الإنتر يواصل عروضه السيئة ويخسر بثلاثية أمام نوفارا الصاعد

بطل إيطاليا السابق يواصل انهياره وتعاقب المدربين لم يفلح في إنقاذه

TT

واصل فريق الإنتر تقديم عروضه المتواضعة منذ بداية الموسم، وخسر أمام نوفارا الصاعد هذا الموسم إلى الدرجة الأولى 1 - 3 في المباراة التي جمعتهما أول من أمس في مستهل لقاءات الجولة الرابعة لبطولة إيطاليا، وبهذه النتيجة يكون الإنتر قد حقق نقطة واحدة فقط من ثلاث مباريات لعبها، نتيجة خسارتين وتعادل، سجل خلالها أربعة أهداف ودخل مرماه سبعة. افتتح ميجيوريني التسجيل لنوفارا في الدقيقة 38 من الشوط الأول، وفي الشوط الثاني ضاعف ريغوني النتيجة من ضربة جزاء في الدقيقة 41، ثم أحيا كامبياسو آمال جماهير الإنتر في إدراك التعادل وسجل هدفا بعد ثلاث دقائق، لكن ريغوني قضى على آمال فريق غاسبريني وسجل هدف تأكيد الفوز في الدقيقة 46.

ذات مرة كان هناك بطل لكل شيء، يدعى الإنتر، والذي كان يتغلب على برشلونة وبايرن ميونيخ. واليوم، هناك فريق إنتر بطل العروض السيئة فحسب، ومع مدير فني يمكننا تشبيهه بالإسباني بينيتيز الذي قاد الفريق في بدايات الموسم الماضي وفي ظروف مشابهة، هذا لأن التصريحات الأولى للرئيس موراتي في نهاية المباراة تدعنا ندرك أن مصير غاسبريني أكثر شبها دائما بما حدث مع المدرب الإسباني. إنه ذنب غرق فريق من دون أي أعذار في مدينة نوفارا وعلى ملعب وافد جديد إلى الدرجة الأولى، والذي يحقق فوزه الأول في بطولة الدوري الإيطالي منذ 55 عاما. إن المدير الفني هو المسؤول الرئيسي عن الأزمة، لكن أخطاؤه لا تكفي لتفسير الحصول على نقطة واحدة تضعه في ذيل الترتيب، من تعادل وهزيمتين، علاوة على الخسارة في كأس السوبر الإيطالية أمام الميلان وفي دوري أبطال أوروبا أمام طرابزون التركي. وبعيدا عن المسؤوليات الجسيمة لغاسبريني، هناك مسؤوليات إدارة النادي التي لم تنجح في منحه اللاعبين المطلوبين، وخاصة مسؤوليات لاعبين يصعب تمييزهم جميعا تقريبا.

عود حميد: إن الإخفاق الأخير للإنتر هو الوجه الآخر لأول فوز كبير لفريق نوفارا، وهو الفريق الوحيد الذي لم يكن قد لعب بعد على ملعبه، بعدما كان قد حصد نقطة واحدة من مباراتين خارج ملعبه، حيث تعادل مع كييفو 2 - 2 في الافتتاحية. ورغم أنه كان يواجه فريق إنتر متعطش إلى الانتقام، فإن الفريق الصاعد إلى الدرجة الأولى حديثا لم يخذل مشاعر جماهيره في أول مباراة على ملعبه، وأمام جمهوره. كي يبرهن على أهمية التنظيم في كرة القدم أكثر من النجوم، أو من يسمونهم كذلك، قدم المدرب فريقا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والذي يعلم فيه الجميع ماذا يتعين عليهم فعله. أربعة مدافعين، من خلال باتشي وليسوتزو الممتاز بين ديلافيوري وجيميتي اللذين لم يواجها صعوبات قط، لأن أمامهما كان بوركاري، رادوفانوفيتش وريغوني يحاولون فرض طريقة لعبهم من دون معاناة، مع وجود «ثلاثة» أمامهم، وهم: ماتزاراني، وهو صانع ألعاب نظري، وفي الواقع هو بارع جدا في التراجع قبل أن يلهم موريموتو وميجيوريني. لعب بسيط، لكن مؤثر والذي يوضح على الفور المشكلات الحقيقية لدى الخصم.

ما يصدم في فريق الإنتر هو عدم الثقة لدى لاعبين كثيرين، ومن دون نقاط مرجعية، ولم تفد تغييرات غاسبريني في شيء، بسبب إصراره على طريقته 3 - 4 - 3، من دون أن يكون لديه اللاعبون المناسبون لتطبيقها.

إلى ذلك، وبينما يقفز الجميع من حوله، وكذا المدرب غاسبريني أيضا، هو أيضا سيقفز، لكن بطريقة أخرى. إن ماسيمو موراتي لا يقفز وهو مستشيط غضبا، فقد توقف لعشر دقائق، في نهاية المباراة، للتأمل مع برانكا، مسؤول المنطقة الفنية للإنتر وزوجته ميللي. لقد استشاط غضبه، وصار بلا رحمة، ثم ينهض ويصرح: «هل سأتخذ قرارا فوريا؟ لا أعتقد، سأستغرق هذه الليلة في التفكير. هل أرى أن غاسبريني ممسك بزمام الفريق بين يديه؟ لا، هذه الليلة لم يبد لي هكذا تحديدا».

