رانييري يستغل فترة التوقف لإجراء بعض التعديلات على كل خطوط الإنتر

الفريق بحاجة إلى الانسجام واستعادة المصابين قبل استئناف مباريات الدوري

TT

«منذ توليت تدريب فريق الإنتر قمنا برحلات سفر أكثر من المباريات والتدريبات. وسأستغل فترة توقف الدوري من أجل إدخال بعض التعديلات على أداء الفريق». بهذه الكلمات تحدث كلاوديو رانييري مدرب نادي الإنتر في الأيام الأخيرة. وبغض النظر عن هزيمة الفريق أمام نابولي بعد نتائجه الجيدة في مبارياته الأولى تحت قيادة رانييري، تعتبر فترة توقف الدوري فرصة ذهبية لرانييري لإدخال الكثير من التعديل والتطوير على فريق الإنتر الذي تولى قيادته منذ فترة قصيرة عقب رحيل غاسبريني. وسنحاول هنا تحليل ما يمكن أن يضفيه رانييري على أداء خطوط الإنتر الثلاثة خلال الفترة المقبلة.

الدفاع: الإنتر صاحب أسوأ دفاع حتى الآن واللاعبون يحتاجون للمزيد من التركيز والانسجام، وبغض النظر عن الأرقام (11 هدفا دخلت مرمى الإنتر صاحب أسوأ دفاع في الدوري حتى الآن)، يعتبر خط دفاع الإنتر هو الأكثر احتياجا للتعديل والتحسين. وقد ارتكب أيضا جوليو سيزار، الذي يعتبر من أفضل الحراس، عددا من الأخطاء الجسيمة خلال المباريات الأخيرة للفريق. ونظرا لأن رانييري يعتبر كيفو ظهير جنب، حتى لا يجبر صمويل على اللعب كل ثلاثة أيام بعد عودته من الإصابة، كان الفريق يحتاج إلى جهود المصابين كوردوبا ورانوكيا. وهناك أيضا مشكلة مايكون ولوسيو اللذين يعتبران لاعبين أساسيين بالفريق لكنهما يميلان للتحرك بالكرة إلى الأمام مما يفتح ثغرات في خط الدفاع لا يستطيع زانيتي وكامبياسو سدها دائما. وسيعمل المدرب رانييري خلال الأيام المقبلة كثيرا على التحركات الدفاعية مع إدراكه أن الأمر يشمل الفريق بأكمله. وكان فريق الإنتر قد فقد الكثير من الكرات في مرحلة بناء الهجمات مما منح السيطرة على الملعب لفريق نابولي في المباراة الأخيرة.

خط الوسط: خلل في الشقين الدفاعي والهجومي وعودة لاعبي الحرس القديم أهم ما يحتاجه خط الوسط. ويدرك رانييري جيدا أن فريق الإنتر الحالي يلعب بشكل أفضل بطريقة الرومبو (4 – 3 – 1 - 2) أو بخط وسط مكون من أربعة لاعبين. لكن المشكلة هي أن الهولندي ويسلي شنايدر قد تعرض لإصابة مع تولي المدرب الجديد مسؤولية الفريق. لكن تحرك شنايدر بين الخطوط المختلفة للفريق يجعل من الضروري بذل الكثير من الجهد في الشق الدفاعي. وقد أجبرت انطلاقات مايكون ولوسيو أمام فريق نابولي زانيتي وكامبياسو على البقاء في الخلف، مما جعل فورلان يلعب وحيدا في الأمام إلى جانب باتزيني، وألفاريز في بعض الأحيان. ويحتاج الإنتر باختصار إلى مزيد من التقارب بين الخطوط، وستكون عودة ستانكوفيتش وتياغو موتا عاملا مهما في تحقيق ذلك. وهما لاعبان من أصحاب الخبرة يستطيعان اللعب في أكثر من مركز ومن الصعب أن يتسببا في وضع أوبي ذي الـ20 عاما في «المطبات الصعبة» نفسها التي أوقعه فيها ماجيو (بالاشتراك مع روكي) أمام فريق نابولي. ونظرا لعودة بولي أيضا، فقد توافرت جميع العوامل اللازمة لمنح كامبياسو وزانيتي فرصة لالتقاط الأنفاس، بعد أن بذلا مجهودا كبيرا منذ بداية الموسم رغم خوضهما لبطولة «كوبا أميركا» وعدم انتظامهما الكامل في معسكر الإعداد خلال فترة الصيف.

الهجوم: يحتاج مهاجمو الإنتر للمزيد من التركيز، و«شجرة عيد الميلاد» ستكون مفتاح الأداء مع عودة شنايدر لمستواه. كما يحتاج فريق الإنتر أيضا إلى تحسين أداء خط الهجوم (الذي لم يتمكن حتى الآن من تسجيل أي هدف على ملعبه، في رقم قياسي سلبي جديد هذا الموسم). وقد تعرض ميليتو وباتزيني للإصابة بمجرد ظهور إمكانية لعبهما وانسجامها معا. وأصبح فورلان لاعبا أساسيا ثابتا في تشكيل الفريق في الدوري نظرا لعدم قيده في القائمة الأوروبية. وقد أظهرت مباراة بولونيا أن فورلان يستطيع لعب دور حاسم مع الفريق عندما يتمتع بحرية الحركة ولا يضطر للتحرك على الأجناب مثلما كان يحدث مع غاسبريني. وعندما يستعيد شنايدر كامل مستواه سيقوم رانييري مرة أخرى بتطبيق طريقة «شجرة عيد الميلاد» التي لعب بها أمام فريق نابولي، من خلال الدفع بشنايدر (بدلا من ألفاريز) ولاعب واحد من بين فورلان وزاراتي خلف لاعب قلب هجوم. وفضلا عن أن هذه الطريقة تضمن انتشارا أفضل في الملعب وتسهل من انطلاقات لاعبي خط الوسط، فإنها ستجبر المنافسين على كشف خطوطهم مما يسمح للإنتر بشن الهجمات المرتدة في سرعة كبيرة. ومن الواضح أيضا أن فريق الإنتر يحتاج إلى الهدوء والتركيز أمام المرمى. فقد أهدر لاعبو الفرق نحو 10 هجمات خطيرة أمام المرمى في مباراتي طرابزون سبور التركي في دوري أبطال أوروبا، وروما في الدوري المحلي، خاصة أن الرغبة في الظهور والتألق تضيع جزءا كبيرا من تركيز المهاجمين.