كثرة الإصابات وغياب النجوم في الميلان يدفعان بالشعراوي أساسيا أمام تشيزينا اليوم

مصائب قوم عند قوم فوائد

TT

تلقى فريق الميلان ضربة موجعة بعد تعرض مهاجمه البرازيلي باتو لإصابة جديدة في نفس موضع إصابته السابقة التي أبعدته طويلا عن الملاعب خلال الموسم الماضي. وتعرض اللاعب إلى تمزق في عضلات الفخذ الأيمن خلال مباراة فريقه الأخيرة أمام أودينيزي ومن المفترض طبقا للتشخيص الأولي أن يغيب عن المشاركة لشهر كامل.

ويؤكد تجدد الإصابة أن الغموض الذي يحيط بعضلات باتو وقوتها لم ينتهِ بعد. ولا شك أن هذه الإصابة تمثل ضربة قوية للاعب لا سيما على الصعيد النفسي. وكان خضوع باتو للعلاج على يد البروفيسور الأميركي الشهير ويليام غاريت خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي وانتهاجه طريقة مختلفة في التدريبات قد دفعا الجميع للاعتقاد بأن اللاعب قد تخلص من لعنة الإصابات التي لازمته طويلا. ويشعر غالياني نائب رئيس الميلان حاليا بقلق شديد بعد تجدد إصابة مهاجم الفريق ويحاول في الوقت الحالي حل هذه المشكلة داخل معسكر الفريق دون الاضطرار إلى سفر اللاعب إلى الولايات المتحدة من جديد. وقال غالياني يوم الخميس الماضي بشأن باتو: «لقد رتبت لاجتماع هذا الصباح بين المدرب ومدرب الأحمال والأطباء من أجل معرفة كيف يعاني هذا اللاعب، الذي لم يواجه أي إصابة في موسمي 2008 و2009، من إصابات متكررة لا تتوقف في الوقت الحالي». ومن المقرر أن يخضع باتو لفحص طبي شامل لتحديد مدى إصابته وطريقة العلاج والتدريبات التي يحتاج لها للعودة.

ويعتبر الفخذان هما نقطة ضعف باتو الكبرى منذ انضمامه لصفوف الميلان. فقد عانى من العديد من الإصابات في عضلات الفخذين منذ شهير يناير (كانون الثاني) 2010، كما تعرض اللاعب أيضا للإصابة 3 مرات في كاحليه، وبلغ مجموع إصاباته في تلك الفترة 11 إصابة. وكان باتو منذ عودته من الولايات المتحدة يلتزم ببرنامج تدريبي خاص به من أجل تقليل خطر الإصابات التي تؤرقه بشكل مستمر. وهو ما يبدو الآن ضربا من العبث. وكان باتو نفسه قد عاد من الولايات المتحدة بالكثير من الثقة ظهرت في تصريحاته التي قال فيها: «لا أرى سببا للمبالغة في تهويل الأمر. أعتقد أن هذه الإصابات ترتبط بنموي الجسدي. فقد ازداد وزني وطولي منذ قدومي إلى إيطاليا».

وبغياب باتو حرِم أليغري من مهاجم جديد في صفوف فريقه. ويواجه الميلان موقفا حرجا قبل مباراة اليوم أمام فريق تشيزينا في ظل غياب روبينهو وإبراهيموفيتش. ولا تقتصر هذه المشكلة على خط الهجوم حيث تعاني باقي الخطوط أيضا من كثرة الغائبين. وعلق أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان على موقف الفريق الحالي وكثرة الإصابات بين لاعبيه قائلا: «إننا نفتقد إلى 10 أو 12 لاعبا في الفريق. وهو موقف صعب لكنه سيمر. ولذلك فلن أتحدث عن سوء حظ لأن الحظ لا دخل له بهذه المسألة. فالمشكلة تتعلق بكثرة الغائبين، لكن الهدوء يسود الفريق ونحن واثقون أننا سنرى الميلان الحقيقي عندما يعود عدد كبير من المصابين». وأضاف غالياني قائلا: «إننا نشعر بالاطمئنان لأننا أبطال إيطاليا ولفوزنا بكأس السوبر الإيطالي قبل شهر واحد. سنستعيد المصابين ونعود لموقعنا الطبيعي».

