الميلان يسحق بارما برباعية ويقلص فارق الصدارة إلى نقطتين

نوتشيرينو صاحب الثلاثية أهدى الـ«هاتريك» إلى زوجته وأبنائه

TT

سحق فريق الميلان، حامل لقب إيطاليا الموسم الماضي، نظيره فريق بارما بأربعة أهداف مقابل هدف، وذلك في المباراة التي جمعتهما يوم أول من أمس الأربعاء على ملعب سان سيرو في ميلانو، ضمن مباريات الجولة التاسعة لدوري الدرجة الأولى الإيطالي. تقدم إبراهيموفيتش لأصحاب الأرض في الدقيقة 30 من الشوط الأول، ثم ضاعف نوتشيرينو لاعب الوسط القادم من باليرمو هذا الموسم النتيجة بعدها بدقيقتين، وفي الدقيقة 28 من الشوط الثاني سجل نوتشيرينو هدف التقدم 3-0، ثم حاول جوفيننكو تحسين موقف فريقه بارما وسجل في الدقيقة 33، لكن نوتشيرينو قضى على آمال الضيوف بإحرازه الهدف الثالث له «هاتريك» والرابع للميلان، لتنتهي المباراة بنتيجة 4-1. ورفع هذا الفوز رصيد الميلان إلى 14 نقطة احتل بها المركز الخامس وبفارق نقطتين فقط عن اليوفي المتصدر، بينما تجمد رصيد بارما عند تسع نقاط، في المركز 15.

إنه غير قلق بالنسبة لمولوده الثاني، والذي من المفترض أن يأتي في غضون أيام، لكن ما يقلق المدرب ماسيمليانو أليغري، المدير الفني للميلان، هو بعض الأخطاء التي رآها في الملعب، والتي تركت لديه بعض المرارة، أيضا بعد الفوز على بارما بهذه النتيجة الكبيرة. وحضر أليغري أمام الكاميرات التلفزيونية بوجه عبوس غير متوقع بعد مباراة كهذه، لكن الذنب لا يرجع لعدم توقيعه على عقد التجديد مع الفريق وإنما لشخصيته التي تسعى لإكمال كل شيء، ويقول: «بالفعل نحن في انتظار قدوم ولي العهد، ما زال هناك يومان أو ثلاثة، وفيما يتعلق بالعقد فقد تحدثت مع أدريانو غالياني نائب رئيس النادي، ونحن متفقان على كل شيء. عقدي ينتهي هذا الموسم مثل لاعبين آخرين، وليس ثمة مشكلة.

لم أكن أنتظر توقيع التجديد مسبقا، بل إن هذا يعد حافزا ممتازا لي. سنتحدث في هذا الشأن في المستقبل، وربما في شهر يونيو (حزيران). المهم الآن هو العودة للقمة، وأمامنا مباراتان للقيام بذلك ولا بد أن نفعلها».

بحث عن التوازن: لدى أليغري الآن شيء وحيد يفكر فيه، وهو النتيجة، وكل ما خلا ذلك يمكن انتظاره. ولهذا فقد غضب كثيرا في الشوط الأول، قبل أن ترجح ثنائية نوتشيرينو كفة الميلان. هذا الفريق لا يقبل أنصاف حلول، فإما أن يتأخر بثلاثة أهداف ويكون مضطرا لمواجهة المشقات السبعة من أجل الصحوة مجددا (مثلما حدث في ليتشي)، أو إنه يمسك بزمام المباراة في يده، وينهيها ويديرها. ويعشق أليغري (الذي افتقد خدمات أنطونيني صباح أول من أمس بسبب ألم في الكاحل) التوازن، ويتابع: «لدينا تراجع كبير في اليقظة، وعلينا إيجاد التركيز وإلا فستتعقد الأمور. في البداية كنا متراخين وبعدها دخل مرمانا هدف كان يمكن تجنبه، إلا أن الفوز كان مهما لأن الترتيب يطول الآن. يوم السبت أمام روما في العاصمة الإيطالية، ستكون مواجهة درع الدوري، ولا يمكننا التشتت. إبراهيموفيتش؟ عاجلا أو آجلا ستأتي ثلاثياته».

