مانشستر سيتي يسعى لاختطاف جواهر نابولي الثمينة

هامسيك يروق لمانشيني.. ومبادلة لافيتسي ببالوتيللي افتراض قائم

TT

الأمر كله يدور في فلك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي؛ فبعد التصريحات المدوية الأخيرة التي أدلى بها فاوستو سالسانو، مساعد مدرب سيتي روبرتو مانشيني، حول اهتمام الشيخ منصور مالك النادي بخدمات السلوفاكي مارك هامسيك والأرجنتيني لافيتسي، لاعبي نابولي، تعين مؤخرا على السيد مينو رايولا، وكيل أعمال هامسيك وماريو بالوتيللي أيضا، التطرق إلى هذا الموضوع، مضيفا إليه الاقتراح الخاص باحتمالية وجود صفقة مبادلة فنية بين لافيتسي وبالوتيللي، مهاجم مانشستر يونايتد.

ولكن رايولا قام أيضا، خلال حديثه إلى إذاعة «Crc»، بتوجيه الكثير من كلمات الثناء نحو نادي نابولي ورئيسه اوريليو دي لاورينتيس، قائلا: «لقد قام نادي نابولي خلال هذا الصيف بإجراء أهم سوق للانتقالات مقارنة بالجميع، غير أن صفقة شراء هامسيك كانت الأهم على الإطلاق خلال الفترة الماضية للنادي. لقد قررت إدارة نابولي شراء اللاعب السلوفاكي في الوقت الذي لم يكن أي ناد يرغب في الاعتماد على اللاعب، وقامت بهذه الصفقة مقابل مبلغ زهيد من المال، بينما الآن بطاقة اللاعب تقدر بالكثير من الأموال. لقد كان السيد دي لاورينتيس رائعا في شراء هامسيك، وسنرى هل سيكون ذكيا أيضا في عملية بيعه».

وقد أسهب مينو رايولا قائلا: «إذا فقد نابولي خدمات هامسيك ووجد نفسه مشتتا سيكون هو المخطئ، لأن أي ناد يتعين عليه أن يتوقع كل شيء: رحيل اللاعبين أو تعرضهم للإصابة. نابولي لديه هيكل ومعايير الأندية الكبرى. ليس هناك اختلاف بين برشلونة ونابولي بشأن مستوى هذه المعايير، واليوم أيضا النادي الإيطالي يقوم بسوق انتقالات جدير بأي ناد كبير. لا ينبغي على نابولي القلق إذا كانت هناك أندية أخرى تهتم بلاعبي الفريق. يحظى اللاعب بحقبته في كل ناد، وعندما تنتهي يكون أمرا واقعيا أن ينتقل إلى مكان آخر. فالأندية الكبرى لا ينبغي عليها أن تخشى من فقد اللاعبين. يبدو لي نموذج أودينيزي مناسبا، فمسؤولو النادي هناك ليس لديهم مخاوف إزاء بيع جواهر الفريق عندما يدركون أن هؤلاء اللاعبين قد أنهوا حقبتهم مع النادي. ودائما ما يقومون باستبدالهم على أفضل وجه».

وعند نقطة معينة من الحديث، تم توجيه سؤال إلى رايولا عن افتراض المبادلة الفنية بين لافيتسي وماريو بالوتيللي. وقد فتح وكيل أعمال المهاجم الإيطالي مدخلا بهذا الصدد قائلا: «ربما تحدث هذه المبادلة لأنني اعتبر أن ماريو لاعب كبير للغاية». إنه المدخل الذي يتماشى مع التلميحات التي طالما صرح بها بالوتيللي بصدد نابولي وشعب هذه المدينة.

وكما حدث بعد الشكوك الصيفية التي ربطت بين لاعب الوسط السلوفاكي والميلان. يفضل الآن مينو رايولا (الذي يعمل مستشارا لهامسيك ومديرا لأعمال ماريو) استخدام سلاح الدبلوماسية، وأشار في اتصاله الهاتفي بإذاعة «Crc» إلى أن هناك مفاهيم أخرى مهمة تتعلق بانتقالات اللاعبين، وأنه ليس من الضروري تصديق الإشاعات.

