اليوفي يتربع على قمة الدوري الإيطالي لأول مرة منذ 5 سنوات

كونتي المدرب الأكثر شبها بمورينهو.. وماتري تألق في الهجوم

TT

عاد فريق اليوفي للتربع منفردا على قمة الدوري الإيطالي بعد غياب 5 سنوات ونصف السنة، وأصبح الفريق الآن قادرا حقا على أن يحلم. وظهر ذلك بوضوح في مباراة السبت الماضي أمام الإنتر، وقبلها أمام فيورنتينا في الجولة الثامنة من الدوري الإيطالي، حيث برهن لاعبو اليوفي على أنهم فريق حقيقي يتمتع بلياقة بدنية جيدة وتنظيم رائع ولاعبين يجيدون التمركز والتألق داخل الملعب. ومن بين هؤلاء اللاعبين يوجد أليساندرو ماتري الذي يبذل قصارى جهده داخل الملعب، رغم طبيعته الهادئة. ويحظى ماتري باحترام زملائه ومنافسيه على حد سواء. وقد نجح خلال آخر 3 مواجهات في حجز مكان أساسي لنفسه في قلب هجوم الفريق. وتحقق ذلك بفضل أهدافه وتمريراته الحاسمة وألعابه التي تنم عن براعة ومهارة كبيرة. وخلال 3 أيام فقط أثار ماتري الرعب أولا في فريق جنوا ثم نجح في قهر فريق فيورنتينا ودفع بفوتسينيتش إلى الأجناب ليحتل موقعه في قلب الهجوم. واجتاز ماتري بنجاح كبير الاختبار الصعب الذي وضع فيه خلال الفترة الماضية ليرفع رصيده من الأهداف هذا الموسم إلى 4 أهداف. وقد لعب ماتري كأساسي في 4 مباريات فقط من أول 6 مباريات هذا الموسم وتعرض فيها جميعا للتغيير. وبعد ذلك لعب شوطا واحدا أمام فريق بولونيا ثم دقيقتين فقط أمام الميلان، بينما ظل رهينا لمقعد البدلاء في مباراة كييفو.. باختصار بدأ ماتري الموسم بطريقة ليست سهلة واجه فيها تغير طريقة اللعب (من 4-2-4 إلى 4-1-4-1) وخوفه من الابتعاد عن المشاركة قبل تثبيت أقدامه وشبح الابتعاد عن المنتخب الإيطالي. وكان الأمر يحتاج إلى التركيز والجدية والشخصية من أجل الاستمرار في الظهور في الصورة. وأثبت ماتري يوما بعد يوم أنه يمتلك هذه السمات. وإذا استمر اللاعب على هذا الإيقاع فسيعود سريعا إلى صفوف المنتخب الإيطالي. وكان ماتري قد انضم إلى اليوفي في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي قادما من نادي كالياري. وكانت هذه الصفقة قد بدأت تؤثر نوعا ما على الحالة النفسية للاعب بعد أن بدأت بعض الأصوات تتساءل عن جدوى دفع 16.5 مليون يورو لنادي كالياري ثمنا له. لكن أداء اللاعب حاليا أكد أنها كانت صفقة رائعة.

أفضل من تريزيغيه: وتم ضم ماتري من نادي كالياري على سبيل الإعارة مع الاحتفاظ بالحق في شرائه مقابل مليوني يورو تم دفعها على الفور (من خلال نصف بطاقة اللاعب أرياودو) و14.5 مليون يورو أخرى تدفع في نهاية الموسم. وتعتبر هذه الأرقام منطقية للغاية بالنسبة للاعب يسير بمعدل تهديفي يفوق معدل ديفيد تريزيغيه نجم اليوفي السابق في أول 23 مباراة له مع اليوفي. فقد سجل ماتري 13 هدفا (جاء آخرها في المباراة رقم 23 له منع الفريق)، بينما سجل المهاجم الفرنسي 11 هدفا فقط مع اليوفي، رغم أنها جاءت في 1426 دقيقة لعبها مقارنة بـ1687 دقيقة لعبها ماتري. وبهذا الأرقام يمتلك اللاعبان نفس المتوسط التهديفي تقريبا بمعدل هدف واحد كل 130 دقيقة، ولا يتفوق عليهما في ذلك سوى بوريل الثاني وجون تشارلز (اللذين سجلا 20 هدفا بمتوسط هدف واحد كل 104 دقائق) وجامبييرو بونيبرتي (16 هدفا بمتوسط هدف واحد كل 129 دقيقة). وبعد 23 مباراة لعباها مع اليوفي سجل 13 هدفا كل من بيترو أناستازي وعمر سيفوري، بينما سجل جون هانسن 15 هدفا. لكن هؤلاء اللاعبين الـ3 لعبوا أساسيين طوال الـ23 مباراة بما يصل مجموعه إلى 2070 دقيقة.