حوار طويل بين موراتي وبرانكا، ويده على فمه، أمام الكاميرات. في الوقت ذاته، يأتي الضيق من خلال المحيطين برئيس الإنتر والذين يجعلوننا نفهم شيئا ما فورا، لم يعد هناك مخرج لغاسبريني، حيث تغييرات كثيرة، وتجارب كثيرة، ومن ثم أخطاء كثيرة وارتجال كثير. لا شيء يليق بالإنتر. إنه فريق الإنتر الذي سيكون له بكل تأكيد - شريطة عدم وجود مفاجآت - مدرب آخر، ويأتي على رأس المرشحين لخلافة غاسبريني المدرب كلاوديو رانييري، والذي صرح منذ ثلاثة أيام لصحيفة «الأحد الرياضي»: «أين كنت لأشرك شنايدر؟ خلف رأسي الحربة، هذا هو مركزه، ويبقى هناك». هل هذا تعين من تلقاء نفسه؟ وبالأمس، حينما سألوه عن إمكانية استدعاء الإنتر له لقيادة الفريق قال: «نأمل..». قد يكون رانييري هو الرجل صاحب الخبرة والذي لم يكن غاسبريني، كما تظل مطروحة الفرضيات المتعلقة بديليو روسي، فيغو أو باريزي في انتظار معرفة إذا كان حلم كابيللو سيتحرر (في حال إتمام التأهل لأمم أوروبا مع منتخب إنجلترا)، ثم دونادوني واقتراح باجيو. مرت الليلة في التفكير، والاجتماع الليلي عبر الهاتف، والنقطة في ثلاث مباريات، فلا بد وأن يأتي مدرب جديد. لا شيء غير ذلك يمكن فعله.

وفي أول رد فعل له عقب الهزيمة وتصريحات رئيس النادي القوية، قال المدرب غاسبريني: قبل علمه بقرار إقالته «إنني أستمد قوتي من عملي، وينبغي علي محاولة الخروج من هذه الصعوبة قدر استطاعتي، مع فهم أن هؤلاء اللاعبين يمتلكون إمكانات معينة. تحدثت مع أوزيليو وبرانكا، مسؤولي الإنتر، لكن من المؤكد أن الموقف صعب جدا، والذي ستتولد عنه عاصفة مبررة ولا بد من أخذ ذلك في الاعتبار. مثلت هذه المباراة صفعة قوية جدا، لا أدري إن كان الأمر سيختلف مستقبلا، فالأمر يتوقف على أشياء كثيرة، ربما الفوز في مباراة قد يغير الموقف ويمنحنا بعض الحماس. لكن بعد خمس مباريات، من المؤكد أن الأمور لا تسير».

ويتابع المدير الفني الذي يحاول إعطاء تحليلا للإخفاقات المتوالية من بداية الموسم، «لقد كان حقا أداء سيئا للغاية، ومقارنة بمباراتنا أمام روما فقد أضفنا مهاجما لأننا كنا نعتقد بقدرتنا على لعب بطريقة أكثر هجومية قليلا، لكن في هذه الفترة، قدمنا عروضا سيئة في كل المرات التي حاولنا فيها اللعب بهجومية أكثر. في هذه اللحظة لا بد أن نكون أكثر تواضعا، لكن ليس في التصرف، إنها مسألة صعوبة خاصة بنا، لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالمزيد. اللاعبون؟ يعانون حزنا، مثل الجميع، وأنا حزين لهم، لكنني أعتقد أن هذا الفريق لا ينبغي أن يعيش في الماضي، وإنما في الحاضر ويحاول البناء. لا بد وأن نحرز خطوة إلى الوراء وأن يكون لدينا سيطرة أكبر على مجريات اللعب من دون أن نعاني هذه المواقف».

لكن في النهاية، تملك غاسبريني شيئا من الفخر، وحينما سألوه مجددا عن تصريحات موراتي، قال مباشرة: «كيف يمكن الخروج من هذا الموقف؟ إذا كانت المشكلة تتمثل في المدرب، إذن فمن السهل حلها، وإن كانت على العكس، مثلما أعتقد، شيئا آخر فلا بد من حلها عن طريق العمل. بالتأكيد، في هذه اللحظة، لا يمكننا القيام بما نريده، لكن علينا التكيف مع الإمكانات التي نمتلكها. هل صرح موراتي بأني لا أمسك بزمام الفريق في يدي؟ إن علاقتي باللاعبين ممتازة، أيضا من الناحية الشخصية، فهم أول من أعربوا عن حزنهم، وهذا جانب غاية في الأهمية بالنسبة إلي».