الميلان يحول تأخره أمام ليتشي بثلاثية نظيفة إلى فوز رباعي مثير

بواتينغ مبتهج بالـ«هاتريك».. وغالياني يحلم ببالوتيللي إلى جوار إبراهيموفيتش

TT

في مباراة غريبة، فاز فريق ميلان على مضيفه ليتشي بنتيجة 4-3 يوم أول من أمس، وذلك بعدما كان متأخرا بثلاثة أهداف دون مقابل سجلها لأصحاب الأرض جياكوماتزي وأودو من ركلة جزاء وغروسمولر (في الدقائق 4، و30، و37 من الشوط الأول)، إلا أن الغاني كيفن برينس بواتينغ قلب الطاولة على ليتشي وتمكن بثلاثية كبيرة (هاتريك) من التعادل لفريقه (في الدقائق 4، و10، و18 من الشوط الثاني) ثم حسم يببيس ثلاث النقاط لصالح الميلان بتسجيله الهدف الرابع في الدقيقة 38. يأتي هذا في إطار مباريات الجولة الثامنة من بطولة إيطاليا لهذا الموسم، ورفع الميلان رصيده بهذه النتيجة إلى 11 نقطة يحتل بها المركز السابع بينما تجمد رصيد ليتشي عند أربع نقاط يحتل بها المركز 18 في الترتيب.

بعد ستة أعوام، وأربعة أشهر و28 يوما والعديد من الانتصارات، وجد الميلان ستيفن جيرارد الخاص به، ونسخة مماثلة للاعب الذي أطاح به في خيبة أمل إسطنبول ونهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره أمام ليفربول الإنجليزي. إن قصة هذا النهائي غير الطبيعي شهيرة، ومن التقدم بنتيجة 3-0 إلى الخسارة 5-6، وفي الشوط الثاني تمكن قائد ليفربول من إعادة ترتيب الأمور بمهارة كبيرة. نفس الشيء فعله كيفن بواتينغ أول من أمس، وهو في نفس عمر جيرارد في ذلك اليوم تقريبا، ويمتلك نفس التسديدة السريعة كالبرق، والشخصية التي تزيح كل ما يقابلها. جيرارد كان روح ليفربول، وبإمكان بواتينغ أن يصير روح الميلان.

بالطبع مباراة ليتشي - ميلان ليست نهائي دوري الأبطال، وإنما هي المباراة التي من شأنها إعطاء الشرارة المناسبة بإشعال نار الميلان الخامدة قليلا. وربما لا يوجد شخص أكثر توهجا من هذا الفتى الثائر، ويمتلك قدمين قادرتين على إلهاب الحماس. ربما كان هو مؤمنا بالفوز حينما كان زملاؤه لم يعودوا يؤمنون به، وحينما نزل من على مقعد البدلاء، بدأت مباراة أخرى، مثل تلك التي لعبها الميلان في إسطنبول، لكن هذه المرة كان الفريق الإيطالي على الجانب السعيد من القصة.

يعلم أليغري جيدا كم يساوي بواتينغ ولا يخفي أنه أراد شرح شيء ما لصانع ألعابه أيضا مع استبعاده من التشكيلة التي بدأت المباراة، ويقول المدير الفني: «إنه فتى عمره 24 عاما، وتم الهجوم عليه بشأن حياته الخاصة، وقد رد بالطريقة المناسبة وأعتقد أن هذا الأمر قد أفاده». كما برأه غالياني نائب رئيس النادي أيضا بطريقة معينة، حيث قال: «هل تسألون عن سهرات عديدة يقوم بها؟ إذا كان ينزل بعدها ويقدم مباريات كهذه فبإمكانه أن يفعل ما يحلو له من وجهة نظري». وقد علق بواتينغ نفسه بعد المباراة قائلا: «كنت أعاني بعض الألم في الركبة وبقيت احتياطيا. هل كنت غاضبا؟ إنني لا أنظر خلفي أبدا، وسعيد لتسجيلي ثلاثة أهداف وبعودتي بالكرة إلى منزلي، لكنني سعيد خاصة بفوز الفريق». لم تكن مباراة نهائية، لكن هذه الكرة تحمل معها أشياء عديدة، مثل الإهداء لابنته جيرمين، 3 سنوات، وأهداف عديدة، وتأكيد مركز حيوي في فريق الميلان، وفكرة الصحوة التي تتجسد الآن. ويتابع اللاعب الغاني: «كانت مباراة لا تصدق، وقد بتنا أقرب لفرق الصدارة، وما زال يتعين علينا التعافي لكننا نعلم قوتنا. اللعب يكون على أفضل مستوى دائما، لكنني أستشعر كوني مهما لهذا الفريق». يذكر أن المرة الوحيدة التي نجح فيها لاعب من تسجيل ثلاثية بعد نزوله من مقعد البدلاء كانت من نصيب بييترو أناستازي، في عام 1975، ولم يحققها أحد قبله في الميلان، وحينما يقوم شخص ما بشيء مستحيل فإن الحظ يريد أن يبعث بشيء ما.

