالطبع الموارد المالية اللازمة لتمويل مثل هذا المشروع الذي يتكلف أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني ويحتاج إلى فترة زمنية تتراوح بين 3 و4 سنوات حتى يكتمل. وعندما يضم الموقع الجديد للنادي منشأة تعليمية، سوف يتمكن كافة اللاعبين من التدريب والدراسة داخل جدران النادي، مما يؤدي إلى زيادة عدد ساعات التدريب التي يحصلون عليها خلال الأسبوع.

ويتوقع فييرا أن يستفيد اللاعبون الصغار بشكل كبير من وجودهم جنبا إلى جنب مع اللاعبين الكبار، وأضاف: «سوف يكون شيئا رائعا أن يضم النادي كافة العاملين به في موقع واحد، وأعتقد أن ذلك سيكون شيئا رائعا بالنسبة للشباب لأنهم سوف يكونون بالقرب من الفريق الأول. وهذا سيجعلهم يقولون: (إذا كنت أريد أن أكون لاعبا كبيرا، فيتعين علي أن أقوم بما يقومون به). وسوف ينظر هؤلاء الصغار إلى الفريق الأول على أنه مثال يحتذى به. ومن ناحية أخرى، سيكون ذلك مهما للغاية بالنسبة للاعبي الفريق الأول حتى يتمكنوا من إرشاد وتوجيه اللاعبين الصغار».

ومشاركة مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، ستكون مهمة خريجي أكاديمية الناشئين أصعب، حيث يتطلع ماروود إلى تخريج لاعبين صغار قادرين على اللعب في هذا المستوى من البطولات الكبرى. ومع ذلك، يصر فييرا على أنه يجب على النادي جذب اللاعبين المحليين، وعن ذلك يقول اللاعب الدولي السابق في منتخب فرنسا: «أعتقد أن نادي كرة القدم يرغب دائما في أن يضم اللاعبين الشباب القادمين من المدينة التي يوجد بها، وسوف تعطيهم هذه الأكاديمية الفرصة لإظهار وتحسين مهاراتهم. وسيكون شيئا رائعا لو نجح الفريق، في غضون 5 أو 6 سنوات، في ضم بضعة لاعبين من مدينة مانشستر».

وأضاف لاعب آرسنال السابق: «عندما كنت ألعب في آرسنال، أعتقد أن ذلك كان شيئا مهما للغاية، وكان النادي ناجحا في ذلك، وخير دليل على ذلك ضم النادي للرباعي الشهير (لي ديكسون وطوني آدامز وستيف بولد ونايجل وينتربرن). إنه لشيء مهم للغاية أن يتكون لب الفريق من لاعبين يحملون الجنسية الإنجليزية، ولكن من المهم بصفة عامة أن تحقق النجاح لفريق كرة القدم في النادي وأن تحقق هذا النجاح من خلال اللاعبين الشباب».

وصرح نادي مانشستر سيتي بأن الموقع الجديد لن يكون مفيدا لكرة القدم فقط، ولكنه سيضم مرافق اجتماعية ترفيهية مثل حمامات السباحة، بالإضافة إلى كلية لتريس مناهج ما قبل الالتحاق بالجامعة، وفي هذا الإطار يقول فييرا: «ربما لا ينبغي أن تكون هذه هي الصورة في عالم كرة القدم، ولكن عندما ترى مشروعا من هذا النوع فسيتبين لك كيف أن كرة القدم أصبحت مهمة للغاية بالنسبة للمجتمع، وفي هذه اللحظة يمكنك أن تفخر بكونك لاعب كرة قدم».

وكشف نادي مانشستر سيتي خططه الطموحة هذه لبناء مجمع لتدريبات الشباب بجوار استاد الاتحاد أول من أمس، بتكلفة تتجاوز مائة مليون جنيه إسترليني.

وسيتم تسمية المنطقة التي تبلغ 80 فدانا، والتي سيتم ربطها باستاد الاتحاد عبر جسر جديد، حرم الاتحاد، وسيكون مقرا لأكاديمية سيتي، مما يوفر للنادي تسهيلات من الدرجة الأولى وفقا للخطة النخبوية الجديدة لاتحاد الكرة في ما يتعلق بالارتقاء بمستوى اللاعبين. ولا يوجد أي ناد في إنجلترا في الوقت الحالي يتماشى مع هذه المعايير.

وتم تقديم الخطة الموضوعة إلى السلطات المحلية انتظارا للحصول على إذن تخطيط، يوفر مقرا للإعاشة لـ72 لاعبا ومرافق غرف لـ200 لاعب، مع وجود 16 ملعبا ومكاتب وكذلك توفير غرف خلع الملابس ومرفق إعادة التأهيل. وسيضم المجمع ملعبا يتسع لـ7000 مشجع يخصص فقط لفريق الشباب المنافس بالدوري الإنجليزي. وقال ماروود: «قد تكون هذه هي أهم استثمارات في النادي على الإطلاق تحت قيادة الملاك الجدد». وتابع: «إنه جزء من استراتيجية طويلة الأجل ومستدامة النجاح، تمتد لـ10 أعوام».

وأوضح: «المرحلة الأولى توجت بفوز الفريق بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي والتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، هذا يؤشر لبداية المرحلة الثانية».

وأكد: «نعلم أن تطوير قطاعات الناشئين ينبغي أن تكون في قلب هذا النادي، الاستثمار في سوق الانتقالات ساعد على الوصول إلى مستوى معين، البقاء في هذه المكانة سيجذب الاستثمارات في تطوير اللاعبين والرعاية وتوفير التسهيلات عالية المستوى».