الميلان يفوز على فيكتوريا التشيكي بثنائية ويقاسم برشلونة الصدارة

إبراهيموفيتش قال إنه عاد بحالة جيدة.. ووعد بهزيمة اليوفي في تورينو

TT

فاز فريق الميلان أول من أمس على ضيفه فريق فيكتوريا بلزن التشيكي بهدفين دون مقابل سجلهما إبراهيموفيتش في الدقيقة الـ53 من ركلة جزاء، وكاسانو في الدقيقة الـ66، وذلك في المباراة جمعتهما على ملعب سان سيرو ضمن الجولة الثانية لدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، وبهذه النتيجة رفع الميلان رصيده إلى أربع نقاط يحتل بها صدارة المجموعة، بصحبة برشلونة الذي فاز أيضا على باتي بوريسوف من بيلاروسيا بخماسية نظيفة. يذكر أن الميلان كان قد تعادل مع الفريق الكتالوني في كامب نو بهدف لكل منهما.

استغرقت مرحلة إعادة التأقلم خمس دقائق فقط، وهو وقت تمويه ليمبرسكي لاعب بلزن وتمرير كرة دقيقة جدا، أهدرها كاسانو على مسافة مترين فقط من الحارس تشيك. في أول ظهور له أنتج زلاتان إبراهيموفيتش ما وجده الميلان إلى الآن بصعوبة بالغة، حيث التحركات والمساحة. وبعد ربع ساعة كان هناك لكي يغضب بسبب كرة عرضية تم لعبها بشكل سيئ، لم تحمل القوة لكي تصل إلى رأسه. كانت لديه رغبة في العودة بعدما كان متوقفا للإصابة، وقد ترك بصمة قدمه الكبيرة في كل الكرات والجمل التكتيكية، وشكل ثنائيا دائما مع كاسانو، بالطبع على حساب المسكين إيمانويلسون، كما سدد على المرمى بقوة. وقد مر الشوط الأول للميلان بلا أهداف، لكن على يقين أنه وجد المهاجم الأهم في الفريق.

زلاتان، لتحاول مجددا: ولم يكن الشوط الثاني سوى النتيجة الطبيعية، حيث تسبب في ركلة جزاء وسجلها، ولعب التمريرة الحاسمة لكاسانو، والتي سجل منها الهدف الثاني. وهذه المرة جعله أنطونيو يصير حجرا كريما. لقد تم توجيه إنذار ليوفنتوس، خصم الميلان المقبل في بطولة إيطاليا، وإنذارا لبطولة دوري أبطال أوروبا أيضا، التي ما زال لدى إبراهيموفيتش حساب طويل معلق معها. لا بد وأن يكون هذا هو العام الجيد، الذي ينبغي أن يُذكر فيه اللاعب السويدي في أوروبا أيضا، لأن لديه الكثير جدا من الألقاب المحلية مع الفرق التي لعب معها. كما سيتواصل الجدل الكبير والنقاش حول مسألة اعتماد الميلان بشكل أساسي على إبراهيموفيتش، ويمكن أن تظهر الإحصائيات التي تشرح كيف أن فريق أليغري يكون قادرا على الفوز وتقديم أداء جيد أيضا من دونه، لكن في الواقع يعد المفهوم الأهم هو الأقل قيمة أيضا، فمع زلاتان يكون الميلان أفضل كثيرا.

عشية المباراة كان هناك بعض التردد حول كيفية الاستفادة منه، فهل يتم الدفع به من بداية اللقاء؟ أم خلال المباراة؟ الحقيقة هي أنه حينما يتعلق الأمر بإبراهيموفيتش فإنه يتجاوز حدود المنطق. فقد لعب 92 دقيقة، أي كل تلك التي سمح بها الألماني ميير حكم المباراة، لسبب بسيط، لأنه كان بحالة جيدة ويستشعر ذلك، وقد كان هذا واضحا للجميع، بدءا من مدربه، الذي ربما لم يفكر حتى - ربما بخلاف ما افترضه عشية المباراة - في أن يدخر مجهوده لبضع دقائق. لن يؤذي ذلك الفتى الصاعد غانس، الذي كان من المفترض أن يلعب، ولكن المستقبل يلعب من أجله، بينما ينتمي الحاضر دائما إلى إبراهيموفيتش. إن السحر الحقيقي لا يتمثل في الهدف وصناعة آخر، وإنما في استعادته كما لو كان لم يتغيب قط.

وفي نهاية المباراة جمّد المدرب أليغري كل مفاهيم إبراهيموفيتش، وقال: «إنه يمنحك القوة البدنية، ويمنحك فنيات، وهو يمثل عودة مهمة»، بينما يستمتع زلاتان بالحالة البدنية التي استعادها، ويقول: «إنه فوز مهم جدا، وخصوصا هدفي الأول بعد العودة من الإصابة. إنني في حالة أفضل، وأتمنى أن أكون أفضل يوم الأحد، لقد لعبت المباراة كاملة وأشعر أني بحالة جيدة جدا، لكن في النهاية نجحنا في تسجيل هدفين. يوم الأحد هناك يوفنتوس، فريقي القديم، وستكون مباراة صعبة، لكننا سنذهب إلى تورينو من أجل الفوز». لا بديل آخر بالنسبة إليه.

