سعيد عبد الغفار: فكرة دورة الألعاب الأولمبية الخليجية ظهرت قبل 28 عاما

مسؤول المكتب التنفيذي أكد أن تعدد الاستحقاقات وراء إقامتها كل 4 أعوام

TT

-كشف رئيس المكتب التنفيذي لدورة الألعاب الخليجية الأولى بالبحرين وأمين عام اللجنة الأولمبية الإماراتية سعيد عبد الغفار عن أن فكرة هذه الدورة بدأ التفكير فيها عام 1983، موضحا أنها لم تتبلور بالشكل المطلوب إلا قبل أعوام قليلة لترى النور في العاصمة البحرينية المنامة، حيث اختتمت قبل أيام بعد أن أظهرت منافساتها مستويات كبيرة في كل الألعاب.

وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الحقيقة أن البحرين أعطت انطباعا رائعا وإيجابيا، والكل في الخليج أصبح متشوقا ومتطلعا لخوض التجربة بمزيد من الأفكار الناجحة ما دامت قد نجحت على هذا المنوال، وأنا متأكد أن الإخوة في السعودية سيقومون بتوفير كل الإمكانيات لإنجاح الدورة التالية، خصوصا وأن السعودية سبق وأن نظمت دورات أكبر بكثير ولديها القدرة على تقديم الإضافة».

وأوضح عبد الغفار أن إقامة الدورة كل عامين بدلا من كل أربعة أعوام أمر صعب تحقيقه، وأضاف: «تم الاستقرار على إقامة المنافسات كل 4 أعوام وفي الأعوام الفردية فقط حتى لا تتضارب مع مواعيد الدورات الأولمبية، وسيكون من الصعب إقامة المنافسات كل عامين، وذلك بسبب كثرة الاستحقاقات وازدحام جداول المشاركة في البطولات، خصوصا في دول الخليج».

وأضاف أمين عام اللجنة الأولمبية الإماراتية: «أنا قادم من خلفية كرة القدم على اعتبار أنني في الأساس نائب رئيس اتحاد الكرة الإماراتي، وهذه الدورة أعطتني فرصة أكثر من رائعة للاطلاع على باقي الألعاب عن قرب، وفي الحقيقة فوجئت بأمور كثيرة لم أكن أعلمها من قبل، حيث شاهدت مستويات مميزة لنجومنا الخليجيين في باقي الألعاب، فشاهدت في السباحة التفوق الكويتي، وفي ألعاب القوى التألق العماني، والقطري في منافسات العدو، والكويتي في مسابقات الرمي والميدان، كذلك كان هناك التفوق البحريني في ألعاب الطائرة واليد إضافة إلى القدم»، وزاد: «هذه الدورة ستكون بمثابة محطة إعداد جيدة للرياضيين الخليجيين، وأنا متأكد من ذلك، وهو أحد أهم أهداف إقامة الدورة التي تعطي كل الدول الخليجية فرصة كبيرة لتطوير مستويات لاعبيها بالاحتكاك القوي وتبادل الخبرات، وهذه خطوة أولى ستتبعها خطوات أكثر على طريق تطوير الرياضة الخليجية»، منوها بأن زيادة أعداد ألعاب الدورة سيكون في مقدمة المواضيع التي ستناقش في الاجتماع المقبل، مؤملا أن يكون على هامش دورة الألعاب العربية بالدوحة حيث يحضر جميع أمناء سر اللجان الأولمبية الخليجية، على أن يتم خلال الاجتماع عمل تقييم شامل للدورة، مبديا تفاؤله بمستقبلها.

وحول اجتماعات المكتب التنفيذي وأهم الموضوعات المطروحة فيه للنقاش، قال: «في معظم الأوقات كانت اجتماعاتنا روتينية للغاية، فلم تكن هناك أي شكاوى أو تظلمات من أي وفد أو إداري أو لاعب، وهذا في حد ذاته دليل آخر على النجاح الكبير للدورة، وأهم ما ناقشناه في المكتب التنفيذي كان موضوع إلغاء مباراة السعودية وقطر في منافسات السلة لعدم التزام المنتخب السعودي بالزي المحدد من قبل، وهذا الموضوع حسمته اللوائح قبل أن يصل إلينا، ورجعنا لهذه اللوائح وقمنا باعتماد النتيجة، ولو تلاحظ فإن المنتخب السعودي كان يعلم صحة القرار والتزم به بروح رياضية وقام بمصافحة لاعبي المنتخب القطري وهنأهم».

وعن فرصة مشاركة المرأة في الدورات المقبلة، قال عبد الغفار: «الدورة المقبلة ستقام في السعودية، وحتى لا نسبق الأحداث لا بد أن يتم إعطاء الدولة المنظمة فرصة لطرح برنامجها، فكل دولة لها خصوصيتها، والسعودية سيكون لديها الكثير من الأفكار لإنجاح الدورة، ويجب أن لا نغفل أن هناك اهتماما كبيرا برياضة المرأة وهناك دورات خاصة بهم على مستوى كل الألعاب».

