إيتو يعرض العودة إلى الإنتر.. وأنزهي الروسي يرى الأمر مستحيلا

فورلان يواجه خطر الغياب لمدة شهر بسبب إصابته مع منتخب الأوروغواي

TT

من كان يعتقد أن انتقال صامويل إيتو، لاعب فريق الإنتر السابق وأنزهي الروسي حاليا، قد كان مفيدا؟ فالبعض يراه مرتزقا نزع من على جسده جلد الإنتر من أجل الذهاب لتقاضي ضعف الراتب في الضاحية البعيدة لكرة القدم المهمة. فبعدما عاد إلى ميلانو، خلال توقف الدوريات لمباريات المنتخبات، وبمجرد انتقال المهاجم البالغ من العمر 30 عاما إلى نادي أنزهي ماخاشكالا خطرت بباله فكرة مجنونة، وهي العودة إلى الإنتر على سبيل الإعارة في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) المقبلين، وهما الشهران اللذان تسمح له سوق الانتقالات فيهما بذلك حيث يكون الدوري الروسي حينها في بيات شتوي. وقد يكون إيتو جاهزا لذلك، أيضا نظرا لأن المنتخب الكاميروني لم يتأهل إلى أمم أفريقيا، بسبب ركلة جزاء أخطأها صامويل نفسه أمام السنغال. فكرة مجنونة: وهكذا، اتصل الهداف القادر على تسجيل 37 هدفا في الموسم الأخير، بماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، لمعرفة إذا كانت «الفكرة المجنونة» تروق للنادي الإيطالي أيضا أم لا. وبالنسبة للنادي الواقع في كورسو فيتوريو إيمانويلي بميلانو، من الممكن أن تخلق هذه الفرضية، التي ينفيها بالطبع، مشكلة فنية وأخرى اقتصادية. الأولى قد تتعلق بمسألة كيفية تقبل الخمسة مهاجمين الآخرين في الفريق لمسألة عودة لاعب «خارجي»، الذي في الواقع سيكون له مكانه المؤكد.

خطر الإصابة: لكن إذا كان ممكنا إبعاد أنانيات كثيرة أمام فكرة استعادة نجم فذ، فإن المشكلة الحقيقية قد تتعلق بالأموال، فإيتو قد يعود مجانا أيضا (فأنزهي يدفع له راتبه على أي حال)، إلا أن النادي الروسي استثمر عليه ملايين يورو كثيرة، 27 مليونا للبطاقة الدولية و20 مليونا صافية سنويا ولمدة ثلاثة مواسم. كما يتعين إظهار مسألة أن الملياردير الروسي كريموف، رئيس النادي، قد يتقبل خطر احتمالية تعرض لاعبه الكاميروني للإصابة بخوض بطولة دوري قوية جدا، مثل تلك الإيطالية، هذا لأن التدرب في بنيتينا شيء، والمشاركة في مباريات حقيقية شيء آخر. وهنا قد يتم طرح مسائل حساسة تتعلق بشروط تأمينية، وربما ينفرج الموقف فقط إذا ما تحدث رئيسا الناديين معا أو مسؤولاهما التنفيذيان، أو بالأحرى ماركو برانكا وجيرمان تكاشينكو.

على مستوى اللائحة، فإن الإعارة قد تكون ممكنة لأن سوق الانتقالات الروسية تفتح أبوابها في بداية يناير (كانون الثاني)، لينتهي في الثالث من مارس (آذار)، وهو اليوم الذي تُستأنف فيه المرحلة الثانية من البطولة، التي ستشهد هذا العام موسما من مارس (آذار) 2010 وحتى مايو (أيار) 2011 كي تتماشى مع البطولات القارية الأخرى. كما أن لائحة الاتحاد الأوروبي تنص على أن اللاعب يمكنه الانتقال ثلاث مرات في الموسم الواحد، ولكن بين ناديين فقط. ولو حدث ذلك، قد يخوض إيتو تسعة مباريات في بطولة الدوري الإيطالي مع الإنتر (من بينهما الديربي في 15 يناير) وذهاب دور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا (في 14 - 15 أو 21 - 22 فبراير).

ويعد شهر سبتمبر (أيلول) في داغستان، هو شهر الزيجات، فالكثير من الشبان يتزوجون بنهاية الصيف، وفي العاصمة ماخاشكالا يمكن رؤية احتفالات يحضرها مئات الأشخاص. منذ 14 يوما، ترك سبتمبر مكانه لأكتوبر (تشرين الأول)، وفي الزواج بين أنزهي الروسي وإيتو يتم الحديث عن وداع مؤقت. إنها وقفة تأمل، قد يقول البعض. ويوم أول من أمس، نفى نادي أنزهي قائلا: «من المستحيل أن يعود إيتو إلى الإنتر». لكن في مفاوضات سوق الانتقالات تكون المراوغة إجبارية والرد السلبي على الأسئلة الأولى يكون متوقعا. أيضا لأن نادي أنزهي ربما لا يكون جديدا بالنسبة لصفقات من هذا النوع، ففي نهاية سوق الانتقالات حصل على فلاديمير غابولوف من نادي دينامو موسكو، حارسه الأساسي الجديد، وفي 31 أغسطس (آب) الماضي، أداره إلى نادي سسكا موسكو.

