الميلان يفتقد إلى البدائل.. وأليغري يتعلق بميكسيس وروبينهو للخروج من النفق المظلم

نيستا يعاني كدمة فقط.. وإبراهيموفيتش قال إنه سيلعب بضعة أعوام ويعتزل

TT

إنها بداية صادمة، 5 نقاط في 5 مباريات، وبعض أنصار النادي الذين يبكون عهد أنشيلوتي. الخطوة قصيرة من العشق إلى الكره، قد يقال ذلك؛ فرابطة جماهير الميلان كانت تقوم بهتافات لماسيمليانو أليغري منذ بضعة أيام قليلة، وقبل يومين كان أحد مواقع المشجعين يطالب بإقالته. لقد انهمرت العصبية على معسكر الفريق في ميلانيللو مثل الغيوم، وغادر أليغري إلى ليفورنو، مسقط رأسه، لاستيضاح الأفكار على أضواء الشمس. إنه يعلم أن عليه استعادة الفارق والهدوء، خاصة أنه يعلم أن عليه ابتداع شيء ما؛ لأنه إذا كان الفريق قد بدأ الموسم بهذا الشكل السيئ فلا بد أن هناك سببا، وهكذا تسقط أخطاء الجميع على كاهل المدرب.

ماذا يحدث للفريق؟ الميلان مرهق، هذا واضح. كما أن الإصابات المتلاحقة قد قلصت الطاقات إلى أدنى مستوى، خاصة بالنسبة لمن لعب دائما وأعاق الاندماج التدريجي للاعبين الجدد. وعلى سبيل المثال نوتشيرينو، الذي، لدى قدومه من باليرمو، لم يكن معتادا اللعب كثيرا هكذا. كما أن مباراة بكين، في كأس السوبر أمام الإنتر، قد عدلت من الإعداد البدني. وهي تفاصيل ما كانت لتصبح ذات أهمية بالنسبة لفريق في حالته الصحية السليمة، لكنها تكون ذات تأثير في فريق قلصته الإصابات الكثيرة.

هل يتحمل العمر المتقدم الذنب كله؟ ربما لا، فراين غيغز ما زال لاعبا مذهلا وعمره أكبر من سيدورف وفان بوميل بسنوات عدة، وهما اثنان منحا الميلان المهارة والقوة في المباريات الأخيرة، إلا أنهما تأثرا على المدى الطويل؛ فقد وجدا نفسيهما في أدوار رئيسية، واستحالة إجراء مبادلة مع لاعبين آخرين. إن السن لا تشرح كل شيء، لكنه شيء مؤكد، فالميلان لديه أكثر من غيغز واحد في صفوف تشكيلته الأساسية ويصاب بالإرهاق مع الإيقاعات العالية. وعلى هذا الجانب، لا بد أن يعمل أليغري، لكن ليست هناك هوامش عريضة. بإمكان الميلان أن يأمل في تطور لاعبيه الاحتياطيين الذين من المفترض أن يضمنوا مبادلة أكيدة ومن ثم منح بعض المباريات راحة للاعبين الأكبر سنا.

هل إيمانويلسون وبقية البدلاء كارثيون هكذا حقا؟ لقد أظهر إيمانويلسون أهميته من الناحية الخططية في بعض المباريات، إلا أنه تعرض للتعب على المدى الطويل أيضا لأنه يلعب في مراكز مختلفة. يتعين على أكويلاني التحسن في الشق الدفاعي (لكن ربما أمام يوفنتوس كان ليكون مفيدا) ونوتشيرينو لعب كثيرا جدا. ويعاني تايوو مشكلات في التأقلم على الكرة الإيطالية، خاصة من الناحية الخططية، ويحتاج للوقت، وهو بضاعة نادرة في فريق يشهد أزمة. والشعراوي لم ينضج بعد، ويعول أليغري عليه كثيرا من أجل الشهور المقبلة، وهناك اسم آخر جدير بالمتابعة، وهو دي شيليو، وانطلاقه محتمل في المباريات المقبلة.

