الشعراوي يسجل هدفا وينقذ الميلان من الخسارة أمام أودينيزي في أول مشاركة له

نابولي ويوفنتوس يهدران فرصة الانفراد بصدارة الدوري الإيطالي

TT

أفلت فريق الميلان، حامل لقب الدوري الإيطالي، من الخسارة على ملعبه أمام أودينيزي أول من أمس، وذلك بعدما كان متأخرا بهدف سجله دي ناتالي في الدقيقة 29 الشوط الأول للضيوف، ثم تمكن ستيفان الشعراوي من إدراك التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 18 من الشوط الثاني، ليرتفع رصيد الميلان إلى نقطتين فقط من تعادلين وهزيمة في المركز الرابع عشر مؤقتا، بينما ارتفع رصيد أودينيزي إلى 7 نقاط يتقاسم بها صدارة الترتيب، مع فريقي نابولي وجنوا.

وتمكن المهاجم المصري الأصل ستيفان الشعراوي البالغ من العمر 18 عاما، والذي نزل إلى الملعب بديلا للبرازيلي ألكسندر باتو المصاب، من إنقاذ ميلان عندما أدرك له هدف التعادل بتسديدة أرضية سكنت أقصى الزاوية اليمنى لمرمى أودينيزي في الدقيقة 63. وبدأ الشعراوي، الذي ولد في سافوني لأب مصري وأم إيطالية في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 1992، مسيرته الكروية مع جنوا وعمره 13 عاما، وخاض أولى مبارياته في الملاعب الإيطالية في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2008 وعمره 16 عاما وكانت أمام كييفو فيرونا، حيث لعب 16 دقيقة، وكان هذا هو الظهور الوحيد له مع الفريق، حيث لازم مقاعد الاحتياط حتى تمت إعارته إلى بادوفا الموسم الماضي.

وصد القائم الأيسر كرة كادت تكون الهدف الثاني لأودينيزي بتسديدة محكمة من جامبييرو بينزي في الدقيقة 75. وزج مدرب ميلان ماسيميليانو أليغري بالمهاجم المخضرم فيليبو إنزاغي بدلا من المدافع جانلوكا زامبروتا في الدقيقة 84، لكن أودينيزي كان الأقرب إلى التسجيل بكرة من هدافه دي ناتالي أبعدها ببراعة هذه المرة كريستيان أبياتي (89) لتنتهي المباراة بالتعادل.

وقد كانت الخدعة هي جلوس الشعراوي على مقعد البدلاء على مقربة من فيليبو إنزاغي. ويقول الفرعون المصري الأصل مبتسما «فيليبو يعطيني نصائح عديدة دائما». ولأن الفراعنة أيضا يحلمون تحقق حلم الشعراوي مساء أول من أمس، في أول مباراة له مع الميلان في سان سيرو، بتسجيله هدفه الأول مع الفريق. هل نحتاج لشيء آخر لتفسير ابتسامة ستيفان الشعراوي؟ وإذا كان الشعراوي أحس بسعادة لهذا الإنجاز، فإن زملاءه لم تشملهم هذه السعادة. ويقر الفرعون الصغير بذلك ويقول «بالطبع، إنني حزين لأننا تعادلنا فقط، لكن هذا الهدف يجعلني سعيدا حقا». الخلاصة أن فريق الميلان الذي لعب مباراة أخرى متواضعة عليه أن يوجه الشكر إلى اللاعب الشاب، والذي تحدث عنه المدير الفني للفريق، ماسيمليانو أليغري، قبل مشاركته في هذه المباراة قائلا «إنه بارع، ويمتلك مهارة كبيرة، لكن لا بد أن نترك له وقت النضوج، ولا نثقل عليه بالتسرع». لكن أليغري لم يتمكن من تحقيق ذلك، فقد تعرض باتو مرة أخرى للإصابة، وعلى مقعد البدلاء كان الفرعون الصغير جالسا هو وإنزاغي، واختار أليغري ستيفان الشعراوي، وقد رد له الجميل.

يا لها من بداية: هدف مصحوب بأداء قوي أيضا. لقد سدد الفرعون، وكافح (حيث كان يعود لتقديم الدعم أيضا في خط الوسط)، واستخلص كرات. وفي النهاية دخل الشعراوي إلى قلوب الجماهير، وعن ذلك يقول «إنه هدف رائع جدا في استاد جميل أمام جمهور لا يصدق، وقبل النزول إلى الملعب قال لي أليغري أين ينبغي علي التمركز، وطلب مني أن أبقى مطمئنا وألعب بطبيعتي. أهدي الهدف إلى والديّ، اللذين جاءا لمشاهدتي بصحبة شقيقي، على أي حال قدم الميلان مباراة طيبة ويستحق أكثر من ترتيبه الحالي».

على الجانب الآخر تبقى فقط لدى المدرب فرانشيسكو غويدولين، المدير الفني لفريق أودينيزي، حسرة أنه لم يغرز مخالبه بحسم أكثر حينما كان «الأسد الجريح» - مثلما وصف الميلان عشية اللقاء - لا يزال في سباته العميق. بعدها، استيقظ لاعبو الميلان، حينما تراجع فريق أودينيزي كثيرا، بخلاف الهجمات المرتدة والكرات التي اصطدمت بالعارضة. لكن العودة إلى فريولي بفارق خمس نقاط عن حامل اللقب قد تكون كافية لرؤية النصف الممتلئ من الكوب، أيضا حينما يتعلق الأمر بالدفاع لأن هدف الشعراوي هو أول هدف يدخل مرمى الفريق في ثلاث مباريات خاضها إلى الآن في بطولة الدوري.