وصرح غالياني: «سأطلب من رابطة الأندية الإيطالية أن تطبق فكرة غريبة، وهي أن تلعب في الثانية عشرة والنصف ظهرا (مثل مباراة أول من أمس) الفرق التي لديها ارتباطات الثلاثاء في دوري الأبطال وليس الأربعاء. في الليلة بين الأربعاء والخميس لا ينام اللاعبون من فرط الحماس، ويوم الخميس يستعدون من الثامنة صباحا ومن ثم فهم لا ينامون. إن لاعبينا ينامون قليلا أو بشكل سيء منذ أربع ليال تقريبا، بينما نزل بواتينغ في موعد آخر، الواحدة ظهرا، وسجل أهدافا. هذه مزحة، لكنني أرى الأمر هكذا فعلا». إذن، من الجميل السهر ليلا والنوم صباحا، «هذه نظرية الميلان الجديدة»، تابع نائب رئيس النادي. لقد تحسنت الحالة المزاجية تحديدا. وتزداد الراحة مع مشاهدة أهداف ديربي مانشستر في التلفزيون، حيث أضاف غالياني: «بالوتيللي عشق كبير لي. هل سينتهي به الحال معنا؟ ومن يدري. إلى الآن ما زال عشقا وكفى». وهو الأمر الذي ليس من شأنه التسبب في رحيل إبراهيموفيتش، ويقول غالياني: «إبراهيموفيتش في حالة جيدة جدا هنا وبالطبع باق على الأقل حتى نهاية تعاقده. بالوتيللي حلم، لكن زلاتان وبواتينغ قد يكونان بحالة جيدة للغاية معا، وسيكملان بعضهما البعض». وعن بواتينغ يقول: «لقد فتح المباراة، لكن باقي الفريق أيضا لعب بشكل جيد».

حينما تصادف مباراة كهذه، يبرز التساؤل ماذا حدث خلال الاستراحة؟ وبأي طريقة يجد فريق متأخر بثلاثة أهداف قوة روحه في ربع ساعة من أجل الصحوة والتعادل والفوز مباشرة؟ ويشرح السويدي إبراهيموفيتش: «بين الشوطين الأول والثاني كان أليغري هو الوحيد المؤمن بالفوز، وقد قال لنا كل على حدة ماذا يتعين علينا القيام به، وكان المفهوم الأساسي هو اللعب بهدوء، وأنه ما زال ممكنا الفوز بهذه المباراة». لقد فضل المدير الفني طريق التحفيز على طريق الصفعات وكان محقا. ويحلل أليغري: «نحتاج 12 نقطة في أربع مباريات مقبلة لنجد أنفسنا على القمة. هل كانت بداية المباراة كارثية، لكن المنافس لم يكن بإمكانه المواصلة 90 دقيقة هكذا، مثلما لم يكن ممكنا بالنسبة لنا لعب 90 دقيقة هكذا. سأكرر الاختيارات التي قمت بها لو تكرر الأمر، ومرات عديدة لعبنا برؤوس الحربة الثلاثة وسارت الأمور على نحو جيد، وللأسف حينما لا تضع نفسك في تساو مع الخصم في الركض فإنك تواجه صعوبة. لست قلقا، ولا بد من رؤية الأمور من منظور إيجابي».