فيرغسون: الهزيمة أمام سيتي اليوم ليست نهاية المطاف

مانشيني يصف مدرب يونايتد بـ«المعلم» ويؤكد أنه ما زال «يتعلم» منه

TT

يخطو روبرتو مانشيني - المهندس الذي أشرف على وضع تصميم أكثر جمالا لمانشستر سيتي - يخطو خطى متزنة إلى ملعب أولد ترافورد اليوم حاملا معه هدية غالية الثمن للسير أليكس فيرغسون إضافة إلى فريق يكتظ بالمواهب الهجومية سعيا وراء تدمير أبطال الدوري. وإذا ما أطاح رجال مانشيني بالعوائق ومضيفيهم فستتعالى صيحات العناوين الرئيسية للصحف لتتحدث عن تحول في ميزان القوة.

وترى صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أنهم في مانشستر سيتي متعجلون للغاية، وسوف يتطلب الأمر مزيدا من الوقت والكثير من الأموال من مانشستر سيتي حتى يتمكن من التفوق على مانشستر يونايتد، حاصد البطولات تحت قيادة فيرغسون. وعن ذلك قال مانشيني قبل التدريب في ملعب كارينغتون أول من أمس: «يجب أن يكون ذلك هدفنا. فعندما تلعب مع مانشستر يونايتد أو ريال مدريد أو برشلونة فأنت تعمل لكي تكون مثلهما، ونحن نهدف لأن نكون أحد الأندية الكبرى في أوروبا».

صحيفة «ديلي تلغراف» ترى أيضا أن المواجهة اليوم أكثر من مجرد مباراة، حيث يوفر أولد ترافورد نافذة يمكن من خلالها التعرف على نيات مانشيني ولاعبيه. وما هي شخصياتهم الحقيقية؟ كما أنها أيضا سوف تتيح الفرصة لمعرفة ما إذا كان الإيطالي على استعداد تام للتحلي بالجرأة وإطلاق العنان لمهاجميه أو سيلجأ لملء منطقة وسط الملعب والرضا بالتعادل. وسوف تظهر ما إذا كان لاعبوه يمتلكون القوة الذهنية لمجاراة مانشستر يونايتد بنجومه الذين لا يرضخون أو يستسلمون على الإطلاق.

قبيل الموسم زعم مانشيني أن مانشستر يونايتد يبتعد بـ«ياردتين»، ويقو مانشيني: «الآن بات يبتعد بـ(ياردة) واحدة. لقد عملنا بجد خلال الشهرين الماضيين وضيقنا الهوة بيننا وبينهم». ووفقا لـ«ديلي تلغراف»، فقد صاحب تضييق هذه الهوة قفزة نفسية. وفي هذا الصدد يرد مانشيني: «نعم، لأنك عندما تفوز في كل عام وأنت لا تتمتع بلياقة جيدة والفريق ليس في حالة جيدة هو الآخر، فإن الحالة الذهنية في هذه الحالة مهمة جدا. ويلعب العامل النفسي فيها دورا بالغ الأهمية، فمانشستر يونايتد يفوز كل عام ببطولة مختلفة. الدوري، دوري الأبطال أو كأس الاتحاد، لأنه يمتلك أمرا لم نمتلكه نحن بعد؛ وهو أنهم حتى عندما يؤدون بشكل سيئ يفوزون بالمباراة، ونحن نفتقر إلى ذلك. فيونايتد يمتلك ما يكفي من القوة لاقتناص المباراة منك حتى عندما لا يؤدن بشكل جيد، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للفرق الكبرى».

وتفترض «ديلي تلغراف» أن ذلك قد يكون السبب في رد الفعل العاطفي الذي أبداه مانشيني عندما أحرز سيرخيو أغويرو هدف انتصار سيتي على فياريال في الوقت بدل الضائع في مواجهة دوري أبطال أوروبا. لقد أكد من يعرفونه جيدا أن انفعال مانشيني بعد الهدف لم يكن تعبيرا عن ارتياح بعد الضغوط الناجمة عن مشكلة كارلوس تيفيز. وأشاروا إلى أن ذلك كان ببساطة تعبيرا عن السعادة في إحلال لاعب بآخر آتى ثماره المرجوة، فجاء الفوز في هذه المباراة بتغيير جيد وبأداء كان متواضعا في بعض فترات المباراة، وكان ذلك دلالة على أن الفريق قادر على إظهار مرونة شبيهة بما يقوم به مانشستر يونايتد وانتزاع 3 نقاط هامة في دوري الأبطال.

