منتخب إيطاليا يكتسح آيرلندا الشمالية وينهي التصفيات بأفضل دفاع

أنطونيو أبدع وسجل ثنائية.. والآزوري دخل يورو 2012 كـ«نجم ساطع»

TT

أغلق أنطونيو كاسانو الحلقة من الهدف الأول في التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا 2012 أمام أستونيا، إلى ثنائية بسكارا، أول من أمس (الثلاثاء)، أمام المنتخب الآيرلندي الشمالي، والتي هيمن عليها المنتخب الإيطالي بما يفوق التوقعات ومخاوف ما بعد الخروج المخزي من مونديال جنوب أفريقيا، فقد حقق الآزوري ثمانية انتصارات، وتعادلين، وبذلك حقق محصلة قياسية من 26 نقطة، ودخل مرماه هدفان فقط، وأفضل خط دفاع في مجموعات التصفيات الأوروبية التسعة. كاسانو، تعرض أولا لتحفيز رئيس الاتحاد الإيطالي جانكارلو أبيتي ومن بعده تشيزاري برانديللي أيضا، لكن كاسانو كان رهانا رابحا. وقد استهدفه المدير الفني للآزوري أيضا حينما كان يتعب في الميلان، وقد بث فيه الروح مجددا وحوله إلى هداف المنتخب الإيطالي في التصفيات، برصيد ستة أهداف. كما أن ثنائية آيرلندا الشمالية أول من أمس تحمله إلى معدل غير هامشي، وهو الخاص بصديقه فرانشيسكو توتي مهاجم روما، فمن يوم أول من أمس صار رصيد كل منهما مع المنتخب الإيطالي تسعة أهداف. وقد تجاوز كاسانو الخمسة أهداف الأوروبية التي سجلها زميله في الميلان زلاتان إبراهيموفيتش، وصرح في نهاية المباراة عن عدم راحة يشعر بها، وذلك حينما أكد أنه يعاني من الروتين ويفكر في اعتزال اللعب في غضون ثلاثة أعوام. يتعين على الطبيب النفسي للميلان إضافة سرير آخر، وعلى أليغري، مدرب بطل إيطاليا، مضاعفة العلاج.

ثقل: أمام لاعبي المنتخب الآيرلندي المتواضع، لم يهدر المنتخب الإيطالي ركضا ولا طاقات، وقد سيطر على مجريات اللعب وفاز بسهولة، كما كان أول ظهور لجوفينكو، النملة التي تصعد الجبال، مع الآزوري طيبا، فقد ركض كثيرا واقترب من تسجيل هدف مستحق. كما أن الظهور الأول لأوسفالدو في الشوط الثاني قد فتح البحث عن الثقل والتأثير في الهجوم والذي سيواصل برانديللي العمل عليه من الآن وحتى أمم أوروبا المقبلة. هذا لأن كاسانو بارع، لكن الأهداف الستة قد سجلها في مرمى منتخبات استونيا، جزر الفارو وآيرلندا الشمالية. من الأفضل التسلح بمتخصصين على طريقة باتزيني، ونقل ثقل أكبر في منطقة الجزاء (بالوتيللي). تسعة أهداف، مثل كاسانو، قد سجلها بونينسنيا من قبل، ومن ثم شيء من هذا النوع لن يكون سيئا، وإنما لا يمكن العيش فقط على المهارات الفردية.

يا له من هدف: إن الملعب «أدرياتيكو» بمدينة بسكارا لا يحمل الوجه القاسي لاستاد ماراكانا بالعاصمة الصربية بلغراد، ولا حتى منتخب برانديللي. إننا في الجولة الأخيرة من المجموعة، مع بطولة الدوري التي تضغط، وحتى لا يمكن اعتبارها الأفضل من جانب الآزوري سنفهم ذلك قريبا، من تفاصيل كثيرة مثل اللمسات الكثيرة بالكعب مما يعكس الجاهزية السعيدة للأداء الجمالي، وخط الدفاع الذي كان عالي المستوى جدا في بلغراد، أمام صربيا، وكان يتقدم كثيرا لتغذية الضغط، وفي إيطاليا يتراجع، التمريرات الطولية، والتي تعتبر جزءا من طريقة برانديللي، والتي تسرع من إيقاع الجملة التكتيكية وتجنب الفريق خطر التمريرات القصيرة. هدف كاسانو لامع، فقد بدأ تحديدا من هذا الطريق البديل، حيث اصطاد دي روسي كاسانو جيدا وراء السد الآيرلندي، وأسكن أنطونيو الكرة من دون إيقافها بفطرة العبقري. وحملت الدقيقة 21 من الشوط الأول أول تسديدة في المرمى، بينما كانت الثانية والأخيرة في الشوط الأول بقدم جوفينكو في الدقيقة 39، والذي انتزع بعدها تحية الجماهير بسبب المزدوجة العكسية التي لعبها في الدقيقة 45.

دي روسي يقود: لقد أبلى «النملة»، مثلما يلقبون مهاجم بارما القصير، بلاء حسنا، فقد تحرك كثيرا، واتجه ناحية لاعبي الوسط لمنحهم فرصة للتمرير والانطلاق مجددا والكرة بين قدميه. إنه العمل المعتاد لكاسانو، والذي كان مطلوبا منه هذه المرة إعطاء العمق، في حال غياب دي روسي. لم يكن بيرلو دقيقا دائما، وخاصة في طول التمريرة، وقد أكد مونتوليفو أنه يجد نفسه بشكل أفضل في خط الوسط منه في مركز صانع الألعاب، أو لاعب الوسط المتقدم، وهو المركز الأكثر تعقيدا في لوحة شطرنغ برانديللي، مثلما أكدت صعوبات أكويلاني. بينما كان دي روسي الأكثر تأثيرا.

حاول المنتخب الآيرلندي التدخل في لعبات أقزامنا، ووضع إيفانس أمام الدفاع (4 - 1 - 4 - 1)، وهي مهمة لم تتم، وقد أرعبوا بوفون مرة واحدة، بضربة رأس لعبها ماكغيفرين من كرة ثابتة في الدقيقة 28. وفي أول مرة هاجمت فيها آيرلندا بأكبر عدد من اللاعبين دفعت الثمن بهجمة مرتدة كلفتها الهدف الثاني في الدقيقة الثامنة من الشوط الثاني، وسجل كاسانو مرة أخرى من مناورة قام بها دي روسي وأكويلاني، محور روما السابق. وبخصوص روما، فقد حيا كاسانو الجماهير ليترك مساحة لأوسفالدو. وفي النهاية، تحديدا عند الدقيقة 29، سجل ماكاولي في مرمى فريقه بطريق الخطأ الهدف الثالث، بينما نزل الحارس دي سانكتيس، ابن إقليم أبروتزو، واكتملت الفرحة، بمشاعر رائعة، حيث التصفيق ورفع الأعلام. من كان ليقول، بعد مونديال جنوب أفريقيا، أن وصول المنتخب الإيطالي إلى أمم أوروبا سيكون سهلا وفي الواقع، ممتع هكذا؟ «إما التحديث وإما الموت»، هكذا كان ينشد شاعر بسكارا، ليس زيمان، مدرب فريق المدينة، وإنما غابرييلي دانونزيو. وقد قام برانديللي بذلك.