صحف تايلاندية: السعوديون تفوقوا علينا.. و«تخبطات شايفر» حرمتنا الفوز

رأت أن 4 نقاط من 3 جولات تدعو للتفاؤل.. و«مواجهة الإياب لن تكون صعبة»

TT

تعالت الأصوات الساخطة تجاه مدرب منتخب تايلاند الألماني شايفر من قبل عدد من وسائل الإعلام التايلاندية نظير ظهور منتخبهم بأداء متواضع أمام المنتخب السعودي في اللقاء الذي جرى أمس على ملعب راغامانغالا في العاصمة بانكوك وانتهى بالتعادل السلبي بينهما ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل، مشددين على أن تغيير المدرب للنهج السابق الذي كان يسير عليه لا مبرر له بعد أن تمكن من تقديم مستويات مميزة في اللقاءين السابقين أمام أستراليا وعمان، والانتقادات طالت القائمة الـ23 التي استدعاها شايفر وشهدت وجود بعض العناصر الجديدة التي دار جدل واسع حولها في الأيام الماضية التي سبقت المواجهة، مطالبين الألماني بضرورة العودة مجددا إلى الأسلوب السابق من أجل المحافظة على المضي قدما نحو خطف بطاقة التأهل، ومنافسة المنتخب السعودي بقوة في المواجهات المقبلة التي سيحاول من خلالها المنتخبات جني أكبر عدد من النقاط لضمان التأهل برفقة المنتخب الأسترالي الذي استطاع الفوز أمس على عمان بثلاثية نظيفة جعلته يتصدر بـ9 نقاط.

«الأخضر كان الأقرب إلى الانتصار»: لم تخف صحيفة «سانوك» التايلاندية أن المنتخب السعودي استطاع الإمساك بزمام الأمور، خصوصا في الـ20 دقيقة الأولى من شوط المباراة الأول، رغم أن أداء منتخب بلادهم تحسن كثيرا في شوط المباراة الثاني، واستطاع شن بعض الهجمات التي هددت شباك الأخضر إلى حد ما، معتبرين نتيجة التعادل منطقية عطفا على أداء المنتخبين، حيث لم يستطع أحدهما الظهور بشكل كاسح طوال الـ90 دقيقة، بل انحصر الأمر في معظم مجريات اللقاء بالقرب من دائرة المنتصف، وسط ارتفاع نسبة الأخطاء التي أعلن عنها حكم المباراة، مشيرة إلى أن الأفضلية النسبية في اللقاء تصب لمصلحة المنتخب السعودي الذي بدأ يعاني كثيرا في المقدمة، حيث يرتبك اللاعبون داخل منطقة الجزاء ويعجزون عن التعامل مع الكرات التي سنحت لهم بالشكل المثالي.

«تايلاند بـ4-2-3-1 تخرج بنقطة يتيمة»: رغم أن الأسلوب المعتاد في اللقاءين الماضيين للمنتخب التايلاندي هو 4-3-3، وهو ذاته الذي خاض به المدرب الألماني شايفر مواجهة عمان، وصحيفة «سيام سبورت» ترى أن الطريقة التي خاض بها مدرب منتخبهم اللقاء مناسبة تماما لحال الأخضر السعودي الذي كان يبحث وبشكل كبير عن المساحات الخالية في اللقاء، ولو وجدها لتمكن من استغلالها والخروج بنتيجة إيجابية، لذلك من الأفضل امتصاص الحماس السعودي الذي دخل به المباراة وفي رصيده نقطة واحدة، ويسعى جاهدا لتصحيح أوضاعه السابقة، وكانت الخطوة الأهم هي ضمان عدم عودة الثقة للأخضر مجددا، لأن فوزهم فيما لو تحقق سيكون بمثابة الانتفاضة التي تنعكس بشكل قوي في لقاءاته المقبلة، مما يجعله الأقرب لخطف البطاقة الثانية والتأهل مع المنتخب الأسترالي، ويرى النقاد التايلانديون أنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان من مستوى أمام الأخضر، خصوصا أن لاعبيه يمتازون بالخبرة والإمكانات الكبيرة على الصعيد الفردي تحديدا دون الجماعية، وهو ما يجعلهم قادرين على الوصول إلى مرمى تايلاند في أي لحظة.

