يستحق عمر كرة القدم الإيطالية الطويل الإشادة، كما يشير ذلك إلى عمر إيطاليا الطويل أيضا. على أية حال، إن اللاعب توتو دي ناتالي، مهاجم أودينيزي الذي بلغ من العمر 34 عاما مؤخرا، هو المرشح الإيطالي الوحيد في «القائمة الطويلة» للفوز بجائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في العالم. وبعيدا عن مباريات المنتخب، لا يلعب دي ناتالي في ناد كبير (ولكنه على رأس ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي)، وهو من هدافي الدوري الإيطالي (سجل 29 هدفا في موسم 2009 - 2010 و28 هدفا في الموسم التالي وستة أهداف في الموسم الحالي) وهو يستحق ذلك. ويمثل هذا الأمر نصف خطوة إلى الأمام مقارنة بالنتائج المحبطة في العامين الأخيرين، حين اختفى اسم المرشحين الإيطاليين للفوز بجائزة الكرة الذهبية.
قائمة قصيرة: قبل الابتهاج، علينا أن نحافظ على الهدوء، حيث تمت إضافة اسم دي ناتالي إلى قائمة المرشحين الـ50 (التي وضعتها اللجنة الفنية للاتحاد الدولي لكرة القدم)، ولكن بدءا من أول شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، سيتم تقليص القائمة إلى 23 مرشحا فقط (وفقا لتصويت «المختصين»)، ولم نقل إن مهاجم أودينيزي سينجح في اجتياز الاختيار الثاني. يذكر أن آخر المرشحين الإيطاليين في القائمة القصيرة في عام 2008، كان جيجي بوفون (5 أصوات نهائية) ولوكا توني (دون أصوات).
تاريخ الاحتفالية: في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، سيتم الإعلان عن أسماء المرشحين الثلاثة النهائيين، الذين تم اختيارهم وفقا لتصويت اللجنة الفنية، وهم قائدو فرق المنتخبات ويتصدرون الصحف العالمية. وسيقام حفل تسليم جائزة الكرة الذهبية في التاسع من يناير (كانون الثاني) 2012 في مدينة زيورخ السويسرية، في بلد بلاتر، رئيس الفيفا الحالي.
ترتيب جيد للمدربين: بينما تقاوم إيطاليا في الترتيب الآخر الخاص بالمدربين (الذي نشأ في عام 2010، حينما حلت فيه الفيفا محل مجلة «فرانس فوتبول» في تنظيم الجائزة). والمدربون الإيطاليون المرشحون للجائزة هم ثلاثة على الأقل: ماسيميليانو أليغري وروبرتو مانشيني وفابيو كابيللو، في صحبة جيدة لغوارديولا ومورينهو ولوف وفياس بواس وبلان وتاباريز وديل بوسكو وفيرغسون وهيدنيك، بالإضافة إلى أسماء أخرى. ومن هذه القائمة سيتم اختيار 10 مرشحين، ثم ثلاثة مدربين نهائيين سيتنافسون على الفوز بالجائزة. إسبانيا الخارقة: ومن الطبيعي، أن يكون بين المرشحين العديد من الإسبان، أو بشكل أفضل وأكثر تحديدا؛ الكثير من لاعبي برشلونة (9 مرشحين بدءا من ميسي إلى أبيدال مرورا بإنيستا وتشافي وبيول وبيكي وفابريغاس وفيا وألفاريز) والعديد من لاعبي ريال مدريد (كاسياس وشابي ألونسو وكريستيانو رونالدو وأوزيل وخضيرة)، والكثير من ألمانيا (نوير وشفاينشتايغر) وروني وبعض «الإيطاليين» الآخرين (على الأقل مايكون وفورلان).
جائزة مزدوجة: نشأت جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في عام 1956 ونظمتها مجلة «فرانس فوتبول»، بينما نشأت جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم في عام 1991 ونظمها الفيفا. وفي عام 2010، أثناء بطولة المونديال في جنوب أفريقيا، قام بلاتر بالاتفاق مع المجلة الفرنسية لتوحيد الجائزة، وفاز بها العام الماضي اللاعب ميسي والمدرب مورينهو.
