فوتسينيتش.. لاعب مرن لم يستطع الميلان التصدي لخطورته

تحركات رأس حربة اليوفي ثبتت دفاع أليغري وأطفأت مصباح إبرا

TT

تلعثم فريق الميلان، وبالتالي تلعثم (بل لم يتكلم مطلقا) المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بعد هزيمة فريقه أمام اليوفي 0–2 يوم الأحد الفائت. فإذا لم ينجح مهاجم مثله في التسجيل في مرمى الخصم فهذا ليس ذنبه بمفرده، لكن ذنب الفريق بأكمله الذي لم يساعده على ذلك؛ حيث لم يصنعوا شيئا في الملعب وبالتالي لم يتمكن السويدي من أن يبدع شيئا. وعلى الجانب الآخر، تم الدفع باللاعب ميركو فوتسينيتش كرأس حربة وحيد؛ حيث أسهم في تحسين مناورات فريق اليوفي، وساعد لاعبي الوسط، ودعم تدخلات زملائه، وشكل خطرا مستمرا، بشكل عام، على دفاع الميلان. وتمثل مفتاح فوز فريق يوفنتوس في الاعتبارات التالية: حيث كان إبراهيموفيتش كالمصباح المنطفئ وسط قلب دفاع اليوفي، بينما يضئ فوتسينيتش في أي مكان يقترب منه، ويطلب منه ثنائية.

إيقاع عالٍ: استعد أنطونيو كونتي، مدرب فريق اليوفي، للقاء وهو يطلب من لاعبيه الحفاظ على إيقاع عالٍ في الملعب، وبهذه الطريقة يمكن للكرة الانتقال بسرعة خاصة في وسط الملعب؛ حيث يكون الفريق متفوقا دائما بفضل التأخر الثابت للاعب فيدال. وقد أسهم مهاجم روما السابق في أن يزيد من نسبة الاستحواذ على الكرة (التي بلغت في النهاية 56%)، بعمل ما يسمى «التحرك للخروج»، بمرونة، والتي تعني تجنب رقابة لاعبي قلب دفاع الميلان بخطوة بسيطة للخلف، ويتسلم الكرة من لاعب الوسط (بيرلو قبل الجميع)، ويوفر مساحة لإدخال زميل له (غالبا ما يدخل ماركيزيو أو فيدال في هذه المساحات)، وتوفر هذه الطريقة ركل فوتسينيتش للكرة 5 مرات (تصيب العارضة بشكل لافت للانتباه)، وغالبا ما توفر له إمكانية مساعدة زملائه. وتم تسديد 8 تمريرات حاسمة نحو مرمى الخصم. وفي النهاية، يقوم فوتسينيتش بالإطلاق الجيد للكرات. وتعتبر أخطاء لاعب الجبل الأسود قليلة (5 تمريرات خاطئة وفقد الكرة 11 مرة، من حصيلة 66 لمسة للكرة)، وقام باستخلاص الكرة 4 مرات، وهو ما يشهد بالروح الجديدة لفريق اليوفي.

سجين: إذا كان فريق اليوفي قد أظهر أفكارا واضحة ومخطط لعب تمت دراسته جيدا أثناء المران، وتم تنفيذه أثناء المباراة، فإن فريق الميلان قد ترك أثرا بلعبه القليل الواضح. ولم يشكل فريق أليغري خطرا أبدا في هذه المباراة، كما لم يكن صاحب الكرة. وكان لاعبه النموذجي، إبراهيموفيتش، سجينا وسط قلب دفاع الخصم، وكانت الكرات التي لمسها المهاجم السويدي الفذ قليلة مقارنة بالمعتاد؛ حيث كانت 46 لمسة. كما كانت الهجمات التي حاول القيام بها قليلة؛ حيث نجحت مراوغة واحدة فقط منها (في منطقة غير مهمة في الملعب)، ولم يسدد أي كرة نحو مرمى الخصم، ولم يركل أي كرة عرضية ولا تمريرة حاسمة. وكان أقصى ما قام به في تلك المباراة 5 مساعدات لإدخال بعض زملائه، وهو ما كان قليلا للغاية. علاوة على ذلك، بين أرقام إبراهيموفيتش، يبرز رقم صفر في الأخطاء التي ارتكبت معه؛ حيث تعتمد هجمات فريق الميلان على المهاجم السويدي الذي يحمي الكرة ويحاول أن يتغلب على التدخل العنيف للخصم وليعطي زملائه فرصة التنفس، ولم ينجح اللاعب في هذا أيضا أمام فريق اليوفي. هذا ما يفسر الليلة السوداء التي قضاها الميلان بعد لقاء صعب وقاسٍ.