آرسين فينغر يعترف بأن هوة الأجور تترك الآرسنال في مهب الريح

وصف نفسه بـ«دب قطبي» يحمي ناشئيه

TT

عبر آرسين فينغر، مدرب نادي الآرسنال الإنجليزي عن مخاوفه من أن تحذو القلة الباقية من نجوم لاعبي الآرسنال حذو سمير نصري وسيسك فابريغاس في الرحيل عن النادي نتيجة عدم قدرة النادي على مجاراة الأندية الأخرى في الأجور. وقد أجرى الآرسنال محادثات مع ثيو والكوت وأليكس سونغ وروبين فان بيرس حول تجديد عقودهم، لكن المدير الفني قال إنه لا توجد ضمانات على قدرته بإقناعهم بالبقاء في النادي، ويتوقع أن تبدأ المحادثات قريبا مع المدافع توماس فيرمالين.

وكان فابريغاس أعلى اللاعبين دخلا في الآرسنال بحصوله على 90,000 جنيه استرليني أسبوعيا قبل أن يغادر صيف العام الحالي إلى برشلونة، ورفض نصري نفس الراتب الأسبوعي قبل الرحيل إلى مانشستر سيتي، حيث يحصل على 180,000 جنيه استرليني أسبوعيا، وهو ما يوازي ثلاثة أضعاف راتبه في الآرسنال، كما تطور راتب غايل كليتشي كثيرا لدى انتقاله إلى مانشستر سيتي.

وأقر فينغر بأن مستقبل النادي يعتمد على تمديد التعاقد مع سونغ وفان بيرس ووالكوت وفيرمالين. وقال: «سنحاول لكننا حاولنا من قبل (مع فابريغاس ونصري)، لكن الهوة الكبيرة في الرواتب التي تتسع أمامنا تجعلني لا أستطيع القول اليوم إننا إذا ما دفعنا أقصى ما نستطيع دفعه سنتمكن من التوقيع مع احد هؤلاء اللاعبين».

وكان مايكل آرتيتا قد خفض راتبه لإنهاء انتقاله إلى الآرسنال من إيفرتون الشهر الماضي، وأشار فينغر إلى صعوبة إقناع نجوم الفريق بالبقاء في النادي وأن حياة مختلفة غير موجودة في مكان آخر، وقال: «سنحاول إقناعهم، نحن نرغب في القيام بذلك ونحن على استعداد للجلوس معهم، لكننا لا نعلم إلى أين سينتهي بنا الحوار».

ولا يزال أمام سونغ عامان على انتهاء عقده هذا الصيف لكن فان بيرس وفيرمالين ووالكوت هناك عام واحد فقط باق في عقودهم، وكذا بالنسبة لأندريه آرشافين. وقد رفض فينغر القول بأن النجاح السريع لفابريغاس ونصري في أنديتهم الجديدة قد يجعل من الصعوبة الاحتفاظ باللاعبين داخل النادي. وقال فينغر: «دائما كنت أقول إن بيع فابريغاس لا بد أن يمثل صفقة للنادي، وقد حصلنا مقابل انتقال نصري 25 مليون جنيه استرليني وهو سعر جيد بالنسبة للاعب هناك عام واحد فقط عام على نهاية عقده، أما في حالة فابريغاس فقد أجبرنا على ذلك، لأنه بالنسبة لي أفضل لاعب خط وسط في العالم وقد كنا على يقين من أننا سنتمكن من بيعه مقابل 35 مليون دولار على الأقل».

