الإعلام التايلاندي بروح: الفرصة سانحة لرد الاعتبار أمام الأخضر

الحديقة الإمبراطورية تحتضن البعثة السعودية.. والفيضانات لن تؤجل المواجهة

TT

تهب رياح التفاؤل على التايلانديين عبر عدد من وسائل إعلامهم، التي ترى أن الفرصة في لقاء اليوم بين منتخبهم والأخضر السعودي في بانكوك على ملعب راغامانغالا، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل سانحة لتحقيق أول انتصار على المنتخب السعودي، منذ المواجهة الأولى التي جمعتهما في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1992، ضمن بطولة كأس آسيا التي جرت في اليابان، ومن خلالها أمطر لاعبو الأخضر الشباك التايلاندية برباعية نظيفة، وأعقبها 8 مواجهات أخرى خلال الـ10 أعوام الماضية، شهدت تفوقا سعوديا خالصا، حيث عجز التايلانديون حتى من خطف نتيجة التعادل، وعلى الرغم من هذه النتائج القاسية التي أثقلت كاهلهم، إلا أنهم يرون في لقاء اليوم أمرا آخر، فالظروف التي تسبق المواجهة تجعل كفّة منتخب تايلاند الأرجح عطفا على المستويات التي قدمها في اللقاءين الماضيين من التصفيات الحالية.

«التعادل لن يكون سيئا»: استطاع المنتخب التايلاندي تحقيق 3 نقاط في الجولتين الماضيتين من التصفيات الثالثة المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، ليحتل بذلك مركز الوصافة في المجموعة الـ4 التي يعتليها المنتخب الأسترالي بالنقاط الـ6 الكاملة، وذلك الأمر يجعل الخروج بنقطة واحدة في لقاء الغد أمام السعودية أمرا ليس سلبيا، على الرغم من أن اللقاء سيجري على ملعب راغامانغالا في العاصمة التايلاندية بانكوك، إلا أن الأخضر بات أحوج من منافسه لنقاط المباراة متى ما أراد العودة مجددا للمنافسة، وهو ما يجعل لاعبو تايلاند يبدون أقل ضغطا من لاعبي المنتخب السعودي، وكذلك المدرب الهولندي الذي تتزايد المطالبات الجماهيرية تجاهه بضرورة اجتثاث الأخضر مما يعاني منه في أسرع وقت من أجل الخروج من دوامة المستويات الهزيلة والأداء المتواضع الذي لازمه في الأعوام الأخيرة.

«الاتحاد السعودي ينفق الملايين»: منذ التعاقد مع الهولندي فرانك ريكارد والقائمين على الاتحاد السعودي لكرة القدم ينفقون ملايين الريالات من أجل إعادة المنتخب إلى جادة الصواب، وحتى هذه اللحظة والرياح لا تجري كما تشتهي سفنهم، صحيفة «آر آي تي» التايلاندية أشارت إلى أن المسؤولين باتوا مطالبين بنتائج تؤكد للوسط الرياضي السعودي أن كل ما أنفقوه كان في محله الصحيح، وسط تزايد الانتقادات مؤخرا بأن معظم المدربين الذين جاءوا إلى المنطقة غالبا ما يكون هدفهم الرئيس هو جني المال، دون تقديم عطاءات داخل الملعب، والإنفاقات تضاعفت بعد أن وعد الاتحاد السعودي اللاعبين بمكافآت مالية حال تحقيقهم نتيجة إيجابية أمام تايلاند اليوم، وهذه الملايين التي ينفقها الاتحاد السعودي لكرة القدم على الرغم من ضخامتها، فإنها لا تمتلك العصا السحرية القادرة على تغيير واقع الحال في فترة وجيزة، ولعل هذا ما لمح إليه المدرب الهولندي، فرانك ريكارد، في عدد من المؤتمرات الصحافية التي عقدها مؤخرا، فهو يرفض الحكم على عمله مع الأخضر من خلال المواجهات القليلة السابقة، نظرا لأن هناك خطة عمل مستقبلية تهدف إلى إعادة الهيبة للمنتخب السعودي، التي فقدت منذ إخفاقه في الوصول إلى مونديال كأس العالم 2010 التي جرت في جنوب أفريقيا.

