الهولندي سيدورف يهدي الميلان أول فوز على حساب تشيزينا

أليغري امتدح خط الدفاع وطالب الفريق بتعلم إنهاء المباريات مبكرا

TT

حقق فريق ميلان، حامل لقب الدوري الإيطالي، فوزه الأول في بطولة إيطاليا لهذا الموسم على تشيزينا، أول من أمس، وذلك بفضل لاعب وسطه الهولندي المخضرم كلارينس سيدورف، الذي سجل هدفا من تسديدة قوية في الدقيقة الخامسة من الشوط الأول ليسكنها شباك الضيوف، لتنتهي مباراة الجولة الخامسة بهدف نظيف لأصحاب الأرض، وارتفع رصيد الميلان إلى خمس نقاط احتل بها المركز الثامن مؤقتا، بينما تجمد رصيد تشيزينا عند الصفر من النقاط ليتذيل به ترتيب فرق الدوري الإيطالي.

ربما كان طقسا بحاجة للفوز، حينما قام سيدورف قبل بداية اللقاء بالدوران في الملعب من أجل معانقة زملائه واحدا واحدا. ربما أيضا ذكر بعض العبارات من نوعية: «كونوا هادئين، اليوم سنفوز، أنا من يقول لكم ذلك». قال، وفعل، فبعد مرور خمس دقائق فقط من إطلاق حكم المباراة صافرة البداية ابتدع اللاعب الهولندي تسديدة دائرية في الزاوية البعيدة والتي حسمت المباراة، مع مساعدة رافاليا، حارس تشيزينا. وقد يهمهم أحدهم أنه لم يكن هدفا مقصودا، (قال: الجميع في غرف خلع الملابس صنعوا إسقاطات على هدفي)، ويشرح هو: «لم يكن هدفا بالصدفة، وكنت أريد التسجيل، وقد نجحت في ذلك. لقد أسرعت أكثر قليلا فقد رأيت لاعبين اثنين فقط في منطقة الجزاء، وخرجت تسديدة عرضية رائعة جدا».

يعد سيدورف واحدا من أولئك اللاعبين الذين يريدهم الجميع في الفريق، ولا أحد يريدهم كخصوم، لأنه حينما تنتظره قليلا فبإمكانه تسديد الكرة الحاسمة في اللقاء، أيضا لأنه يتألق في الصعوبات، وحينما يكون الفريق بصدد تجاوز لحظة «عدم توفيق» فإنه يمتلك المهارة والخبرة لإبعاده عن الهلاك. كلارينس كان أحد أفضل اللاعبين يوم الأربعاء الماضي أمام أودينيزي، فاللاعب كان يعلم أن البيئة المحيطة في حاجة لدفعة، لأن نقطتين فقط في الترتيب بعد ثلاث مباريات تعد قليلة جدا بالنسبة لفريق يسعى بكل تأكيد للاحتفاظ بدرع الدوري للعام الثاني على التوالي. وهكذا، سطر كلمة النهاية مع فجر اللقاء، بعدها تلقى معانقات لاعبي الميلان الآخرين وتصفيق الشكر من جانب استاد سان سيرة بأسره. ويعلق أليغري على هدف سيدورف قائلا «كان مذهلا، وخسارة أنه يبلغ من العمر 35 عاما، ولا بد من استنساخه».

الدفاع: لقد فاز الميلان أيضا لأنه لم يدخل مرماه أهداف، لأول مرة في بطولة الدوري هذه، والفضل يرجع لخط دفاع، الذي أيضا مع يبيس بدلا من نيستا، نجح في تلجيم هجوم تشيزينا، والفضل خاصة لتياغو سيلفا، الذي كان مجددا هو الأفضل في الملعب، ويقول المدافع البرازيلي: «كان فوزا مهما جدا، وأخيرا عاد الميلان بطلا في بطولة الدوري، حتى وإن لم يكن سهلا التغلب على تشيزينا. أكون أكثر سعادة حينما لا يدخل مرمانا أهداف، أريد العمل من أجل الفوز ببطولة أخرى، واللعب كثيرا من أجل اللعب في حد ذاته أمر لا يعجبني. مباراة فيكتوريا يوم الأربعاء، في دوري الأبطال، لن تكون سهلة، لأننا لا نعرف الخصم، لكننا نود أيضا الفوز بدوري أبطال أوروبا».

بالنسبة للمدرب أليغري، فقد تمت المهمة، وبعد أربع مباريات في الدوري الإيطالي، فإن ميلان 2011 - 2012 لديه نفس النقاط التي فاز بها ببطولة الدوري الموسم الماضي، وهي خمس نقاط. والآن، وبعدما تحقق «الفوز الأول الحميد في دوري الدرجة الأولى الإيطالي»، كما وصفه المدير الفني لحامل اللقب منذ بضعة أيام مضت، إلى نادي الميلان فإن الجميع مطمئنون وهادئون. وكذلك أليغري، رغم أن مدرب الميلان دائما ما أظهر اطمئنانا وهدوءا، ويؤكد أن «النتيجة قد طمأنت الجميع، وهذا هو الشيء الأهم، لكن يهمني أيضا الأداء».