إيقاع لقب الدوري: إلى ذلك، حقق الميلان، بفوزه أول من أمس، أربعة انتصارات متتالية (ثلاثة في الدوري وآخر في دوري الأبطال)، وسجل 13 هدفا ودخل مرماه أربعة أهداف. منذ عام مضى، كان رصيد الميلان في أوقات كهذه 17 نقطة، وكان ثانيا بعد لاتسيو المتصدر. واليوم بعد ثماني جولات خاضها يبلغ رصيده 14 نقطة، ويبعد نقطتين عن الصدارة، وهو يحتاج ثلاث نقاط فقط ليكون الوضع مماثلا تماما، لكن خطوات الميلان الآن سليمة. أليغري لا يميل لرصد الإحصائيات، لأن آخر مرة صنع واحدة منها (العام الماضي) تعثر الميلان فجأة، لكن كان كافيا التحدث عن «شهور حاسمة» حتى يبدأ فريقه الركض كالفرس الحائر.

العودة للقمة: لم يفقد أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، تفاؤله قط، ويستمتع الآن بلحظة الانتصارات بعد الانتقادات التي تعرض لها الفريق، ويصرح «استعدنا خدمات العديد من اللاعبين، وكنا نعلم أنه يكفي صنع سلسلة بسيطة من الانتصارات للانتقال من مؤخرة الترتيب إلى المقدمة. مباراة ليتشي لا تصدق، وفي 112 عاما، هي تاريخ النادي، لم يحدث قط شيء كهذا. عقد أليغري؟ لن أتحدث فيه مثلما لا أتحدث عن كافة التجديدات الأخرى. الآن، يتعين علينا التفكير في مباراة روما فقط، فهي مباراة غاية في الصعوبة، ومواجهة لقب». وهي المباراة التي يريد الميلان الفوز بها للعودة إلى صدارة الترتيب في أقرب وقت ممكن.

هل رونالدينهو لم يعد موجودا وروبينهو قابع على مقعد البدلاء؟ لا مشكلة، فهناك «نوتشيرينو»، لاعب الوسط، والذي لا يحمل جنسية ولا أقداما برازيلية، لأنه عادة ما يركض أكثر مما يسدد بكثير، لكنه تمكن أول من أمس من القيام بالشيئين معا، ببساطة مذهلة. إن اللاعب المتحدر من نابولي قد رسم بألوان البرازيل. كل شيء يكمن في الروعة التي سجل بها هدفه الأول والثاني للميلان بالقدم اليسرى. في الواقع، يمتلك نوتشيرينو شيئا من الرفعة في القميص الذي يرتديه، وهو الذي يحمل رقم 22، وكان يرتديه من قبل كاكا، وقد أظهر أنطونيو أن العمال البسطاء يمكنهم أيضا طرق أبواب السعادة.

هدّاف: بالنسبة للاعب اعتاد الركض نحو الخصوم، فإن تحطيم الأرقام القياسية أمر سهل إلى حد ما. ويوم أول من أمس حقق نوتشيرينو اثنين منها، في البداية الثنائية، والتي تحولت بعدها إلى ثلاثية، فهو لم يسجل من قبل أكثر من هدف في مباراة واحدة في الدوري الإيطالي. ويمزح لاعب باليرمو السابق في نهاية المباراة «عادة ما أسجل ثلاثة أهداف في الموسم بأكمله». وعلى العكس، يجد نفسه الآن من بين المرشحين للقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف، ويتابع: «إنه أمر لا يمكن تخيله، لكنّ مهاجمينا سيعاودون التسجيل قريبا». بالفعل، الأرقام تشير إلى شيء ما، فمن 10 أهداف سجلها الميلان في الثلاث مباريات الأخيرة، هدفان فقط سجلهما مهاجمون.

