رانييري يقبل المهمة الانتحارية ويتولى تدريب الإنتر خلفا لغاسبريني

يحلم بتحقيق مجد جديد وتعويض إخفاقه الأخير مع روما

TT

استهل كلاوديو رانييري ولايته الممتدة لعامين في منصب المدير الفني لفريق إنتر ميلان الإيطالي، أمس، في أعقاب إقالة المدرب السابق جيان بييرو غاسبريني بسبب البداية المحبطة للفريق في الموسم الحالي.

ووقع رانييري عقدا مع إنتر ميلان يمتد حتى 30 يونيو (حزيران) 2013، وسيتم تقديمه رسميا لوسائل الإعلام اليوم، قبل يوم واحد من قيادة الفريق للمرة الأولى، في المباراة أمام بولونيا.

وبات غاسبريني المدرب رقم 16 الذي تتم إقالته من تدريب إنتر خلال آخر 16 عاما.

سقط إنتر 1 - 3 الثلاثاء الماضي أمام نوفارا الصاعد هذا الموسم، ولم يحصد سوى نقطة وحيدة خلال ثلاث مباريات في الدوري الإيطالي حيث تعادل مرة وخسر اثنتين.

وكان غاسبريني قد تولى تدريب الفريق في يوليو (تموز) ووقع عقدا لمدة موسمين لخلافة البرازيلي ليوناردو. وقاد تدريبات الفريق أول من أمس (الأربعاء) المدربان المؤقتان جيوزيبي باريزي ودانييلي بيرنازاني.

ويقبع إنتر، المرشح نظريا للقبي الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا، في المركز الثامن عشر، أحد مراكز الهبوط، رغم أنه يضم أسماء مثل فورلان والهولندي ويسلي شنايدر والبرازيلي لوسيو على سبيل المثال لا الحصر.

ووقع رانييري (59 عاما) عقدا يمتد لعامين مع إنتر ميلان، بعدما ظل دون عمل منذ إقالته من تدريب روما في فبراير (شباط) الماضي.

سبق لرانييري تدريب يوفنتوس وبارما وكذلك بلنسية وأتليتكو مدريد الإسبانيين وتشيلسي الإنجليزي، كما عمل معلقا تلفزيونيا في محطة «راي».

وتنتظر جماهير وإدارة نادي الإنتر من مدربها الجديد رانييري، الذي كانت جماهير روما تلقبه «شريحة اللحم»، أن يوضح لها ما سيقدمه على مائدة الفريق. ولا شك أن رانييري سيعمل في أسرع وقت على تقديم أفضل ما لديه لجماهير الإنتر التي تشعر بخيبة أمل بعد إخفاقات الفريق الأخيرة مع المدرب غاسبريني. وجاءت تسمية رانييري بـ«شريحة اللحم» لأنه كان يعمل في محل الجزارة الخاص بوالده في ميدان تيستاتشو بروما الذي كان يرتاده هيريرا مدرب الإنتر في عصره الذهبي، وهو الذي أطلق عليه هذا الاسم في صغره. ولعب رانييري أول مباراة له في سن الـ22 من عمره بقميص فريق روما، لكنه اضطر بعد فترة قصيرة إلى التخلي عن حلم التهديف (حيث كان يلعب مهاجما ثم تحول للعب كمدافع) وعن قميص فريق روما. وحالف الحظ رانييري كلاعب كرة في جنوب إيطاليا مع أندية كاتانزارو كاتانيا وباليرمو. وهو ما ولد لديه عشقا كبيرا لأهل الجنوب لدرجة أنه تزوج من منهم.

وبعد اعتزاله للعب الكرة أدرك رانييري أنه لا يستطيع الاستغناء عن عالم الكرة واتجه من فوره للتدريب. وبدأ مشواره التدريبي من الحضيض حيث درب فريقي فيغور لاميتسيا وكامبانيا بوتيولانا المغمورين قبل أن يدرب فريق كالياري ثم فريق نابولي بعد غروب ملحمة الأسطورة مارادونا. وبعد ذلك قام رانييري بتدرب فريق فيورنتينا المتدهور وتمكن من الفوز معه بكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي قبل أن يتجه للتدريب في الخارج ليصبح واحدا من أفضل سفراء الكرة الإيطالية. فقد تولي رانييري تدريب فريق فالنسيا الإسباني لموسمين حصل فيهما معه على كأس ملك إسبانيا وانتقل لفترة قصيرة لتدريب نادي أتليتكو مدريد ثم قضى 4 سنوات لا تنسى مع فريق تشيلسي الإنجليزي (من عام 200 إلى 2004) حقق خلالها الفوز في 107 مباريات من 199 مباراة رسمية لعبها الفري تحت قيادته وحصل على إعجاب وتقدير الجماهير الإنجليزية.

وحصل رانييري على لقب «سير» قبل أن يعود إلى إيطاليا ليواجه عدة اختبارات صعبة. فقد تولى عام 2006 تدريب فريق بارما في منتصف الموسم وأنقذه من شبح الهبوط، ثم تولى بعد ذلك تدريب اليوفي لموسمين زادا من قوة الصبر عنده، وهو الصبر الذي احتاج إليه بعد ذلك في مواجهة مورينهو مدرب الإنتر وخلال تدريبه لفريق روما. فقد دخل رانييري في صدام كبير مع مورينهو وكانت خلافاتهما محط اهتمام الصحف ووسائل الإعلام المختلفة. فرانييري يتميز بالعصبية وعندما يستدعي الأمر لا يتوانى عن الصدام مع المدربين أو النجوم وهو ما حدث مع روماريو وروي كوستا وتوتي. وكاد رانييري يحقق أفضل إنجاز له مع نادي روما علم 2010 عندما قاده من المركز الأخير في الدوري إلى درع الدوري التي فقدها في اللحظات الأخيرة بعد هدفي باتزيني لاعب سميبدوريا في ذلك الحين في مرمى روما في المباراة التي منحت الإنتر الأفضلية والدرع في النهاية. وكان هذا الموسم هو أفضل مواسم رانييري في إيطاليا ودخل بعده في مرحلة من المعاناة الشديدة مع فريق روما انتهت باستقالته من تدريب الفريق وشعوره بنكران كبير للجميل من جانب جماهير مدينته الأم رغم فوزه بجميع مباريات الديربي مع الفريق.