لا أهداف ولكن كنا هزيلين: ها هو الأداء، حيث يحلله المدرب أليغري بدقة كالمعتاد، ويبرز الجوانب الإيجابية والسلبية، فقد أعجب المدير الفني بالدفاع، لأن هذه هي المرة الأولى التي لا يدخل مرمى الميلان أهداف طوال مباراة منذ بداية الدوري ويقول «كنا هزيلين قليلا، كان هناك بعض الإرهاق، لكن كان يمكننا إنهاء المباراة مبكرا وإلا سنواجه خطر اهتزاز شباكنا في النهاية. وقد أهدينا الكثير من الكرات إلى تشيزينا، لكن تايو ويبيس لم يكونا قد لعبا قط من قبل، كما أن لدينا الكثير من اللاعبين المصابين. على أي حال، إنني سعيد لأننا أبلينا حسنا من حيث الكثافة والسيطرة على الكرة، ولم نرتكب أخطاء، وخلقنا خمس فرص حقيقية للتهديف ولم يتصد الحارس أبياتي حتى لكرة واحدة».

تضحية، وصبر، والتزام، حيث يكرر المدرب أليغري الكلمات الثلاث الصغيرة السحرية هذه، التي تعد بالنسبة له سر النجاح. ويتابع: «إنني راض، وقد كنت كذلك بعد مباراتي نابولي وأودينيزي. إننا متماسكون في لحظة أزمة، وإنما علينا التحسن. قوة الميلان في العام الماضي كانت مسألة أن لاعبي الوسط والمهاجمين كانوا يعملون من أجل الفريق، ونحن بصدد البدء مجددا في القيام بذلك». ويتحدث أليغري أيضا عن تايو، الذي لم يقنع في أول مباراة له، حيث قال: «حسنا من ناحية التعامل بالكرة، وفي الشق الدفاعي فقد ظل بعيدا كثيرا إلى حد ما. كنت أريد تبديله بين الشوطين لأنني كنت أخشى تعرضه للطرد. في الواقع، الخطأ الثاني الذي ارتكبه كان يستحق حصوله على إنذار». كما أن المقارنة مع الإنتر لا تهمه، ويقول: «كان مهما أن نفوز نحن، ما خلا ذلك فلا يهم»، فمن الأفضل التفكير في المباراة المقبلة، ويسأل أحد الصحافيين «ماذا فعل الميلان في المباراة الخامسة، العام الماضي؟»، ويجيب أليغري: «فاز على بارما». بالفعل، بهدف سجله بيرلو، الذي يلعب الآن في صفوف يوفنتوس، الخصم المقبل في دوري الأبطال.

إلى ذلك، فإن مسألة أن أودينيزي قد بدأ الموسم الماضي بأربع هزائم ثم أنهى البطولة في المركز الرابع، إحقاقا للحق، لا تهدئ من غضب المدرب ماركو جامباولو، المدير الفني لفريق تشيزينا، الذي لم يحصد أي نقطة بعد، في أربع مباريات خاضها هذا الموسم. إن ذلك «الصفر» الذي لا يتغير مع مرور المباريات يعد حبلا في شدّ مستمر دائما، رغم أداة فريق تشيزينا، مما نراه في الملعب وما يقوله مدربه جامباولو، «ليس فريقا مستسلما». بالطبع، العام الماضي كانت قصة أخرى أمام الميلان، لكن الآن يتحدث ترتيب لا بد من تحريكه في أقرب وقت ممكن. «إن الترتيب يعد مؤشرا صعبا وثقيل الوطأة، لكن الفريق يظهر أنه لا يستسلم، وأنه قادر على فعلها. لم نقدم مباراة سيئة، حتى وإن كنا نرتكب بعض الأخطاء القليلة البسيطة وبعض الأحداث المؤسفة».

لا لوم: بنفس الطريقة يرى الأمر الرئيس إيغور كامبيديللي أيضا، الذي قام بزيارة للفريق في نهاية المباراة في غرفة الملابس، وحث اللاعبين على المضي قدما برأس مرفوعة ومن دون توان. ويواصل جامباولو: «لقد دخل مرمانا هدف أوروبي سجله سيدورف، بعدها نظمنا صفوفنا، ولا بد من الاعتراف بإجهاد لعب ثلاث مباريات في أسبوع واحد. بعد مباراة كهذه لا يمكنني إلا أن أحفز اللاعبين كي يعطوا أقصى ما لديهم دائما، من دون السقوط في خطأ التراجع في المستوى، علينا التحسن، بالتأكيد، لكنني على قناعة أن هؤلاء اللاعبين لم يستسلموا وأنهم يعيشون فقط لحظة صعبة. لقد أعطوا كل شيء، ولا يمكنني أن ألومهم على أي شيء».