خليل الزياني: وفاة «سلطان الخير» صدمة.. ووقفاته معي لن أنساها ما حييت

قال: إن ميوله «اتفاقية» من أجلي.. وقصة «امرأة مسنّة» قبل 30 عاما أبكتني

TT

أبدى نائب رئيس نادي الاتفاق ومدرب المنتخب السعودي وناديي الاتفاق والهلال سابقا، الخبير خليل الزياني، حزنه الشديد لوفاة ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، حيث عبر لـ«الشرق الأوسط» عن الحزن الكبير الذي خيم عليه فور سماعه لنبأ وفاة الأمير سلطان، قائلا إن مواقف ولي العهد الإنسانية دائما ما تعبر عما يحمله قلبه الذي احتضن الصغير قبل الكبير.

وأشار الزياني إلى أحد المواقف التي لن تفارق مخيلته إطلاقا، وذلك عندما اتصل به أحد المسؤولين في مكتب الأمير سلطان قبل ما يقارب الـ32 عاما يطلب منه ومن أخيه أن يبيعاه بيتا يملكانه في مدينة الخبر من أجل منحه لامرأة مسنّة لكي يحتضنها هي وأبناءها، بعد أن تقدمت بطلب للأمير سلطان بن عبد العزيز لتوفير مسكن تعيش فيه برفقة أطفالها، مضيفا: «فعلا، لقد تم بيع المنزل الذي نملكه لأحد مسؤولي مكتب الأمير سلطان الذي قام بدوره هو الآخر بتسليم المنزل لهذه المرأة المسنّة. لقد كان هذا الموقف عظيما، فالأمير سلطان، رحمه الله، معروف بإنسانيته وحنيته تجاه أبناء هذا الوطن».

وتابع: «لقد كان لي موقف شخصي مع الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، حيث كان ذلك بعد إجرائي لعملية جراحية في القلب عام 2007، حيث تلقيت مكالمة من مدير مكتبه محمد المري يطمئن فيها على صحتي، ويبلغني تحيات الأمير سلطان، رحمه الله، ويسأل عن حاجتي فيما لو رغبت في العلاج في الخارج، مؤكدا لي أن الأمير سلطان كان متابعا لوضعي الصحي على الرغم من أنه كان في تلك اللحظة في زيارة خاصة للعاصمة الروسية موسكو. لقد ساهمت هذه اللفتة في تخفيف معاناتي من المرض، فهو موقف لا يُنسى وسيبقى خالدا في ذاكرتي».

أما على صعيد اهتمامات الأمير سلطان بن عبد العزيز بالرياضة، فأضاف: «جميعنا يعلم أن عطاءه ودعمه كبير، سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية، ففي كل مناسبة كان يحقق المنتخب السعودي إنجازا فيها كان يستقبل أعضاء البعثة ويشكرهم على الجهود التي بذلوها، وفي أحد المواقف عندما كنا عائدين من سنغافورة محملين ببطاقة الصعود والتأهل لأول إنجاز خارجي للسعودية نحو أولمبياد لوس أنجليس عام 1984، طلب الأمير سلطان استقبال البعثة حيث قدم شكره وتقديره لجميع أفرادها على المجهودات التي قدموها في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لوس أنجليس، وكان وقتها قد قال عبارة أعتقد أنها هي أكبر حافز للاعبين السعوديين في مواصلة الإنجازات، وذلك عندما قال: (لو ذهب الأمير سلطان بجيشه البري والبحري والجوي إلى أحد المعارك وانتصر فيها لما استقبل لحظة عودته بذات الحفاوة التي استقبلت بها بعثة المنتخب السعودي أثناء عودتها من سنغافورة محملة ببطاقة التأهل لأولمبياد لوس أنجليس، فيجب أن تعلموا حجم الانتصار الذي حققتموه لبلدكم)، فهذه العبارات العظيمة كانت مؤثرة ولها صدى كبير لدى اللاعبين لتحقيق الإنجازات في المستقبل، وهو ما حصل حينما واصل المنتخب السعودي الإنجازات بتحقيق لقب كأس آسيا عامي 1984 و1988 على التوالي، بالإضافة إلى البطولة العربية، بجانب التأهل لأربع مرات متتالية لكأس العالم، فأنا أعتقد أن تلك الكلمات كانت مفتاح البطولات التي حققها المنتخب السعودي في تلك الفترة».

وواصل: «يكفي أي لاعب أن يصل مع فريقه إلى المباراة النهائية على كأس ولي العهد، فهذا يعتبر شرفا كبيرا لأي لاعب يشارك في هذا المحفل، حتى لو لم يكن أساسيا في اللقاء فإنه يكفيه أن يصافح الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، حتى لو لم يحقق فريقه اللقب، فالبطولة الحقيقية هي شرف السلام عليه، رحمه الله، فهو دائما ما يقوم أثناء تسليمه الميداليات الفضية لصاحب المركز الثاني في كأس ولي العهد بجبر خواطر اللاعبين الذين خسروا الفوز باللقب، وأن يشيد بالعطاء الذي قدموه في المباراة، قبل أن يثني على لاعبي الفريق البطل ويحثهم على مواصلة الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات، لذلك كلماته دائما ما تكون أكبر حافز لأي لاعب يحظى بشرف مقابلته والتحدث معه».

وتابع الزياني: «من أهم المواقف التي أفتخر بها كثيرا في حياتي، عندما التقينا بالأمير سلطان، رحمه الله، بعد تحقيق المنتخب السعودي للقب البطولة العربية، وأنا كنت وقتها أحد أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، فطلب ولي العهد، رحمه الله، لقاءنا بمناسبة تحقيقنا الكأس العربية، وكنت أثناء الاجتماع بالبعثة قريبا من الأمير سلطان، وكان قد سأله أحد الحضور عن الفريق الذي يشجعه بعد المنتخب، فالتفت برأسه وشاهدني أمامه وكان جوابه على السؤال الذي طرح عليه بأنه يشجع الاتفاق من أجل خليل الزياني، فأنا حينها اقشعر بدني من هول المفاجأة بأن أسمع هذا المديح من رجل بمكانة الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، فلقد كانت الأرض لحظتها لا تسعني من فرحتي الكبيرة بهذه الكلمة التي هنأني عليها جميع من سمعها من زملائي في اتحاد الكرة وقتها».

وأضاف: «لا يسعني إلا أن أقدم أحرّ التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، لوفاة أخيه وعضيده الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، فوفاته كانت خبرا محزنا حلّ على جميع أبناء هذا الوطن، كيف لا وهو صاحب القلب الكبير والحاني الذي احتضن كل محتاج ملهوف؟ فلو لم نكن مؤمنين بأن هذا قدر الله لكان حزن وفاته سيلازمنا طوال حياتنا. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون».