أليغري: الميلان ارتكب أخطاء كثيرة.. لعبنا واحدة من أسوأ مبارياتنا

نيستا غادر الملعب مصابا.. إبراهيموفيتش اختفى.. وكاسانو أفل نجمه

TT

هناك الفوز الكبير بثلاثية نظيفة على يوفنتوس ذاته في عهد المدرب ليوناردو، الموسم قبل الماضي، والذي يحافظ على أمل أنصار الميلان مشتعلا والذين يعشقون الألغاز التاريخية، لأن درع الدوري يذهب إلى الميلان غالبا لو فاز على فريق السيدة العجوز على ملعبه، لكن حدث أيضا أن فاز الميلان ولم يحقق الإنجاز الأكبر في النهاية. ومن ثم فإن التظاهر بلا شيء يساوي الكثير، وحتى وإن كان أكثر من هذا التفاؤل والتشاؤم هناك فارق الست نقاط بين الفريقين، حيث يخرج يوفنتوس من اللقاء ورصيده 11 نقطة، بينما يتجمد رصيد الميلان، حامل اللقب في الموسم الماضي، عند خمس نقاط، ويأمل أن ينجح في تضميد جراحه خلال توقف بطولة الدوري. هذا صحيح، كل شيء يحدث مبكرا جدا، فلا نزال في بداية أكتوبر (تشرين الأول)، وقد سخر أليغري، مدرب الميلان، ممن يتحدثون دائما عن لقاءات الدرع المباشرة. لكن تبقى مسألة أن فريقه قد واجه مرشحين للقب، نابولي واليوفي، وخسر أمامهما، وفي العام الماضي، تغلب عليهما جميعا خارج ملعبه.

من دون طاقة: إنها أزمنة مختلفة، حيث يواجه الميلان الاختيارات الإجبارية لهذا الشهر، ولا مجال للمبادلة بين لاعبين في مركز واحد، وأليغري كان يعلم ذلك، وهو أن العديد من لاعبيه قد نفدت طاقتهم، كاسانو خاض مباريات عديدة، وسيدورف نفسه وآخرون. في الآونة الأخيرة، كان النجم الهولندي هو المحرك الحقيقي للفريق، وفي مباراة الأحد كان مجرد هدوء مطبق في الملعب، ومحاولة عابرة للدفاع ضد الهجمات الكاسحة من جانب لاعبي اليوفي. عند نقطة معينة، تمنى أليغري أن يحصد نقطة واحدة ومنع كونتي، مدرب السيدة العجوز، من الفرار بالثلاث نقاط والانفراد بالقمة، وعلى العكس، في الدقائق الأخيرة، جاء قلب كل الأمور. الآن، بإمكان مدرب الميلان فقط أن يكون لديه كافة اللاعبين متاحين حقا (غاتوزو مستبعد، وأوقات تعافيه غير مؤكدة) للعودة أمام باليرمو يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، عند استئناف الدوري، وهو خصم صعب إلى حد ما، لكن من يدري هل سيتحول أمر معتاد آخر، إلى سلبي هذه المرة.

اعتبارات: لكن أليغري لا يخفي وراءه ضغط الخسارة، فقد صرح عقب انتهاء المباراة: «قدم يوفنتوس مباراة ممتازة، ونحن لم نكن بنفس مستواه. لقد أخطأنا كثيرا من الناحية الفنية، ولم نفز في أي مواجهات ثنائية. من المحزن أن يدخل مرمانا هدفان قبل أربع دقائق على نهاية المباراة، وعلى الرغم من أن الأداء كان ممكنا أن نخرج بالتعادل. الفريق كان أقل لمعانا من حيث التركيز ولم تكن لديه قوة، وقد أتيحت بعض الفرص للاعبينا، ومع بعض المعاناة كان ممكنا جلب نقطة واحدة إلى رصيدنا». لا أكثر، إن تحليل أليغري صادق، ويتابع: «من أجل الفوز لا بد من اللعب بإيقاعات معينة ولم نفعل ذلك، خاصة أننا أخطأنا كثيرا في مرحلة بناء الهجمات. وهم كانوا بارعين جدا، وقد لعبنا أسوأ مباراة لهذا العام، فقد خسرنا مواجهتين مباشرتين، ومن الآن فصاعدا لن نسمح لأنفسنا بذلك». إنه وقت تنفس الصعداء والعودة إلى المنزل، فالفريق سيتوقف عن اللعب قليلا لتوقف الدوري، وقليلون سيذهبون إلى منتخبات بلادهم، على أمل أن يعودوا أكثر سعادة. في حسابات أليغري، بعد ليلة كهذه، لا مكان لشيء آخر.