«نقاط الأخضر في متناول أيدينا»: يرى مدرب المنتخب التايلاندي الألماني شايفر أن لاعبيه لديهم فرصة ذهبية لانتزاع النقاط الثلاث من أمام المنتخب السعودي، من أجل المحافظة على المركز الثاني للمجموعة، وقال لوكالة «أسوشييتد برس»: «على الرغم من أن الظروف تصب لصالحنا، فإننا مطالبون بالعمل بكل جد، نظرا لأن منافسنا سيدخل بكامل قوته، ولا يريد أن يفرّط في نقاط هذا اللقاء متى ما أراد الوصول إلى المرحلة المقبلة من التصفيات، ندرك بأن المهمة لن تكون سهلة، لكنها على الرغم من ذلك ليست مستحيلة، قلت للاعبين إن كأس العالم حلم لا يمكن بلوغه بيسر، لكنه هدفنا الذي لن نتنازل عنه، وآمل أن نظهر بالمستوى ذاته التي ظهرنا به أمام عمان وتايلاند، وحينها سنكون قريبين جدا من الانتصار».

وأضاف شايفر: «اللاعبون يتمنون أن يظهروا للعالم ليرى الجميع حجم الإمكانات التي لديهم، ولذلك كنت أكرر لهم دائما بأن ذلك الأمر مرهون بمجهوداتهم داخل الملعب، فهم القادرون على تحقيق أمنيتهم بالمشاركة في المونديال المقبل، ويسعدني كثيرا الحميمية التي تربط اللاعبين فيما بينهم أثناء المعسكر الحالي، وهو ما يجعلني واثقا جدا بهم، وبأنهم يمتلكون القدرة على تجاوز أي عقبة تواجههم في المستقبل، وريكارد مدرب كرة قدم شهير ونجم لامع في حياته المهنية، ولكن توليه تدريب المنتخب السعودي أمر مختلف، فالأمر بحاجة إلى قدرة للتعامل مع الضغوط التي سيتعرض لها بعد الإخفاقات، كما حدث عندما تلقى الخسارة أمام أستراليا».

«الفيفا ينفي تأجيل المواجهة»: شاعت خلال اليومين الماضيين أنباء عن تأجيل مباراة السعودية وتايلاند التي ستجري اليوم، كشف تشانغ شين بارك، أحد المسؤولين في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن اللقاء سيجري في موعده المحدد سلفا، وفي حال استمرار الأمطار على العاصمة بانكوك، وارتفاع إمكانية حدوث فيضانات سيتم مناقشة الأمر مع «فيفا» مرة أخرى، مبينا أن الاتحاد القاري يعمل جاهدا لضمان سلامة البعثات المشاركة، ولن يجعلهم في مكان مهدد بالخطر، على الرغم من أن خبراء الأرصاد حذروا مرارا بأن الأمطار لا تزال تهطل بكثافة مما يجعل إمكانية حدوث فيضان أمرا غير مستبعد، وبهذا الصدد، أكد أمين عام الاتحاد التايلاندي لكرة القدم أونغ في حدث نشرته شبكة «مانيغير» التايلاندية أن هناك خطة للتعامل مع الفيضانات حال حدوثها، وقال: «نحن على تواصل مع الاتحاد المحلي والآسيوي من أجل توفير مضخات تقوم بسحب المياه، إلى جانب توفير أكياس من الرمل للحد من جريان الماء، وإن كان الفيضان قويا ويصعب مواجهته فحينها سنضع القضية على طاولة صنّع القرار لإصدار أمر حولها قبل بداية المباراة.

«الحديقة الإمبراطورية تحتضن الأخضر»: بعد أن استقبل الاتحاد التايلاندي خطابا من مدير شؤون المنتخبات السعودية محمد المسحل، يؤكد فيه الأخير أن الأخضر عدل عن قراره السابق بالحضور قبل اللقاء بـ3 ساعات، وأنهم سيراعون لوائح «فيفا»، التي تنص على الحضور قبل المواجهة بـ24 ساعة، هرع المسؤولون التايلانديون لتجهيز منتجع متكامل في العاصمة بانكوك داخل الحديقة الإمبراطورية لتكون مقرا لبعثة المنتخب السعودي حال وصوله، وقال رئيس الاتحاد التايلاندي لكرة القدم بانغ ياي لصحيفة «سانوك سبورت»: «سعينا لتجهيز كل التسهيلات للأخضر أثناء فترة إقامته في تايلاند، ونحن نقدر العلاقة بين البلدين ولن نبخل في تقديم أفضل الخدمات لهم، ندرك أن حسن المعاملة أمر ضروري، لأن ذلك الأمر سيكون متبادلا بين الطرفين».