الإنتر يهزم سسكا موسكو الروسي بثلاثية ويقفز لوصافة مجموعته

رانييري واصل نجاحاته مع الفريق وتغلب على مضيفهم في أبطال أوروبا

TT

تمكن فريق الإنتر الإيطالي من تحقيق فوز مهم خارج ملعبه على سسكا موسكو الروسي، أول من أمس، ضمن الجولة الثانية لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين. تقدم لوسيو للضيوف في الدقيقة 6 من الشوط الأول، ثم ضاعف باتزيني النتيجة في الدقيقة 23، وبعدها تمكن دزاغويف من تسجيل أول أهداف أصحاب الأرض، وفي الشوط الثاني، تمكن فانير لوف من إدراك التعادل لسسكا في الدقيقة 32، لكن بعدها بدقيقة واحدة تمكن ماورو زاراتي، الوافد الجديد إلى الإنتر هذا الموسم، من تسجيل هدف الفوز ليحقق بذلك أول ثلاث نقاط له يحتل بها الإنتر المركز الثاني في المجموعة الثانية بعدما كان قد خسر على ملعبه أمام طرابزون سبور التركي في الجولة الأولى، قبل أسبوعين.

إن فريق الإنتر هذا في تقدم مستمر، بعدما افتتح لوسيو، وسجل الثنائي باتزيني – زاراتي اللذان يشكلان معا الاسم المحبب أكثر إلى جماهير الإنتر. إنه الهدف الأول لكليهما في دوري أبطال أوروبا، وكان باتزيني قد سجل ثلاثة أهداف في الدوري التمهيدي فقط (بلا قيمة)، بينما لم يسجل ماورو من قبل. إن محظورا تم كسره، ويقول رانييري: «زاراتي؟ بإمكانه أن يصبح نجما كبيرا. وقد قام بالخطوة الأولى» أنا جاهز دائما: وصرح النجم الأرجنتيني قائلا: «ببساطة، لقد قمت بما لدي من إمكانات، إلى أقصى حد. بالنسبة للمدير الفني، أنا موجود دائما، وأنا جاهز باستمرار، وعملنا من أجل الإنتر، أود أن أظهر زاراتي الحقيقي».

يمكن القول إن الشوط الأول من المباراة كان نزهة، بل ركضا، حيث نجوم وتمريرات حريرية، أقلها ما قام به الياباني ناغاتومو، الذي مرر من بين قدمي لاعب المنافس وصنع كرة، وقام بالتغطية السليمة والتسريع نحو الراية الأخرى والتي تزيد من تألقه. وحينما تلقى باتزيني تمريرته العرضية وسجل هدف التقدم الثاني، أول شيء فعله هو الدوران إلى الخلف والنظر إليه، وأشار إليه واحتفل بالهدف في الوقت ذاته. إنها لحظة سعادة، قبل مشكلة الكاحل التي ستبعده عن الملاعب. عمل ناغاتومو وباتزيني بمرونة، لكن لوسيو أيضا لم ينم. إنه هو اللاعب الذي ينتقل بين طرفي الملعب، وينتقل من منطقة لمنطقة ويستخلص الكرة أيضا، وأخيرا يسجل.

بالطبع، المعارك الأرجنتينية في موسكو رائعة دائما، فقد كان لدى الإنتر يوم أول من أمس الستة لاعبين جميعهم في الملعب، لأنه حينما نزل زاراتي اكتمل عقد الستة، المنتصرين. إن هدف لاعب لاتسيو السابق بالرأس يعيد إلى الأذهان، الانتصارات الصغيرة - الكبيرة التي حققها الإنتر هنا، فعلى سبيل المثال ذلك الهدف بالرأس لسيميوني مع نهاية زمن المباراة والذي أنقذ الإنتر في دوري الأبطال لموسم 1998 - 99 أمام سبارتاك 1 - 1؛ أو هدف كروز الذي سجل في سبارتاك أيضا في نسخة البطولة لموسم 2005 - 2006 (0 - 1)؛ أو هدفا كريسبو وصامويل اللذان قلبا هدف يو بعدها بعام 1 - 2. مدينة موسكو جميلة دائما.

