الإنتر يبحث عن الفوز الثاني له على التوالي أمام أتلانتا في الدوري الإيطالي اليوم

المهاجم الأرجنتيني ميليتو يحاول إثبات ذاته لضمان الاستمرارية في المشاركة

TT

في وقت مضى كان الأرجنتيني ميليتو، لاعب الإنتر الملقب بالأمير، غير قابل للمساس. ذلك لأن مدربي الفريق كانوا يضعونه دائما داخل الملعب وهو بعين معصوبة أيضا، كان يسكن الكرة الشباك. أما اليوم فقد بات ميليتو عابسا، فقد جلس حزينا على مقاعد البدلاء طوال مباراة فريقه الفائتة أمام كييفو غير أنه كان بالأحرى غاضبا بداخله. ومن المفترض أن يشارك الأمير في لقاء أتلانتا اليوم منذ البداية. إن ميليتو شأنه شأن بقية اللاعبين الأرجنتينيين في صفوف الإنتر لا يهوى اللجوء إلى المشاجرات بل ينتظر فحسب الفرصة، داخل الملعب، التي يرد من خلالها على من يقول: إن ميليتو لم يعد لديه ما يقدمه.

الجحر المنحدر: من المؤكد أن ميليتو يعاني اليوم من ألم كثرة الجلوس على مقاعد البدلاء وأنه خلال عام ونصف العام تحول من المشاركة طوال المباريات إلى عدم نزول الملعب مطلقا (مثلما حدث في لقاء كييفو المنصرم). إن الأمر أشبه بالحجر الذي دائما ما يهوي للأسفل ولكن في انتظار أن ينشط من جديد ويصعد مرة أخرى. فبعد الأقدام الرائعة التي رأيناها في ثلاثية الإنتر عاش ميليتو موسما غير موفق خلال الموسم الماضي، فقد تعرض اللاعب إلى 5 إصابات وانتكاسات، وكان موسما استحق الخوف. ولكن تمكن أيضا من التواجد في مباراة كأس السوبر الإيطالية أمام روما في مستهل الموسم الماضي وكذلك في بطولة كأس العالم للأندية في أبوظبي وشارك دائما كلاعب أساسي وكذلك خلال لقاء روما في نصف نهائي بطولة كأس إيطاليا. ولكنه كان موسما مرعبا شهد تساؤلات بشأن حالة عضلات اللاعب أكثر من الثناء عليه. ولم يستطع الأمير خلاله سوى تسجيل 8 أهداف منهم هدف في بطولة كأس العالم للأندية وآخر في بطولة الشامبيونز ليغ.

التحرك الهرمي: كل ذلك حدث وسط حالة من الانتظار لعودة اللاعب من جديد إلى تألقه وفي لحظة بعينها يبدو أن الوقت قد حان لذلك بالفعل. ذلك لأن غاسبريني وصل إلى مقعد مدرب الإنتر، واستطاع ميليتو أن «يعثر» على مدربه من جديد. لقد كان الأمر بالنسبة لميليتو مثل المؤشر الواضح الذي ينبعث من شخص جاء لينقذه، علامة مضيئة في وسط البحر. ولم يكن غاسبريني، مدرب الإنتر السابق، يضع ميليتو مطلقا موضع السجين بل كان باتزيني، مهاجم الرفيق، هو اللاعب الذي يتعين عليه المشاهدة من الخارج والأمير الأرجنتيني هو من ينبغي عليه المشاركة دائما. ولكن كان نتاج مجموعة من الأحجار بالمعدة حيث كان وقتها باتزيني يعاني في صمت. وبينما كان موراتي، رئيس نادي الإنتر، يثني كثيرا على باتزيني وضرورة مشاركته مع الفريق لم يقم غاسبريني بضمه إلى القائمة التي خاضت مباراة نوفارا في مستهل الموسم الحالي وفضل الدفع بكاستاينوس، الذي نزل الملعب يوم الأحد الفائت بدلا من باتزيني على حساب ميليتو. لقد كان غاسبريني يرى في ميليتو المهاجم الأساسي للإنتر وباتزيني بديلا له وأنه لا يمكن للاثنين أن يتواجدا سويا داخل الملعب ولذلك كان ميليتو مرشحا للميلاد من جديد. وكانت حصيلة ذلك 3 أهداف (اثنان من ضربتي جزاء أمام باليرمو وبولونيا وهدف أمام باليرمو). ولكن غاسبريني رحل عن الإنتر ووصل كلاوديو رانييري وتغير النظام الهرمي. وصرح المدرب الجديد لفريق الإنتر على الفور بصدد ميليتو وباتزيني قائلا: «بإمكان الاثنين أن يلعبا سويا». وبالفعل هذا ما حدث؛ على سبيل المثال في موسكو خلال مباراة دوري الأبطال منذ الدقيقة الأولى للقاء وفي مباراة كتانيا بالدوري المحلي. ولكن قائمة الإنتر في محتواها تشتمل على اسم مهاجم أول وآخر ثان: الأول هو باتزيني والثاني هو ميليتو.

من أجل مباراة اليوفي: والآن ينتظر الأمير الأرجنتيني العودة إلى المشاركة أساسيا مع فريقه بعد الـ13 دقيقة التي لعبها أمام ليل الفرنسي والجلسة الكاملة التي أمضاها على مقاعد البدلاء أمام كييفو في الجولة الماضية. وقد صرح رانييري بهذا الصدد قائلا: «ليس هناك أي رفض تجاه مشاركة ميليتو، وذلك لأنه سيلعب المباراة القادمة أمام أتلانتا». وهذا ما سيأخذه ميليتو طريقا للوصول إلى مباراة اليوفي بعد المقبلة أساسيا وربما أيضا إلى جانب باتزيني.

تجديدان على الأقل: أما بالنسبة لتشكيلة فريق الإنتر التي ستواجه أتالانتا اليوم، فالأمر المؤكد هو مشاركة ميليتو وستانكوفيتش منذ البداية. ومن المحتمل أن يأخذ الأمير مكان باتزيني (الذي دائما ما يشارك من الدقيقة الأولى منذ وصول رانييري إلى الفريق). أما ستانكوفيتش فربما يكون بديلا لتياغو موتا الذي شارك في 3 مباريات متتالية بعد شهر ونصف من التوقف. ولكن آجلا أم عاجلا يتعين على رانييري أيضا منح كامبياسو وزانيتي بعض الراحة وهو ما يجعل اللاعب الشاب أوبي في حالة استعداد دائم. أما في خط الدفاع فليس من المحتمل حدوث أي تغييرات أمام أتلانتا اليوم حتى وإن كان مايكون يشعر ببعض الألم في الركبة التي خضعت للتدخل الجراحي في شهر أغسطس (آب) المنصرم. ولكن لو أن كلاوديو سأل مايكون هل يحتاج إلى راحة، بماذا تعتقدون أنه سيرد عليه؟