جماهير اليوفي ترفع اللافتات في مباراة جنوا اعتراضا على رحيل ديل بييرو

كوالياريللا يبحث عن مكان أساسي في الفريق منذ بداية الموسم لكن دون جدوى

TT

ليس للحب أجل ينتهي فيه، وليس هناك توقيع يشهد عليه. وليس هناك عقد يؤكده. إنهم سيعشقونه على الأقل حتى 30 يونيو (حزيران) 2012، فهم يحبونه وكفى. سيظل الحب بين أليساندرو ديل بييرو، قائد فريق اليوفي، وجماهيره إلى الأبد، وليس هناك أدنى احتياج لشرح سبب هذا الحب. أسالوا الأطفال عن السبب، هؤلاء الصغار سيقولون لكم يلعب الفريق في كرة القدم بـ11 لاعبا، وحامل القميص رقم 10 في فريق «السيدة العجوز» هو ديل بييرو. وكان يوجد يوم السبت الماضي في استاد فريق يوفنتوس مناخ من التوديع والرحيل: لافتات وذكريات. ولكن من يعرف أليساندرو، يدرك جيدا من يكون، ويطالب بأن يظل موجودا في الفريق. لقد تدرب ديل بييرو بطريقة استثنائية، ولا يزال لديه رغبة قوية في تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات.

لافتات: وعلى العكس، لقد عاشت الجماهير هذا الأسبوع بطريقة مختلفة وخاصة. كما لو كانت مباراة اليوفي مع فريق جنوا، عقب تصريحات أندريا أنيلي، رئيس نادي «السيدة العجوز»، توضع محل اهتمام ليس من أجل ترتيب جدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ولكن لإظهار الحب تجاه قائد الفريق. كانت توجد العديد من اللافتات في مدرجات يوفنتوس ومكتوب عليها: «ديل بييرو يجدد عقده حتى سن 40 عاما»، و«أندريا أنيلي، اليوفي لا يُخذل»، و«أليساندرو هو الحب الوحيد»، و«لو كنت أعرف ديل بييرو، لما اشتريت نجما»، وأخرى «تذكر عزيزي الرئيس أن اليوفي يساوي ديل بييرو»، «لا نتصور فريق اليوفي من دون ديل بييرو»، و«ارفعوا أيديكم عن ديل بييرو، فالتاريخ لن يرحل»، و«لا مساس بديل بييرو»، و«لا يوجد يوفنتوس من دون ديل بييرو». وبدأ الجزء الأول من الاحتفال به بمجرد ظهوره في أرض الملعب. وكان كل الاستاد يغني له منذ الدقيقة 14، وقام أليساندرو بتحية الجماهير رافعا ذراعه عاليا. وفرح كثيرا عندما أحرز ماتري الهدف الأول في الدقيقة السادسة من الشوط الأول، وغضب بشدة عندما تعادل فريق جنوا. وفي الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني، نهض قائد فريق اليوفي من أجل الإحماء، وفرحت الجماهير بجنون لذلك. ومن المستطيل الأخضر، كانت الجماهير تهتف بفرحة شديدة بنتيجة 2-1. ومع ديل بييرو، كان يستعد أيضا باتسينزا، لاعب وسط اليوفي، الذي نزل إلى أرض الملعب قبل قائد الفريق. كان يعتقد أليساندرو أنه هو من يتعين عليه القيام بذلك، بسبب بعض الكلمات التي تبادلها مع أنطونيو كونتي، مدرب اليوفي، وتوجيه النظرات والتحركات واللقطات نحو مقعد البدلاء الذي كان يجلس عليه. ولا شيء، فقد تعين على اللاعب كرازيتش النزول، وبدأت الجماهير تبدي استياءها. وسجل فريق جنوا هدفه الثاني، وأخيرا نزل أليساندرو للمشاركة مع الفريق. لقد شارك على مدار 410 ثوان بما في ذلك الوقت بدل الضائع، وأظهر فيها إمكاناته ومهارته، ولكن في ما يتعلق بالمعجزات والأهداف لم يتم تجهيزها بعد.