ويقول غويدولين «سبع نقاط في ثلاث مباريات تعد نتيجة ممتازة، خاصة بالنسبة لناد هدفه الأول هو إحراز الأربعين نقطة والتي تعني البقاء في الدرجة الأولى، فالشعار دائما هو تأكيد البقاء، ثم نحاول الاستمتاع». هذا ما يقوله المدير الفني، لكن المراقبين من الخارج من الصعوبة عليهم بمكان عدم التنبؤ بأودينيزي حاملا للقب هذا الموسم. إن حقبة المدرب غويدولين في موسمها الثاني، وآليات الفريق، تزداد قوة حاليا، وما يطلبه المدير الفني يتم تلقيه من جانب فريق شاب ومن الجميل مشاهدته. كل هذا، على الرغم من رحيل سانشيز وإنلر، اللذين تركا إرثا ثقيلا جدا ومشكلات عديدة بين المشجعين. وفي نهاية المباراة، لم تكن لدى غويدولين بالطبع نية القيام بدور من لا يرضى أبدا، ويقول «إنني راض عن هذا التعادل، أيضا إننا ما كنا لنستحق الفوز، فقد شن الميلان علينا هجمات أكثر، ونحن لم نلعب بأدائنا المعروف عنا». وفي الواقع فإن مدرب أودينيزي يعترف بذلك، ليس بحثا عن أعذار، لكن ذكره لا يضر، حيث تابع «إنها رابع مباراة نخوضها في عشرة أيام، قلة اللياقة أثرت على أداء الفريق. علينا التحسن في الارتدادات العكسية، لكن لا ننسى أنه في الدقائق الأخيرة أتيحت لنا فرصتان جميلتان ومهمتان. على أي حال، نحن سعداء، وإن لم نكن كذلك فسنكون متواضعين قليلا. إنها نقطة مستحقة، وتمنحنا راحة».

وفي مباريات أخرى، سجل ميركو فوسينيتش مهاجم يوفنتوس الجديد هدفا قبل أن يطرد في نهاية الشوط الأول، ليتعادل فريقه 1/1 مع ضيفه بولونيا ويهدر أول نقطتين في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم هذا الموسم. وجاء هدف فوسينيتش لاعب منتخب الجبل الأسود والذي انتقل من روما مقابل 15 مليون يورو (20.5 مليون دولار) قبل بداية الموسم إثر ركلة حرة بعد نصف ساعة من اللعب، قبل أن يطرد لحصوله على إنذارين بطريقة غريبة قبل نهاية الشوط الأول مباشرة. وعادل دانييلي بورتانوفا النتيجة لبولونيا في بداية الشوط الثاني.

وعاد نابولي الذي تغلب على ميلانو 1/3 يوم الأحد الماضي إلى أرض الواقع بخسارته 1/صفر في ضيافة كييفو بفضل هدف لديفيد موسكارديلي في منتصف الشوط الثاني. وسجل المهاجم الألماني الدولي ميروسلاف كلوزه هدفا ليقود لاتسيو للفوز 1/2 على مضيفه تشيزينا. وفاز أتلانتا على ليتشي بالنتيجة ذاتها ليبقى من دون هزيمة. وأصبح رصيد أتلانتا الصاعد حديثا نقطة واحدة بعدما بدأ الموسم ورصيده ناقص ست نقاط إثر عقوبة التلاعب في النتائج حين كان ينافس في دوري الدرجة الثانية. وسجل المهاجم الأرجنتيني جيرمان دينيس كلا الهدفين، أحدهما من ركلة جزاء، ليرفع رصيده إلى ثلاثة أهداف. وتعرض كالياري الذي فاز بأول مباراتين مثل يوفنتوس ونابولي وأودينيزي للخسارة 3/2 خارج أرضه أمام باليرمو.

ويتساوى يوفنتوس وأودينيزي وجنوا في الرصيد ولكل منها سبع نقاط من ثلاث مباريات في صدارة الترتيب، بعد فوز جنوا على ضيفه كاتانيا 3/صفر بفضل ثنائية للمهاجم الأرجنتيني رودريغو بالاسيو. وقال أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس «الفشل في تحقيق الفوز أمر مخيب، لكني أشعر بالرضا عن الجهد الذي بذل اليوم (أول من أمس) وفي المباريات الثلاث بصورة عامة حتى الآن».

وأضاف في تصريحات نشرها موقع يوفنتوس على الإنترنت «نعرف أن علينا رفع مستوانا خاصة في الجانب المتعلق بالثقة بالنفس بعد موسمين صعبين». وبدأ يوفنتوس الذي أنهى الموسمين الماضيين في المركز السابع بثقة، واستحق التقدم في الدقيقة 27. ونفذ أندريا بيرلو ركلة حرة في منتصف الملعب بينما كان لاعبو بولونيا منشغلين بترتيب الدفاع. ووصلت تمريرته إلى فوسينيتش غير المراقب داخل منطقة الجزاء فحولها في شباك الحارس جان فرانسوا جيليه. وكان فوسينيتش قد حصل بالفعل على إنذار للاعتراض وكان قريبا من الطرد وهو يحتفل بالهدف. لكن في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول حدث ذلك فعلا، حين عرقل ارشيميد مورليو ونال إنذاره الثاني وسط اعتراضات من جانب يوفنتوس.

ونجح بولونيا في تسجيل هدف التعادل بعد سبع دقائق من بداية الشوط الثاني، حين قفز بورتانوفا أعلى من المدافعين في ركلة ركنية ليضع الكرة برأسه في مرمى الحارس جيانلويغي بوفون الذي لم يتحرك. وأتيحت لبيرلو وجورجيو كيليني فرصتان لإعادة التقدم ليوفنتوس لكن جيليه أنقذ الموقف.