ومع كثرة الإصابات حاليا في فريق الميلان، يصدق القول «مصائب قوم عند قوم فوائد». فقد شهد يوم الأربعاء الماضي تسجيل الفرعون المصري ستيفان الشعراوي أول هدف له بقميص الميلان وفي صباح أول من أمس وجد اللاعب في مقر تدريب فريقه (ميلانيللو) كما كان مقررا. وقد صرح السيد صبري، والد ستيفان، بهذا الصدد قائلا: «نظرا للموقف الحالي لم يكن يبدو أن هناك فرصة لطلب إذن بالتخلف عن تدريب الفريق لحضور حفل تخرج أخيه مانويل. الميلان لديه العديد من المهاجمين المصابين ومن المحتمل أن يشارك ستيفان أساسيا في مباراة اليوم أمام تشيزينا».

الشعراوي فتى يحظى بالعقل السليم ويعرف كل تلك الظروف. وهكذا يوم الأربعاء الفائت عقب مباراة أودينيزي تناول اللاعب وجبة العشاء سريعا مع والدته ووالده وأخيه مانويل ووكيل أعماله روبرتو ثم ذهب على الفور إلى النوم. أما باقي العائلة فقد توجهت إلى تورينو حيث كان من المقرر أن يشهد صباح أول من أمس حصول مانويل على شهادة التخرج في الاقتصاد الدولي. ويتابع صبري الذي يعيش مع مهاجم الميلان في مدينة ميلانو، حي سان سيرو، قائلا: «مانويل يكبر ستيفان بنحو 5 سنوات. إنهما صديقان أكثر من كونهما أخوين. إنهما يوميان مكثفان ورائعان. لم نكن نتوقع هدف ستيفان، لقد حدث كل شيء فجأة. ولكن الطريق لا يزال طويلا وابني يدرك ذلك. بعد انتهاء مباراة أودينيزي لم أقل له أي شيء: الآن لم يعد ستيفان في حاجة إلى النصائح، فهو ناضج ويعلم أنه يتعين عليه فحسب الانتظار والقيام بواجبه».

. لقد انتظر الشعراوي الصيف بأكمله ولكن بمجرد أن أتيحت له فرصة دفع قدميه على دواسة البنزين وفي الشوط الثاني من لقاء يوم الأربعاء الماضي تمتع بإحراز الهدف على ملعب سان سيرو. لقد كان هذا الهدف بمثابة السدادة التي تحرر الزجاجة المغلقة: فمنذ لحظة الهدف بدأ الفرعون المصري في اللعب بشكل أكثر مرونة. ولا شك أن الدخول إلى اللقاء وفريقك متأخر بهدف أمر ليس سهلا. وقد أوضح روبرتو وكيل أعمال اللاعب ذلك قائلا: «لقد أدركت على الفور أن ستيفان قريبا من الهدف. في أول 10 دقائق له أضاع بعض الكرات السهلة وفقا إلى لاعب بمثل مهاراته. ولكنه تصفيق استاد سان سيرو نجح في تحفيزه».

وأمس الأول في مقر تدريب الميلان قام جميع رفقائه بتهنئته غير أنهم أيضا سخروا منه حيث نصحوه بعدم الإصرار على تصفيف شعره بهذه الطريقة. وقد تحدث اليغري، مدرب الميلان، إلى الفرعون المصري طويلا وأشاد بالتزامه ولكنه أضاف أيضا أنه لمزيد من التحسن ينبغي على اللاعب التدريب بمزيد من التكثيف. تلقى الشعراوي الرسالة ثم عاد إلى منزله وحاول الرد على جميع من كان قد أرسل إليه بالتهاني عقب هدفه الأول هذا الموسم: وخلال يومين فقط وصل إلى ستيفان نحو 300 رسالة نصية قصيرة من أقاربه وأصدقائه وصديقاته (جدير بالذكر أن اللاعب ليس مرتبطا). واليوم سيكون هناك فرصة أخرى أمام الشعراوي للمشاركة أساسيا مع الميلان أمام تشيزينا حيث لا يزال السويدي إبراهيموفيتش والبرازيلي روبينهو غير جاهزين فيما سيغيب أليكساندر باتو لمدة شهر عن فريقه وفيليبو انزاغي ليس بإمكانه، حتى الآن، خوض مباراة كاملة. وعليه فمن المفترض في حالة عدم حدوث أي معجزات أن يبدأ الفرعون المصري مباراة اليوم إلى جانب كاسانو في خط هجوم الميلان. وستوجد عائلة ستيفان من جديد اليوم في المدرجات لمساندته والتصفيق له. وهكذا عقب انتهاء اللقاء سيكون بإمكانهم أن يحتفلوا جميعا بتخرج مانويل، وربما يحتفلون أيضا بإحراز ستيفان هدفا آخر.