هل يجرؤ كابيللو على استبعاد روني من تشكيلة المنتخب الإنجليزي الرسمية المشاركة في النهائيات؟

بعد حرمانه من خوض مباريات دور المجموعات في كأس أوروبا

TT

قد لا يشارك واين روني في «يورو 2012»، لكن ضمه إلى قائمة المنتخب الإنجليزي يعتبر مجازفة يجدر بمدرب إنجلترا، فابيو كابيلو، القيام بها. والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة الآن في الوسط الكروي الإنجليزي هو: هل ينبغي على فابيو كابيلو أن يضم روني إلى نهائيات «يورو 2012»، على الرغم من العقوبة المفروضة على اللاعب بالحرمان من المباريات الـ3 الأولى في البطولة؟

قد يظن بعض الناس أنها فكرة مجنونة، معتقدين أن المنتخب قد يعود إلى الوطن في يونيو (حزيران) المقبل بعد الفشل في التأهل من مرحلة المجموعات، وفي ظل هذه الظروف، يمكن طرح أسئلة كثيرة ومهمة حول ضم واين روني.

فماذا، على سبيل المثال، لو أن مكان روني في الفريق، يعني غياب شخص قد يشكل فارقا بين النجاح والفشل؟ سيبدو رهان الاستعانة بلاعب موقوف مريعا في حينها وستنهال الانتقادات على فابيو حينئذ. غير أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، لا يمكنه بحال من الأحوال ترك أفضل لاعبيه في إنجلترا. أنا أعلم أن روني قد ينتهي به الحال إلى مجرد «مسافر» ويترك بولندا وأوكرانيا دون أن يمس الكرة، لكن هذه تمثل فرضية واحدة من جملة افتراضات. لأنه قد يحدث ويدخل روني المراحل التالية الحاسمة ليعطي المنتخب الإنجليزي دفعة كبيرة.

صحيفة «الدايلي تلغراف» تدعونا إلى أن نتخيل لو أن روني لم يكن بين صفوف المنتخب، وتمكن المنتخب من التأهل إلى الأدوار التالية ليكتشف افتقاره إلى القوة الهجومية. سيتعرض كابيللو لانتقادات هائلة لأنه لم يقبل المجازفة. وستقع إنجلترا كلها في حيرة وتتساءل عن الخطوة الصائبة التي كان من الممكن اتخاذها.

الأكثر من ذلك، أنه في فريق مؤلف من 23 لاعبا هناك مساحة لخيار قد يبدو غريبا. فيمكن لكابيللو أن يختار 4 مهاجمين للمباريات الـ3 الأولى. ولن يعاني فريقه في هذه الحالة من نقص في هجومه في الوقت الذي ضم فيه روني. إضافة إلى ذلك، ينبغي علينا أن نتحلى بالأمل في أن يكون مهاجم مانشستر يونايتد سائحا جيدا، فوجوده في معسكر الفريق سيكون له تأثير جيد، وخبرته ونصائحه ستفيد لاعبين مثل زميله في الفريق داني ويلبيك، الذي يملك الآن فرصة كبيرة في الظهور بمستوى طيب في البطولة.

في حالة لعب روني دوره من خلف الستار (على عكس الحالة السيئة كما كان الحال عليه في كأس العالم الماضية) سيستفيد طاقم التدريب منه عند الإعداد لمرحلة المجموعات. وعندما يتخطى المنتخب هذه المرحلة سيستفيد من طاقته الكاملة التي لم يفقد منها شيئا في مباريات المجموعات. ومن ثم، ينبغي على كابيلو أن يراجع نفسه للبحث عن طريقة للفوز في مرحلة المجموعات، وهو ما يفعله المدربون الجيدون، في عثورهم على الحلول لما يواجهونه من مشاكل. الأمر المؤكد أن الإيطالي الذي يتقاضى راتبا سخيا لديه ما يكفي من الوقت للوصول إلى طريقة يمكن من خلالها معالجة الأمر قبل النهائيات التي تبدأ الصيف المقبل.

لو أن كل شيء تحطم نتيجة خسارة لاعب واحد، على الرغم من موهبته، فسينبغي عليك أن تتساءل عما إذا كان المنتخب الإنجليزي جديرا بأي حال للوصول إلى المراحل النهائية من المسابقة. ربما يتمكن فريق الأسود الـ3 من التطلع إلى اكتشاف لاعب، يمكن أن يظهر بشكل جيد، بعد الإخفاقات التي واجهها في ألمانيا وجنوب أفريقيا.

الشرط الوحيد هو أن روني بحاجة إلى الخروج من هذا الموسم المحلي دون إصابات وفي حالة جيدة؛ وإذا ما حدث ذلك فربما تتبدل الأوضاع بالنسبة لرجل وصل إلى أفضل سنوات العطاء في مسيرته كلاعب محترف. لا يزال روني أفضل مهاجم في بريطانيا حتى الوقت الراهن، مهما كانت أوجه القصور التي تشوب سلوكه. الأكثر من ذلك، أنه أبرز مواهب إنجلترا، وهو لاعب تتمنى أي دولة في العالم أن تضمه إلى صفوفها. لكل هذه الأسباب يجب أن يكون روني على متن الطائرة التي ستقل زملاءه في المنتخب الإنجليزي.