صدارة الشباب تواجه خطر انتفاضة النصر.. والاتحاد الجريح يصطدم بتطور القادسية

خليل المصري رشح التعاون والفيصلي لتجاوز نجران والأنصار اليوم في دوري زين

TT

يواجه فريق الشباب منعطفا صعبا مساء اليوم، الأربعاء، قد يهدد صدارته في دوري زين السعودي للمحترفين، عندما يواجه نظيره النصر على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض ضمن الجولة الثامنة من الدوري، ويملك الشباب 19 نقطة جمعها من 6 انتصارات وتعادل، في حين يتأرجح النصر ما بين المراكز الـ7 الأخيرة بـ7 نقاط فقط جمعها خلال 6 جولات.

وتستكمل الجولة الثامنة من دوري زين اليوم بإقامة 3 لقاءات أخرى، إذ يستضيف التعاون على ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية في بريدة منافسه نجران، ويواجه الفيصلي على ملعب مدينة الأمير سلمان بن عبد العزيز الرياضية بالمجمعة الوافد الجديد لدوري زين الذي لم يحصل على أي نقطة حتى الآن (فريق الأنصار)، وأخيرا يخوض الاتحاد أول لقاء له في الدوري بعد أن خرج من مسابقة دوري أبطال آسيا 2011، حيث يحل ضيفا مساء اليوم على القادسية في المباراة التي ستقام على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، بسبب انشغال ملعب الأمير سعود بن جلوي في الراكة بأعمال الصيانة الدورية.

الخبير الفني السعودي خليل المصري، بين في رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» جوانب القوة والضعف في كل فريق، وقارن بين خطوط الفرق المتبارية، مبينا حظوظ كل فريق في المباريات الـ4.

* الشباب × النصر

* هي مباراة قمة وتمثل، مع لقاء الأهلي والاتفاق، الأقوى لهذه الجولة، إذ ينتظر أن تتحفنا بمستوى فني عال لرغبة الفريقين الجامحة في كسب الديربي، وبنظرة فنية على الفريقين نجد أن الشباب يعيش الاستقرار على جميع الأصعدة، فنيا وعناصريا، لذا هناك ثبات في المستوى تعززه المهارة العالية التي يملكها لاعبو الفريق، كما أن لمدربهم البلجيكي ميشال برودوم تكتيكا جيدا، على الرغم من أن الفريق لم يبد أسلوبه المعهود منذ بداية الدوري في مباراته الأخيرة أمام التعاون، لأنه سعى في الشوط الأول إلى تغيير نهجه الدائم في الهجوم عبر الأطراف باختراق العمق التعاوني، قبل أن يتدارك برودوم خطأه في الشوط الثاني ويغزو أطراف المنافس، ليشكل الخطورة المتوقعة، وهذه سمة المسيرة الفنية للشباب الذي يلعب دائما للكسب بعد أن تمكن من زرع روح الانتصار لدى عناصره. في المقابل، يعيش النصر ظروفا سيئة، خصوصا بعد الخسارة الأخيرة أمام الاتفاق، فالفريق لم يقدم المستوى المرضي لطموحات جماهيره، وبكل أمانة فالنصر يصل لمرمى منافسيه، ولكن هجومه يضيع الفرص السهلة، وهذا يعكس غياب المهاجم الهداف في النصر، في حين أن مرماه قابل لاستقبال الأهداف، ولا ننكر أن في النصر عناصر جيدة كأحمد عباس والأرجنتيني خوان ميرسير، إضافة إلى إبراهيم غالب.

أيضا أعتقد أن المباراة تميل كفتها لصالح الشباب إلا إذا عولجت الأوضاع الفنية في النصر خلال فترة التوقف الماضية للفريق بعد تأجيل مباراتهم في الجولة السابقة، لأن الشباب هو الأفضل على مستوى الخطوط بدءا من الحراسة التي تتميز بوجود وليد عبد الله العائد هذا الموسم لمستواه الحقيقي، كما هو الحال لدى حارس النصر خالد راضي الذي أنقذ فريقه من أهداف محققة في المباريات الماضية.

وإذا ما استطاع مدافع الشباب البرازيلي تفاريس المشاركة في المباراة بجانب وليد عبد ربه فإن كفة متوسط الدفاع تميل أيضا لمصلحة الشباب، في وقت تتساوى فيه قوة ظهير الأجناب لدى الفريقين، بينما يرجح وسط الشباب الأكثر ترابطا وقوة بوجود قائد الفريق أحمد عطيف والأوزبكي جيباروف والبرازيلي فرناندو، بينما يعاني النصر من تذبذب مستوى لاعبي وسط الميدان كالكولومبي بينو وأحمد عباس، باستثناء أحمد غالب والأرجنتيني ميرسير، ويتفوق هجوم الشباب على نظيره في النصر بمراحل عدة لأكثر من سبب، فوجود ناصر الشمراني هداف المسابقة في المواسم الماضية ودعم اللاعبين القادمين من الخلف يعطي نسبا أكبر لنجاح الهجوم الشبابي.