هل يخطئ أليغري بإصراره على طريقة اللعب 4–3–1–2؟ ليس أمامه بدائل كثيرة، وليس لديه اللاعبون المعتادون على طريقة 4–4–2، التي تخلى عنها الميلان منذ 10 سنوات تقريبا ويتم استخدامها قليلا. الانتقال إلى طريقة 4–5–1، وهي الملاذ المثالي في لحظات الانخفاض البدني للفريق، قد يكون أكثر تعقيدا؛ لأنه سيزيد الضغوط من جانب إدارة النادي. وفي النهاية، لا بد من أخذ شيء في الاعتبار، فمن الناحية النفسية، في فترة كهذه، من الأفضل دائما ألا تنزع من الفريق الثقة التي لديه.

كم يؤثر غياب غاتوزو؟ وهل لا تزال دوافع الفريق قوية؟ إن غياب غاتوزو مؤثر جدا، بعيدا عن نجاح نوتشيرنو وإصابة فلاميني التي تعقد الأمور. إن غاتوزو لا غنى عنه بالنسبة للفريق من الناحية النفسية وأيضا الخططية؛ لأنه يدعم فان بوميل أكثر من أي لاعب وسط آخر في الميلان. المشكلة هي أن إصابة غاتوزو ليست إصابة لاعب كرة قدم، فهو يعاني مشكلة في العصب البصري مع تشخيص ليس نهائيا بعد. وفيما يتعلق بالدوافع، فإنها أحيانا تبدو قد تدنت، وهي نقطة أخرى سيتعين على أليغري العمل عليها للعودة إلى السطح.

كيف يمكن الانطلاق مجددا؟ هل استعادة خدمات روبينهو ستكون كافية للعودة مجددا لمضمار المنافسة؟ بالتأكيد، لا يوجد لاعب يقوم بدور فريق بأكمله، والموقف متأزم والمدرب يدرك ذلك، لكن حقيقي أن عودة روبينهو قد تغير التوازنات. ومن بين مهاجمي الميلان، يعد اللاعب البرازيلي هو الذي أظهر أكبر قدرة على التضحية باستمرارية، زلاتان إبراهيموفيتش يعمل كثيرا من أجل الفريق إلا أنه لم يظهر نفس استمرارية روبينهو في العمل الشاق. كما ستكون مهمة أيضا استعادة ميكسيس الكاملة، الذي، بعيدا عن أي شيء، يمنح لأليغري تغيرا، فحينما يمكنه الاعتماد على المدافع الفرنسي، سيتسنى للمدير الفني الدفع به إلى جوار نيستا ومن ثم تقديم تياغو سيلفا إلى وسط الملعب. وقد يكون هذا هو البديل الحقيقي الوحيد لوجود فان بوميل الذي لا يمكن التخلي عنه في خط الوسط، من دون أن ننسى عودة باتو وسرعته التي افتقدها الميلان في هذه المباريات.

إبراهيموفيتش: لا بد من إبلاغ إبراهيموفيتش بشيء، هو أنه في معظم المرات يتجنب الإدلاء بتصريحات عقب المباريات، لكنه يصرح في الوقت الذي يكون الانسحاب فيه أكثر راحة أو التواري خلف الأعذار، مثلما حدث العام الماضي وكذلك لدى خروجه من ملعب يوفنتوس الجديد وخسارة الميلان 0–2 قائلا: «لم تكن لدينا إمكانية الفوز، فنحن لم نبذل جهدا في الملعب، بينما كانوا هم أقوى منا في كل شيء. وعلى الجماهير أن تصبر، فعلينا أن نستعيد أداءنا ثم نعود لنهزم أي فريق»، وأنهى حديثه بقدر كبير من التفاؤل الذي يصعب تصديق تحققه في اللحظة الحالية.