وكما ترى الـ«ديلي تلغراف» فإن ذلك قد وفر بعض رضا تام لتذكير الناس بأن مانشستر سيتي ليس بحاجة إلى تيفيز بعد الآن، وأن أغويرو وديفيد سيلفا باتا النجمين الأزرقين اللذين يملكان الحلول الآن. ويسهم إيدين ادزيكو في هذه الملحمة أيضا. وربما لا يعرف بالوتللي كيف يتحكم في أعصابه أحيانا.. لكنه يعرف كيف يقتنص الفرصة. تمكن مانشستر سيتي من النجاح الكامل في ظل مانشيني، القادر على التعامل مع الضغوط التي تلقيها عليها وظيفته. فكان لاعبا نابغة وأحد أفضل مهاجمي إيطاليا الذي كان دائما ما يعيش تحت رقابة لصيقة يوم المباراة. إنه رجل العائلة القوي الذي يحضر الاحتفالات العامة في كورلتون ومتواضع ويصل إلى كارينغتون - حيث يوجد ملعب التدريب - بدراجته كل يوم.

بامتلاكه حسا خاليا من الدعابة، يمكن لمانشيني أن ينفصل عن لاعبيه، بل ويحدث ذلك على نحو يتسم بالبرود في بعض الأحيان. بيد أن الانتقادات الخافتة، التي أحيانا ما كانت تعلو، قد توارت الآن إلى حد بعيد.

وكان الفوز ببطولة كأس الاتحاد دليلا إضافيا على نجاح خطط المدير الفني. وقد عزز مانشيني من مركزه داخل النادي، حتى إن إدارته ترغب في عرض عقد جديد عليه. كانت الصدمة الأخيرة التي تلقاها مانشستر سيتي برغبة تيفيز في الانفصال عن الفريق في يناير (كانون الثاني) المقبل، قد أكسبت مانشيني الكثير من التعاطف والمشجعين، بما في ذلك كلمات الموافقة التي جاءت في بيان رابطة المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي. وقال أليكس فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد: «لقد أظهر شجاعة كبير في التعامل مع الكثير من المواقف خلال الآونة الأخيرة، وقد قام بذلك بشكل رائع».

وأضاف: «المثير للدهشة - وبغض النظر عن أن كارلوس تيفيز لعب في مانشستر يونايتد - فإن هذا الأمر لا علاقة له بتيفيز - هو بشأن اتخاذ المدير الفني للقرارات وطريقة تعامله مع المواقف. وأعتقد أنه لم يتلق الثناء الكافي على ذلك، فقد تصرف وأدى مهمته وقام بذلك بصورة جيدة».

تحدث فيرغسون بشكل عام عن المشكلات المتعلقة بنجوم الجيل الحالي، مشيرا إلى أن «إدارة فريق اليوم أصبحت عملية معقدة، وبخاصة في ما يتعلق بنوعية اللاعب الذي عليك أن تتعامل معه. وهناك الكثير من اللاعبين اليوم الذين يهيمن عليهم وكلاء أعمالهم». وقال: «هناك وكلاء الأعمال الذين يحضرون لك البقالة وحجز تذاكر سفرك وتلميع أحذيتك، هذا هو صنف البشر الذي ينبغي التعامل معه هذه الأيام مع بعض الوكلاء».

وأضاف: «أضف إلى ذلك أن هناك بعض الوكلاء الذين يتحملون مسؤولية كبيرة ويسمحون للاعبين بتحمل مسؤولياتهم والقيام بأعمالهم الشخصية مثال شراء منازلهم وسياراتهم وأعمالهم المصرفية، لكن آخرين يهيمنون على حياتهم. وأي مدير فني يدخل إلى اللعب، لا يرى ذلك مهمة سهلة. فالأمر يختلف عن بداياتنا في أنه أكثر تعقيدا وأكثر صعوبة في التعامل معه».

