الأوروغواي «بطلة القارة» تواجه بوليفيا.. والأرجنتين تخشى مفاجآت تشيلي

بداية ساخنة لتصفيات أميركا الجنوبية نحو المونديال البرازيلي اليوم

TT

ينطلق اليوم ماراثون التصفيات في أميركا الجنوبية المؤهل إلى مونديال البرازيل 2014 بالجولة الأولى؛ حيث تلتقي الأوروغواي بطلة القارة مع بوليفيا في مونتيفيديو، والإكوادور مع فنزويلا في كيتو، والأرجنتين مع تشيلي في بيونس آيرس، وبيرو مع باراغواي في ليما. ولأول مرة قد تمثل أميركا الجنوبية، التي تضم 10 منتخبات فقط، ستة فرق في أول مونديال تحتضنه منذ عام 1978 (الأرجنتين) وهي إضافة إلى البرازيل المنظمة، 4 بطاقات بطريقة التأهل المباشر، بينما يلعب صاحب المركز الخامس ملحقا من ذهاب وإياب مع رابع آسيا. وتتنافس المنتخبات التسعة على مدى سنتين تقريبا من أجل الفوز بشرف تمثيل القارة، وأبرز المواجهات في الجولة الأولى ستخص مباراتي المنتخبين الأرجنتيني وأوروغواي على أرضيهما ضد تشيلي وبوليفيا على التوالي. ويغيب المنتخب البرازيلي، زعيم منتخبات القارة، عن التصفيات هذه المرة نظرا لمشاركته في النهائيات مباشرة دون خوض التصفيات نظرا لإقامة البطولة في بلاده ولأول مرة بالقارة منذ عام 1978.

وتقام التصفيات هذه المرة وسط أجواء مغايرة لما كانت عليه في البطولات السابقة، حيث برهنت مباريات بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي استضافتها الأرجنتين في يوليو (تموز) الماضي أن هذه القارة لم يعد لديها منتخبات ضعيفة.

وأثبتت كوبا أميركا 2011 تطور مستوى المنتخبات التي كانت متواضعة المستوى في الماضي، مثل منتخبي فنزويلا وبيرو، اللذين بلغا المربع الذهبي للبطولة، والمنتخب البوليفي الذي أسقط نظيره الأرجنتيني صاحب الأرض في فخ التعادل في المباراة الافتتاحية للبطولة. وفي غياب المنتخب البرازيلي، تكون منتخبات أوروغواي (بطل كوبا أميركا) والأرجنتين وباراغواي هي الأوفر حظا للمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى في التصفيات، ولكن مستوى المنتخبات الأخرى في كوبا أميركا يؤكد أن مسيرة هذه المنتخبات الثلاثة في التصفيات لن تكون سهلة على الإطلاق ومن الصعب التكهن بنتيجة أي مباراة.

وستضع التصفيات نجم برشلونة الإسباني المطلق، الأرجنتيني ليونيل ميسي، أمام تحد كبير ومزدوج، لأنه لم يظهر مع منتخب بلاده ولو قسطا يسيرا من تألقه مع فريقه الكتالوني، ولا من المستوى الذي أدى إلى اختياره مرتين متتاليتين أفضل لاعب في العالم عامي 2009 و2010.

وعلى الرغم من الثقة الكبيرة لمدرب المنتخب الأرجنتيني الجديد اليخاندرو سابيلا، 56 عاما، خليفة سيرجيو باتيستا، بعد إخفاق الأخير في كوبا أميركا التي نظمتها الأرجنتين الصيف الماضي، في ميسي، إلا أنه لا يزال مصدر قلق لدى الجمهور الأرجنتيني بعد إخفاقين متتالين على الصعيد الدولي في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا وفي البطولة القارية. ويعلق ميسي على عدم نجاحه دوليا قائلا: «لا أستطيع أن أكسب أي مباراة بمفردي مع المنتخب، كما أني لا أستطيع ذلك مع برشلونة. على الصعيد الدولي، لا أحد يقدم هدايا مجانية، وقد لازمنا عدم التوفيق في الماضي القريب». وبدأ سابيلا منذ تسلمه زمام القيادة أواخر يوليو (تموز) بإعادة بناء المنتخب، وعهد بعد شهر من تعيينه بشارة قائد المنتخب إلى ميسي قائلا: «إنه القائد منذ اليوم.. إننا نبحث عن بعض الخيارات، منها إيجاد لاعب أو اثنين يجيدان التعاون المنظم معه، أعول كثيرا على تفاهم كبير مع ميسي مع التركيز على أهمية إقامة علاقات جيدة مع جميع اللاعبين».

