توتي قائد فريق روما يغيب عن ديربي العاصمة الإيطالية بسبب الإصابة

الألماني كلوزة مهاجم لاتسيو يواجه خطرا كبيرا قبل مواجهة الأحد العاصفة

TT

ماذا يعني ديربي مدينة روما الإيطالية دون وجود توتي داخل الملعب؟ ضمان الفوز، ولكن لفريق روما، هكذا تردد بنية سيئة جماهير لاتسيو التي تضيف أيضا «أنه ليس لاعبا حاسما على الإطلاق»، بل أحد أسلحة روما الحاسمة القديمة، غير أنه مع مرور الزمن لم يعد مفيدا. ولكن إذا نظرتم إلى لقاء الديربي الأخير الذي أقيم يوم 13 مارس (آذار) الماضي (الذي شهد الفوز الخامس على التوالي لروما في مباريات ديربي العاصمة)، سنجد أنه انتهى بثنائية نظيفة حملت توقيع توتي. وقال آنذاك معلق شبكة الـ«بي بي سي»: «ملك فريق روما لا يموت أبدا». وحينها شعرت جماهير لاتسيو بالاكتئاب. ماذا يعني، إذن لقاء الديربي دون وجود الرمز الخاص به داخل الملعب وهو الذي خاض حتى الآن 33 لقاء ديربي بشكل عام، وليس هناك لاعب آخر يعادله في هذا الرقم؟ إنه يعني فراغا كبيرا وإحساسا غير مرغوب فيه بافتقاد شيء ما. وهذا ما أكد عليه أيضا الوافد الجديد لصفوف روما اللاعب بويان: «لأن توتي لاعب ظاهرة أصابني شخصيا بالدهشة، فلقد التحق بنادي روما عام 1989، قبل حتى أن أصل أنا إلى الدنيا! إنه بمثابة نقطة مرجعية للفريق، فهو لاعب ذو شخصية ولا يمكن تصديق مدى الحب الذي يحظى به من قبل الناس الذين يحملون في قلوبهم توتي وروما على قدم المساواة».

ولهذا السبب ستكون مباراة الديربي المقبلة، كالسابقة التي شهدت غياب توتي عن مثل هذا التحدي، معاناة بالنسبة إليه؛ فقائد روما لن يشارك في مباراة الأحد المقبل. وإلى هذا الحد، رغم انتظار النتيجة الرسمية للموجات فوق الصوتية التي سيخضع لها اللاعب، تبدو واضحة، بالفعل، احتمالية إزالة صيغة «في حال عدم حدوث معجزات» التي دائما ما صاحبت ليالي عذاب توتي. «هل سيشارك توتي في تحدي الديربي القادم؟ هل سيفعلها؟ إنه يود ذلك». كلها عبارات تتسم بالحذر ولكن من قبل رجال الصحافة الرياضية في إيطاليا. ولكن هذه المرة الحذر اختيار إجباري أمام توتي، فليس هناك نفع من التعرض لخطر الإصابة بتمزق أكثر خطورة وحينها لا تكون هناك فائدة من البكاء على اللبن المسكوب.

كان يمكن تجنبها: إن الكدمة التي يعاني منها توتي في فخذه الأيمن، والتي اتضحت الآن، كانت ملحوظة وهو الأمر الذي يضع الشكوك حول إمكانية مشاركة قائد روما في مباراة باليرمو أيضا إقامتها يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. أما باقي الأمر، فقد خرج توتي أول من أمس من صالة العلاج الطبيعي ولكن من أجل النزول إلى حمام السباحة، وقد تدرب توتي داخل الماء بمفرده ولم يذهب، بالفعل، إلى الملعب. ولكن كيف يمكن لنا التأمل في رؤيته داخل الملعب الأولمبي يوم الأحد؟ لعل هذه المرة تكون درسا قيما يستفيد منه توتي نظرا لأن هذه الكدمة كان يمكن أن يتم تجنبها. فقد كانت هناك علامات كثيرة، أكثر من واحدة. وكذلك أيضا الإصابة التي تعرض لها في فترة الإعداد الصيفي. صحيح لم يتم تجاهلها ولكن ربما تم التعامل معها بطريقة مختلفة، وفي ظل تأكد غياب توتي عن لقاء الديربي من الصعب للغاية علينا القول إن قائد روما كان جديرا بالثناء خلال الأشهر الحالية؛ فقد ارتضى باللعب بعيدا عن المرمى وعند الضرورة كان يقوم أيضا بدور لاعب الوسط واستطاع أن يقدم أداء عاليا للغاية خلال تلك الفترة. كيف يمكن إذن اتهامه بالإفراط في الجهد أثناء العمل؟

