تعاقب المدربين والإصابات وسوق الانتقالات تطفئ وهج الإنتر

رانييري يعول كثيرا على عودة شنايدر طمعا في التألق من جديد

TT

يرحل الحكم روكي، صاحب مشكلة مباراة نابولي الأخيرة مع الإنتر، لكن يبقى الترتيب. إن بداية هذا الموسم كانت أصعب كثيرا مما كان يمكن تخيله، أيضا مع تغييرات المدربين (في يونيو -حزيران - مع رحيل ليوناردو، وإقالة غاسبريني عقب مباراة نوفارا)، التي عقدت بكل تأكيد إنهاء الإنتر لمبارياته قبل توقف الدوري.

وبعد صيف صعب بسبب التغييرات الفنية والخططية، والإعداد السيئ بسبب مباراة بكين الخارجية في كأس السوبر وسوق الانتقالات التي تأثرت ببيع المهاجم الكاميروني إيتو، ثم تأجيله لنهاية شهر أغسطس (آب)، كما أن البدء بشكل سليم كان ليمنح القناعة للنادي بأسره. وعلى العكس، فإن السقوط أمام باليرمو، على الرغم من أن الإنتر وجد نفسه متقدما مرتين، قد ترك شعورا سلبيا مهيمنا نزع الهدوء عن اللاعبين، خاصة عن غاسبريني، الذي غير طريقة اللعب والتشكيل، حتى وصل إلى محطته الأخيرة في نوفارا. ومع رانييري، عاد الفريق إلى الطريقة التقليدية وجاء الفوز على بولونيا وسسكا موسكو الروسي في دوري الأبطال وخدع الجميع، والتفكير أن من يتحمل الذنب برمته هو الحكم روكي يعد سذاجة.

كم تؤثر الغيابات؟ فقد خدمات لاعبين مثل مايكون، شنايدر، ستانكوفيتش وتياغو موتا كان صفعة قوية، وخلال المباريات التي خسرها الفريق في البداية كان اللاعب الهولندي هو الأفضل من بين زملائه على الرغم من أنه يلعب بعيدا عن مركزه، وفي فريق يفتقر إلى لاعبين لديهم القدرة على بناء الهجمة، تعد تحركات شنايدر في مساحات ضيقة وتمريراته الطولية أشبه بالماء في الصحراء. وبمجرد وصول رانييري، الذي كان ليمنحه مفاتيح فريق الإنتر، تعرض ويسلي للإصابة. وما زال كوتينهو وألفاريز إلى الآن شيئا آخر، ومايكون أيضا هو أحد من يصنعون الفارق، مثلما رأينا أمام نابولي. وفي مكان ستانكوفيتش، لعب إلى الآن أوبي، 20 عاما، وهو يحمل وهجا كبيرا لكن القليل من اللمعان. كما يعد موتا الوحيد من بين لاعبي الوسط الذي يجيد الاختراقات في منطقة الجزاء، ومن دون أخذ في الاعتبار أن غيابه قد أجبر كامبياسو وزانيتي على القيام بأشياء مذهلة.

ما الخط الذي يشهد أكبر أزمة؟ في البداية، لا بد أن نعلم أن الشق الدفاعي يطلب مساهمة الجميع، وخط الدفاع هو الأكثر معاناة في فريق الإنتر. وأن يكون هو الفريق الأكثر أهدافا في مرماه في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، هو أمر لا يليق بالإنتر. مع غاسبريني عاش الفريق مع الدفاع بثلاثة لاعبين، ومع رانييري عاد إلى أربعة مدافعين، لكن ما زال الإنتر يفتقد تماسك وانسجام الزمن الجميل. المشكلات كثيرة، فمايكون يضغط كالقطار، لكن غالبا لا يعود إلى محطته. ولوسيو ولد من جديد بينما يلعب كقلب دفاع، لكنه ما زال ينطلق والكرة بين قدميه ويترك بعض الفراغات. بعد عودة الرباط الصليبي إلى وضعه الطبيعي، كان صامويل يحتاج عودة خفيفة، وعلى العكس تعين عليه اللعب كل 3 أيام بسبب المشكلات البدنية التي أرقت رانوكيا، كيفو وكوردوبا. أيضا خط الهجوم يعاني، لكن مع الكافة الحلول المتاحة ستأتي الأهداف عاجلا أو آجلا.

هل كانت هناك أخطاء في سوق الانتقالات؟ تبقى مسألة أن جميع المباريات يمكن الفوز بها في وسط الملعب، ويمكن القول إنه لو أنفقت الأموال التي دفعت لضم ألفاريز على إنلر لكان الموقف مختلفا. بالطبع، سيعود بولي متاحا قريبا، ومن أجل الدور الثاني للدوري في 2012 تم الحصول على كوسكا. ربما تتمثل نقطة الضعف الحقيقية في سوق الانتقالات في عدم الانسجام حتى النهاية مع الفلسفة التي اختارتها الإدارة، فبعد صيف عنوانه «الشباب أجمل»؛ لأن قانون اللعب النظيف ماديا كان يفرض تخفيض سقف الرواتب، تم التركيز في نهاية سوق الانتقالات على فورلان البالغ من العمر 32 عاما وعلى زاراتي، وهما لاعبان ليس من السهل اندماجهما خططيا وإجمالي راتبيهما 13 مليون يورو سنويا. من دون نسيان أن الاثنين ينتزعان مساحة من كوتينهو وألفاريز وكاستاينيوس (الذي خسره بذلك المنتخب الإيطالي تحت 21 عاما). والنتيجة: بخلاف شنايدر، وباتزيني وموتا، فإن لاعبي الفريق إما أقل من 25 عاما وإما أكثر من 30 عاما.

هل عودة رانييري إلى طريقة 4 - 4 - 2 والرومبو تعد اختيارا صائبا؟ أجل، نظرا لأن الجميع قد انتقدوا غاسبريني لإجباره الكثير من اللاعبين على اللعب في غير مراكزهم، ومع طريقة المعين، التي ستصير هي الأساسية للفريق مع عودة شنايدر، فقد فاز الإنتر بكل شيء منذ عامين. وتلك الطريقة، بغض النظر عن أنها مألوفة أكثر من جانب اللاعبين، تسمح للاعبي الوسط الكبار في السن بالركض لكيلومترات أكثر. ولكن هذا إن ظل الفريق متماسكا مثلما لم يحدث في الشوط الثاني أمام نابولي.

ماذا ينبغي فعله من أجل استعادة القوة؟ تحقيق النقاط؛ لأنه حتى يحدث ذلك، وبعيدا عن استعادة اللاعبين المفتاح، لا بد من سلسلة نتائج إيجابية على طريقة المدرب ليوناردو في بداية عام 2011 الموسم الماضي. وفي الواقع، كان الإنتر ضاغطا بقوة على نابولي قبل احتساب روكي ركلة الجزاء والمشكلات التي نتجت عنها، ومن يدري كيف كانت تنتهي تلك المباراة من دون ركلة الجزاء تلك، علاوة على التغاضي عن طرد أحد اللاعبين؟ لكن مع اكتمال صفوفه والقليل من سوء الحظ، في بطولة هكذا، فإن فريق الإنتر قادر أن يظل جديرا بالقمة، وأول من يعرف ذلك هم لاعبو رانييري أنفسهم.