وعلى الرغم من الغيابات، يبقى منتخب تشيلي محط أنظار الجميع لأنه غالبا ما يقلق خصومه، لكن المدرب كلاوديو بورغي حزين على خسارة خدمات النجم سانشيز الذي اشتراه برشلونة من أودينيزي الإيطالي مقابل 26 مليون يورو بداعي الإصابة. ويعيش منتخب تشيلي فترة انتقالية تحتاج إلى استعادة التوازن بعد رحيل المدرب هرنان داريو غوميز وتعيين ليونيل الفاريز مكانه، وسيجد نجم أتلتيكو مدريد رادامل فالكاو نفسه أمام مهمة صعبة تتطلب منه جهودا مضاعفة من أجل المنافسة على إحدى البطاقات.

من جانبه، يعيش المنتخب الأوروغواياني أحلى أيامه في الفترة الحالية، خصوصا بعد أن حل رابعا في المونديال الأخير مع دييغو فورلان أفضل لاعب، ثم توج قبل 3 أشهر تقريبا بطلا لأميركا الجنوبية، وهو مرشح إذا ما استمر بهذا المستوى ليكون أول المتأهلين. ويواجه الأوروغواي منتخب بوليفيا الذي، وإن بدا سهلا، عازم على تحقيق مفاجأة. ويراهن المدرب جوستافو كوينتروس، المدير الفني للمنتخب البوليفي، على قدرة فريقه على تفجير مفاجأة والفوز على مضيفه منتخب الأوروغواي في الجولة الأولى. وقال كوينتروس: «هدفنا هو تفجير مفاجأة في مونتفيديو أمام أفضل منتخب في أميركا الجنوبية. إننا نلعب جيدا خارج ملعبنا ومستعدون للمواجهة». ويقود منتخب الأوروغواي مدرب محنك هو أوسكار واشنطن تاباريز، قام في السنوات الماضية بعمل جبار، ويمكنه الاعتماد في التصفيات على قوة ضاربة في خط الهجوم تضم إلى فورلان كلا من لويس سواريز (ليفربول الإنجليزي) وادينسون كافاني (نابولي الإيطالي).

ويبقى باراغواي، وصيف بطل أميركا الجنوبية، قوة كروية حقيقية رغم رحيل المدرب الأرجنتيني جيراردو مارتينو وحلول النجم السابق فرانشيسكو «تشيكي» آرسي، الذي مثل بلاده في مونديالي 1998 و2002 مكانه.

ويأمل آرسي في قيادة منتخب باراغواي إلى المونديال للمرة الخامسة على التوالي، وهو يستهل مسيرته في التصفيات اليوم في ضيافة منتخب بيرو الذي حل أخيرا في تصفيات مونديال 2010، ولكنه استعاد توازنه بقيادة المدرب الأوروغواياني سيرخيو ماركاريان، الذي قاد الفريق للفوز بالمركز الثالث في كوبا أميركا منتصف هذا العام.

ويعول منتخب بيرو بشكل خاص على الثنائي كلاوديو بيتزارو وجيفرسون فارافان، بينما لا يزال هناك غموض في موقف المدافع ألبرتو رودريغيز من المشاركة، حيث لم يتم تأكيد مشاركته أو حتى استبعاده. لكنن جميع الأوراق باتت جاهزة في يد المدرب سيرخيو ماركاريان، حسبما أكد طبيب الفريق خوليو سيجورا. ويعاني رودريغيز مدافع سبورتينغ براجا البرتغالي من إصابة في الساق اليمنى، ولكنه ما زال تحت التقييم، لتحديد مدى إمكانية مشاركته من عدمها. وعانى منتخب بيرو من سوء حظ بالغ في السنوات الأخيرة، حيث دائما ما كان يغيب لاعب محوري على الأقل عن صفوف الفريق بسبب الإصابة أو الإيقاف. ولكن للمرة الأولى منذ فترة طويلة نجد أن المنتخب البيروفي يكاد يكون مكتمل الصفوف، وسط جاهزية كاملة «للرباعي الخطير» كلاوديو بيتزارو وفارفان وباولو جيريرو وخوان فارجاس.

وخطف رئيس بيرو، أولانتا هومالا، الأضواء خلال تدريبات منتخب بلاده أول من أمس، استعدادا لمواجهة باراغواي.

وارتدى هومالا الزي التدريبي لمنتخب البيروفي، ولكن دون أن يحمل الزي شعار الشركات الراعية.

أما فنزويلا، التي كان ينظر إليها في الفترة الأخيرة على أنها أضعف الحلقات في السلسلة العشارية بأميركا الجنوبية، فباتت أيضا يحسب لها كل حساب خصوصا بعد أن حققت بقيادة مدربها سيزار فارياس على المركز الرابع في كوبا أميركا هذا العام، مفجرة مفاجأة كبيرة بعروضها القوية ونتائجها الجيدة. ويأمل المنتخب الإكوادوري في العودة إلى بطولات كأس العالم، بعدما شارك في مونديال 2006 بألمانيا، وغاب عن البطولة الماضية بجنوب أفريقيا.