مؤشرات المنتخبات العربية «آسيويا» محبطة.. والأردن يغرد وحيدا

الأخضر يتقدم ببطء.. وانهيار بحريني أمام إيران.. وعودة قطر والعراق للواجهة

TT

انتظرت المنتخبات العربية في القارة الآسيوية انطلاق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة في البرازيل عام 2014 لتقديم أفضل ما لديها وتأكيد قدرتها على التأهل إلى المونديال، لكن المؤشرات بعد الجولة الثالثة من الدور الثالث لا تبدو مشجعة على الإطلاق، باستثناء إنجاز للأردن حتى الآن قد يضمن له الحضور في الدور الحاسم.

المشهد مختلف بين منتخب وآخر، لكن ثلاث جولات كافية جدا لكشف مكامن القوة التي يمكن البناء عليها لرفع سقف الطموح أو لا، والنتيجة أن المستويات كانت غير مستقرة، حتى من المنتخبات المعول عليها للعب دور بارز في الدورين الأخيرين من التصفيات، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول قدرة هذه المنتخبات على المضي قدما أو حتى الظهور بصورة جيدة في النهائيات في حال نجحت في التأهل إليها.

وحده منتخب الأردن خرق هذا الجو التشاؤمي بالنسبة إلى المنتخبات العربية في القارة الآسيوية، إذ جمع العلامة الكاملة حتى الآن برصيد تسع نقاط من ثلاثة انتصارات على العراق في أربيل 2 - صفر، والصين في عمان 2 - 1، وأول من أمس على سنغافورة في عقر دارها 3 - صفر، ضمن منافسات المجموعة الأولى.

آتت نتائج المنتخب الأردني في كأس آسيا بالدوحة مطلع العام الحالي ثمارها، إذ كان وصل إلى ربع النهائي فيها قبل أن يخسر بصعوبة أمام أوزبكستان 1 - 2.

عمل المدرب العراقي عدنان حمد على تحسين بعض الجوانب المهارية والتكتيكية والبدنية في المنتخب الأردني، فأضيفت هذه العوامل إلى الانضباط التكتيكي والحماسة اللافتة للاعبين، ونتج عنها تسع نقاط وضعت المنتخب على مشارف الدور الرابع والحاسم من التصفيات. عدنان حمد كان واضحا بقوله إن هدف فريقه بلوغ الدور الحاسم أولا، ثم التخطيط لبلوغ النهائيات. وقال حمد: «اعتدنا في المنتخب الأردني على السير خطوة خطوة، هدفنا الآن التأهل للدور النهائي، وعلينا أن ننتزع إحدى بطاقتي الترشح، ونحن أمام فرصة مثالية يجب أن نستغلها».

وكشف: «إذا نجحنا في التأهل سنرفع من جهوزيتنا على كل الأصعدة، وندخل التصفيات النهائية بهدف مشروع وهو التأهل المباشر لنهائيات كأس العالم. يجب أن لا نخشى من رفع سقف الطموحات، صحيح أن هذا الدور سيشهد وجود أكبر المنتخبات الآسيوية التي سبق لها اللعب في نهائيات كأس العالم».

وأوضح: «يجب أن نعلم جيدا أن خوض الدور الحاسم بوجود منتخبات لها تاريخها، واسمها لا يعني البتة أن نسلم الراية قبل أن نواجهها، بل علينا العمل بقوة أكبر ونسعى وراء هدفنا لنسعد الأردن بأسره».

الفرصة سانحة لمنتخب عربي آخر للتأهل إلى الدور الحاسم عن المجموعة الأولى، وهو المنتخب العراقي الذي استعاد توازنه بعد صدمة البداية بخسارته على أرضه أمام الأردن صفر - 2، حيث حقق فوزين على سنغافورة 2 - صفر في الجولة الثانية، وأمس على الصين في عقر دارها 1 - صفر، وهو الفوز الذي قد يكون حاسما في بلوغه الدور النهائي من التصفيات.

لم يسبق للأردن أن شارك في نهائيات كأس العالم، لكن العراق ذاق طعم الحضور في هذا المحفل العالمي عام 1986 في مكسيكو، حين كان مدربه الحالي البرازيلي زيكو يدافع عن ألوان منتخب بلاده.

المجموعة الثانية تضم ثلاثة منتخبات عربية كان من المنطقي حصر المنافسة بينها على بطاقة لمرافقة منتخب كوريا الجنوبية القوي إلى الدور النهائي نظرا لخبرته الطويلة في المشاركة في النهائيات العالمية.

اتجهت الأنظار إلى المنتخب الإماراتي الذي يضم أكثر من عشرة لاعبين من المنتخب الأولمبي الذي حقق إنجازات لافتة كفضية أسياد غوانغجو 2010، وذهبية بطولة الخليج الأولمبية في العام ذاته، فضلا عن إحراز هؤلاء اللاعبين مع منتخب الشباب بطولة آسيا والتأهل إلى ربع نهائي بطولة العالم للشباب في مصر عام 2009.

كان سقف الطموحات الإماراتية مرتفعا، بإمكان هذا الجيل تكرار إنجاز جيل عدنان الطلياني ورفاقه حين تأهلوا إلى مونديال إيطاليا 1982، لكن صدمة البداية كانت كافية لإحباط العزيمة بعد الخسارة أمام الكويت في العين 2 - 3. نفض الإماراتيون غبار الهزيمة على أرضهم وتوجهوا إلى لبنان العائد منتخبه من سيول بخسارة بسداسية نظيفة أمام كوريا الجنوبية، أملا في إظهار قدراتهم الحقيقية وتقديم المستوى المتوقع منهم، لكن الصدمة الثانية كانت قاتلة بخسارة أمام لبنان بهدف مقابل ثلاثة أهداف.

