الميلان يتعادل مع باتي بوريسوف ويتأهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا

إبرا فشل في تحقيق الرقم القياسي.. وأليغري غاضب بسبب إهدار الفرص

TT

تأهل فريق ميلان الإيطالي، أول من أمس (الثلاثاء)، لدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما تعادل، خارج ملعبه، مع باتي بوريسوف البيلاروسي بهدف لكل منهما ضمن دوري المجموعات، ويأتي التأهل بفضل فوز برشلونة في المجموعة ذاتها على فيكتوريا بلزن التشيكي برباعية نظيفة احتل بها صدارة المجموعة برصيد 10 نقاط، بينما رفع الميلان رصيده إلى ثماني نقاط، فيما ظل باتي وبلزن في المركزين الثالث والرابع برصيد نقطتين ونقطة واحدة على التوالي.

وتقدم الميلان في البداية عن طريق مهاجمه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في الدقيقة 22 من الشوط الأول، وتعادل بريسان من ركلة جزاء لأصحاب الأرض في الدقيقة 10 من الشوط الثاني.

كان من المفترض أن تكون ليلة أول من أمس هي أمسية الرقم القياسي، والتأهل والهدية إلى أنطونيو كاسانو، وعلى العكس تحولت إلى أمسية الحسرات والمرارة. كان زلاتان إبراهيموفيتش قد حمل الميلان في نصف ساعة إلى السعادة، إلا أنه لم يأخذ في الحسبان ذلك النجم الذي يدعى بريسان، والذي في نفس الفترة الزمنية أنزل الميلان عن صدارة المجموعة.

مواجهة مع غوتور: لم تكن هذه هي النهاية التي تخيلها، ولم تكن النتيجة التي كان يعتزم إهداءها لزميله الراقد في المستشفى. المهمة المزدوجة للاعب السويدي كانت الفوز على باتي للوصول إلى أم المعارك أمام برشلونة في الصدارة ومعادلة نفس رقمه القياسي في عدد الأهداف الخاص به في دوري الأبطال. حاول إبراهيموفيتش التسجيل بتصميم وإصرار، مهما كلفه الأمر. ربما كان قد وعد صديقه بذلك، وهكذا دخل زلاتان في تحد في شوط المباراة الأول مع أليكساندر غوتور، حارس فريق باتي البيلاروسي، فقد سدد السويدي في المرمى أربع مرات خلال 21 دقيقة، ودافع حارس باتي عن شباكه بأفضل ما يمكن وشتت ورد قذائف مهاجم الميلان، لم يكن هناك مفر في التسديدة الرابعة، وهي الكرة التي قام فيها إبراهيموفيتش بمفرده، فهو الذي استخلص الكرة ومررها إلى روبينهو وهي تحمل رسالة «ردها إلى المرسل»، ثم أسكنها شباك غوتور.

في مشاركته رقم 40 مع الميلان، احتفل زلاتان بالطريقة المعتادة فاتحا ذراعيه وركض لمعانقة بواتينغ، لكن الاختيار لم يكن بالصدفة، فحينما وضع السويدي يديه حول رقبة اللاعب الغاني، رفع بواتينغ قميصه ليظهر رقم 99، رقم قميص كاسانو، وربت على كتفه كما لو كان يقول «أنطونيو، هذا الهدف من أجلك». وشرح اللاعب الغاني في نهاية المباراة قائلا: «أنا الذي ارتديت قميص كاسانو تحت قميصي لأنه بمثابة الأخ بالنسبة إلي». ومن المستحيل الاعتقاد أن هذه المباراة كغيرها، ويعلق ماسيمو أمبروزيني قائد الفريق: «لا يمكن نفي مسألة تأثر الفريق نفسيا بما تعرض له كاسانو، فقد أثر وضع أنطونيو على ما قبل المباراة، أيضا لأنه دخل إلى قلوب الجميع. كنا نود إهداءه الفوز، ونبعث له بعناق حار ونتمنى رؤيته في الملعب قريبا».

مثلما كان في أياكس: عادل زلاتان أول من أمس عدد أهدافه التي سجلها في دوري أبطال أوروبا مع فريق أياكس أمستردام الهولندي، وهو سبعة أهداف، ولكن في فترة أقصر، فقد حقق حينها هذا الرقم في 23 مباراة على مدار ثلاث سنوات، بينما مع الميلان 11 مباراة كانت كافية لمعادلة الرقم في أقل من عام ونصف العام. لقد تحسن متوسط تسجيله للأهداف في المباراة الواحدة، لكن إبراهيموفيتش لا يمكن أن يكون سعيدا، بسبب تبخر الهدف الأساسي، وهو الفوز. كما أن تلك الفرص التي أهدرت في الشوط الثاني، علاوة على فرصتي روبينهو الخطيرتين، ثقيلة مثل الحجارة. ويهون أليغري من الأمر قائلا: «إبراهيموفيتش قدم مباراة طيبة». لكن هذا لا يكفي لإسعاد المقاتل، فلم يكن هذا هو الإهداء الذي أعده لصديقه كاسانو.

أليغري: منذ 10 سنوات مضت، انتهى الأمر بشكل أفضل، فاللقاء الوحيد الذي خاضه الميلان في ملعب باتي بوريسوف يرجع إلى سبتمبر (أيلول) 2001 وانتهى بالفوز بهدفين نظيفين للفريق الإيطالي، سجلهما شيفشينكو ومورينو. وهذه المرة، كانت المباراة لتنتهي بالنتيجة ذاتها، إن لم يهدر الميلان فرصا محققة. وعلى العكس، بعد هدف إبراهيموفيتش، لم تأت اللكمة القاضية بهدف يعزز النتيجة ويضمن الفوز، وإنما تعادل باتي من ركلة جزاء في بداية الشوط الثاني، والتي اعتبرها البعض كرما من الميلان، لكنها تجبر الميلان على هزيمة برشلونة في سان سيرو من أجل انتزاع صدارة المجموعة الثامنة.

جرس إنذار: كان ماسيمليانو أليغري، المدير الفني للميلان، قد أنذر لاعبيه في أكثر من فرصة، فحينما تخلق فرصا ولا تسجل ينتهي الأمر بدخول مرماك هدفا وتدمر كل ما هو جيد قمت به في تلك اللحظة. وفي مينسك، حدث هكذا بالضبط، حيث الشوط الأول سيطرة الميلان تماما، والشوط الثاني شهد سعيا نحو تعزيز الهدف بعد ضربة تعادل الخصم. ويعلق أليغري: «الأداء كان جيدا، لكننا أخطأنا كثيرا في التمريرة الأخيرة وفي مرحلة إنهاء الهجمة، وبعدها يحدث وأن تدخل مرماك أهداف. مباريات كهذه ينبغي حسمها مبكرا، وإن لم تفعل فإنك تواجه خطر الخسارة مباشرة، مثلما حدث معنا في الدقائق الأخيرة. ركلة الجزاء؟ كانت مبالغة، لكننا بعد التقدم كان يتعين علينا مواصلة الضغط من أجل مضاعفة النتيجة. ما يهم هو التأهل الذي حققناه، والآن نفكر فقط في العبور إلى ثمن النهائي في الصدارة. كاسانو؟ نتمنى أن يعود قريبا».