دفاع الميلان يستعيد خدمات جواهره الثمينة.. وروبينهو يشارك أمام باليرمو

الشعراوي «المذهل» قام بعمل خارق في ظل الطوارئ التي شهدها فريق أليغري

TT

من أجل تبرير عشاق كرة القدم، هناك الأعذار والأسباب الموضوعية، وغالبا ما تأتي الأخيرة في المقام الأول وتنتهي بأن تصير اعتذارات، بينما، أحيانا أخرى، تبقى في حجمها الطبيعي وتكون مفيدة - على الأقل بشكل جزئي - لشرح الصعوبات. وعلى سبيل المثال، يعترف أليغري في الفترة الأخيرة أن الفريق يسير على نحو سيئ ولا يمتلك الدخول السليم إلى المباريات، وبالتالي، فإنه يفرغ الملعب من الأعذار، إلا أنه يبرز أيضا سبب موضوعي الذي كان عاملا مشتركا في خمس نقاط فقط حققها الفريق في خمس مباريات، وهو أن اللاعبين هم ذاتهم دائما. وليس بالتأكيد لأسباب فنية، على الرغم من أن مدرب الميلان ليس بالفطرة ممن يحبذون المبادلة الفنية بين اللاعبين. ولا يمكن أن يسد فراغات فريق مطلوب منه الفوز محليا وأوروبيا بلاعبين شبان بصورة مفاجئة، ولا حتى يمكنه تغيير طبيعة المراكز لتيسير الدخول من على مقعد البدلاء. وكان الحل هو الإمساك جيدا بما لديه من لاعبين «أصحاء» متاحين وتمني عدم تعرض أي منهم للإصابة، على أمل أن يتماثل المصابون للشفاء في أقرب وقت ممكن.

مثلما كان متوقعا، بعد سبع مباريات، خمس في الدوري واثنتان في دوري أبطال أوروبا، بات الفارق بين اللاعبين المتاحين وبقية الفريق كبيرا. وباستثناء حارس المرمى، فهناك سبعة لاعبين تم استدعاؤهم إلى الآن في الصعوبات كافة التي واجهها الفريق. وبالطبع إن شهرا واحدا فقط، مع اللعب كل ثلاثة أيام، قد يكون كافيا لانتزاع النضارة واللمعان في الأداء. واللاعبون السبعة المتفانون، وفقا لعدد الدقائق التي خاضوها، هم: تياغو سيلفا (360 دقيقة)، فان بوميل، وكاسانو، ونوتشيرينو، وأباتي، ونيستا، وسيدورف (521).

كما هو ملاحظ، علاوة على الدقائق في حد ذاتها، فإن هذه الأسماء تحمل معها إشكاليات أخرى، خاصة في حالة التوظيف باستمرارية هكذا. ولنقل إن من يفلت منهم هما فقط تياغو سيلفا وأباتي، واللذان من الطبيعي والجائز أن نطلب منهما اللعب بصورة متلاحقة. الأمر ذاته ليس من المفترض أن يحدث مع فان بوميل ونيستا وسيدورف، وأعمارهم على التوالي 34 و35 و35 أيضا. وليس من المفترض أن يحدث ولا حتى مع كاسانو، البالغ من العمر 29 عاما، إلا أنه لا يملك القدرة البدنية للعب ثلاث مباريات في الأسبوع. أما بالنسبة لنوتشيرينو فلا مشكلة بالنسبة لمسألة السن، وإنما المشكلة تتعلق «بخبرته القليلة»، مع الميلان. حالة الطوارئ التي يشهدها الفريق اضطرت أليغري إلى أن يلقي بلاعب باليرمو السابق في معترك المباريات، ولا يمكن المطالبة بتأقلم سريع كالبرق، خاصة أمام خصوم مثل برشلونة ولاتسيو ونابولي ويوفنتوس.

إذن، الميلان أشبه بالعربة التي يجرها سبعة رجال، ومن تحتهم هناك هوة كبيرة.. إصابات ولاعبون غير جاهزين للتوظيف قد أحدثوا فراغا ملحوظا في الفريق مقارنة بالمجموعة سالفة الذكر من الصامدين. يكفي التفكير أن ثامن أكثر لاعب توظيفا في الميلان هو تحديد زامبروتا، وقد كان في الملعب لمدة 303 دقائق. أي 218 دقيقة أقل من نيستا وسيدورف، اللذين يأتيان في المركز السابع في الترتيب، و327 دقيقة بالتمام والكمال من اللاعب صاحب المشاركة السوبر، تياغو سيلفا. مما يعني أن هناك بونا شاسعا يساوي ما بين مباراتين ونصف المباراة إلى ثلاث مباريات ونصف أقل، وهو كثير جدا بالنسبة لإجمالي سبعة لاعبين. بينما يظهر باقي لاعبي الميلان أكثر ابتعادا، ومن بعد زامبروتا هناك إيمانويلسون (283 دقيقة)، وإبراهيموفيتش (270) وأكويلاني (269). الشيء اللافت هذا الموسم هو غياب مجموعة اللاعبين أصحاب خوض ما بين 400 و500 دقيقة، الذي كان يتضمن أربعة لاعبين بعد 7 مباريات في الموسم الماضي. إذن، التوقف الحالي للدوري يمنح الميلان بعض القطع الثمينة، وهي لحظة رفع عدد دقائق اللعب بالنسبة لآخرين.

