كاسانو.. وعكة تحوله إلى عيادة للأمراض العصبية

أزمة في هجوم الميلان قبل مواجهة باتي الروسي اليوم في دوري الأبطال

TT

خوف ولغز بشأن الحالة الصحية لكاسانو مهاجم الميلان، والبعض يتهم خطأ جسيما خلال هبوط الطائرة في مطار مالبينسا بميلانو مساء السبت الماضي، لدى عودة الفريق من روما، والتغلب على فريق العاصمة (3/2)، وتسببه في وجود اللاعب في المستشفى لإجراء الفحوصات. يقبع مهاجم الميلان حاليا في المستشفى متعدد العيادات بميلانو، في قسم الأمراض العصبية الخاص بالبروفسور نيريو برزولين، لإجراء تقييمات أخرى والمزيد من الفحوصات المعملية. وحتى مساء أول من أمس، لم يكن هناك أي تشخيص، ولا حتى مجرد معرفة لتطور الحالة، وبالتالي نظل الآن في سياق الفرضيات. الأشياء المؤكدة إلى الآن قليلة، وتتعلق بالأعراض الأكثر وضوحا للمرض، مثل صعوبة التواصل، أو بالأحرى صعوبة التحدث، الشعور بدوار مع فقد الاتزان، الرؤية الضبابية، الإرهاق ونقص الطاقة. وهي المؤشرات التي، لو ظللنا في السياق الافتراضي، قد تذهب بالتفكير إلى نقص دم، «إسكيمية»، مؤقت، أي اضطراب مؤقت في تروية الدم لجزء محدد من المخ. ووفقا لما تبين في ساعة متأخرة من الليل. على أي حال، فإن الموقف في تحسن، وقد تم التغلب على كافة الأعراض، كما تحسنت الحالة المزاجية للاعب بشكل كبير. الخلاصة هي أن ما هو أسوأ قد مضى تقريبا، وقد أكد وكيل أعمال كاسانو بيبي بوتزو قائلا: «الوظائف انتظمت بعد الفحوصات». أقصى حذر: بعد الفحوصات الأولية في مستشفى فاتيبينيفراتيللي، تم حمل كاسانو في الخامسة فجر أول من أمس، إلى المستشفى متعدد العيادات، حيث تم إجراء الفحوصات المعملية، ولم يكن الأمر يتعلق بتلقي علاج، فبين فحص والآخر كان كاسانو يمر بالإسعافات الأولية. الفحوصات الأولية كانت تلك الروتينية، مثل فحص الدم، والأشعة ورسم القلب الكهربائي. ثم تم الانتقال إلى فحص الموجات فوق الصوتية، (وهو مرهق بشكل خاص والذي من أجله لا بد من الخضوع لتخدير خفيف)، للتأكد من عدم وجود أي مشكلات لها علاقة بالقلب. وفي الساعة الرابعة والنصف عصرا، انتقل كاسانو من الاستقبال إلى قسم الأمراض العصبية وتلقى العلاج في أقصى حذر ووسط أكبر اهتمام ممكن. ومن كانوا معه يقولون إن كاسانو بحالة جيدة ويتحرك في أروقة القسم على قدميه، لكن مع وجهه المخفي تحت حائل بطريقة لا تجعل التعرف عليه سهلا. تحاليل أخرى: إلى جواره، كان هناك مسؤول الطاقم الطبي لفريق الميلان رودي تافانا، الذي فضل عدم الخوض في التفاصيل، وقال: «اللاعب لم يكن بحالة جيدة، ونحن نتحقق الآن». من القليل الذي يتكشف إلى الآن، تبدو الفحوصات وقد أعطت نتائج سلبية، بينما طلب كاسانو من الأطباء - الحريصين على عدم الإفشاء بسر المهنة - أن يحموا خصوصيته، وفي ظل انعدام البيانات الرسمية، تواترت العديد من الأنباء المتباينة أول من أمس، ومن الزعم بتعرض أنطونيو لنزلة برد قوية إلى انخفاض في الضغط، ومن الفيروس المعوي إلى التهاب في تجويف الأذن، وحتى فرضية الإسكيمية. وقد يصدر بيان رسمي من المستشفى أو من الميلان، لكن من المؤكد أن اللاعب سيبقى في العيادة حتى يكمل بقية الفحوصات. وكانت كارولينا، زوجة أنطونيو، برفقته طوال اليوم تقريبا، وظلت بجانبه من الصباح الباكر وحتى السادسة والنصف مساء - وبدا القلق عليها، ثم عادت مرة أخرى في الساعة التاسعة إلا ربع لتعود إلى المنزل في العاشرة. أي مستقبل؟: انتهى هكذا أول يوم من الفهم واللغز بشأن حالة أنطونيو الفذ، كما تملك الحذر، إلى ذلك، زملاء الفريق أيضا، الذين لم يكونوا يعرفون ماهية المرض الحقيقية. وبعيدا عن التطورات المعملية في الساعات المقبلة، يظل الآن عدم تأكد كبير بشأن النشاط الرياضي للاعب. بالطبع سيتعين عليه التوقف، ولا بد من معرفة إلى متى. كما يتصاعد في أروقة نادي الميلان قلق معين، وهو أن، بعد غاتوزو، يعد هذا هو ثاني حالة مرضية متعلقة بأسباب تخص الجهاز العصبي. كانت رحلة العودة من روما لفريق الميلان كالمعتاد، حيث ينعس اللاعبون، بينما لا ينام كاسانو أبدا، ولا يضع سماعة الأذن ولا يلعب ألعاب الفيديو. كما لا يتواصل أنطونيو بالـ«آي باد»، فهو يدردش، ويمزح باليد، ويمشي. وقد فعل الشيء ذاته في الرحلة من مطار فيوميتشينو في روما إلى مالبينسا، بعد الفوز بنتيجة (3/2) التي تهدئ الأعصاب كثيرا. الغائب الوحيد على الطائرة كان أليغري فقط، الذي هرب إلى ليفورنو، مسقط رأسه، للتعرف على ثاني أولاده، بينما كان الآخرون جميعا على متن الطائرة، وكاسانو هو من يلفت الأنظار دائما. لم يكن هناك شيء ينبئ باضطراب عصبي أو غيره. وقد جلس كاسانو في منتصف الطائرة تقريبا، وإبراهيموفيتش على نفس الصف، في الجانب الآخر من الممر. الجزء الأول من الرحلة مر في هدوء، بعدها قام أنطونيو من مقعده ووقف في وسط الممر، كان يسرد شيئا ما لإبراهيموفيتش، الذي كان يضحك. على الملأ يضحك اللاعب السويدي قليلا، لكنه يستمتع مع كاسانو، وكان قد ترك الاستاد الأولمبي في روما بالوجه المتجهم المعتاد أمام الصحافي التلفزيوني، الذي أخطأ بسؤاله كثيرا حول حالة الضيق التي أعرب عنها من قبل، لكن حالته المزاجية في حياته الخاصة مختلفة تماما. كيلوغرامات وصناعة أهداف: من المنطقي أن يكون الجميع سعداء في الرحلة المتجهة إلى ميلانو، وكاسانو غارق في الفرحة. وقد أظهر في دقائق معدودة لمدينة روما كتالوج مهاراته الخاصة، ومراوغاته وصناعته للأهداف وأشياء أخرى طيبة. وقد علق غالياني: «إنه يصبح الآن متخصص صناعة أهداف كامل، وقد انخفض وزنه كثيرا لدرجة أن السروال الذي صنعناه له في الصيف يسقط منه الآن». بالفعل، عمل كاسانو على خفض وزنه كثيرا وشارك مع الميلان أكثر، ويقولون الآن إن وزنه قد انخفض. كانت الطائرة على وشك الهبوط، وكاسانو ما زال في منتصف الممر يتبادل أطراف الحديث مع إبراهيموفيتش. بعدها انتهت الرحلة، وفتحت الأبواب، وانتقل اللاعبون من السلم الداخلي إلى الحافلة الصغيرة. أحاط الصحافيون - كانوا ثلاثة أو أربعة - باللاعب السويدي، وفقدوا كاسانو لبضع دقائق، ودخل اللاعبون إلى صالة الوصول. لكن هناك واحدا لم يدخل من الأبواب ويتكئ على الجنب المقابل للحافلة، في الظلام، وكان الطبيب إلى جواره فورا. إنه كاسانو، الذي شعر بدوار في الحافلة، وبالرؤية المنعدمة لفترة وجيزة، ولهذا فقد لمس عينيه، وبدا كأنه يمنع دموعه من النزول. لحظة ذهول وغموض، وتم التفكير في أنه ربما تلقى خبرا سيئا لتوه بمجرد إعادة تشغيل هاتفه الجوال. فكرة الوعكة الصحية لم تخطر ببال أحد، إلى أن جاءت التأكيدات الأولية وغير الواضحة للمكتب الصحافي، الذي قال: «وعكة خفيفة، من دون معرفة الأسباب». خرج كاسانو من المظلة، وتبع الآخرين. مواجهة باتي بوريس: لن يبذل أليغري، مدرب الميلان، جهدا كثيرا اليوم (الثلاثاء) في اختيار ثنائي الهجوم الذي من المفترض أن يقود الفريق في مباراته أمام باتي بوريس الروسي في دوري الأبطال. فلقد قلص الإغماء المفاجئ الذي تعرض له كاسانو، عدد مهاجمي الميلان المتاحين للاستخدام أمام أليغري إلى اثنين: إبراهيموفيتش وروبينهو.