من جهة أخرى قال فينغر: «منذ أن قدمت إلى إنجلترا، قيل عني الكثير من الأشياء، لكني من ناحية شخصية لا أعترض عليها. لكني أصبح أكثر قلقا عندما توجه الانتقادات إلى لاعب ناشئ. ويفترض أن أتلقى الرصاصات وأمتصها بدلا منهم، كالدب القطبي. هذا القلق يتزايد تجاه اللاعبين الناشئين الذين يلتحقون بالفريق الأول وتوجه إليهم انتقادات مجحفة. عندما كنت في التاسعة عشرة من العمر كان من الصعب تقبل هذا النقد، وربما يكون ذلك السبب في قلقي المتزايد من أن يتأثروا بهذه الانتقادات. يمكنني تحمل قدر غير متناه من (الرصاصات)، وأنا أفهم قواعد اللعبة، أنا إنسان وأفضل أن تقولوا إنني لست أحمق».

ويعتمد المدير الفني لفريق الآرسنال على الناشئين بقوة حتى الآن هذا الموسم، لكن مهاجم الآرسنال السابق جيرمي آلداير، يزعم أن بعض الناشئين يعانون بشدة لتلبية توقعات فينغر. وقال آلداير، 28 عاما، الذي انضم إلى فريق لورينت هذا الموسم بعد الزعم بأن إعارته إلى نادي ميدلسبره أصابته بالسأم وأوشك على اعتزال كرة القدم: «فينغر كريم للغاية ويعامل اللاعبين الناشئين كأب، لكن ذلك يولد ضغوطا كبيرة على اللاعبين الشباب، خاصة عندما يتم تصعيد هؤلاء اللاعبين للانضمام إلى الفريق الأول، وقد رأيت اللاعبين يتملكهم الخوف عندما يضطرون إلى اللعب ضمن صفوف الفريق الأول». ويذكر أن فينغر كان قد حقق نجاحات كبيرة مع الآرسنال، حتى إن البعض الآن يتوقع فوز الآرسنال بألقاب كل عام. وأصر فينغر على الآرسنال سيغير من حظوظه عبر الاستعانة بالناشئين ودون الحاجة إلى أي إضافات في طاقم التدريب المعاون له. لكنه اعترف بأنه يتألم بشدة لمعاناة فريقه.

وتزداد معاناة فينغر أكثر فأكثر حيث يستمر فريق آرسنال بتلقي الضربات الموجعة، وكانت آخرها الإعلان عن غياب صانع ألعابه الدولي جاك ويلشير عن الملاعب لنهاية الموسم بسبب الإصابة في كاحله. وذكر نادي آرسنال بعد استشارته «عدة اختصاصيين عالميين» أن لاعب الوسط الدولي سيحتاج لجراحة في كاحله اليمنى غدا وأنه سيغيب «لأشهر» عن الملاعب، وأن صور الأشعة «أظهرت عدم تفاعل الكسر إيجابا مع العلاج».

وتفاقمت إصابة ويلشير (19 عاما) والتي تعرض لها خلال مباراة فريقه آرسنال مع نيويورك ريد بولز الأميركي في أغسطس (آب) الماضي في مسابقة كأس الإمارات الدولية لكرة القدم، وقبلها في المباراة ضد سويسرا في يونيو (حزيران) الماضي. وكان ويلشير يرتدي حذاء طبيا كي يتماثل كسر الإجهاد الذي تعرض له في كاحله إلى الشفاء ويتفادى الجراحة. وقال متحدث باسم آرسنال: «لقد قدمنا كل ما في وسعنا من أجل مساعدة ويلشير على التعافي من إصابته بشكل طبيعي، وللأسف الشديد سوف يخضع لجراحة في كاحله اليمن. ونحن جميعا نتمنى له الشفاء العاجل».

وكتب اللاعب على صفحته الخاصة على الموقع الاجتماعي «تويتر»: «أتمنى أن أعود للملاعب قبل فترة أعياد الميلاد. أنا بين أيد أمينة، شكرا لدعمكم!». ويعتبر ويلشير من أهم عناصر فينغر ومدرب المنتخب الوطني الإيطالي فابيو كابيلو، وهو انضم إلى لائحة المصابين لدى المدفعجية إلى جانب المدافع البلجيكي توماس فيرمايلن الذي خضع مؤخرا لجراحة في أوتار كاحله.