ليست الثلاث نقاط التي خسرها الميلان هي ما يؤلم، وليس فارق الست نقاط عن الصدارة، والذي يعد رقما نسبيا تماما بعد خمس مباريات من انطلاق البطولة، ولا حتى التأخر بثلاث نقاط عما كان عليه في نفس التوقيت من العام الماضي، وإنما ما يثير القلق كثيرا هو جانب آخر، وهو ذاته الذي حمل الفريق في الموسم الماضي إلى تحقيق اللقب، وهو أن الميلان لم يعد يعرف الفوز على منافسيه المباشرين. هناك عامل مشترك في مباراتي نابولي ويوفنتوس الخارجيتين، وهو أنهما شهدتا أسوأ أداء للميلان هذا الموسم. وبالتالي لا بد من رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، نظرا لأن الميلان كان قد حقق 12 نقطة في الموسم الماضي أمام هذين الفريقين تحديدا.

كعكات مريرة: هذا، إذا ما فكرنا أن الأسبوع كان قد شهد مجموعة من الأنباء الطيبة، حيث الفوز الأول في الشامبيونز ليغ، والهدف رقم ألفين في عهد رئاسة برلسكوني للنادي والذي يبدو أنه تم تسجيله تحديدا للاحتفال بعيد الميلاد الـ75 لرئيس الوزراء، وكذا الزيارة الرئاسية المفاجأة السبت الماضي، وعودة إبراهيموفيتش وبواتينغ. والآن فإن دعوة برلسكوني للفريق بأن يكون «صاحب الملعب والأداء في تورينو، بحيث يفوز ويقنع» تبدو وكأنه مصدر سخرية. وتتخذ كعكات عيد الميلاد مذاقا غاية في السوء، فقد حدث ذلك مع رئيس النادي ونفس الشيء مع إبراهيموفيتش، والذي أتم ليلة الأحد عامه الثلاثين. ويقر اللاعب السويدي بمرارة: «لم تكن لدينا قط القدرة على تحقيق الفوز، والميلان لم يكن قط في المباراة».

لم يكن الاحتفال الذي كان ليتمناه زلاتان ولم يكن حتى ما فكر فيه، بعدما كان أداؤه مذهلا قبلها بأربعة أيام فقط في دوري الأبطال. لقد اختفى، مع باقي الفريق، وكاسانو وهو لاعب آخر أفل نجمه طوال المباراة، ولا حتى بواتينغ قد تمكن من تحقيق معجزة. وهو لاعب كبير آخر ينتهي به الحال في مفرمة اليوفي، وهو غير قادر - أو بالأحرى غير متمكن بعد أسبوعين من الآلام البدنية - على منح دفعة، أو تغيير في المسار، تاركا الفريق بعدها يلعب بعشرة لاعبين، ومتسببا في إثارة غضب أليغري. أيضا زامبروتا، في نهاية المباراة، كان قاسيا مع الفريق، وقال: «لعبنا واحدة من أسوأ مبارياتنا في الآونة الأخيرة، وكانت لدى يوفنتوس رغبة أكبر في الفوز».

إصابة نيستا: من جهة، هناك معلومة موضوعية وغير قابلة للنقاش وهي أن الفريق يلعب منذ شهر مباراة كل ثلاثة أيام بفريق يعاني إصابات عديدة، ومن ناحية أخرى هناك تصرف لا يعكس عقلية مالكي النادي والمدير الفني. وبما أن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن، فقد وقعت الإصابة المليون في صفوف الفريق، وجاء الدور هذه المرة على نيستا، والذي بعدما وضع قدمه بشكل خاطئ، قد استشعر ألما بمحاذاة الركبة اليمنى وتعين عليه مغادرة الملعب.