إن فريق الإنتر مجنون وقد أثبت ذلك في ليلة أول من أمس، فبعد 23 دقيقة كان يبدو وقد جمّد سسكا الغائب تماما عن الدفاع. كانت هناك كافة المقدمات لإدارة المباراة والطاقات بالنظر لمباراة نابولي السبت المقبل. وقال رانييري «أحد الفرق الأكثر لياقة، ويعرف ماذا يريد»، بعد الخطأ الذي ارتكبه صامويل وجوليو في نهاية الشوط الأول، جاء الفوز بشق الأنفس، حينما كان الفريق الروسي يبدو موجة جارفة.

الخلاصة، ما زال أمام كلاوديو رانييري الكثير ليقوم به، إلا أنه جلب إلى حصيلته الفوز الثاني على التوالي، تلك التي تعين مسار دوري الأبطال، بعد التغلب على بولونيا في الدوري المحلي، السبت الماضي. إنها ثلاث نقاط، تحديدا للطريقة التي جاءت بها من حيث الأهمية الكبيرة، هذا لأن المدير الفني المتحدر من روما قد رأى مجددا تلك الشخصية التي تصنع الفارق في النهاية. ويهاجم عقب نهاية المباراة قائلا: «إنهما الشيئان اللذان يسعدانني، الثلاث نقاط في ترتيب مجموعة دوري الأبطال، والتي تمنحنا فرصة لاستعادة مسيرتنا، إضافة إلى الأداء الذي أظهرناه في الشوط الأول وتمرير الكرة، من خلال محاصرة المنافس بطريقة رائعة. بعدها، قدرت المعاناة بفخر في الشوط الثاني، وبالفخر أشير إلى رد الفعل التي رأيتها هنا كما في مباراة بولونيا، علاوة على الرغبة في الدفع لدى هؤلاء اللاعبين الذين كانوا يريدون هذه النتيجة كثيرا وكانوا يعرفون كيف يحصلون عليها».

ألفاريز وغاسبيريني: وتجلت قدرة المدرب رانييري على الدفع بعناصر شابة ولو لفترات بسيطة، ففي بولونيا تمثلت المفاجأة في كوتينهو، ومساء أول من أمس كان دور ريكي ألفاريز، في أول مباراة يلعبها أساسيا بعد السوبر الإيطالي في بكين. ويشرح رانييري: «الفريق مكون من أبطال، والكثير من اللاعبين لا بد أن يعودوا بعد تعافيهم من الإصابة، لكن من لعب في هاتين المباراتين أعطى كل شيء. ألفاريز، مثلا، ضحى كما وكيفا، وهذا هو الطريق الذي لا بد من السير فيه. لا يمكنني القول إذا كان فريق الإنتر قد تعافى، لكن هذه الثورة تعد مؤشرا مهما. أيضا لأننا حينما تراجعنا مع بداية الشوط الثاني وهم جربوا كل شيء، كنا خطرين في الهجمات المرتدة». بدأ المدير الفني يقدر ما يقوم به الفريق، ويفهم ذلك من قبل حينما يتحدث عن سلفه غاسبريني: «أعتقد أنه لم يكن لديه الوقت ولا الحظ الضروريان، وأنا كان لدي وقت قصير، وتحدثت كثيرا وببساطة ووضعت اللاعبين ليقوموا بما يجيدون فعله».

قوة: بعدها يطلق رانييري المفهوم الذي ينبغي أن يشحن النادي بأكمله: «هل تسألوني عن تصريحي بأن الإنتر يعد قوة؟ حينما كنت في تشيلسي توليت قيادة فريق لا يعرف جيدا دوري الأبطال، وقبل ثلاثة أيام من شراء أبراموفيتش للفريق كنا نخفق. مع يوفنتوس، كان موسمي الأول في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وكان مهما إعادة بناء البيت من الداخل وهكذا أعدت الفريق إلى أبطال أوروبا بتلك المجموعة من اللاعبين. هنا في الإنتر، على العكس، لدي نجوم عدة، وهناك الدافع لإظهار أننا لم ننته، وبإمكان هذا الفريق أن يقول كلمته في أي منافسة. لا أدري أين سيصل، لكن لا يمكن تحقيق شيء من دون قليل من الحظ». المهم هو معرفة الذهاب للبحث عن الإنجاز.