من جهة أخرى، لا بد أن تأتي اللحظة التي يعود فيها إبراهيموفيتش ليكون مثل أي لاعب وسط في الفريق، وإلى وقتنا هذا، لا يزال هو من تسلط عليه أنظار مراقبي المركز الرياضي للميلان، حيث تتم متابعة كيفية دخوله إلى تقسيمات الفريق خلال المران، كما يشار إلى عدد الابتسامات خلال التدريب. لكن المران لا يقول شيئا أكثر مما ليس معروفا من قبل، فدائما ما كان اللاعب السويدي مهنيا في عمله اليومي، كما أن عدم راحته الكروية والحياتية لا تؤثر على أدائه طوال الأسبوع. الخلاصة هي أنه قام بما يؤجر عليه جيدا جدا. كما أن زملاءه لم يقوموا بالتحقيق معه ليفهموا أسباب شعوره بالضيق وهو يستعد لمباراة باليرمو بعد غد الأحد كالمعتاد، وستكون المواجهة هي الاختبار الحقيقي للتعرف على حالته المزاجية.

في ميلانيللو، حيث معسكر الفريق الدائم، يشق التفاؤل طريقه، لأن توقف الدوري سيعيد بعض اللاعبين المهمين لأليغري، وعلى رأسهم روبينهو الذي تدرب مع الفريق، ومن ثم فهو مرشح بقوة لارتداء قميص أساسي ليحل محل بواتينغ الموقوف. كما يمكن اعتبار ميكسيس قد تعافى تماما وأنطونيني أيضا استأنف التدريب. بينما يخضع باتو وأباتي للتدريبات البدنية في صالة الحديد، ولن يكونا متاحين أيضا غدا. إلى ذلك، فقد تم إنهاء الأمر تقريبا بالنسبة للاعب كريستيان نورغارد، مواليد 1994، لاعب وسط فريق لينغبي الدنماركي.

ثمة اكتشافات جيدة في الميلان، تتمثل في المدافع الفرنسي ميكسيس الذي يتجول في المعلب ذهابا وإيابا دون مشكلات، وتسجيل الشعراوي هدفا بمرونة، وعودة روبينهو كصانع ألعاب. ويجد أليغري أكثر من سبب ليأمل في أن يستعيد الميلان أداءه الجيد أمام باليرمو. ويعد الخبر الأكثر أهمية في الوقت الحالي هو الشفاء التام للمدافع الفرنسي الذي تم أيضا إدراجه، وسط العديد من الجدل، في قائمة الفريق الدولية التي ستخوض دوري الأبطال.

الوفرة: لقد باتت حالة ميكسيس البدنية جيدة، فقد أبلى بلاء جيدا في المران، وفي التدريبات التكنيكية وفي التقسيمة أمام لاعبي فريق الناشئين بالنادي كان أحد أفضل اللاعبين، إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق. وكان أداء نيستا أيضا رائعا للغاية، وكان اللاعب قد تعرض للإصابة في نهاية لقاء الميلان أمام اليوفي، ولكنه استعاد نشاطه خلال فترة التوقف. إن وجود لاعبين قلب دفاع بهذا المستوى يجعل هناك إمكانية وجود بديل لفان بوميل حيث ربما يلعب تياغو سيلفا أحيانا في وسط الملعب. ولكن المدافع البرازيلي لم يحضر التدريبات (لا يزال موجودا مع منتخب بلاده). وبالنظر إلى الإحصاءات، نجد أن ميكسيس كان يتقدم من حين لآخر نحو خط الوسط. وهذا الأمر ليس له دلالة خاصة نظرا لأن الفريق كان يلعب بثمانية أو تسعة لاعبين، ولكن في عقل المدرب أليغري تتطور بعض التجديدات. وثمة تجديد آخر يظهر في احتمالية الدفع بسيدروف في مركز صانع الألعاب، الأمر الذي سيرحب به اللاعب الهولندي، وربما يسمح بتطبيق مبدأ تبادل الأدوار مع الهولندي الآخر فان بوميل، الذي وجد دائما في الملعب خلال هذه الأسابيع مع فريق الميلان وكذلك مع منتخبه.

نضارة: هناك الحاجة لتغيير شيء ما في الميلان، ويمكن للشعراوي أن يضفي لمساته الأخيرة على العملية. فأليغري سعيد للغاية من التطورات التي يحققها ستيفان، ولكنه لم يفصح عن ذلك كي لا يضع اللاعب الشاب تحت الكثير من الضغط، بيد أن تصريحا صغيرا قد أفلت من مدرب الميلان قال فيه: «إن اللاعب يتحسن بشكل جيد» وهو ما يعني الكثير. وسيتوفر في مستقبل الميلان جرعات قوة نابعة من ميكسيس والشعراوي. وربما سيصبح الندم على عدم الانضمام إلى القائمة الدولية أقل وطأة على الفرعون المصري.