الاتحاد يرمي بثقله الفني و«التاريخي» لانتزاع بطاقة النهائي من فك تشونبوك الكوري

باخشوين حذرهم من كرات «المنافسة» الثابتة.. وطالبهم باللعب المتوازن

TT

تواجه الكرة السعودية تحديا هاما في اللقاء الذي سيجمع ممثلها الاتحاد بمضيفه تشونبوك الكوري الجنوبي اليوم الأربعاء في إياب دور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا على ملعب مدينة جيونجو عند الساعة الـ1:30 ظهرا، بعد أن انتهت مواجهة الذهاب بفوز للفريق الكوري 3 - 2، ويخشى السعوديون تكرار ما جرى لأنديتهم في النسخة الماضية بعد أن ودعت الفرق الـ4 المشاركة قبل بلوغ المباراة النهائية، إلا أن الاتحاديين قدموا إلى كوريا وهم يضعون الفوز نصب أعينهم، مستحضرين في أذهانهم النتيجة التاريخية التي تحققت لهم عام 2004 حينما خسروا في ذهاب النهائي أمام فريق سيونغنام الكوري الجنوبي 3 - 1 في جدة وتمكنوا إيابا من تحقيق نتيجة تاريخية بلغت 5 أهداف دون مقابل، محققا بذلك لقب البطولة وسط غياب تام للتكهنات بانتصاره. واليوم لاعبو الاتحاد يحدوهم الأمل في العودة إلى أجواء المنافسة رغم أن الخصم أصعب مما سبق، ولكن ستكون خبرة المعتركات الآسيوية حاضرة تدعمها دعوات الملايين من الجماهير السعودية التي تمني النفس بأن تكون عودة الكرة السعودية إلى اعتلاء عرش القارة الصفراء عبر الاتحاد، خصوصا وأن الأخير أعد العدة بشكل جيد لإسقاط خصمه واقتصاص الهزيمة التي مُني بها في مباراة الذهاب، حيث سيعتمد في هذا اللقاء على تأمين المناطق الدفاعية، ومن ثم البحث عن تسجيل الأهداف بكل الطرق المشروعة وبشتى الوسائل المتاحة، وهو قادر على فعل ذلك، لا سيما أنه عادة ما يظهر بشكل جيد أمام الفرق الكورية على أرضها وبين جماهيرها، ويعلم جيدا أن تسجيله لهدف مبكر سيحول الضغط النفسي إلى الخصم، وسيرفع من معنويات لاعبي الاتحاد.

ومن المرجح أن يدخل الاتحاد بقائمة أساسية تضم مبروك زايد، ومشعل السعيد، وحمد المنتشري، وأسامة المولد، وراشد الرهيب، وسعود كريري، ومحمد أبو سبعان، وباولو جورج، ومحمد نور، والبرازيلي ويندل، ونايف هزازي. والنتائج التي تؤهل الاتحاد هي الفوز 2 - 0 أو 3 - 1، وستمتد المباراة للأشواط الإضافية في حال فوز الاتحاد 3 - 2، ناهيك بالفوز بنتيجة أكبر من الثلاثة فهي كافية لتحقيق التأهل للفريق الاتحادي، ما عدا ذلك فسيكون التأهل من نصيب فريق تشونبوك الكوري.

مدرب المنتخب السعودي للناشئين الوطني عمر باخشوين استعرض إمكانات الفريقين الفنية، مبينا الحلول المتاحة أمام مدرب الاتحاد البلجيكي ديمتري دافدوفيتش، لإدراك التأهل، وللحد من خطورة الوصول الكوري لمرمى الاتحاد، كما وضح خلال رؤيته الفنية لـ«الشرق الأوسط» نقاط الضعف والقوة لدى الفريقين.

ابتدأ باخشوين حديثه بالتأكيد على خطورة فريق تشونبوك أثناء تنفيذه للكرات الثابتة، حيث استطاع بواسطتها إحراز هدفين في مباراة الذهاب، وهو يحسن اختصار المسافات عبر نقل الكرة السريع من الهجوم للدفاع والعكس، كما أنهم يمتلكون معدلا تهديفيا مرتفعا، ومباراة الذهاب تعكس ذلك الأمر، حيث انتهت بـ3 - 2 لصالح الكوريين، وعليه فإن الحلول المتاحة أمام الاتحاد هي الأداء الهجومي المتزن، بعيدا عن الاندفاع المطلق، وأن يلعب الممثل السعودي ككتلة واحدة دون الاحتفاظ بالكرة لمدة طويلة، فلا بد من النقلات السريعة التي تبرز قوة الفريق الاتحادي لأنهم الأقوى هجوميا والأكثر قدرة على السيطرة، ولكنهم أضعف من حيث الانضباط التكتيكي وترابط الخطوط، والمباراة لن تكون سهلة ولكن لن تبلغ غاية الصعوبة، ومن الطبيعي أن لا يستعجل الكوريون زيارة المرمى السعودي، على اعتبار نتيجة مباراة الذهاب، فالضغط أكبر على الفريق الاتحادي، لذا سيبحثون بشكل أكبر عن الفوز، لذلك فهم مطالبون بالتركيز للتسجيل في الشوط الأول.

وحول العناصر الأنسب لخوض النزال، قال باخشوين: «يصعب تحديد القائمة الأفضل التي بإمكانها أن تحقق نتيجة إيجابية في هذه المواجهة لاعتبارات تفوق قدرات اللاعب وإمكاناته، فالمسألة تعود إلى مدرب الفريق، فهو الأقرب إلى اللاعبين ويعرف من الأكثر جاهزية، وأرى أن الاتحاد عليه أن يلعب بمهاجمين، وبوجودهما سيضرب القلق دفاعات الفريق الكوري كما سيتسبب ذلك في الضغط على المستضيف في هذه المباراة تحديدا، وفي حال فقدان الكرة يتوجب على الاتحاديين التراجع السريع، وعدم التهاون في أمر الانتقال من الدفاع إلى الهجوم والعكس، وبالكيفية الأسرع، ولاعبو الاتحاد يتميزون بالمهارة، وقدرتهم على الوصول إلى مرمى المنافس، وعليهم أن يحسنوا التعامل في بناء الهجمة بالتوازن الأفضل مع استخدام الحلول الفردية في الثلث الأخير من الملعب».

وأضاف باخشوين: «دفاع وهجوم الاتحاد يتسلحان بخيارات متعددة كالتسديد من خارج المنطقة، ولعب الكرات الرأسية التي يتميز بها أكثر من لاعب اتحادي وليست حكرا على لاعبي الهجوم، وتتجاوزهم إلى لاعبي الوسط كسعود كريري الذي يوجد داخل الـ18 أثناء تنفيذ كرة ثابتة لفريقه، وكذلك الحال للمدافعين حمد المنتشري وأسامة المولد، وكثيرا ما يسجل هؤلاء اللاعبون من الكرات الرأسية، لذا لا يعرف الاتحاد هدافا معينا في ظل وجود هدافين متعددين، ولدى الفريق عدة لاعبين من فئة النجومية الفائقة (سوبر ستار) كالبرازيلي ويندل وقائد الفريق محمد نور والبرتغالي باولو جورج، وهم يملكون حلولا فردية مهارية مميزة، وبصفة عامة يمتاز لاعبو الاتحاد بالقوة البدنية وطول القامة، وعليهم استثمار ذلك في الكرات العرضية، وعليهم أن يحذروا من كرات تشونبوك الثابتة وسرعة ارتداد الهجمة، وعليهم حرمان الفريق الكوري من المساحات لأنه أسرع في الاندفاع نحو المقدمة.