وفي تعليقه على مستقبل الألعاب الجماعية التي تصاحب كأس الخليج لكرة القدم قال: «ما دامت دورة ألعاب الخليج قد بدأت فمن رأيي أن تكون كأس الخليج لكرة القدم فقط، مثلما فكر فيها قادتنا ومسؤولونا من قبل، وفي الحقيقة فإن كل ما أتمناه بعد هذه الدورة أن يكون الجو العام لكأس الخليج لكرة القدم مثل ما كان عليه في (البحرين 11)، الكل يبارك والكل يضحك دون وجود مشاحنات في لقاء إخوة وأشقاء، وهذا هو الهدف الأسمى من الرياضة، لكن ما نراه في كأس الخليج غير ذلك من خلال مشاحنات داخل الملعب وخارجه وعلى صفحات الجرائد وأمام كاميرات التلفزيون، ونأمل من كل نجومنا ليس في الخليج فقط ولكن في كل الدول العربية أن يضعوا الصورة الجميلة لهذه الدورة نصب أعينهم، وأن يكون أساس المنافسة قائما على النيات الحسنة والمحبة والأخوة».

وعن المنشآت الرياضية العملاقة التي تم إقامتها خصيصا لاستضافة المنافسات في البحرين، أكد عبد الغفار أنه تحدث مع الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية وهنأه وبارك له على هذه الصروح الرياضية الكبيرة في مدينتي عيسى وخليفة، وأضاف: «هذه الصروح ستكون بمثابة محطات لتنظيم أكبر البطولات، ليس ذلك فقط، بل ستكون محطات لإعداد الرياضيين البحرينيين دون الحاجة إلى التدريب على منشآت الأندية، وهو ما سيعود في النهاية على الرياضة البحرينية بالإيجاب في المستقبل القريب، فالبحرين وضعت نفسها على المسار الصحيح وتعرفت أين تقع على الخارطة الخليجية ومن ثم العربية، وكل هذه أمور تحسب للقيادة البحرينية الرشيدة التي خططت لنهضة رياضية شاملة سيتم حصد نتائجها قريبا».

وفي ما يتعلق بالمشاركة الإماراتية في الدورة علق رئيس المكتب التنفيذي قائلا: «نحن راضون عما حققناه في الدورة مقارنة بالاستعدادات التي سبقت المشاركة، فعندما ننظر إلى العدد الإجمالي للميداليات التي حققناها سنجد أننا نأتي في المرتبة الثانية في الترتيب العام بعد الكويت، لكن حسابات الذهب هي التي جعلتنا نتقهقر للمركز الرابع، وهذا أمر طبيعي ومعروف، لكن ما أعنيه هو أننا كنا قريبين للغاية من الصدارة، صحيح أننا كنا نطمح للأفضل، خصوصا في ألعاب القوى والسباحة، ولكن الحمد لله، الشباب لم يقصروا»، وأضاف: «أنا شخصيا فوجئت بمستوى الألعاب الجماعية غير المرضي كالطائرة واليد بعد أن حصلنا على المركز الأخير، وهو أمر لا يليق بالفريقين، لكن في نفس الوقت منتخب كرة القدم نجح في تقديم مستويات جيدة وتمكن من تحقيق البرونزية رغم أنه أصغر الفرق المشاركة، كذلك هناك فريق كرة الهدف الذي قدم مستويات جيدة يشكرون عليها»، وزاد: «سمعت أن الاتحاد أعلن عن عدم مشاركة منتخب كرة اليد في دورة الألعاب العربية ولم يتقدم لنا أحد بشكل رسمي بخصوص هذا الموضوع، ولكن إذا كان الكلام صحيحا فهي خطوة جيدة من عندهم، وأنا أنصحهم بأن لا يشاركوا، خصوصا وأنهم حصلوا على المركز الأخير في الخليج، فماذا سيفعلون إذن في الدورة العربية؟ ونحن في اللجنة الأولمبية سنفتح ملف المشاركة وسيكون هناك تقييم شامل لكل من شارك في هذه الدورة، لأن زمن المشاركة من أجل المشاركة ولى وانتهى، ويجب أن يكون لدى الجميع الطموح والرغبة في الفوز، خصوصا وأننا لم نقصر في توفير كل سبل الدعم والإعداد الجيد للجميع، وعموما مشاركة الإمارات في ألعاب الدوحة ستكون كبيرة وعلى مستوى الحدث، خصوصا وأن الفرصة ستكون مفتوحة أمام رياضة المرأة، وأنا أشكر كل الاتحادات الإماراتية التي ساهمت في الإعداد المبكر للاعبين المشاركين في المنافسات، وأتمنى أن نوفق في تحقيق نتائج جيدة فيها».

واختتم عبد الغفار حديثه قائلا: «أشكر الإعلام البحريني بشكل عام على متابعته وتغطيته الواسعة لمختلف فعاليات الدورة، وأخص بالذكر اللجنة الإعلامية الرسمية للدورة وجهودها المتميزة».