إن أحد الأشياء التي تجعل توتو دي ناتالي غاضبا هي عندما يقولون أو يكتبون عنه إنه ليس حاسما في البطولات الأوروبية ولا يصنع فارقا في الملعب. وفي هذه المرحلة الأولى، لعب المهاجم بشكل جيد للغاية في التحدي المضاعف في مباراتي الدور التمهيدي لبطولة دوري الأبطال أمام فريق آرسنال (على الرغم من خطئه في ركلة جزاء حاسمة) وأمام فريق رين الفرنسي. كما عاد دي ناتالي أول من أمس لتصدر ترتيب أفضل هدافي الدوري الإيطالي بتسجيل ستة أهداف في سبع مباريات، وسدد آخر هدف ثمين من ركلة ثابتة أمام فريق نوفارا في المباراة الماضية. وهو الأمر الذي يعد أفضل عمل للمهاجم توتو حتى الآن بأهدافه الحاسمة التي تحافظ على صدارة فريق أودينيزي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وفي دوري الأبطال. ولم يستطع برانديللي، مدرب المنتخب، أن يبقى صامتا أمام الـ8 إنجازات الجميلة للمهاجم توتو، وأكد مفهوم تم التعبير عنه من قبل، قائلا: «إذا كرر دي ناتالي ما فعله من إنجازات، سأكون مضطرا لأن أضعه في الحسبان في بطولة أمم أوروبا 2012، فهو بطل حقيقي». إذن، قد يفكر برانديللي في استدعائه في اللحظات الأخيرة لبطولة أمم أوروبا 2012 التي ستبدأ في يونيو (حزيران) المقبل، ولن يرفض توتو، الذي طالما احترم مشروع المدرب التكتيكي، كما فسر ذلك، قائلا: «إذا استدعوني سأكون جاهزا، ولكني أفهم وأقبل باختيارات المشروع الفني الجديد». إن دي ناتالي يشعر ويعلم أنه بطل، وعندما توجه إليه بعض النقد القوي بشأن غياب شخصيته في الملعب في البطولات الأوروبية، دافع عن نفسه وهو يتطلع إلى الأمام، قائلا: «لا أحد، علاوة على توتي وديل بييرو، على مستوى التهديف، سجل ما سجلته أنا في إيطاليا». هذا صحيح، كما يمكنه أن ينجح مباشرة في الفوز بلقب أفضل هدافي الدوري الإيطالي للمرة الثالثة على التوالي.
آراء عالمية: ومن أجل تتويج المهاجم، أكثر مما فعله الراعي الفني الذي صنع عرشا خصيصا له، فكر في ذلك كبار كرة القدم الإيطالية. وقد صرح مارشيللو ليبي، مدرب المنتخب الإيطالي السابق لبرانديللي، قائلا: «إنه لاعب فذ وخارق، ويمتلك القدرة والنضج، ولديه العديد من الإنجازات، ولكن بإحرازه الأهداف أصبح قاتلا، حيث يوجد في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. ويقدم الدوري الإيطالي دي ناتالي عملاقا، ويبدوا لي أن برانديللي قد عبر عن رأيه بالفعل في ما يخص استدعاء اللاعب إلى المنتخب الإيطالي». كما يضيف روبرتو دونادوني، مدرب فريق كالياري السابق، الذي اعتقد أكثر في انضمام توتو إلى المنتخب الإيطالي، قائلا: «وفقا لما يفعله المهاجم، فهو يستحق قميص المنتخب، وبعيدا عن الإعلام، فهو لديه الكثير من الأرقام واللعب الرائع والهدوء الذي تمنحه إياه البيئة المحيطة به». أصوات الرعد: ومن هداف إلى آخر، قام جيجي ريفا، صاحب الرقم القياسي لهدافي المنتخب الإيطالي ورئيس بعثة المنتخب الإيطالي، بتهنئة توتو، قائلا: «أحرز اللاعب أرقاما مميزة، ويرى المرمى مثل قليل من اللاعبين، فهو لاعب كامل، وإن علاقتنا مع المنتخب كانت دائما ممتازة أيضا لأنه شخص متحفظ يعرف جيدا كيف يتصرف، ويروق لي كثيرا».