إلى ذلك، لن يكون أليغري فيلسوفا مثل بيب غوارديولا، إلا أنه يعرف كيف يستخدم الكلمات ويمتلك القدرة على جذب الأسماع إليه. كان المدير الفني للميلان قد طالب بالهدوء بعد الخسارة أمام نابولي والتعادل مع أودينيزي وواصل تكرار نفس الكلمات، أيضا بعد الفوز على تشيزينا، وقال: «لا أعلم لماذا ينبغي أن أكون قلقا؟ فالفريق في تطور، واللاعبون يقدمون أداء جيدا، لكننا ندفع غاليا ثمن أي غفلة أو غياب للتركيز». كان أليغري يعلم أن هذه كانت اللحظة التي لا بد فيها من المقاومة بشدة، لأنه مع خط الهجوم الممزق وفي ظل الكثير من الإصابات (أقصى عدد كان 11 لاعبا) لم يكن سهلا تقديم أداء جيد، وقد أعاد ذلك مرارا وتكرارا على لاعبيه. لقد أمسك بأعصابه وبث الطمأنينة في الفريق بأكمله، وهكذا جاء انتصاران في خمسة أيام. وكان الإهداء متوقعا، حيث تابع أليغري: «نهدي الفوز للرئيس برلسكوني، نظرا لأن الخميس هو عيد ميلاده».

بالطبع، مع وجود إبراهيموفيتش في المعلب يختلف الموقف تماما، فزلاتان لم يكن يلعب منذ أسبوعين، وقد أشعرنا بوجوده في الشق الهجومي. وقد شارك في كل الكرات الخطيرة، كما أنه حينما يكون في الملعب يشعر زملاؤه بأنهم أخف وزنا في تحركاتهم. كان فريق بلزن الصغير هو الخصم المثالي لمواجهته، لكن بغض النظر عن المنافسين، كان الميلان مقنعا في دوري الأبطال، ويقول أليغري: «كان مهمّا الفوز من أجل النقاط الثلاث ولإعطاء استمرارية للتعادل الذي حققناه مع برشلونة. لقد وضعنا أمورا جيدة بدلا من أخرى غير ذلك، ربما كان يتعين علينا إدارة الكرة بشكل أفضل، لكن بالطبع استحق الفريق الفوز. حينما فتحنا اللعب على الأجناب خلقنا كرات لها خطورة، وحينما تحركنا عبر الخطوط الوسطى كنا معرضين لهجماتهم المرتدة، وقد اخترت الدفع بإيمانويلسون لأنه يملك مهارة بين الخطوط أكثر من أكويلاني. في الشوط الأول كان يبتعد كثيرا لكنه تطور».

اللحاق باليوفي: الآن، يتعين على الميلان استغلال المباراة المقبلة مع فريق باتي بوريسوف للاقتراب من دور ثمن النهائي، وعن ذلك يقول أليغري: «التأهل سيعتمد بشكل خاص على المباريات التي نلعبها على ملعبنا، وعلينا محاولة الوصول بنقاط متساوية مع برشلونة للتركيز على الصدارة». الميلان لم يبلِ بلاء حسنا في المباراتين الأخيرتين لدوري الأبطال على ملعبه، حيث تعادل مرتين وخسر مرة في موسم 2009 - 2010، وفي العام الماضي فوز وحيد (على أوكسير الفرنسي 2 - 0)، وتعادل، ثم الخسارة مرتين متتاليتين. لكن الشامبيونز ليغ تعد كتابا سيبدأ تصفحه مجددا عقب التوقف، ويوم الأحد المقبل هناك مواجهة يوفنتوس في تورينو، إنها مباراة لا يمكن أن يخطئها. كما أن هناك بيرلو، لاعب الميلان السابق، ويتابع المدير الفني للميلان: «سيتعين علي تقييم حالة بواتينغ، وهو الوحيد الذي يمكن استعادته. لا أدري كيف يمكنني السيطرة على أندريا بيرلو، لكن في كأس برلسكوني الودية كنا قد أمسكنا به جيدا. لا نزال في البداية، لكن لا بد من محاولة اللحاق باليوفي أو الاحتفاظ بالفارق من دون تغيير. يمتلك يوفنتوس ميزة كبيرة لعدم خوضه مباريات أخرى بين لقاءات الدوري، بالطبع كان أفضل أن يكون لدى كل المهاجمين المتاحين، وهكذا يمكن إراحة البعض، لكن حينما تفوز فإنك تستعيد الطاقات سريعا».

ميكسيس: في سياق متصل، عاد فيليب ميكسيس إلى اللعب، ولم تسِر الأمور على نحو جيد بالنسبة لفريق الناشئين في الميلان، والذي خسر 1 - 3 أمام كييفو، لكن بالطبع كان المدافع الفرنسي راضيا عن حالته الشخصية، وقال: «أعتقد أنني قمت بخطوة كبيرة كي يتم استدعائي. الركبة في حالة جيدة، لا أزال أشعر ببعض الألم الذي يجعلني أتراجع قليلا، لكنني بحالة جيدة. وأعتقد أنني سأكون جاهزا بعد توقف الدوري». عاد ميكسيس إلى الملعب لمدة 45 دقيقة بعد ستة أشهر منذ إصابته في الركبة اليسرى.

ومن أجل مباراة يوفنتوس بات مؤكدا أن يستعيد أليغري بواتينغ، الذي كان قد أصيب في مباراة برشلونة، وكذا أمبروزيني وبونيرا. وقد يلعب أساسيا في الجهة اليسرى زامبروتا، الذي تمت إراحته أول من أمس. شيئا فشيئا يستعيد الميلان لاعبيه المصابين، حتى وإن ظل اثنان من أهم اللاعبين غير متاحين، وهما روبينهو وميكسيس. وقد يتم استدعاء المدافع الفرنسي، الذي كان ليريح المدرب لوران بلان مع منتخب بلاده، للقاء ميلان - باليرمو، ولهذا التاريخ نأمل أن يمنح التهاب العضلات هدنة نهائية لبواتينغ.