نابولي يتألق أمام الفرق الكبرى.. وهامسيك يغيب اليوم أمام كالياري

ماتزاري يسعى لاستمرار النجاح من أجل البقاء في دائرة المنافسة

TT

لم تكد تمر 50 يوما على بداية الموسم الكروي في إيطاليا إلا وأصبح فريق نابولي هو أحد المرشحين الرئيسيين للفوز بالدوري الإيطالي إضافة إلى تحقيقه نتائج جيدة للغاية في دوري أبطال أوروبا تؤهله لتخطي دور المجموعات. وكان أوريليو دي لاورينتيس رئيس النادي قد أعلن في بداية الموسم عن قلقه الكبير على مسيرة الفريق أمام الفرق الكبرى بعد أن أوقعته قرعة دوري الأبطال في مجموعة صعبة للغاية. لكن نتائج الفريق حتى الآن تؤكد أن مخاوف دي لاورينتيس كانت جميعها بلا أساس، لأن فريق نابولي ظهر بأفضل صورة له هذا الموسم أمام الفرق الكبرى. وخير دليل على ذلك هي المباراة التي خاضها فريق نابولي يوم الثلاثاء الماضي أمام فريق بايرن ميونيخ الألماني القوي في دوري أبطال أوروبا على ملعب سان باولو وانتهت بالتعادل 1-1. وفيما يتعلق بهذه المباراة أكد ماريو غوميز مهاجم فريق بايرن ميونيخ أنه لم يتعرض لأي تأثير خارجي أثناء تسديده وإهداره لضربة الجزاء التي حصل عليها الفريق الألماني: «إنه خطئي، وليس لليزر أي دخل بالأمر. لقد أطلقت الجماهير أشعة الليزر في وجهي لكنها لم تكن السبب في الخطأ الذي ارتكبته. إنني لا أحب البحث عن أعذار وأعتذر لزملائي».

القلق من الأداء: لقد شعر رئيس نادي نابولي بقلق كبير على أداء فريقه في نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي بعد إجراء قرعة الدوري ومعرفته بأن فريقه سيواجه فريقي الميلان والإنتر قبل فترة قصيرة من مواجهة فريقي مانشستر سيتي وبايرن ميونيخ في دوري الأبطال، رغم أن المباراة الأخيرة جاءت بعد فترة توقف الدوري وهزيمة نابولي على ملعبه أمام فريق بارما. لكن والتر ماتزاري مدرب نابولي نجح بتواضع كبير ودون مبالغة في بث الحماس والشخصية القوية في نفوس لاعبيه، وهي عوامل ضرورية للاستمرار في المنافسة بعد النتائج الجيدة التي حققها فريقه أمام الميلان والإنتر في الدوري الإيطالي ومانشستر سيتي وفياريال في دوري الأبطال. ولا شك أن هذه النتائج تؤكد مدى التطور الذي وصل إليه فريق نابولي خلال الموسمين الماضيين منذ تولى ماتزاري تدريبه.

البحث عن التأكيد: وبعد البداية الرائعة للموسم بدأت فترة ثانية لفريق نابولي ستستمر 23 يوما وسيخوض الفريق خلالها 7 مباريات قبل فترة التوقف الجديدة. واستهل فريق نابولي هذه الفترة بصورة سيئة بالخسارة أمام فريق بارما، لكن التعادل مع بايرن ميونيخ يعتبر دون شك خطوة جيدة سيمنح الفريق والجماهير الثقة والحماس مجددا. ويرغب ماتزاري في الحيلولة دون ظهور الفريق بمستوى سيئ مرة أخرى في بطولة الدوري الإيطالي ويأمل أن يظهر الفريق بشكل جيد خارج ملعبه أمام فريق كالياري اليوم الأحد من أجل الاستمرار في المنافسة على القمة. ولهذا السبب سيجري المدرب بعض التعديلات الصغيرة في تشكيلة الفريق لمنح بعض الراحة للاعبين المجهدين.

ثمة أمر مؤكد: إن ماتزاري، لن يقوم بثورة تغيير مرة أخرى، مثلما حدث في مدينة فيرونا أمام كييفو. ولكن رغم ذلك، سيقوم فريق نابولي اليوم، ثم يوم الأربعاء المقبل أمام أودينيزي، بتغيير جلده مجددا.