الخوف: وفي غضون ذلك ستحاول جماهير روما أن تعزي نفسها بأي لاعب آخر في الفريق. ولكن من الصعب أن يكون هذا اللاعب لاميلا الذي كتب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قائلا: «ولكن أود أن أنطلق في مسيرتي مع فريق روما..». بينما يبدو أكثر سهولة أن يصبح الإسباني بويان هو عزاء عشاق روما. وقد صرح المهاجم الإسباني بصدد ديربي العاصمة قائلا: «لقد أدركت هنا أن هذا التحدي الكبير يفوق حتى ديربي برشلونة وريال مدريد. وأنا حريص بقوة على الفوز به حتى يتيسر لي القول إنني أيضا فزت به». لعل جماهير لاتسيو الآن تعيش لحظات من الرعب؛ ففي التسعة لقاءات للديربي التي لم يشارك فيها توتي مع فريقه لم يخسر روما أبدا، بل حقق الفوز في الثلاث مباريات التي كان فيها لاتسيو صاحب الأرض. صدقت جماهير لاتسيو: توتي، سواء داخل الملعب أو خارجه، هو ضمان لفريقه.

وعلى صعيد فريق لاتسيو، بدأت تلك الركبة تثير المخاوف الآن، فقد غادر المهاجم ميروسلاف كلوزة، معسكر المنتخب الألماني من أجل العودة إلى إيطاليا. ومن المفترض أن تخضع تلك الركبة اليسرى، والتي لا تكف عن التسبب في ألم له، في الساعات المقبلة لفحص أعضاء الطاقم الطبي للاتسيو، في فورميولا، حيث يوجد حيث المركز الرياضي الخاص بالفريق. كانت تبدو الإصابة التواء خفيفا، والذي عولج منه في فلورنسا، لكن مع مرور الأيام تبدو أكثر خطورة من المتوقع، لدرجة أنها تضع مشاركة اللاعب الألماني في الديربي أمام روما في مهب الريح.

العودة المبكرة: إن غياب الهداف عن مباراة ألمانيا - بلجيكا في دوسلدورف كان متوقعا، والذي أعلن ذلك هو المدير الفني لوف نفسه خلال الأيام الماضية، ولكن كان يبدو هذا مجرد تحرك احترازي أكثر من أي شيء آخر، نظرا لأن مباراة بلجيكا كانت أكثر من لقاء ودي، بعد تأكد تأهل المنتخب الألماني إلى يورو 2012. وعلى العكس، وبشكل واضح، فإن المشكلة أكثر خطورة قليلا، لدرجة أن كلوزة، على الرغم من استباقه العودة إلى إيطاليا لتخطيط جدول التأهيل، تخلى عن الحضور في تسلم الجائزة التي يحرص عليها كثيرا، تلك التي خصصها الاتحاد الأوروبي للاعبين الدوليين الذين خاضوا 100 وأكثر مشاركة (هو حصد منها 112 مشاركة مع الماكينات الألمانية)، وكانت لتسلم له قبل مباراة دوسلدورف. إنه تنازل مؤلم، لكن كلوزة حريص جدا على الديربي، وقد شرحوا له مدى أهمية هذه المباراة بالنسبة لجماهير لاتسيو وسيفعل كل ما بوسعه من أجل الوجود.

تذاكر جديدة: إلى ذلك، هناك خبر سعيد بالنسبة لفريق لاتسيو، فقد منح مسؤول الشرطة في العاصمة روما نسبة مقاعد أكثر استثنائية في مدرجات الملعب الأولمبي لمباراة الأحد. وعلاوة على حاملي الاشتراكات الموسمية ومالكي بطاقة المشجع (وكلاهما من أنصار لاتسيو)، يمكن الدخول في هذا القطاع أيضا للسيدات ومن دون 14 عاما، شريطة أن يكونوا مشجعين للاتسيو، لكن بشكل مختلف عن الآخرين، أيضا حاملي بطاقة المشجع وهكذا ستكون مدرجات لاتسيو أقل فراغا قليلا.