الأخضر يتحدى 70 ألف تايلاندي تحت المطر طمعا في العودة إلى الواجهة الآسيوية

الخبير الفني محمد الخراشي قال إن تركيز المهاجمين ويقظة الظهيرين من أهم مفاتيح الفوز

TT

تتجه أنظار السعوديين عند الثانية من ظهر اليوم بتوقيت مكة المكرمة صوب ملعب راغامنغالا الدولي في العاصمة التايلاندية بانكوك لمتابعة منتخبهم وهو يخوض مواجهة مصيرية في مشواره في المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم 2014، في ظل أن لا أهداف أخرى لدى السعوديين سوى الفوز على مضيفهم التايلاندي. يحدث هذا وسط الأزمة النتائجية التي عانوا منها خلال المواجهتين السابقتين أمام عمان (0 - 0) وأستراليا (1 - 3) ولم يخرجوا منها إلا بنقطة وحيدة مقابل ثلاث للتايلانديين وست للأستراليين وواحدة كما هو المنتخب السعودي للعمانيين.

السعوديون الذين يتوقع أن يلعبوا تحت زخات المطر ووسط هدير 70 ألف مشجع تايلاندي يصطفون في ملعب راغامنغالا أبانوا عن نياتهم الهجومية في هذه المباراة وسط تأكيدات قائدهم الفني الهولندي فرانك ريكارد الذي شدد على أنه ذاهب إلى تايلاند لتحقيق الفوز.. مقابل تصريحات مدرب تايلاند الألماني وينفري شايفر التي تضمنت كثيرا من عبارات اللامبالاة انطلاقا من تأكيداته التي تشير إلى أن المنتخب السعودي لم يعد كما كان في السابق.

وجدير هنا أن نشير إلى التطور اللافت للمنتخب التايلاندي، في ظل أن خبراء الكرة الآسيوية يرون في المواجهة اليوم منعطفا خطيرا للسعوديين، من حيث إن انتصارهم سيعيدهم إلى ماضيهم الجميل في التسعينات الميلادية الذي كانوا فيه أسياد منتخبات آسيا، بحيث تكون المباراة انطلاقة للتخلص من تبعات الماضي القريب المتضعضع.

هذه المواجهة «التحدي» كما يطلق عليها باتت متباينة القراءة من الناحية الفنية لكلا المنتخبين، خصوصا المنتخب السعودي بعد التغييرات التكتيكية والعناصرية التي أجراها ريكارد، وعليه رأى محلل «الشرق الأوسط» المدير الفني السابق للمنتخب السعودي ورئيس لجنة المدربين السعوديين محمد الخراشي طبقا لنظرته الفنية أن حظوظ المنتخب السعودي في الانتصار كبيرة وفقا للإمكانات، التي تحتاج فقط إلى التخلص من بعض المؤثرات الطفيفة في تسميتها المقلقة في فعلها، مشيرا إلى أن الخطوط في الدفاع والوسط متكاملة ومطمئنة للأخضر، بخلاف خط الهجوم الذي لم يقدم الأدوار المطلوبة منه، مرجعا الخلل الهجومي إلى عدم التركيز، إضافة إلى سوء الطالع، «فلاعبو المنتخب السعودي يحتاجون إلى التركيز والهدوء في المقام الأول ليعوا أدوارهم داخل الملعب»، والمدافعون يحتاجون إلى الحذر، ولاعبو خط الوسط عليهم حمل كبير ويجب أن يكون مجهودهم مضاعفا، وخط الهجوم هو المعضلة الحقيقية في الأخضر، فاللاعبون يملكون السرعة والمهارة، أضف إلى ذلك الحس التهديفي، بيد أن تسرعهم وسوء الطالع أثرا كثيرا على ترجمة قدراتهم التهديفية، ومتى ما كان الهجوم في يومه سيكون له كلمة قوية.

وأشار الخراشي إلى أن المنتخب التايلاندي تطور كثيرا خلال السنوات الأخيرة وغلب على أسلوبه الطابع السريع والكرة الحديثة، وقد يتراجع في بداية المباراة لكنه سيسعى للإجهاز على المنتخب السعودي بالهجمات المرتدة، فهم يتكتلون في الدفاع بنحو 8 لاعبين ويهاجمون بـ6 لاعبين، وتحتاج لمجابهة طريقتهم الهجومية إلى ظهيرين يقظين إضافة إلى تأدية المحاور لدورهم دون قصور، مضيفا أن طريقة التايلانديين تعتمد غالبا على الانطلاق من الأطراف وكراتهم العكسية على الأرجح متقنة، والمباراة تعني لهم الكثير، خصوصا أنهم منتشون بعد النتيجة الإيجابية الأخيرة.

ورأى أن القائمة الأنسب للمنتخب السعودي تتكون من أسامة المولد وزميله أسامة هوساوي في متوسط الدفاع، وفي الظهيرين حسن معاذ وعبد الله شهيل إذا كان الأخير في جاهزية صحية عالية، أو مشاركة عبد الله الزوري، وفي ما يتعلق بحراسة المرمى اعتبر الخراشي وليد عبد الله وحسن العتيبي في مستوى متقارب، وعلى الجهاز الفني في المنتخب إشراك الأفضل في التعامل مع الكرات العرضية، وبالنسبة لخط الوسط يرى أنه من الأفضل مشاركة اللاعبين الذين يتقنون التصدي للهجمات المرتدة قبل تجاوزها للمناطق الخطرة للمنتخب السعودي، ولدى المدرب عدة خيارات تتمثل في الاعتماد على لاعب مساند للهجمات كمحمد نور في ظل تمسك البقية بأدوار أقرب للدفاعية، كما يحتاج مدرب المنتخب السعودي إلى لاعب يجيد التسديد من خارج المنطقة كمحمد الشلهوب، وبالتأكيد فإن أفضل لاعب للارتكاز هو سعود كريري، ولديه خيارات أخرى تتمثل في لاعب هادئ كأحمد الفريدي، بالإضافة إلى تيسير الجاسم وأحمد عطيف، مضيفا أن الهولندي فرانك ريكارد جرب المهاجمين الأربعة ومنحهم جميعا الفرصة في المباراة الودية الأخيرة أمام إندونيسيا، وهو وحده القادر على تحديد الأجدر بالمشاركة أمام تايلاند، مضيفا أنه قد تكون للمدرب ريكارد نظرة تختلف في الشوط الأول عن الشوط الثاني، مشددا على أن الأهم احتواء تشكيلته على لاعب يجيد استغلال الكرات الثابتة. ولفت الخراشي في ختام حديثه إلى أن فارق الخبرة يمنح الأخضر التفوق على حساب مستضيفه، فالمنتخب السعودي يضم لاعبين شاركوا في كأس العالم وتمرسوا على مباريات التصفيات، لذا قد تكون للخبرة كلمة فصل.