مبدأ تناوب الأدوار: كان المدرب المنحدر من مقاطعة توسكانا قد صرح قائلا: «في المباراة الثالثة والرابعة، ستشاهدون استخداما لمبدأ تناوب الأدوار بطريقة علمية». وفي استاد سانت اليا بكالياري يبدو من المفترض أن يتابع، على الأقل بشكل مبدئي، غوخان إنلر، وهامسيك، المباراة من خارج المستطيل الأخضر. فكلاهما عائد من أداء ليس متألقا للغاية في لقاءات الفريق الأخيرة، ومؤخرا كان لديهما ارتباطات أيضا مع منتخبي بلديهما في التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا 2012. وسواء المنتخب السويسري أو المنتخب السلوفاكي فقد تم إقصاؤهما من التصفيات المؤهلة لنهائيات تلك البطولة، وهذا سبب سعادة ماتزاري، لأنهما لن يخوضا مباريات فاصلة. وفي مباراة نابولي أمام كالياري، قد يترك إنلر مركزه إلى دزيمايلي، لاعب وسط نابولي، تماما كما حدث في استاد بينتيغودي في مدينة فيرونا، بينما يقع هامسيك في عملية اقتراع مع الأرجنتيني سانتانا، لاعب وسط نابولي.

ثقة في سانتانا: وحتى هذه اللحظة، شارك الأرجنتيني أساسيا مرتين أمام فريق تشيزينا وكييفو، ونجح بالفعل في تغطية مركز هامسيك في الثلث الأخير من الملعب. ويضع نابولي ثقة كبيرة في سانتانا. وكان الأرجنتيني في معسكر التدريب من أفضل اللاعبين، غير أنه فقد جزءا من هذه القناعة في المشاركات الأخيرة له مع الفريق. ويرغب ماتزاري في إعادة الثقة له، وفي الوقت ذاته، يود جعل اللاعب السلوفاكي يلتقط أنفاسه. وفي الواقع لدى المدرب نية أن يطبق مبدأ تناوب الأدوار على ثلاثي خط الهجوم، لكي يجعلهم في قمة مستواهم قبل مواجهة بايرن ميونيخ الألماني (يوم الأربعاء، الثاني من نوفمبر - تشرين الثاني في مدينة موناكو بألمانيا)، وقبل لقاء اليوفي، يوم الأحد الذي يليه. وسيزول الشك صباح اليوم في الاختيار بين إشراك هامسيك أو سانتانا، في حين سيتم الدفع باللاعبين لافيتسي وكافاني (الذي قرر أن ينتقل إلى بوزيلليبو بمدينة نابولي، بعد أن ترك منزل لوكرينو، الذي تم «زيارته» من جانب اللصوص منذ أسبوعين) بانتظام إلى أرض الملعب اليوم. ولقد سجل بوتشو، كما يلقب اللاعب لافيتسي، في المشاركتين الأخيرتين في استاد سانت إليا بكالياري، بينما حتى هذه اللحظة لم يكن كافاني محظوظا في جزيرة سردينيا.

تغييرات أخرى: وعلى أية حال، سيكون خط وسط الملعب هو القطاع الذي سيشهد أكبر تجديدات. وسيكون دزيمايلي جنبا إلى جنب مع غارغانو، الذي سيتعين عليه مراقبة أندريا كوسو، لاعب وسط كالياري، في حين على الأجناب، سيكون دوسينا على اليسار، وزونيغا على اليمين. واللاعب الأخير يمكن أن يحل محل ماجيو صاحب المستوى العالي حاليا، والذي على العكس يرغب ماتزاري أن يحتفظ به بعد المشكلات البدنية الأخيرة التي تعرض لها. أما في خط الدفاع، على العكس، فستتم مشاركة ثلاثي خط الدفاع الأساسيين، حتى وإن كان الوافدان الجديدان على الفريق فيديليف وفيرنادنيز باتا يقلقان من عدم المشاركة. وفي مبدأ تناوب الأدوار العلمي الخاص بالمدرب ماتزاري سيكون هناك مساحة أيضا لهم.

تجديد عقد ماجيو: وتعتبر مسألة تجديد عقد ماجيو واحدة من أهم الموضوعات المطروحة في نادي نابولي خلال الفترة الأخيرة. وينتهي عقد اللاعب في عام 2013 لكن المفاوضات بدأت بالفعل بين الطرفين لتجديد العقد. وقد أوضح ماسيمو برياسكي وكيل أعمال ماجيو قائلا: «لقد تم لقاء قبل نحو 20 يوما وبعده لم أتحدث قط مع أي من مسؤولي نادي نابولي. باختصار سننتظر ونرى ما سيحدث». وتبقى المسألة إذن مفتوحة رغم أن نادي نابولي قد أبدى إشارات إيجابية حول المفاوضات التي تمت مع اللاعب. وقد أعلن ماجيو أكثر من مرة أنه لا يرغب في الرحيل عن نادي نابولي ولا ينوي دي لاورينتيس الاستغناء عنه على الإطلاق. وبالتالي فإن الطرفين يمتلكان رغبة صادقة في تجديد العقد.