«4 نقاط من 3 جولات ليست سيئة»: عطفا على تاريخ المنتخب التايلاندي الذي قضاه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم منذ عقود، تعتبر البداية الحالية من أفضل البدايات التي تقرب التايلانديين أكثر من أي وقت مضى من الوصول إلى المونديال، رغم أن الترشيحات لم تكن منصبة في صالحهم عند الإعلان عن المنتخبات الأخرى التي تجاورهم في المجموعة الـ4، حيث كان نصيب الأسد من الترشيح ينصب لمنتخبي أستراليا والسعودية، وبعدهما تأتي عمان، وهذا الرصيد النقطي الذي تحقق للتايلانديين لا يبدو أنه كان متوقعا حتى لدى وسائل الإعلام التايلاندية التي تصف مسيرة منتخبها بالمعجزة، خصوصا في حال استمراره على ذات المستوى الذي قدمه، وهم يؤملون كثيرا على نقاط المنتخب العماني، نظرا لأنه بات فريسة سهلة في المجموعة بعد أن اكتفى بنقطة واحدة من اللقاءات الثلاثة الماضية.

«الأخضر لم يكن منافسا صعبا»: المستويات التي يظهر بها المنتخب السعودي خلال مسيرته في الجولات الـ3 الماضية من التصفيات أصبحت مصدر تفاؤل لدى التايلانديين، وازداد ذلك الأمر في لقاء الأمس بعد أن شاطر التايلانديون الأخضر في بعث مجريات المباراة دون أن يكون هناك فوارق كبيرة على المستوى الفني أو البدني، بل ظهر لاعبو تايلاند في بعض الكرات بأداء لياقي أفضل من خلال انطلاقاتهم الخطرة عبر الجهة اليسرى للمنتخب السعودي التي كان يتواجد بها عبد الله الزوري، وبدا واضحا اعتماد المدرب الألماني شايفر عليها، مستعينا بالمواقف السابقة التي كان من خلالها اللاعب إحدى أبرز الثغرات الدفاعية، ولكن حرصه الكبير على تعزيز الجانب الدفاعي أفقد الناحية الهجومية قوتها.

«تفاؤل يسبق مواجهة الإياب»: الخسارة التي تلقاها الأخضر من نظيره المنتخب الأسترالي بنتيجة 3-1 في اللقاء الذي جرى على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام تمنح المنتخب التايلاندي الثقة بأن المنتخب السعودي ليس من المنتخبات القوية التي يصعب قهرها على أرضها وبين جماهيرها، خصوصا أنهم أحرجوا المنتخب الأسترالي على أرض الأخير، وبدا أن مثل ذلك قد سيطر على تحليلات صحفهم.. ولذلك يعتقدون أن الإصرار واللعب بروح عالية سيكونان طريقهم لخطف نقاط مباراة الذهاب أو العودة على أقل تقدير بالتعادل، مما سيكون مكسبا كبيرا لهم، ضاربين بعرض الحائط الأحاديث التي تؤكد أن التاريخ يقف إلى جانب الأخضر السعودي، مشيرين إلى أن كرة القدم لا تعترف بمثل هذه الأمور، فالتاريخ لم يكن ظاهرا في اللقاء الذي جرى بينهما أمس، ولن يكون كذلك في حال عقدوا العزم على الوصول إلى نهائيات كأس العالم، معتبرين أن الزمن الحالي هو فرصتهم الكبيرة لإقصاء كافة المنتخبات التي تربعت على عرش القارة طيلة الفترة الماضية، ولم يعد بإمكانهم مواصلة الصمت والبقاء على هامش المنافسات الآسيوية، لا سيما بعد المشاريع التطويرية التي قام بها اتحاد الكرة التايلاندي ابتداء من العقد الماضي، الذي بدأ المنتخب يجني ثمارها في المواسم الأخيرة.