الأخضر يقتحم دائرة الحسابات المعقدة بتعادل سلبي أمام تايلاند

أحرز النقطة الثانية في مشواره ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال

TT

اكتفى المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بالتعادل السلبي ظهر أمس في المباراة التي جمعته بالمنتخب التايلاندي الذي لعب على أرضه وبين جماهيره ضمن مواجهات المجموعة الرابعة في المرحلة الآسيوية الثالثة المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل.

وكان الأخضر قد ظهر بمستوى مقنع أمام قرابة 50 ألف متفرج، حيث أجبر لاعبي منتخب تايلاند على التراجع كثيرا لمناطقهم الدفاعية والبحث عن الكرات المرتدة التي واجهت تنظيما دفاعيا سعوديا جيدا، وكان أبرز ما في المباراة تكرار أزمة الأخضر في غياب النهاية السليمة لسيل الهجمات التي لم تجد التوقيع الناجح داخل الشباك التايلاندية، ليخرج الأخضر متعادلا، ليرفع رصيده إلى نقطتين محتلا المركز الثالث، بينما حافظ المنتخب التايلاندي على المركز الثاني بـ4 نقاط.

نتيجة اللقاء رفعت رصيد الأخضر إلى نقطتين من تعادلين مع عمان وتايلاند وخسارة من أستراليا التي جمعت العلامة الكاملة بفوزها، أمس، على عمان بـ3 أهداف نظيفة، وتصدرت المجموعة الرابعة علما بأن عمان تذيلت لائحة الترتيب بنقطة وحيدة من تعادلها مع الأخضر السعودي، بينما عزز المنتخب التايلاندي من رصيده بالحصول على النقطة الخامسة محتلا المرتبة الثانية عبر لائحة الترتيب.

الخبير الفني السعودي، عبد العزيز العودة، أكد في رؤيته الفنية لـ«الشرق الأوسط» أن «عودة الأخضر بالتعادل من أمام نظيره التايلاندي أمر جيد، إذ لاحظنا بأن الكرة كانت بحوزة الأخضر أغلب مجريات اللقاء، حيث أجاد لاعبوه الاستحواذ على الكرة وكانوا قريبون من الخروج بالنقاط كاملة لو استغلت إحدى الفرص التي سنحت لهجوم الأخضر.

بينما كان المنتخب التايلاندي متطورا وقدم مباراة متكافئة مع المنتخب السعودي، وتهيأ له عدد من الكرات الخطرة التي وقف لها الدفاع السعودي بتنظيم جيد بوجود سعود كريري وبمساندة من تيسير الجاسم وأحمد الفريدي، وأظن أن الخروج بنقطة من أرض المنافس يعتبر أمرا جيدا قياسا على ظروف المنتخبين قبل المباراة، خصوصا بعد أن تحسن أداء المنتخب السعودي عن المباراتين الماضيتين، ولمدربه الهولندي فرانك ريكارد الذي يحسب له جرأته ومحاولاته الخروج منتصرا وسط خلق توازن وانسجام بين خطي الدفاع والهجوم، حيث بدأ المباراة بطريقة 4-5-1 بقيادة تيسير الجاسم الذي قام بأدوار مزدوجة في التغطية الدفاعية والهجومية، فهو كان يهاجم ويدافع بنفس المستوى رغم الرطوبة العالية التي عانى منها اللاعبون في آخر المباراة، وهذا يدل على المخزون اللياقي العالي الذي يملكه، فأنا أعتبره أبرز لاعبي المنتخب السعودي في هذه المباراة، بينما كان محمد نور يؤدي دورا مهما خلف المهاجم الوحيد ياسر القحطاني، وقام أحمد الفريدي وعبد العزيز الدوسري بالمساندة الهجومية، بينما تبادل ظهيرا الجنب حسن معاذ وعبد الله الزوري عدة أدوار عن طريق الأطراف، وأعتقد أن هذا هو الأسلوب المناسب للأخضر حيث تهيأت فرص تسجيل عدة للمنتخب السعودي لم يوفق اللاعبون في ترجمتها داخل الشباك، فاللاعبون السعوديون يحتاجون إلى عودة الثقة لهز الشباك، فالملاحظ أنهم كانوا تحت ضغط نفسي كبير خوفا من الخسارة».

وأضاف العودة: «مع نزول ناصر الشمراني وخروج عبد العزيز الدوسري تحولت الطريقة من 4-5-1 إلى 4-4-2، حيث وضح بحث المدرب ريكارد عن زيادة التوغل الهجومي مع عدم إغفال الجانب الدفاعي، وذلك عندما استعان باللاعب أحمد عطيف في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة خوفا من الكرات المرتدة للمنتخب التايلاندي.

وفي ظل هذه المعطيات، أظن أن التعادل جيد ومريح للمنتخب السعودي، فالمستوى بدأ يتصاعد للأفضل، والمدرب ريكارد أصبح يعرف إمكانات اللاعبين من مباراة لأخرى، وأرى أن تعامله مع المواجهة كان منطقيا جدا، وهذا يعطينا مؤشرا إيجابيا بأن أمامنا نحو شهر قبل مواجهتي تايلاند وعمان في الرياض، وأستراليا على أرض الأخيرة في سيدني، حيث أمامنا 9 نقاط مهمة يجب أن نحقق منها فوزين على تايلاند وعمان قبل أن نذهب لمواجهة أستراليا، فهي مهمة لن تكون صعبة في حال خططنا لها بالشكل المناسب».