دفع المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش الثمن عشية الخسارة أمام لبنان، وأسندت المهمة لاحقا إلى عبد الله مسفر الذي حاول رفع معنويات اللاعبين قبل المواجهة الصعبة أمام كوريا الجنوبية، كانت نتيجة الخسارة أمس الأقل وقعا بين الجولات الثلاث حتى الآن، لكن توقيتها بعد خسارتين غير متوقعتين حجب التحسن الملحوظ على أداء «الأبيض» الذي بات خارج دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة من الناحية النظرية.

«الأزرق» الكويتي بطل «خليجي 20» في اليمن والخارج من الدور الأول في كأس آسيا الأخيرة انطلق بشكل جيد بفوز مهم على الإمارات 3 - 2 وتعادل مع كوريا الجنوبية في الكويت 1 - 1، وكان يتوقع العودة من بيروت بثلاث نقاط تعزز فرصه كثيرا في التأهل، لكن النتيجة انتهت 2 - 2، علما بأن الكويت فاز على لبنان بستة أهداف نظيفة في مباراة ودية قبل نحو ثلاثة أشهر.

المنتخب اللبناني محا خيبة الجولة الأولى بفوز تاريخي على الإمارات 3 - 1 وتعادل مع الكويت 2 - 2، مع أنه كان في طريقه إلى الفوز لولا هدف سجل عن طريق الخطأ عبر محمد باقر يونس في اللحظات الحرجة. لم يرشح أحد المنتخب اللبناني بطبيعة الحال للمنافسة على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم، لكنه حقق إنجازا مهما، بعيدا عن مشوار التصفيات، يتمثل في إعادة الحياة إلى الملاعب، إذ حظيت المباراة أمس بتشجيع أكثر من ثلاثين ألف متفرج، وهي خطوة قد تعيد الجمهور إلى ملاعب المنافسات المحلية وتحفز اللاعبين على العطاء أكثر.

المنتخب السعودي الذي كان يعرف الطريق إلى نهائيات كأس العالم عن ظهر قلب لا يزال عاجزا عن استعادة أمجاده، وقد تحول من مارد تخشاه المنتخبات الآسيوية إلى منتخب عادي يحتاج إلى سنوات لبناء جيل جديد.

مثل «الأخضر» عرب آسيا في نهائيات كأس العالم أعوام 1994 في الولايات المتحدة (بلغ الدور الثاني)، و1998 في فرنسا، و2002 في كوريا الجنوبية واليابان، و2006 في ألمانيا، لكنه فشل في تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 بسقوطه أمام البحرين في الملحق الآسيوي. يتولى المدرب الشهير الهولندي فرانك ريكارد مهمة الإشراف الفني على المنتخب السعودي منذ انطلاق منافسات الدور الثالث، لكن لمساته لم تظهر بعد، كما أن غياب المواهب السعودية التي صالت وجالت خليجيا وآسيويا و«موندياليا» لم يساعد على تقديم المطلوب، فتعادل «الأخضر» مع عمان صفر - صفر وخسر أمام أستراليا 1 - 3، وعاد من بانكوك بتعادل سلبي مع تايلاند.

لم يقدم المنتخب السعودي حتى الآن ما يشفع له بالدخول بقوة في دائرة الترشيحات لنيل إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الحاسم، أو ربما التأهل لاحقا إلى نهائيات كأس العالم، وتبقى أمامه ثلاث جولات لاستعادة زمام المبادرة.

منتخب عمان فاجأ الجميع باستسلامه في الجولات الثلاث الأولى التي جمع فيها نقطة واحدة بتعادله مع السعودية، إذ لقي بعدها خسارتين ثقيلتين أمام تايلاند وأستراليا بنتيجة واحدة صفر - 3. هدمت الجولة الثالثة كل ما بناه المنتخب البحريني من رصيد في تصفيات كأس العالم حتى الآن، فبعد أن فرض نفسه مرشحا للتأهل إلى النهائيات في مناسبتين، لقي صفعة قوية أمام إيران بخسارة ثقيلة بسداسية نظيفة، علما بأن «الأحمر» لعب منذ الدقيقة الثانية بعشرة لاعبين.

منتخب البحرين كان قريبا من التأهل مرتين، في تصفيات مونديال ألمانيا 2006 حين اجتاز أوزبكستان في الملحق الآسيوي قبل أن يتوقف مشواره في ملحق آخر مع ترينيداد وتوباغو من الكونكاكاف، وفي تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين تخطت السعودية في الملحق الآسيوي وخرجت أمام نيوزيلندا في ملحق آسيا - أوقيانيا.

التنافس سيكون قويا بين البحرين وقطر على البطاقة الثانية للمجموعة الخامسة، على اعتبار أن إيران أكدت أنها ماضية بقوة نحو انتزاع صدارة المجموعة.

«العنابي» انتظر بدوره الجولة الثالثة لتحقيق فوزه الأول، وجاء على مضيفه الإندونيسي بصعوبة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بعد أن تعادل مع البحرين صفر - صفر وإيران 1 - 1.

ستكشف الجولات الثلاث المتبقية من الدور الثالث مدى تصميم «العنابي» على عدم التفريط في النقاط، والرغبة البحرينية في تكرار محاولتي 2002 و2006.