وجود الإنتر في قاع الدوري الإيطالي يعمق جراح جماهيره مجددا

كلاوديو رانييري: لن أستسلم ولا أنظر حاليا إلى ترتيب الدوري

TT

لقد بات الأمر صعبا أمام فريق الإنتر، فالقمة تبعد عنه بمقدار 11 نقطة، والقاع اللعين لجدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أصبح قريبا وسهل الانزلاق به. صحيح بإمكانك القول إن الإنتر قد لعب ليلة السبت أمام اليوفي بشكل جيد وبنشاط وبكل سوء الحظ الذي قد يرافق أي فريق وأضاع العديد من الفرص. حسنا، كل ذلك صحيح ولكن يبقى أيضا أن فريق الإنتر قد مني في تلك الليلة بهزيمة جديدة على أرضه ووسط جمهوره بنتيجة (1/2)، فبعد الخسارة أمام طرابزون سبور التركي ونابولي وصلت صفعة اليوفي. لقد أصبح ملعب سان سيرو بالنسبة للمنافسين أشبه بالمتنزه العام؛ يدخلون إليه ويلعبون ويستمتعون ويخرجون والبسمة تملأ وجوههم. ولكن كلاوديو رانييري، مدرب الإنتر، يرى الأمر بشكل مختلف. فقد صرح عقب انتهاء المباراة قائلا: «أنا لا أنظر حاليا إلى ترتيبنا في جدول الدوري. أجل، اليوفي فريق قادر على الفوز بالدرع ولكن لا يزال هناك 84 نقطة، وسنرى ماذا سيحدث... ماسيمو موراتي؟ إنه غير راض ولكني لن أستسلم. لقد كنت شغوفا لرؤية الإنتر أمام الفريق الأكثر لياقة حاليا، ولم ألحظ لهم قوة بدنية مفرطة مقارنة بنا. لقد لعبنا المباراة وكذلك هم أيضا. وبالتركيز والهدوء تمكنوا من اغتنام الفرصتين اللتين أتيحتا إليهم».

نحن ننضج: ولم ينجح المدرب رانييري خلال المباراة في الاحتفال بفوزه رقم 200 كمدرب. بل إن مدرب الإنتر يوجد أيضا في مركز بجدول الدوري يثير الخوف. ويتابع كلاوديو: «لن يكون هناك أي انعكاسات نفسية لهذه الخسارة في مبارياتنا بدوري أبطال أوروبا، التي تعتمد نتائجها فحسب على الفريق الأفضل خلال اللقاء: لقد كان اللاعب مايكون يعاني، بالفعل، مشكلات في الشوط الأول. وكامبياسو يشعر بألم في ركبته لأن ديل بييرو قفز من فوقه... لقد أحكم فريقي قبضته على الملعب وقد أعجبني أداؤه. أكرر، لا تزال هناك نقاط عديدة أمامنا ولا ينبغي النظر إلى جدول الدوري حاليا. ولكن يتعين علي أيضا أن أكون قانعا بالحقيقة، فقمة جدول الدوري بعيدة بالنسبة إلينا، ولكننا ننضج ونستعيد أيضا خدمات اللاعبين المصابين على الرغم من أنه من الصعب أن تلعب كل ثلاثة أيام».

أسباب التغييرات: وقد ظل رانييري واقفا على قدميه طوال المباراة أمام يوفنتوس. كما يحدث دائما. وحول تغيير زاراتي بكاستانيوس مع بداية الشوط الأول وعدم الدفاع بميليتو مجددا، تحدث رانييري قائلا: «زاراتي كان يلعب بشكل جيد للغاية، غير أن قراري بتغييره كان لسبب فني وقد أوضحته إليه، وقمت بالدفع بكاستانيوس من أجل الهجوم والاحتفاظ بليشتستاينر متأخرا، بيد أنه كان خجولا. ميليتو؟ إنه ليس بكامل لياقته البدنية وأنا أدخر خدماته وأنتظر حتى يعود ميليتو الكبير الذي نعرفه جميعا. الفاريز؟ رأيت أنه كان أفضل. التغطية القصيرة؟ هذا حقيقي، إذا ما أجرينا موازنة في أداء الفريق، فسنجد أننا قمنا بهجوم أقل ولكن كانت هناك أيضا فرص عديدة. لقد كان يتعين علي التدخل ومساعدة الفريق. لم نكن مثل اليوفي، لقد كنا نود إدراك التعادل، ولكن الأمور لم تسر معنا بشكل جيد. هل الدفاع يتحمل الكثير؟ نحن نبحث عن التماسك».

مورينهو والفخر: واختتم رانييري تصريحاته بشعار: (أعتقد ذلك)، «أجل، أنا أعتقد في هؤلاء اللاعبين. وأعتقد أننا قادرون على العودة. بالتأكيد، سينبغي لنا أن ننظر في أعياد الميلاد القادمة إلى المكان الذي سنكون فيه. أتمنى ألا نكون قد فقدنا اليوم خدمات بعض اللاعبين. علينا أن نستعيد المصابين، فخوض مباراة كل ثلاثة أيام أمر صعب. علينا أن نتحلى دائما بروح التضحية. اعتزاز اللاعبين الذي يشعرني دائما بالأمل». وهل سيكون هناك اتصال هاتفيا بمورينهو؟ «في النهاية تلقيت منه مكالمة هاتفية استمرت ثلاث ثوان، قال لي فيها (أتمنى لك التوفيق)، ولكن لم يجمعنا حوار طويل....». ربما أن الأمر كان يحتاج لبعض الدقائق الإضافية؟ واختتم رانييري تصريحاته قائلا: «عندما كان الإنتر يفوز بكل شيء، كان يستعيد نقاط المباراة في الدقائق الأخيرة. أما اليوم، فاللحظة مختلفة ولكن الاعتزاز بالنفس موجود».

غضب الأمير ميليتو: لقد كان هذا الإنتر من قبل يفوز بمباريات معينة لأنه كان هناك فريق يسمى الإنتر لم يعد موجودا حاليا؛ فلم يعد هناك الكاميروني صامويل إيتو الذي كان في الموسم الماضي قادرا بمفرده على إبقاء الفريق واقفا على قدميه. ثم إن الأرجنتيني ميليتو، الذي كان يحول من قبل كل كرة تصل إلى قدميه إلى هدف، بات الآن يجلس باستمرار غاضبا على مقاعد البدلاء ويتم تفضيل كاستانيوس عليه. وقد صرح اللاعب، أثناء خروجه من الملعب، ساخرا: «أنا غاضب؟ لا، بل سعيد للغاية...». ولم يبق لفريق الإنتر من اللقاء سوى هدف مايكون الذي أعاد إليه ذكريات لقاء 16 - 4 - 2010 أمام اليوفي الذي خسر فيها الأخير (0/2)، وحمل الهدف الأول توقيع اللاعب البرازيلي، وحينها كان الإنتر ينطلق نحو الفوز بالثلاثية. أما اليوم، فانطلاق الإنتر يتجه نحو قاع جدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وقد صرح القائد خافير زانيتي عقب المباراة قائلا: «لم نفقد بعد عطشنا لتحقيق مزيد من الانتصارات، ولكن في لحظات بعينها لا تدرك ما هو الشيء الذي يمنعك من حصد نتيجة اللقاء. غير أن جماهير الإنتر كانت غير عادية وأدركت الجهود التي نقوم بها للخروج من هذا الموقف الصعب، الآن سنبحث عن القفزة أمام ليل الفرنسي في دوري الأبطال ثم أمام جنوا محليا».