* القادسية × الاتحاد الموسم الرياضي الحالي هو الأفضل للقادسية خلال الأعوام القليلة الماضية، في ظل ترابط الخطوط، وحتى على صعيد اللاعبين المحليين والأجانب الذين برز منهم بشكل لافت المهاجم الجزائري الحاج بوقاش، الذي يقيم كأحد أفضل المهاجمين الأجانب في الدوري السعودي، وسر قوته قدرته على اللعب من الأطراف وخطورته البالغة في حال توغله من العمق، والقادسية يتميز بالحراسة المطمئنة وخط الدفاع لديه جيد للغاية على الرغم من ظهوره السيئ في الشوط الأول من مباراته الأخيرة أمام الهلال، كما أنه يملك خط وسط متجانسا يقوده علي الشهري، وتتعدد أسلحة القادسية الهجومية بتنقل ظهير الجنب ياسر الشهراني بين الجهتين اليمنى واليسرى.

في المقابل، أجد أن أثار الهزيمة الآسيوية مؤثرة على الفريق الاتحادي حتى الآن، كما أنه إضافة إلى خروجه من البطولة الآسيوية، فالفريق يتعرض لعوامل نفسية أخرى قد تلقي بظلالها على اللاعبين كالاستغناء عن الثنائي حمزة إدريس وحسن خليفة، وما قد يقع عليهم من تأثيرات باتهامهم بعدم القدرة على العطاء نظرا للمتوسط العالي لأعمار اللاعبين، ولكن فعليا الاتحاد يملك لاعبين ذوي خبرات كبيرة مثل سعود كريري ومحمد نور ومشعل السعيد والتونسي زياية وأسامة المولد، وعطفا على الأسماء فالاتحاد هو الأقرب للفوز في المباراة، لكن ستكون المباراة صعبة لأن القادسية يلعب بروح عالية.

* التعاون × نجران يعد التعاون أحد أفضل الفرق تطبيقا للانضباط التكتيكي داخل الملعب، وأحرج كثيرا بانضباطيته الفريق الشبابي في الجولة الماضية، فهم يصعبون مسألة الوصول لمرماهم حيث يدافعون في حال فقدان الكرة، كما أنهم يتقنون الارتداد السريع بقيادة المغربي صلاح الدين عقال وبدر الخميس والألباني ميغين ميميلي، ويملك التعاون عناصر الأمان الدفاعي بعد أن شكا الفريق في الجولات الأولى من تردي مستوى الخط الخلفي، بوجود ذياب مجرشي ومحمد أمان، وفي الأطراف يلعب قائد الفريق سعود الخيبري بخبرة وتوازن، لأنه لاعب ذكي يعرف متى يدافع ومتى يهاجم، ويملك الفريق حارسا متمكنا هو فهد الثنيان. في حين أن نجران يعاني من عدم ثبات مستواه، فتارة يتصاعد أداؤه وأخرى يهبط، فبعد أن كسب الرائد في بريدة خسر بعدها بسهولة أمام الشباب على أرضه، والمباراة بشكل عام تميل لمصلحة التعاون الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره.

* الفيصلي × الأنصار

* لم يقدم الفيصلي المستوى المأمول في مباراته أمام هجر وأنهاها بالتعادل، وبشكل عام فالفيصلي لم يقدم نفس المستوى الفني الذي قدمه الموسم الماضي، ولكن بنظرة إلى خطوط الفريقين فإن الفيصلي يتفوق بعودة عقيل بلغيث بعد فراغه من المشاركة مع المنتخب السعودي الرديف، في حين أن الفريق الضيف بدأ ضعيفا جدا في مستهل الدوري، مما جعل إدارته تضطر إلى إنهاء عقود بعض اللاعبين بعد إقالة المدرب، وبإشراف المدرب الوطني أيوب غلام الذي خلف المدرب البوسني المقال بلازا فإن من الممكن أن نجد تحسن في المستوى الفني للفريق، ولكن تبقى الأفضلية للفيصلي القوي على ملعبه الذي يشرف عليه المدرب الكرواتي زلاتكو الذي يحسن قراءة المباريات ويجيد تطبيق الارتداد والهجوم من الأطراف.