وعندما نقلت الـ«ديلي تلغراف» تصريحات فيرغسون، أثنى مانشيني على التصريحات، ورد بالقول: «أنا أكن احتراما كبيرا له لأنه فاز بكل الألقاب خلال الـ25 عاما الماضية، فهو (المعلم) وأنا من يتعلم منه. على الرغم من بلوغه التاسعة والستين، فإنه يلعب مباراة كل 3 أيام ويركز ويحتفل عندما يحرز هدفا، إنه أمر لا يصدق». وعندما سئل عما يتوقع أن يكون عليه عندما يبلغ الـ69، رد مانشيني بالقول مازحا: «لا أتصور نفسي مدربا في هذه السن».

كانت الابتسامات سهلة في المدينة منذ كأس الاتحاد. فيقول فيرغسون: «كانت تلك نقطة تحول لأنهم فازوا بالكأس، وكانت تلك أول مرة يفوزون فيها منذ 35 عاما. نحن جميعا نصل إلى مراحل جديدة في الحياة، وهذا ينبئ عن مرحلة جديدة الآن». وأضاف فيرغسون: «الموسم مليء باللحظات المحورية، وهناك الكثير من علامات النصر على طول الطريق وإحدى هذه العلامات هي اليوم، إنها قتال بين ندين».

مباراة ضخمة على المستوى الوطني، ناهيك عن المستوى المحلي. وهكذا لم تعد مباريات ديربي مانشستر مباراة من طرف واحد، بل هي قتال شرس على البطولات، ومباريات ذات طابع وطني خالص، مباريات تشكل موسما بأكمله.

وكان فيرغسون قد اعتبر في حديث له، أمس، أن الهزيمة أمام غريمه مانشستر سيتي في لقاء القمة اليوم لا تعني تحديد هوية حامل لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، وأنها ليست نهاية المطاف. وأضاف فيرغسون أن مباراة اليوم قد تكون مؤثرة في حسم هوية بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكنه يرى أنه من غير المرجح أن تشهد أهدافا بالجملة كما اعتاد الفريقان منذ انطلاق المسابقة.

وسيلتقي الفريقان اليوم في أولد ترافورد بينما يتصدر سيتي الدوري متقدما بنقطتين على يونايتد حامل اللقب. وقال فيرغسون في مؤتمر صحافي: «هذه المباراة قد تكون مؤثرة في نهاية الموسم وهي تساوي 6 نقاط ولا يوجد شك في ذلك». وأضاف: «الفريق الذي سيفوز سيصنع الفارق، لكنها تبقى في البداية ويمكن التعافي من آثارها. يأمل المرء أن نكون أفضل بعد سجل نتائجنا في النصف الثاني من المواسم».

ويتصدر سيتي الدوري برصيد 22 نقطة من 8 مباريات بعدما سجل 27 هدفا بينما أحرز يونايتد صاحب المركز الثاني 25 هدفا. لكن هذا لا يعني أن مباراة قمة مانشستر ستشهد الكثير من الأهداف، إذ تبقى المباراة الأخيرة بين الفريقين في الموسم الماضي عالقة في الأذهان عندما انتهت بالتعادل من دون أهداف. وقال فيرغسون: «قد تكون المباراة مملة. من النادر للغاية في المباريات الكبيرة أن يتم تسجيل العديد من الأهداف».

وسبق لفيرغسون الإشارة إلى أن أقوى مباريات الموسم تكون ليونايتد أمام ليفربول، لكنه أكد عدم تقليله من أهمية قمة مدينة مانشستر أمام سيتي. وقال فيرغسون: «المباراة ستكون مثيرة. أعتقد أن سيتي لعب بشكل رائع. إذا لم يكن الفريق أهدر تقدمه أمام فولهام لكان الآن يحتل الصدارة بنسبة النجاح الكاملة». والتقى يونايتد مع سيتي في افتتاح الموسم الحالي في درع المجتمع، وحول فريق المدرب فيرغسون تأخره بهدفين إلى فوز 3-2. ويعود آخر فوز لسيتي على ملعب أولد ترافورد إلى فبراير (شباط) 2008 عندما تغلب 2-1 على جاره، وسيحاول الفريق تكرار الأمر مرة أخرى رغم أن يونايتد لم يخسر على أرضه منذ أبريل (نيسان) 2010.