كاسانو: أنا مرهق من الروتين والجدل.. وسأعتزل بعد 3 سنوات

قال إن برانديللي أعاد إليه الثقة.. وبوفون وصفه بـ«تلميذ» يحتاج لرعاية

TT

من إنجاز إلى آخر أو من تصرف جنوني فعله إلى آخر. هكذا هو أنطونيو كاسانو، إما عبقري أو مجنون، فإما أن يجعلك تفرك عينيك من عدم التصديق، أو يجعلك تضع يديك على رأسك من الحزن، وإما أن يصمت اللاعب لشهور، وإما أن يتكلم بكثرة مثلما حدث أول من أمس أمام منتخب آيرلندا الشمالية في بسكارا، وإما أن يحب اللاعب الاستمرار في كرة القدم أو يصرح بأنه يفضل الاعتزال، كما قال أنطونيو: «أتمنى أن أجد الاستمرارية مع المنتخب الإيطالي، وأن ألعب ثلاثة أعوام كحد أقصى، وأن أبلي حسنا في البطولات الأوروبية والعالمية، وبعدها أرغب في التوقف عن لعب كرة القدم في النهاية، وأكون أبا لطفلين أو ثلاثة آخرين، وأستمتع بالحياة العائلية. وبعيدا عن عالم كرة القدم، لا أعرف فعل شيء آخر، ماذا سأفعل بعدها؟ هل سأكون معلقا رياضيا؟ هل أتعرض لضغط؟ فلنقل إنني الآن مرهق قليلا من الروتين، ومنذ 13 عام ونصف كل ما أفعله يسبب مشكلة. إذن، عند بلوغي 32 أو 33 عاما، سأعتزل، وأنهي مسيرتي كلاعب».

الفضل يعود إلى برانديللي: هكذا هو كاسانو، فإما أن تقبله أو تتركه. ولن يتركه الحارس بوفون، حيث قال: «يريد الاعتزال بعد ثلاث سنوات؟ كاسانو يفصح عما يجول بداخله بشكل لحظي، وعليه أن يعرف أنه يدين بعرفان الجميل، وطالما أنه يستطيع إمتاع الناس فعليه أن يستمر في اللعب». وقد استدعاه برانديللي كذلك للعب في المنتخب، وأنطونيو يعلم الآن لمن يتعين عليه توجيه كلمة الشكر، قائلا: «إذا كنت قد عدت إلى أدائي الجيد مرة أخرى، فالفضل يرجع إلى المدرب الذي تكلمت معه في اللحظات الأكثر صعوبة التي مرت بي قبل مواجهة إسبانيا، عندما قالوا لي إنني أصبحت بدينا، ولقد أعاد لي الثقة، وكانت هي الدفعة للانطلاق مع فريق الميلان». وقد شهد برانديللي تقدم كاسانو في بداية توليه تدريب المنتخب، وتركه أنطونيو في الطريق للتأهل إلى بطولة أمم أوروبا خلال 13 شهرا، منذ آخر هدف أحرزه كاسانو في أول مباراة في تصفيات التأهل لأمم أوروبا أمام منتخب أستونيا بنتيجة 2-1، في الثالث من شهر سبتمبر (أيلول) 2010 (أول مباراة للمنتخب منذ تولي برانديللي تدريب المنتخب)، حتى مباراة أول من أمس، أي من الألف للياء في مسيرة المنتخب نحو التأهل لبطولة أمم أوروبا التي نشأت واستمرت منذ تولى برانديللي تدريب المنتخب.

أول ثنائية: وإذا ما تولى برانديللي أمرا ما فإنه يستمر فيه حتى النهاية، وقد لعب كاسانو 13 مباراة مع المنتخب كلاعب أساسي، وصرح قائلا: «لا تطلقوا علي النقطة المرجعية للفريق، لأن من حقق الفوز بكل شيء هم بوفون وبيرلو ودي روسي». وقد أحرز المنتخب ستة أهداف، شارك في تسجيلها كاسانو تحت توجيه المدرب برانديللي (هدفين أمام منتخب أستونيا، واثنين آخرين في مباراتي الذهاب والعودة أمام منتخب جزر الفارو، وثنائية أول من أمس التي أحرزها كاسانو لأول مرة في مباريات المنتخب الإيطالي أمام منتخب آيرلندا الشمالية)، ولأنه أحرزها في مباراة ودية لم يهتم بها كثيرا. ولم يدخر برانديللي شيئا عن المهاجم ما بين الملاطفة واللوم الكبير وما بين الثقة والإنذار الذي أطلقه يوم الاثنين بعد ما قاله أباتي: «يكفي تصرفات جنونية من كاسانو».

مهرج منذ البداية: لقد صرح بوفون قائلا: «إذا كنا نحن فصلا مدرسيا، فكاسانو هو التلميذ الذي يحتاج إلى رعاية، حيث يدخل ويخرج من الفصل من حين لآخر، بينما نمضي قدما في الدروس». كما صرح كاسانو أيضا، قائلا: «في الحقيقة، أنا مهرج منذ البداية، فإني أخطئ بنسبة 70 في المائة، ولكن عندما أكون على صواب يقول الصحافيون لي إني أخطأت. ومن ثم، سيستمر بالوتيللي لعشر سنوات أخرى وهو لاعب جيد»، وما يثير الضحك أنه ارتكب أيضا تصرفا أحمق في مباراة أول من أمس، ولكنها لم تكن من النوع الذي يفعله عندما يزعجه أحد في الملعب، ولكن من النوع الذي صنعه عندما كان يركل الكرة، مثل تلك التي حدثت في الكرة العرضية للاعب دي روسي.

مثل توتي وأكثر من إبراهيموفيتش: نكمل أو نترك الاستاد في هذه المرة، حيث وقف الجميع عندما خرج برانديللي والمنتخب الإيطالي بعد تسجيل الهدف الثامن والتاسع للآزوري. ويعتبر كاسانو الآن في نفس مكانة بونينسينا، مهاجم الإنتر السابق، وبيرلو وصديقه توتي. وقد احتل مكانة أكبر بين الهدافين في تصفيات أمم أوروبا أكثر من صديقه الآخر إبراهيموفيتش، ومن يدري لعل الدور يأتي على أنطونيو كاسانو ليوضح أنه لا يشعر بالراحة بسبب لعبه كرة القدم، ذلك الشعور الذي يعرفه كاسانو أيضا، وقد لا يحدث ذلك إلا بعد مرور ثلاث سنوات أخرى على الأقل.