أفكار: يتوزع إلقاء اللوم بسبب الهزيمة أمام فريق اليوفي على جميع لاعبي الميلان بالتساوي، ومن ضمنهم المهاجم السويدي. فلم يكن زلاتان قادرا على التفاهم مع كاسانو في الملعب كالمعتاد، ولم يحاول فعل أي حركة مفاجئة أو ركلة مؤثرة ليخرج الفريق من حالة الجمود المحرج في الملعب. وهكذا، في منتصف ليلة الأحد، كان أسوأ دخول ممكن لزلاتان في الملعب في الثلاثين عاما الماضية من عمره، وهي لحظة خاصة في عمر لاعب كرة القدم، فما إن يتجاوز الثلاثين عاما حتى تتوارد الأفكار بشأن ما سيفعله بعد توقفه عن اللعب. ومن الواضح أن هذه الأفكار عرفت طريقا لعقل إبراهيموفيتش الذي صرح في جريدة «أفتونبلاديت» اليومية السويدية، قائلا بين الجد والمزاح: «بدأت تظهر على وجهي ملامح الكبر، أجل، بدأت أصير كبيرا في السن، فقد مر الوقت سريعا، ولكن، بالطبع، أنوي اللعب لبضع سنوات مقبلة».

الاستمتاع بالحياة: ربما يكون عام 2014 هو عام اعتزال زلاتان؛ حيث سينتهي حينها مدة عقده مع فريق الميلان، لكن ليس لدى إبراهيموفيتش أي أفكار واضحة بهذا الصدد، فقد قال أحيانا إن الميلان سيكون فريقه الأخير، ويحيط الغموض بهذا الشأن في أحيان أخرى. وأضاف السويدي: «لا أعلم متى سأعتزل، لكني سأكمل اللعب لبعض الوقت. أشعر بأنني أكثر نضجا الآن أيضا لأنني أب لطفلين. وعندما سأتوقف عن اللعب، سأبدأ في الاستمتاع بحياتي».

على صعيد آخر، تمثل مباراة فريق باليرمو الهدف المقبل لفريق الميلان الذي سيعود إلى مدينة ميلانو بعد يومين من الراحة للاستعداد للقاء فريق باليرمو على أرضه يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وينبغي على فريق الميلان أن يستغل فترة توقف الدوري في الاستعداد لتعويض هزيمته أمام فريق يوفنتوس. ولن يستطيع المدرب أليغري الاستفادة من 12 لاعبا سيخوضون مباريات مع منتخباتهم، وهم: أكويلاني وكاسانو ونوتشيرينو (مع المنتخب الإيطالي) وتياغو سيلفا (مع المنتخب البرازيلي) وإبراهيموفيتش (مع المنتخب السويدي) وفان بوميل (مع المنتخب الهولندي) وتايوو (مع المنتخب النيجيري) ويبيس (مع المنتخب الكولومبي) ودي شيليو (مع المنتخب الإيطالي تحت 20 عاما) وفولاتي وبيشيتيللي وغانس (مع المنتخب الإيطالي تحت 19 عاما).

روبينهو مستعد تقريبا: ستكون فترة توقف الدوري مفيدة في عودة الاستفادة من المصابين، وأقرب المرشحين للعودة من الإصابة هو روبينهو (إصابة في الفخذ)؛ حيث يأمل أليغري في الدفع به في مباراة فريق باليرمو عندما سيكون اللاعب ميكسيس مستعدا كذلك. ويتطلع المدرب أيضا إلى عودة اللاعب أباتي (ألم في العضلة الضامة لفخذه اليمنى) ونيستا (يعاني فقط كدمة في ركبته اليمنى). ويحاول باتو، الذي يعاني تمزقا في العضلة ذات الرأسين في فخذه اليمنى، الإسراع من عودته إلى الملعب، وقد ينجح في الانضمام إلى الفريق في مباراة فريق باتي بوريس الروسي في دوري الأبطال في 19 أكتوبر الحالي. بينما سيستغرق غاتوزو وقتا أطول للشفاء؛ حيث يعاني التهابا في العصب البصري وما زال يخضع للفحوصات الطبية، وكذلك فلاميني الذي يعاني إصابة في الرباط الصليبي لقدمه اليمنى، وسيعود في الربيع المقبل.