رمز التغيير: لكن الأمر الهام هو أن تريزيغيه استمر بهذا المعدل التهديفي لمدة 10 سنوات، وهو ما يعني أن ماتزاري ما زال أمامه طريق طويل ليقطعه. ولا شك أن ماتري يعتبر أحد الرموز اللامعة لتغيير فني واقتصادي بدأ في نادي اليوفي قبل عام ونصف العام فقط مع تولي أنيللي وماروتا إدارة الأمور في النادي. ويحتاج ذلك التغيير الكبير إلى فترة من الوقت ليؤتي ثماره، لكن النتائج الجيدة بدأت تظهر بالفعل. فقد كان 11 لاعبا من الـ14 الذين شاركوا يوم الثلاثاء الماضي أمام فيورنتينا من المنضمين للفريق بدءا من شهر يونيو (حزيران) 2010. والمؤكد أن الشيء نفسه سيحدث يوم السبت المقبل في استاد سان سيرو أمام الإنتر. وسيكون ماتري في قلب هجوم اليوفي، وكان هو الذي سجل هدف الفوز على الإنتر في تورينو في شهر فبراير (شباط) الماضي.

كونتي: يبدو أنطونيو كونتي، مدرب فريق «السيدة العجوز»، مثل مورينهو في براعته. فقد أصبح كونتي عاملا مهما في تصدر اليوفي ترتيب الدوري الإيطالي، وفي أقل من 4 شهور، أزال المدرب المتحدر من مدينة ليتشي، المخاوف من بيئة سيئة وليدة موسمين مخيبين للآمال، وأعاد إلى الفريق اللعب والهوية وحس الانتماء إلى فريق لا يخشى الآن الفرق الموصوفة بالصغيرة. كما يبدو أنطونيو مثل جوزيه لأنه محاط باللاعبين المستعدين لبذل ما بوسعهم للفريق ولأنه أظهر مرونة تكتيكية وإذا لزم الأمر لم يدخر جهدا في الدفاع عن الفريق علنا، ولكنها أدت، على العكس، إلى إزالة الضغط عن الفريق وتجنب العديد (والغالب) من الهجوم الإعلامي المتوقع.

مرونة تكتيكية: جاء أنطونيو كونتي بوصفه «مدربا تقليديا». ولقول الحقيقة، فقد أوضح كونتي طريقته في الأيام الأولى (حيث لم يتخلَ أبدا عن طريقة اللعب 4-2-4)، التي كانت من الممكن أن تكون عائقا، ولكن خرج لنا مدرب مستعد يعرف بعمق أكثر من طريقة لعب ولم يكن أسيرا لطريقته المعتادة. واستغرق القليل من الوقت ليكتشف ماركيزيو وبيرلو وفيدال، الجوهرة الحقيقية لهذا الفريق، ومن هؤلاء اللاعبين صنع فريقا محا الإنتر من بطولة الدوري، ويبدأ الآن في تشكيل خطر حقيقي على فريق الميلان. ويشبه كونتي قليلا بالفعل المدرب البرتغالي مورينهو الذي كان مريضا في البداية بطريقة اللعب 4-3-3 ثم تحول إلى طريقة «الرومبو» أولا، ثم إلى طريقة اللعب 4-2-3-1 التي جلبت إلى الإنتر الثلاثية.

«الدفاع عن الفريق»: ومثل مورينهو، يتحدث كونتي بشكل مؤثر أحيانا وهو يسأل الصحافيين بعد الفوز المستحق أمام فريق فيورنتينا، قائلا: «الآن لا تقولون شيئا عن كييلليني؟ ألم يكن لاعبا أخرق بالنسبة لكم؟»، وأضاف أيضا: «إن الإعلام ينتظر الساعة التي يحبطكم فيها». وكان جوزيه يحب حماية لاعبيه ويلتزم مع فريقه بالصمت الإعلامي، وربما يصنع أيضا عدوا خياليا يشعل الغضب والفخر في نفوس اللاعبين لينعكس ذلك على أي خصم في الملعب. وتحدث كونتي، قائلا: «لقد قرأت كثيرا عن مورينهو»، وصرح بأنه مثل المدرب البرتغالي، حين قال: «في المستقبل، أود أن أكون مدربا عالميا وأدرب في الخارج». بالتأكيد، إن كونتي هو المدرب الأكثر شبها بمورينهو بين المدربين الإيطاليين، فلينعم اليوفي.