الطمأنينة: ومن الطبيعي الآن توجيه الأسئلة حول لماذا لم يشارك ديل بييرو من بداية المباراة، أو لماذا تم تفضيل الدفع باللاعب كرازيتش خلال المباراة. إنها قرارات المدرب. واستطاع أنييللي أن يغلق حقبة ديل بييرو دون أي تأثير على الفريق لأنه يمتلك مدربا قويا مرتبطا بفريق اليوفي ارتباطا قويا، وقادرا على إدارة الأمور من دون قلق. وعلى سبيل المثال، كان لويجي ديل نيري، مدرب اليوفي السابق، ليتحطم بسبب مشكلة ديل بييرو، بينما ليس لدى أنطونيو كونتي أي مشكلة. وفي غضون ذلك، صرح بيبي ماروتا، المدير العام في فريق اليوفي، بهذا الصدد قائلا: «إن ديل بييرو مطمئن دائما، وأيضا في الأوقات الصعبة. ولقد تم استغلال التصريحات التي قالها رئيس اليوفي بحق أسطورة يوفنتوس». إنها عبارة أخرى تفوح منها رائحة الماضي، بينما يرغب أليساندرو ديل بييرو في أن يعيش الحاضر، على أمل أن يستغرق وقت مشاركته أكثر من 410 ثوان.

«دوام الحال من المحال»: ينطبق هذا القول المأثور تماما على فابيو كوالياريللا مهاجم اليوفي الذي كان قبل عام واحد يحتل مكانا أساسيا في فريق اليوفي تحت قيادة ديل نيري وسجل هدفين مع بداية الدوري وظهر بمستوى رائع. لكن الأمور تغيرت تماما الآن وأصبح ما كان يفعله كوالياريللا من واجبات الآخرين. ولعل الشيء الأسوأ في هذا الأمر هو أنه لا يوجد شخص مخطئ يستطيع اللاعب أن يلقي عليه باللوم. وكل ما يحتاج إليه كوالياريللا الآن هو الإصرار والتدريب الجاد والمستمر لاستعادة مكانته مع الفريق التي فقدها بعد تعرضه لإصابة شديدة يوم السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي غاب على أثرها بينما تبقى من الموسم الماضي وحتى الآن.

الأرقام: وتؤكد الإحصائيات الكثير من الحقائق القاسية بالنسبة للاعب. فهو لم يشارك حتى الآن سوى لـ10 دقائق فقط أمام فريق كاتانيا، بينما جلس في بقية مباريات اليوفي هذا الموسم على مقاعد البدلاء (أمام سيينا وبولونيا) أو خارج التشكيل تماما (أمام الميلان وبارما). وكان آخر هدف سجله كوالياريللا هو هدفه في مرمى كييفو يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) 2010.

مبدأ الجدارة: لكن وجود أنطونيو كونتي كمدرب لليوفي يعتبر ضمانا كبيرا من هذه الناحية. فقد أثبت المدرب خلال أسابيع قليلة ما قاله في بداية الموسم حول أهمية التدريبات وحول إشراكه لمن يظهر بمستوى جيد فيها دون أي أحكام مسبقة. وهو ما ظهر بوضوح مع بونوتشي الذي ظل على مقعد البدلاء 4 مباريات ثم نجح من خلال جديته في التدريبات في أن ينتزع مركزا أساسيا أمام الميلان ليضرب مثالا هاما لجميع اللاعبين الذين لا يشاركون بصفة أساسية.

اللياقة البدنية والذهنية: إن استعادة اللياقة البدنية والذهنية بعد إصابة صعبة مثل إصابة الرباط الصليبي ليست بالأمر السهل. وينبغي على كوالياريللا، الذي أظهر خلال الأسابيع الأخيرة نشاطا كبيرا في التدريبات، أن يثبت للمدرب كونتي أنه استعاد كامل لياقته البدنية وحرر ذهنه من الخوف من شيئين، هما الخوف المنطقي من تجدد الإصابة والخوف الأقل منطقية من المنافسة الداخلية داخل الفريق. ولا شك أن اللاعب سيعود إلى المشاركة مع الفريق إذا تمكن من استعادة مستواه المعروف، لا سيما أن التحول من طريقة 4-1-4-1 إلى 4-3-3 قد يفتح المجال أمام لاعب يمتلك نفس مواصفاته الهجومية في مركز الظهير الهجومي.