الحكم روكي يواجه خطر الإيقاف دون منعه من إدارة مباريات الإنتر

بسبب احتسابه ضربة جزاء غير صحيحة.. وإشهاره بطاقة للاعب أوبي

TT

نعم للإيقاف ولا للامتناع، هذه، باختصار هي فحوى القرارات التي اتخذها ستيفانو براسكي، مسؤول تعيين حكام مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي، مع كامل الدعم من جانب مارشيللو نيكي، رئيس جمعية الحكام الإيطاليين، بشأن الحكم جانلوكا روكي بعد إدارته الكارثية لمباراة الإنتر – نابولي في افتتاحية الجولة السادسة من الدوري المحلي. وسيتم إيقاف الحكم المتحدر من فلورنسا لنحو جولتين أو ثلاث جولات على أن يعود إلى الملاعب مرة أخرى في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. ومن المؤكد أن روكي لن يتقاطع طريقه لبضعة أشهر مع فريق الإنتر غير أن جمعية الحكام الإيطاليين رفضت طلب المنع المقدم من نادي الإنتر بعدم إدارة هذا الحكم لأية مباراة يخوضها الفريق (وسوف نوضح الأسباب وراء هذا الرفض بعد قليل)، وهو ما يعني أنه من المحتمل بقوة أن نرى روكي يعود في الربيع المقبل لإدارة لقاءات الإنتر، ربما يكون ذلك في إحدى المباريات التي تعتبر سهلة.

التوضيحات: كان براسكي موجودا يوم السبت الفائت في ملعب سان سيرو (حيث أقيمت مباراة الإنتر – نابولي) وقد أدرك على الفور عدم توفيق روكي، الذي يعد أحد رجاله، في ذلك اللقاء. وبغض النظر عن الأخطاء التي وقع فيها الحكم (ضربة الجزء التي احتسبت لنابولي رغم أن المخالفة ارتكبت خارج منطقة الجزاء والإنذار الأول الذي حصل عليه أوبي، لاعب الإنتر، دون استحقاق) ظل براسكي مندهشا من كون روكي، الذي يعد أحد أفضل الحكام في انطلاقة الموسم الحالي، قد أخطأ تماما في النهج المتبع لإدارة مثل هذا التحدي الكبير. وقد صرح كلاوديو رانييري، مدرب الإنتر، عقب انتهاء مباراة السبت المنصرم قائلا بصدد الحكم «لدي الخبرة الكافية لإدراك ما إذا كان الحكم يقبض على المباراة في يده أم لا. وقد رأيت على الفور أن روكي غير ممسك باللقاء». وهو ما يعتبر، بشكل أو آخر، مطابقا لحكم براسكي. سيبدو الأمر أنه مفارقة غير أن مسؤول تعيين حكام مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي، أكثر من احتساب ضربة الجزاء الخاطئة، كان غاضبا لهذا السبب: «الحالات يمكن تفسيرها بطريقة خاطئة أما باقي الأمر فليس هناك مبررات له»، هكذا صرح فرانشيسكو براسكي لمعاونيه. ليس هذا فحسب بل كان له أيضا حديث طويل مع جانلوكا روكي عقب مباراة السبت الماضي. وقد استغرق هذا اللقاء المباشر نحو 40 دقيقة حيث استمع فرانشيسكو إلى وجهة نظر جانلوكا حول الحالات الأكثر إثارة للشكوك وقام أيضا بتثليج صدر روكي قائلا له: «نجوم كرة القدم الكبار يتعرضون لأيام لا يحالفهم فيها التوفيق، وهكذا أيضا أفضل الحكام» بيد أنه بعد ذلك استأنف حديثه معه بصدد المباراة التي تمت إدارتها بشكل غير مقنع منذ القرارات الأولى التي اتخذها. وفي النهاية كانت الخلاصة: درس تعلم روكي منه بالفعل.

الطلب المستحيل: هناك أيضا جانب آخر سيتعين على براسكي مواجهته، في نهاية مباراة السبت الماضي أطلق ماسيمو موراتي عبارات قوية بصدد حكم المباراة قائلا: «هذا الحكم لا أود رؤيته مرة أخرى في مباريات فريقي، لقد كان أداؤه منخفضا ودمر بطريقة غبية اللقاء»، وهو ما قد يُعرض رئيس نادي الإنتر إلى المساءلة أيضا. وليس هذا ما يقلق براسكي بل مطالبة موراتي بامتناع هذا الحكم عن إدارة مباريات الإنتر هو ما يسبب الإزعاج. ويتمنى أطراف جمعية الحكام الإيطاليين (بما في ذلك رئيس الجمعية نيكي) أن يكون ما جاء على لسان رئيس نادي الإنتر هو رد فعل سريع للشعور بخيبة الأمل إزاء مباراة تأثرت بالقرارات الخاطئة التي احتسبها الحكم. ولو أن الأمر كذلك سيتم حفظ الموضوع وعدم النظر إليه. أما، على العكس، إذا تم إحياء المسألة واتخذت الشكل الرسمي فالإجابة حينها ستكون جاهزة، حقوق الاعتراض والمنع غير مقبولة في التحكيم مهما كانت الأخطاء المرتكبة. الأسباب؟ في المقام الأول لأن استقلالية التنسيق واختيار الحكام يعتبر أمرا لا يمكن التدخل فيه. ثم هناك أيضا الجانب العددي في الأمر، فبعد تقسيم حكام الدوري الإيطالي إلى قسمين (حكام دوري الدرجة الأولى وحكام دوري الدرجة الثانية) لم يعد بإمكان براسكي سوى الاعتماد على 20 حكما فحسب. كما أنه من السهل تخمين أن قبول طلب الإنتر بمنع روكي من إدارة مباريات الإنتر سيفتح الباب أمام الأندية الأخرى لفعل نفس الشيء إذا تعرضت فرقها إلى قرارات تحكيمية غير مرحب بها. وعليه، وباختصار ربما يواجه دوري الدرجة الأولى الإيطالي عدم وجود حكام متاحين لإدارة المباريات.

يذكر أنه في الموسم الفائت حدثت حالة مشابهة لما نحن بصدده الآن حيث تم الاعتراض على الحكم روسو بشدة من قبل روزيلا سينسي، رئيسة نادي روما حينها، بعد مباراة بريشيا – روما التي انتهت بخسارة الأخير 1-2 وكان رانييري هو مدرب روما وقتها. وبعد بضعة أشهر عاد روسو ليدير مباراة لفريق فرانشيسكو توتي ورفقائه. من الواضح أن براسكي سيجعل روكي بعيدا عن لقاءات الإنتر لفترة ولكن من المحتمل بقوة أنه سيدفع به في نهاية الموسم الحالي داخل ملعب الإنتر.