ميروسلاف كلوزه.. مهاجم فذ بإمكان لاتسيو تحقيق الأحلام الممنوعة معه

النجم الألماني سجل 8 أهداف خلال 11 لقاء.. وأهدى فريقه الفوز بديربي العاصمة

TT

لقد بات الأمر الآن أشبه بالأحداث التي لا مفر من وقوعها، مثل هطول الأمطار بالنسبة لمن يعيش في لندن أو العواصف لمن يقطن شاطئ المحيط. فدائما ما تكون على معرفة بأن هذه الأمور ستحدث. هكذا باتت أيضا أهداف الألماني ميروسلاف كلوزه مع فريقه الجديد لاتسيو، موعدا لا يخلف أبدا، حتى عندما لا تبدو أنها ليلة لاتسيو. وذلك ما حدث أيضا في مباراة الفريق أمام كالياري في الجولة قبل الفائتة من الدوري الإيطالي (1 – 1) وسجل هدف لاتسيو كلوزه. لكن هكذا أيضا كان الأمر، تقريبا، في كل المباريات السابقة التي شارك فيها المهاجم الألماني مع لاتسيو. ولعل الـ8 أهداف التي أحرزها كلوزه في الـ11 لقاء التي خاضها توضح كل شيء، خاصة تلك الجوهرة التي أهدى بها الفوز لفريقه في مباراة الديربي أمام روما.

ماكينة أهداف مثالية: ومع وجود مهاجم مثل كلوزه (248 هدفا خلال مسيرته الكروية حتى الآن) بين صفوف الفريق، من الطبيعي أن يوجد لاتسيو في مراكز متقدمة من جدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ولا مفر أيضا من البدء في رسم أحلام ممنوعة. ذلك كله على الرغم من أنه عندما وصل إلى النادي الإيطالي لم يكن الجميع على قناعة بصلاح تلك الصفقة. ويرجع السبب في ذلك إلى عامل السن (33 عاما) الذي كان يدفع نحو التفكير بصدد عنصر في المرحلة المتأخرة من مسيرته. لكن على العكس كان كلاوديو لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، صاحب رؤية سليمة في تلك الصفقة. وهذا أيضا بفضل الألباني إيلي تاري، المدير الرياضي في نادي لاتسيو، الذي يعد المخرج الحقيقي لعملية انتقال كلوزه من بايرن إلى لاتسيو. ولقد كان، في الواقع، إيلي، رفيق كلوزه في فريق كايزرسلاوترن الألماني منذ 10 سنوات مضت، وراء إقناع ميروسلاف بالانتقال إلى إيطاليا. لكنهما (لوتيتو وتاري) لم يكونا يتوقعان هذا التأثير المدمر لتلك الدبابة الألمانية على مسار الدوري الإيطالي.

ألماني من روما: إن إطلاق لقب الدبابة على كلوزه أمر يثير الضحك بعض الشيء؛ لأن هذا اللقب لا يتم استخدامه في ألمانيا مع اللاعبين الذين يتمتعون بسمات هذا المهاجم. لكن الغرابة الإيطالية في استخدام الكلمات تثير إعجاب كلوزه. فخلال المقابلات الصحافية التي أجراها المهاجم الألماني في بلاده أثنى اللاعب على الطريقة غير التقليدية التي يواجه بها الإيطاليون الحياة. لكن كلوزه عاشق أيضا لمدينته الجديدة روما. فهو يقطن هو وزوجته وتوأمه الصغير بالقرب من فورميللو. وقد قام اللاعب بصحبة عائلته الصغيرة بزيارة الأماكن الأثرية في العاصمة الإيطالية ومحلات التسوق هناك. ولا يزال ميروسلاف لا يجيد تحدث اللغة الإيطالية غير أنه يفهم كل شيء، حتى لهجة أهل روما، وهذا ما أوضحه بورتانوفا، مدافع بولونيا عقب مباراة فريقه أمام لاتسيو في الجولة الفائتة من الدوري المحلي؛ حيث صرح قائلا: «لقد قلت لكلوزه شيئا بلهجة أهل روما، وأنا على قناعة أنه لن يفهمها. لكنه على العكس فهمها جيدا».. إنه يدرس اللغة الإيطالية باجتهاد، غير أنه ليس لديه وقت بعدُ لممارسة هوايته المفضلة «صيد السمك». لكنهم أوضحوا له أنه على بعد خطوتين من حيث يسكن توجد بحيرة براتشانو، المكان المثالي لمن يعشق تلك الهوية، وسوف يذهب إليها قريبا. وحتى الآن يبدو أن السمكة الكبيرة قد حصل عليها لاتسيو الذي وجد في كلوزه الوريث الشرعي لكل من بيولا وجيوردانو وسينوري وكريسبو، لاعبي لاتسيو، الذين نجحوا من قبل في الحصول على لقب الهداف في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وبإمكان كلوزه أن يفعل ذلك، ومعه بمقدور لاتسيو أن يعود للتفكير بطريقة الكبار.