سجلت بعثة فريق الاتحاد في مدينة جونجو الكورية الجنوبية، أمس, اعتراضها لدى اللجنة الفنية للبطولة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بشأن مخالفة النادي المستضيف (تشونبوك الكوري) للوائح بطولة دوري أبطال آسيا، ومنها قيامه بإسكان طاقم الحكام في نفس فندق البعثة الاتحادية، وكذلك إقامة المباراة في مدينة جونجو «ملعب كأس العالم» التي تبعد ما يزيد على الـ200 كيلومتر بالنسبة لأقرب مطار «موان»، في الوقت الذي تنص فيه اللوائح على ضرورة أن لا تتجاوز المسافة الـ150 كيلومترا أمام الفريق الضيف ما بين المطار والملعب الذي سيخوض فيه المباراة.
ولم يتضح بعد ما إذا كان اعتراض الاتحاديين سيغير مسار الأمور قبل انطلاق المواجهة التي تجمعه بفريق تشونبوك الكوري الجنوبي، غدا، في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا, على أساس أن الفريق المستضيف ربما يحمل أمام ذلك مبررات قد تقنع اللجنة الفنية، التي ستجتمع ظهر اليوم لاعتماد النقاط الأساسية المتعلقة بالمباراة, ومنها أن الفندق الذي تقطن فيه البعثة الاتحادية «ريفيرا» هو الوحيد من فئة 5 نجوم في المدينة, في حين يحق لطاقم الحكام عدم التنازل عن حقهم في الإقامة على الدرجة ذاتها, كما أنه سيظهر على الأرجح الأسباب التي دعته إلى عدم الالتزام بإقامة المباراة في ملعب أقرب لمطار موان الذي هبطت فيه البعثة الاتحادية.
من جانب آخر تواصلت استعدادات فريق الاتحاد للمواجهة المرتقبة غدا الأربعاء، وذلك على الملعب الرديف لاستاد كأس العالم، وسط أجواء باردة انخفضت إلى ما يقارب الـ12 مئوية بسبب الأمطار التي هطلت على المدينة عصرا, الأمر الذي فاقم صعوبة الوضع أمام المدرب البلجيكي ديمتري، الذي اكتفى بتطبيق تكتيكات على مساحات ضيقة ومحدودة من الملعب, وتنفس مسؤولو البعثة، بقيادة المهندس أيمن نصيف، الصعداء بعد علمهم أن توقيت المواجهة الهامة غدا لن يتخلله سقوط أمطار على المدينة، وأن برودة الأجواء لن تنخفض إلى أكثر من ذلك.
وظهر لاعبو الاتحاد خلال المران، أمس، بمعنويات عالية كشفت عن جاهزيتهم النفسية للمباراة، في الوقت الذي شارك فيه مساعد المدرب والحارس الاتحادي السابق، حسن خليفة، في التدريبات، وذاد عن مرماه ببسالة، معيدا أيامه الخوالي مع الاتحاد وسط إعجاب وتصفيق حار من اللاعبين.
بينما لم يتمكن مشعل السعيد بعد من الدخول في التدريبات، بسبب عدم اكتمال شفائه من الإصابة التي تعرض لها في المباراة الأخيرة (شد في العضلة الخلفية), واكتفى بالدوران حول المضمار وسط متابعة دقيقة من الجهازين الطبي واللياقي.
على صعيد متصل يعقد مدربا الاتحاد وتشونبوك الكوري، ظهر اليوم الثلاثاء (بتوقيت كوريا الجنوبية)، مؤتمرا صحافيا لتسليط الضوء على مباراة الغد في الدوري الآسيوي.
يذكر أن مقر إقامة بعثة الاتحاد لم تشهد وجود أي عضو شرفي في النادي (على عكس البطولات السابقة)، كما لم تكن هناك أي مبادرات من أجل تحفيز اللاعبين (مكافآت ونحوها)، الأمر الذي أثار أكثر من علامة استفهام، خصوصا في ظل خوض الاتحاد لهذه المرحلة الحاسمة من دوري أبطال آسيا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تجنبت فيه إدارة محمد بن داخل الجهني بعض الأخطاء التي واكبت عمل الإدارات السابقة، ومنها كثرة الحشود الإدارية المرافقة لبعثة الفريق الكروي (في البطولة الآسيوية على وجه الخصوص), إذ تم الاكتفاء بنائب الرئيس، المهندس أيمن نصيف، وعضو مجلس الإدارة، الدكتور عبد اللطيف نعمة الله، كمسؤولين عن البعثة، إلى جانب إدارة الفريق الكروي، في خطوة تهدف على الأرجح إلى عدم تشتت الرؤى والقرارات في مقر البعثة.
وحرر المشرف على الفريق الكروي، جمال فرحان، ومدير الكرة، عبد الله فوال، اللاعبين من قيود المعسكرات الخارجية، ومنحوهم فرصة التقاط الأنفاس خصوصا قبل المران وبعده، وشوهد بعضهم وقد توجهوا على شكل مجموعات إلى الأسواق والمحلات التجارية المجاورة لفندق الفريق, في ظل حساسية المواجهة وعدم احتمالها زيادة أي ضغوط خارجية على اللاعبين.
وفي حين ظهر اللاعبون في أفضل معنوياتهم قبل المباراة الآسيوية, شوهد البلجيكي ديمتري، مدرب الفريق، قلقا للغاية، وسارح التفكير، وظل لوحده في ذهاب وجيئة أمام فندق البعثة بعيدا عن أعين اللاعبين، بينما انشغل مساعده حسن خليفة بتجميع بعض المعلومات الفنية الهامة عن الفريق الكوري من خلال الإنترنت.