إلى ذلك، ينتقل الميلان من ثلاثية لأخرى، وبعدما فعلها بواتينغ أمام ليتشي في المباراة الماضية، حمل أنطونيو نوتشيرينو الكرة معه إلى منزله، والذي تحول منذ مباراة باليرمو، أو بالأحرى في اللحظة التي نقله فيها المدرب أليغري من الجهة اليمنى إلى اليسرى. وإحقاقا للحق، كان قد بعث اللاعب نفسه رسالتين إلى مدربه (قال «المركز الذي أؤدي فيه أفضل هو يسار الوسط»)، وهو ما يؤكده أليغري الآن قائلا «لقد عاد إلى مركزه، فاللعب في الجهة اليمنى أو اليسرى يغير الكثير بالنسبة لوقت الاندماج في الفريق ورؤيته للملعب». فيما يتابع أنطونيو «أهدي الأهداف إلى زوجتي وأبنائي. هل لسنا ممتعين بعد؟ المهم هو أن نكون فاعلين ونعطي استمرارية، ونريد الوصول إلى فترة التوقف ونحن في الصدارة». هذا، بينما يعيد غالياني تذكر كاكا، وقال «من الجميل رؤية هذا القميص يحرز ثلاثة أهداف»، ويتذكر المفاوضات التي حملت نوتشيرينو إلى صفوف الميلان في آخر أيام سوق الانتقالات، حيث أضاف «قدمت عرضا صغيرا، وانتظرنا العصر كله ووقعنا العقد في الساعة السادسة والثلث مساء، إنها ضربة حظ». وأخيرا يقول «من وصفوه باللاعب العادي، أتصور أنهم قد يعتبرونه ظاهرة الآن». هذه الكلمات ربما تكفي نوتشيرينو.

على الجانب الآخر، قدم بارما نصف ساعة جيدة، وبعدها كان هناك الميلان فقط. ولا يتوقف فرانكو كولومبا، المدير الفني لبارما، عند النتيجة فقط وإنما يحلل أدق تفاصيل مواجهة سان سيرو، وهو راض على الأقل بالجزء الأول من المباراة، ويقول: «إذا كان لاعبو الميلان لم يتمكنوا من اللعب في نصف الساعة الأولى فالفضل في ذلك يرجع لنا. في البداية، قمنا بتغطية المساحات وقدمنا أداء كبير، بعدها دخل مرمانا هدفان في دقائق معدودة وتغيرت المباراة. لم نعد بعدها قادرين على القيام بهجمات عكسية، وفكرنا في بناء جمل تكتيكية وواجهنا خطر دخول مرمانا أكثر من أربعة أهداف».

تحقيق تسع نقاط في ثماني مباريات يعد شيئا كبيرا بالنسبة لفريق صغير، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار ثلاث نقاط انتزعها بارما من نابولي في عقر داره، كما يعد الميلان خصما صعب المراس دائما وملعب سان سيرو ليس استادا يجلب الحظ لفريق كولومبا، فالمرة الأخيرة التي تمكن فيها بارما من إلحاق الهزيمة بالميلان في ميلانو كانت منذ 12 عاما، في كأس السوبر الإيطالية. وربما لهذا السبب قرر فرانكو كولومبا التغيير أول من أمس، ومنح الفرصة لمن ظل متفرجا من قبل، فدفع بفيلتشر، ونوانكو وفالديز من بداية اللقاء، مع وجود كرسبو وبيابياني وبيلي على مقعد البدلاء. ويشرح المدرب «كنت أود تجريب شيء ما بديل، واعتمدت على لاعبين صغار وسريعين من أجل إعادة الانطلاق، وقد قمنا بذلك لبعض الوقت». بينما لم تعط الخطوط الثانية الدفعة المنتظرة لدرجة أنه تم تبديل نوانكو وفالديز. ويختتم كولومبا حديثه قائلا «كنا نأمل في استعادة المباراة، لكن هذا ليس سهلا أبدا أمام فريق قوي هكذا، ولم نكن في حاجة لمواجهة الميلان بعد الخسارة أمام أتلانتا. الآن يتعين علينا التفكير في مواجهة تشيزينا، فستكون مباراة مهمة». إنها مباراة أمام منافس مباشر على النجاة من الهبوط، فالمدير الفني يعرف كيف أن هذه المباريات لا يمكن لبارما أن يخطئها، وربما لهذا قرر إراحة لاعبيه المهمين.