واختتم رايولا تصريحاته، قائلا: «لا أود الإشراف على سوق انتقالات نابولي. أنا أتحدث فحسب لأنني أعتني باهتمامات عملائي. على أي حال من الممكن لهامسيك ولافيتسي أن ينتقلا فقط إلى خارج إيطاليا: فتكلفة بطاقتيهما باهظة للغاية بالنسبة للأندية الإيطالية..».

إن محاولات بعض الأندية شراء لاعبي نابولي المميزين واحتلال الفريق الترتيب الثالث في الدوري الإيطالي تجعل العقل يعود إلى الوراء لبضعة عقود، حينما كان فريق نابولي يواجه أكبر الفرق في بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وكان يقوده أكبر لاعبي العالم: دييغو مارادونا. وحينها كان الميلان، المعتمد على عدد من النجوم الهولنديين، يتميز بأدائه الجميل. وكان يوجد أيضا الخصم المعتاد، اليوفي، والقوي بوجود اللاعب ميشال بلاتيني وزيبي بونييك. إنه يوفنتوس ذاته منذ 21 عاما الذي يعتبر هنا مجددا، على رأس جدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ويتنافس على الصدارة مع فريق نابولي.

إذن، إن بداية هذا الموسم تكرر مواجهة قديمة تتميز بها الكرة الإيطالية. ومن يدري كيف سيصل الفريقان إلى المواجهة المباشرة التي ستكون على استاد سان باولو، يوم 6 نوفمبر المقبل (تشرين الثاني). وبسبب هذه الأمور هناك ترقب للقاء نابولي ويوفنتوس غير طبيعي.

وعلى أي حال، تحدث والتر ماتزاري، مدرب فريق نابولي، مؤخرا، عن اليوفي، في مداخلة منه أثناء تقديم كتاب «نابولي 8 ونصف» الذي كتبه الصحافي بشبكة راي إنريكو فاريالي. وقال ماتزاري الذي تولى منصب المدرب في فريق نابولي منذ عامين: «في السنوات الأخيرة، كانت السيطرة لفريقي ميلانو.. الإنتر والميلان، والآن، نحن نجد أنفسنا في مواجهة مع فريق اليوفي الذي يعد إلى حد ما خصما تاريخيا لنا، لأنه يمثل الشمال والسلطة. وهذا يمنحنا أيضا مسؤولية أكبر من أجل المنافسة. كما أنني أحيا من أجل مهنتي، وأشعر بالفخر الشديد أن فريق نابولي يعد مظهرا إيجابيا في هذه المدينة».

وقد استقر شعور خاص بين ماتزاري ومدينة نابولي. إنها علاقة قوية، وتحمل ثقة واحتراما. فهو الشخص الذي يحظى بإعجاب كبير بين الجماهير، غير أن عمله يحظى بتقدير أيضا من جانب الأشخاص العاديين الذين يقدرون الجدية والإخلاص. وشرح المدرب هذا الأمر قائلا: «يبدو لي وكأنني نشأت هنا بسبب تلك العلاقة القوية التي خُلقت مع هذه المدينة. ويعشق أهل نابولي الفريق، والطاقم الفني، لأننا نجسد أحلامهم. ومنذ سنتين، كنت قد وعدت بأن هذا الفريق سيكون كبيرا، وهكذا أصبح في الواقع. ويقدر الناس التزامنا، وهذا هو السبب الذي من أجله تصفق الجماهير عندما نخسر». وحتى الآن، على العكس، خسر نابولي مرات قليلة.

وإذا كنا قد رأينا فريق نابولي قادرا على الفوز في ماض بعيد إلى حد ما، فإنه اليوم أمام مشروع متماسك وضعه دي لاورينتيس، رئيس النادي ووالتر ماتزاري المدرب من خلاله لن يتم فقدان التقارب مع الماضي، كما قال المدرب ذاته: «ما فهمته وأنا أستمع إلى الجماهير هو أن نابولي الذي يقترب أكثر مما نحن عليه يشبه فريق المدرب لويس فينيسيو، الذي، على أي حال، كان يبحث عن النتيجة من خلال اللعب. كما أنني أمتلك لاعبين مميزين، لا يستسلمون أبدا، وأنا سعيد للغاية للعمل معهم. ولو استبعدنا مارادونا، فسيكون البطل الذي كنت أرغب في ضمه في فريق نابولي الحالي هو كاريكا، ولكنني، على أي حال، سعيد باللاعبين الموجودين في الفريق».