استمرار حالة الطوارئ: ومن الآن فصاعدا، يتعين على مدرب الميلان الاعتياد على مواجهة حالة الطوارئ التي سيعانيها الفريق في خط الهجوم. فمنذ أن اتخذ المدرب القرار بضم أربعة مهاجمين فحسب في قائمة الميلان الدولية (إبراهيموفيتش وباتو وكاسانو وروبينهو)، تاركا فيبلبو إنزاغي وستيفان الشعراوي (الأمر الذي أثار انتقادات كثيرة)، ومفضلا حمل مدافع إضافي في صفوف الفريق (مكسيس)، ويبدو أن هناك لعنة نزلت على قطاع الهجوم في الفريق، وبالتتابع غاب جميع المهاجمين الأربعة عن مباراة واحدة، على الأقل، من التي خاضها الميلان في دوري الأبطال حتى الآن. ويستثنى من ذلك فحسب اللقاء الأخير أمام باتي في مباراة الذهاب (عندما كان هناك روبينهو وكاسانو وإبرا). أما غير ذلك، فلم يكن متاحا أبدا أمام أليغري أكثر من مهاجمين اثنين يمكن الاعتماد عليهما. جدير بالذكر أن كاسانو، حتى الآن، المهاجم الوحيد دائم الوجود في لقاءات الفريق الشامبيونز ليغ ودائم المشاركة أساسيا، واستطاع أن يسجل هدفا في مباراة فيكتوريا بلزن. ولكن مدرب الميلان سيتعين عليه الاستغناء عن خدماته اليوم.