إصابة فورلان: كانت ليلة سعيدة، تلك التي حقق فيها منتخب أوروغواي التعادل الإيجابي أمام منتخب باراغواي، حيث أحرز فيها فورلان الهدف رقم 32، وهو ما يعني تجاوز الرقم القياسي لهداف المنتخب السابق هيكتور بيدرو سكاروني (الملقب بـ«الساحر»)، وهو مهاجم الإنتر السابق، وأصبح الآن أفضل هدافي المنتخب سابقا، بعد أن تجاوزه فورلان بهدف واحد، وفي الدقيقة 83 من اللقاء، ركل فورلان كرة طويلة ثم أصيب بألم شديد ومفاجئ خرج على أثره من المباراة، ومن ثم حقق منتخب باراغواي التعادل الإيجابي بهدف أمام منتخب أوروغواي. وقد يتعرض فورلان الآن إلى خطر التوقف بسبب الإصابة من أسبوعين إلى شهر.

أوتار العضلة ذات الرأسين: جاءت الأخبار المتفرقة عن الساعات الأولى لتترك مساحة شيئا فشيئا إلى خبر ربما يبدو غير جيد، الذي يتعلق بالإصابة في أوتار العضلة ذات الرأسين للفخذ الأيسر (وهي الإصابة التي تسببت في الكثير من «الضحايا» في العام الماضي)، وقد يذكر التشخيص الطبي تمزقا من الدرجة الثانية. ولم يبق إلا خضوع الأوروغواياني للفحص الطبي، ولكن الإنتر لا يشعر بالتفاؤل بهذا الصدد.

الحقيقة ستتضح: صرح فورلان عقب المباراة مباشرة، قائلا: «لم أعلم بعد تشخيص إصابتي، فقد شعرت بألم شديد ومفاجئ، ولم أتمكن من الاستمرار في اللعب. وينبغي علينا الانتظار الآن، وأتذكر أني ركلت الكرة حينها، ثم شعرت بالألم، وهكذا توقفت عن اللعب. وبالتأكيد، ينبغي على التوقف لمدة أسبوعين وربما لأكثر من ذلك». وسيخضع المهاجم على الفور للفحوصات الطبية بمجرد عودته إلى أبيانو جنتيلي، معسكر تدريب الإنتر الدائم. وقد صرح طبيب «أوروغواي ألبيرتو بان» بكلمات غير مطمئنة في هذا الشأن، قائلا: «بالتأكيد أتمنى أن لا تكون إصابة فورلان خطيرة، ولكني لا أعتقد أنها شيء بسيط».

توقعات: من المؤكد أنه في الوقت الذي ظن فيه رانييري أنه أغلق (تقريبا) ملف المصابين، ها هي إصابة فورلان تأتي لتغير خطط انطلاق الإنتر، فإذا كان فورلان عليه الغياب لمدة شهر من المباريات، فإنه قد يخوض، إذن، مباراة الإنتر أمام كالياري بعد عودته من فترة التوقف، أما إذا كانت الإصابة أخف وطأة قد يخوض المباراة الخارجية أمام جنوا في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

تأجيل الثأر: يذكر أن دييغو فورلان أفصح أكثر من مرة لزملائه عن رغبته في الثأر وتعويض هزيمة الإنتر، حيث خاض حتى الآن خمس مباريات مع الفريق وأحرز هدفا واحدا (أمام فريق باليرمو في الدوري الإيطالي)، ولعب مباراة واحدة مقنعة حقا أمام فريق بولونيا. ويذكر أنها أول مباراة تولى فيها رانييري تدريب الفريق. ولا يعد فورلان من النوع الذي يصدر التصريحات، ولكن يفصح عما يجول بخاطره لأصدقائه المقربين (ميليتو وكامبياسو)، حيث يثق بهما كثيرا، وأسر لهما بما سبق في وقت غير متأخر، ويحظى كذلك كل عناصر الفريق بتلك الثقة. وقد ذكر الأوروغواياني منذ عدة أيام مضت كيف كانت المباراة أمام فريق نابولي «غريبة» للغاية، التي كان روكي حكما فيها، وأن مباراة كاتانيا المقبلة، التي يتعين عليه مشاهدتها الآن في التلفزيون، «أساسية» في تقدم الإنتر.